قهوتنا على الانترنت
صفحة 6 من 8 الأولىالأولى ... 2345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 74
  1. #51

    افتراضي هل يعقل ان تنصره وانت لا تعلم من هو؟

    السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
    اخواتى واخوانى فى الله
    اتمنى ان تتقبلوا موضوعى والا تملوا منه
    فهو موضوع فى غايه الاهميه
    كلنا نؤكد نصرتنا لنبينا محمد صلى االه عليه وسلم
    وكلنا نؤكد حبنا له ولكن
    هل يعقل ان احب شخص وانا لم اعرف جيدا
    هل يعقل ان انصر شخص وانا لم اتعرف عليه

    ولهذا السبب احببت ان اعرفك على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الامين
    فتعالوا معى نبحر فى حياته ونتعرف عليه

    الميلاد والنشأه:

    هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، القرشي والذي يمتد نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السلام ـ .
    وللنبي عدة أسماء، أشار إلى بعضها في أحد الأحاديث، فقال " لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي (أي يُحشر الناس إثر بعثه)، وأنا العاقب" والعاقب الذي ليس بعده نبي.
    يقول المؤرخ الأمريكي رالف لنتون : "ولد محمد‏[ص]‏ في مكة من عائلة ذات مركز حسن، ولكنَّ أباه مات قبل ولادته، كما ماتت أمه عندما كان في السادسة من عمره.. وفي السنوات الأولى من سن المراهقة كان يعمل راعياً.. وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره ذهب إلى سوريا مع عمٍّ له بقصد التجارة –، وعندما أصبح في الرابعة والعشرين كان ينوب عن أرملة غنية – هي السيدة خديجة – في السفر بقافلتها التجارية، وبعد عام آخر- أي في عام 595م - تزوج تلك الأرملة التي كانت في الأربعين من عمرها، وكانت قد تزوجت قبل ذلك مرتين، ولها من زوجيها السابقين ولدان وبنت. وولدت له هذه الأرملة ولدين ماتا عندما كانا طفلين وأربع بنات. وفي السنوات الواقعة بين عامي 595-610 م كان محمد تاجراً محترماً في مكة، وكان يلقب بالأمين نظراً لما اتصف به من صدق وحكمة في أحكامه"



    اخلاقه:

    عاش النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعد وفاة عمه أبي طالب - في بيت جده عبد المطلب زعيم مكة، ومن ثم نال حظاً وافراً من الفطنة والفكر السديد، ومعايشة قضايا العالم ومشكلاته ونزاعاته .. فطالع النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ صحائف البشرية وأحوال القبائل والجماعات والأحلاف، وقد كان النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ في ذروة الإيجابية مع قضايا أمته ، فهو عضو في " حلف الفضول " للدفاع عن المظلومين، ورفض كل صور الظلم، وأكل الحقوق بالباطل .. كما إنه حكم عدل في فض النزاعات والمشكلات التي تحدث بين القبائل والعائلات .. كان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلقًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عَرِيكة، وأعفهم نفسًا، وأوفاهم عهدًا.. إنه ـ ببساطة شديدة ـ كما وصفته زوجته خديجة ـ رضي الله عنها ـ ، يصل الرحم، ويحمل الكل، ويُكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الدهر .

    صفاته:

    - كلام أنس في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    قال أنس بن مالك – خادم النبي - :
    "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليس بالطويل الْبَائِنِ وَلا بِالْقَصِير، ِوَلَيْسَ بِالْأَبْيَضِ الْأَمْهَقِ، وَلَيْسَ بِالْآدَمِ، وَلَيْسَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ ، وَلَا بِالسَّبْطِ ، بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ"
    " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ضَخْمَ الْيَدَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ وَلَا قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَكَانَ بَسِطَ الْكَفَّيْنِ"
    "كَانَ يَضْرِبُ شَعَرُ النبي – صلى الله عليه وسلم – مَنْكِبَيْهِ" .
    2- كلام ابن عباس في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، فَسَدَلَ النبي – صلى الله عليه وسلم – نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ" .
    3- كلام البراء في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مربوعًا، بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ، ما رأيت شيئا قط أحسن منه" .
    4- كلام جابر بن سمرة في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    " رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في ليلة إضحيان [ أي مضيئة مقمرة ] وعليه حلة حمراء فجعلت أنظر إليه وإلى القمر فلهو عندي أحسن من القمر " .
    " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضليع الفم أشكل العين منهوس العقب " . قال شعبة : قلت لسماك : ما ( ضليع الفم ) ؟ قال : عظيم الفم . قلت : ما ( أشكل العين ) ؟ قال : طويل شق العين . قلت : ما ( منهوس العقب ) ؟ قال : قليل لحم العقب .
    5- كلام علي بن أبي طالب في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    " لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم -بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين، ضخم الرأس، ضخم الكراديس ، طويل المسربة ، إذا مشى تكفأ تكفؤًا كأنما ينحط من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله - صلى الله عليه وسلم – " .
    6- كلام أبي الطفيل في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري "
    قيل له : صفه لي . قال : " كان أبيض مليحًا مقصدًا " .
    7- كلام أبي هريرة في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    "كان أحسن الناس ( صفة و أجملها كان ) ربعة إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة ( و إذا ضحك يتلألأ) .
    8- كلام أُمّ مَعْبَدٍ في وصف النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~
    وهو أدق وصف – وصفه بشر في النبي- على الإطلاق .. !
    قالت أُمَّ مَعْبَدٍ تصف رسول الله لزوجها، لما مر بها في رحلة الهجرة :
    "رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهَرَ الْوَضَاءَةِ .. أَبْلَجَ الْوَجْهِ .. حَسَنَ الْخَلْقِ ..لَمْ تَعِبْهُ ثُحْلَةٌ..وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ ، وَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ ،وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ ، أَزَجُّ أَقْرَنُ ..
    إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلاهُ الْبَهَاءُ ..
    أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبَهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ ،وأَحْلاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ ..
    حُلْوُ الْمِنْطَقِ ، فَصْلٌ لا هَذِرٌ وَلا تَزِرٌ كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتٌ نَظْمٌ يَتَحَدَّرْنَ ..
    رَبْعٌ لا يَأْسَ مِنْ طُولٍ ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ ..
    غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا ، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ،
    إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ..
    مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ لا عَابِسٌ وَلا مُفَنَّدٌ " .



    يتبع
    لاتجادل الاحمق فقد يخطىء الناس فى التفريق بينكما


    لست مجبره ان يعرف الاخرين من انا!!!

    فمن لديه مؤهلات القلب ! والعقل ! والروح
    !سأكون امامه كالكتاب المفتوح

    البحث على جميع مواضيع العضو شيري العسولة

  2. #52

    افتراضي

    اول ما انزل عليه:

    كان أول ما بُدئ به رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ من أمر النبوة الرؤيا الصادقة واستمر ذلك ستة أشهر، ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة، فجاءه الملك جبريل – عله السلام - وهو في خلوته بغار حراء، وقرأ عليه النصف الأول من سور العلق : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }.

    اسلام ورقه ابن نوفل:

    فبعدما استمع للنصف الأول من سورة اقرأ من فم رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ :
    قال ورقة فوراً : "هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك" ، فقال النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "أومخرجي هم؟". قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا ، وأسلم ورقة، ليسجِّل التاريخ أن أول رجل يصدِّقُ محمداً ويعتنق دينه هو عالمٌ نصراني.


    اول من اسلم:

    أمر الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بتبليغ الدعوة سراً لمدة ثلاث سنين، فدعا قومه إلى الإسلام، فحاز قصب السبق صديقه ووزيره أبو بكر، وزوجته خديجة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وخادمه زيد من حارثه.
    وهؤلاء نواة الإسلام، ومنهم انبثق الدين الإسلامي، وانتشر في الناس، وعم نوره في البقاع.
    يقول رالف لنتون : و" اجتذب الوحي الذي نزل على محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ عدداً من الأتباع، وبدأ ينتشر بين الناس.."

    ايذاء المسلمين:

    لما دخل الناّسُ في دين الله واحداً بعد واحدٍ، وكثر أتباع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ فحينئذ ناصبه الوثنيون العداوة، فحمى الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعمه أبي طالب، لأنه كان شريفًا معظماً في قومه.. وأما أصحابه فمن كان له عشيرة تحميه امتنع بعشيرته، وسائرهم صَبَّ عليهم المشركون العذاب صبَّاً، وفتنوهم عن دينهم فتوناً، منهم بلال بن رباح العبد الأثيوبي وعمار بن ياسر، وأمه سمية وأهل بيته الذين عُذِّبوا في الله عذاباً شديداً، حتى قضى ياسر نحبه، ومرَّ أبو جهل بسمية - أم عمار - وهي تُعذب، فطعنها بحربة في فرجها فقتلها.
    كما قام صناديد قريش بتعذيب العديد من النساء اللائي أسلمن ، وضربن أروع الأمثلة في الثبات والصبر والاعتزاز بدعوة الإسلام، وكانت من بينهن زِنِّيرَةُ – أمَة رومية قد أسلمت فعُذبت في الله ، وأُصيبت في بصرها حتى عميت- ، وأسلمت جارية عمر بن مؤمل من بني عدى، فكان عمر بن الخطاب يعذبها ـ وهو يومئذ على الشرك ـ فكان يضربها حتى يفتر ، وممـن أسلمـن وعُـذبن أيضاً : أم عُبَيْس والنهدية وابنتها .


    يتبع








    لاتجادل الاحمق فقد يخطىء الناس فى التفريق بينكما


    لست مجبره ان يعرف الاخرين من انا!!!

    فمن لديه مؤهلات القلب ! والعقل ! والروح
    !سأكون امامه كالكتاب المفتوح

    البحث على جميع مواضيع العضو شيري العسولة

  3. #53

    افتراضي

    الهجرة الى الحبشه واسلام ملك الحبشه:

    " وامتلأت نفس محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ حزناً ، أمام هذه المآسي التي كان يتحملها ضعاف المسلمين الذين لا يجدون من يحميهم . حقاً إن شجاعة المعذبين والشهداء في سبيل الله برهنت على إسلامهم العميق ، ولكنه رأى أن من الخير ألا يستمر هذا البلاء ، فنصح الضعفاء ومن لم تدعهم الضرورة إلى البقاء في مكة بالهجرة إلى الحبشة حيث المسيحيون ، وحيث التسامح والعدل اللذان اشتهر بهما ملكها النجاشي".
    وهو ملك نصراني صالح، لا يُظلم عنده أحد. فأقام المهاجرون عند النجاشي على أحسن حال، فبلغ ذلك قريشاً فأرسلوا وفداً، ليكيدوهم عند النجاشي،وليخرجهم النجاشي خارج أرضه إلى المشركين فرجعوا خائبين. وأسلم النجاشي على يد رئيس الوفد الإسلامي الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، بعدما قرأ على النجاشي آيات بينات من سورة مريم. وظلَّ المهاجرون عند النجاشي ينشر عليهم ظله وحمايته حتى رجعوا إلى المدينة المنورة سنة سبع للهجرة.


    الحصار وعام الحزن:

    اشتد أذى المشركين لرسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، فحصروه وأهل بيته في شِعب (وهو مكان بين جبلين في مكة يشبه السجن المفتوح ) عُرف بشعب أبي طالب، وسُجن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ مدة ثلاث سنين، حتى بلغهم الجوع و الجهد وسُمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشِعب، و بدأ حبس محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ وأصحابه في هلال المحرم سنة سبع من البعثة وخرج من الحصار وله تسع وأربعون سنة، وبعد ذلك بأشهر مات عمه أبو طالب، ثم ماتت خديجة بعد ذلك بيسير، فاشتد أذى الكفار له، وتطاولوا عليه.
    وفي شوال سنة عشر من النبوة ( في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619 م) خرج إلى الطائف هو وزيد بن حارثة يدعو إلى الله تعالى وأقام به أياماً، فلم يجيبوه وآذوه وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتى أدموا قدميه، وكان أشد يوم في حياته ..
    وفي ذي القعدة سنة عشر من النبوة ( في آواخر يونيو أو أوائل يوليو سنة 619م ) عاد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ليستأنف الدعوة الإسلامية مرة أخرى في مكة .

    الهجره الى المدينه المنورة:

    وبايع رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ وفد الأنصار، ووعدوه أن ينصروه ويمنعوه – في المدينة المنورة - حتى يبّلغ رسالة الإسلام، ومن ثم أمر رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ أصحابه بالهجرة ..
    يقول الباحث الإنكليزي جان باغوت غلوب :
    "ولم تنقض سبعة أسابيع أو ثمانية حتى كان جميع المسلمين قد هاجروا من مكة باستثناء النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ نفسه وابن عمه علي بن أبى طالب وولده بالتبني زيد بن حارثة ورفيقه الأمين أبو بكر الصديق ... وجدير بنا أن نعترف هنا بأن محمداً ~ صلى الله عليه و سلم ~ أبدى جرأة منقطعة النظير ببقائه في مكة حيث لم يعد يحظى بحماية عمه أبو طالب كبير بني هاشم .وأدركت قريش خطورة ما وقع من تطور وهالهم أن المسلمين أخذوا يقيمون الآن في يثرب مجتمعاً متلاحم الوشائج خارجاً على نفوذهم وبعيداً عن متناول أيديهم، وأنهم شرعوا يكسبون أنصاراً إلى جانبهم من أبناء القبائل الأخرى الذين قد يتحولون إلى معاداة قريش . واجتمع كبار القوم في دار الندوة يتشاورون في أمر محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ورأى بعضهم أن محمداً ~ صلى الله عليه و سلم ~ هو سبب كل ما يواجهونه من متاعب، وأن من الخير لهم لو تخلصوا منه في أسرع وقت ممكن قبل أن يتمكن من اللحاق بأصحابه في يثرب[المدينة المنورة] " .
    وبالفعل حاول صناديد قريش – كما يقول رالف لنتون " ممن كانوا يكرهون عائلة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، ورأوا في تعاليمه ما يهدد مصالحهم، حاولت أن تغتاله؛ ولكنها لم تنجح في محاولتها. وهاجر محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ والجماعة المخلصة القليلة من أتباعه إلى المدينة يوم 16 يوليه 622م وهو تاريخ هام يجب أن لا ننساه لأنه عام الهجرة الذي يؤرخ به جميع المسلمين حتى الآن" ..
    وهناك في المدينة المنورة جمع الله علي محمد~ صلى الله عليه و سلم ~أهل يثرب من قبيلتي الأوس والخزرج أخوةً متحابين بعد قتال مرير وعداوة وقعت بينهم بسبب قتيل، فلبثت بينهم الحروب والصراعات مائة وعشرين سنة إلى أن أطفأها الله بمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، وألف بينهم؛ حتى صاروا أمة واحدة، ودولة واحدة، ولكن المشركين ازداد حنقهم على الإسلام وأهله، لاسيما بعد هذا التقدم الهائل لدعوة الإسلام، وقيام دولة للمسلمين، فشن المشركون المكيون على رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ سلسلة من الحروب المتتابعة، ومن ثم أذن الله للمسلمين بالقتال للدفاع عن دينهم وأنفسهم ودولتهم الناشئة.. التي يحاول الوثنيون القضاء عليها في مهدها. فشنوا على المسلمين حروباً، كمعركة بدر (17 رمضان 2هـ/13مارس624م)، ومعركة أُحد ( شوال 3هـ/إبريل624 م)، ومعركة الأحزاب ( شوال 5 هـ\ مارس627م) ..
    ولقد بلغ عدد الغزوات التي قادها النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ 28 غزوة، منها 9 غزوات دار فيها القتال بين الطرفين، والباقي لم يحدث فيها قتال، واستمرت هذه الغزوات من العام الثاني للهجرة حيث غزوة ودَّان ( الأبواء ) ( صفر 2هـ - أغسطس 623 م).وحتى العام التاسع حيث غزوة تبوك (رجب 9 هـ / أكتوبر630م) .
    يقول المؤرخ لويس سيديو - معلقًا على هذه المعارك - :
    " فدفع الله شرهم ، وهو أولى أن يحفظ نبيه ~ صلى الله عليه و سلم ~ القائم بالدعوة له ، وأحق أن يجعل كيدهم في نحورهم وما زال آخذاً بيمينه، حتى غنى له الزمن ، وصفق له الدهر" .
    وعقب هجرة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ أسلم عدد من خيار علماء اليهود في المدينة، صدَّقوا بمحمدٍ ~ صلى الله عليه و سلم ~ واتبعوه بعد أن عرفوه بنعته الوارد في كتبهم، منهم الحبر اليهودي العلامة: عبد الله بن سلام – رضوان الله تعالى عليه - .


    يتبع





    لاتجادل الاحمق فقد يخطىء الناس فى التفريق بينكما


    لست مجبره ان يعرف الاخرين من انا!!!

    فمن لديه مؤهلات القلب ! والعقل ! والروح
    !سأكون امامه كالكتاب المفتوح

    البحث على جميع مواضيع العضو شيري العسولة

  4. #54

    افتراضي

    الفتح وانتشار الدعوه:

    واستطاع النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعد حوالي 19 سنة – كلها معاناة وإيذاء من المشركين - أن ينتزع من قريش صلحاً سمِّي صلح الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة (في مارس628 م) ، ليتفرغ للدعوة ونشر الرسالة، فبعث رسلاً سفراء من أصحابه، وكتب معهم كتباً إلى الزعماء والملوك، يدعوهم فيها إلى الإسلام، في رسائل وخطابات رفيعة المستوى، سامقة الذوق ..
    ونجح النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ في دعوته على نطاق واسع ، وانتشر الإسلام في الجزيرة العربية كالنار في الهشيم، وزالت الجاهلية بتقاليدها المتخلفة، وعقائدها الفاسدة ..
    وفتح رسول الله خيبر معقل الدس والمؤمرات في المحرم سنة 7 هـ ( مايو 628).
    ثم فتح مكة في رمضان 8هـ( يناير 630 م) اثر نقض قريش للعهد، وأصدر عفواً عاماً عنهم .. وأعلن الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~ الأمان العام لكل الناس، فلا طوارىء ولا تعسف ، فقال ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ! ومن أغلق بابه عليه فهو آمن! ومن دخل المسجد فهو آمن !" . وعهد إلى أمرائه من المسلمين حين أمرهم بدخول مكة أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم ..
    " فما إن أُقر السلام؛ حتى انتشر الإسلام في كل ناحية، بخطى واسعة، لا..! لقد بدا وكأن قوة غير منظورة كانت تعمل على إدخال الناس في دين الله أفواجاً بعد أفواج" ..
    وحُطمت الأصنام، وسقطت رموز الوثنية، وتوحدت الشعوب والقبائل المتناحرة، وخرج العربي من عبادة العباد إلى عبادة الخالق رب العباد، وألغيت الطبقيات والعصبيات والنعرات الجاهلية ، وانتشر العدل والسلم والأمن ...‏
    وأصبحت دولة الإسلام مهيبة قوية أمام قوى الفرس والرومان ..
    ولما اعتدى عامل الرومان شرحبيل بن عمرو الغساني وقَتل سفير النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ الصحابي السفير/ الحارث بن عمير الأزدي، عندما أرسله النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ برسالة دعوية إلى عظيم بصرى في الشام، إذا بالنبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ يعلن التعبئة العامة، ويغزو حدود الرومان الجنوبية، في سرية مؤتة( جمادى الأولى 8هـ/ سبتمبر 629 م )، وغزوة تبوك (رجب 9 هـ / أكتوبر630) التي ملئت قلب النظام الروماني بالفزع والهلع، من هذا القطب الدولي الثالث الناشىء المتمثل في دولة الإسلام..

    حجه والوداع

    بعد أن نجح النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ في دعوته، وقويت دولة الإسلام، واستتب الأمن في الجزيرة العربية، ودخل الناس في الإسلام أفواجاً، وشاء اللّه أن يري رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ثمار دعوته، التي عانى في سبيلها ثلاثة وعشرين عاماً، حافلة بالجهد والعمل والبلاء ، وأحس رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بدنو أجله، ولذلك قصد نبي الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ الحج، ليجتمع بالأمة ، فيأخذوا منه أصول الإسلام وكلياته، ويأخذ منهم الشهادة على أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة .
    وفي اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة ) في العام العاشر من الهجرة (6مارس632 م) وقد اجتمع حوله مئة ألف وأربعة وأربعون ألفاً من الناس، فقام فيهم خطيباً، وألقى خطبة بلغية جامعة ‏ تضمنت أول إعلانٍ عامٍ لحقوق الإنسان عرفته البشرية، أعلن فيها الإخاء والمساواة والعدالة وحرمة الدماء والأموال وحقوق المرأة، ووضع تقاليد الجاهلية الفاسدة، فألغى دماء الجاهلية، والمعاملات الربوية والنعرات الجاهلية.
    وأهدى للبشرية أعظم وأحكم وأجمل شريعة في التاريخ، تلك الشريعة التي تحدث عنها العلامة"شبرل" - مبديًا فخره واعتزازه بالنبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ - قائلاً:
    " إن البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ إليها ، إذ رغم أميته استطاع قبل بضعة عشر قرناً؛ أن يأتي بتشريع سنكون نحن الأوربيين أسعد ما نكون ؛ لو وصلنا إلى قمته بعد ألفي سنة " .


    يتبع








  5. #55

    افتراضي

    دنو الاجل:

    وفي شهر صفر من السنة الحادية عشرة خرج النبي إلى أُحد، فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف.وفي يوم التاسع والعشرين من شهر صفر. قال رسول الله لمولاة أبي مويهبة :يا أبا مويهبة، إني قد أُمرت أن استغفر لأهل البقيع، فانطلق معي. فلما وقفا بين أظهرهم قال : السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنىء لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شرّ من الأولى.

    ثم ألتفت على مولاه وقال : يا أبا مويهبة، إني قد أُوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة. فما كاد ينتهي من قوله حتى بادره أبا مويهبة محرضاً له على الدنيا قائلاً :بأبي أنت وأمي، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة. ولكن مراد رسول الله من هذا الدنيا لا يزيد عن تبليغ رسالة ربه ثم تركها. فقال رسول الله :لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة. ثم استغفر لأهل البقيع.فلما رجع -وهو في الطريق- أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه.


    فلما دخل بيته وجد عائشة رضي الله عنها قد ألم بها وجع في رأسها وتقول : وارأساه. فقال لها رسول الله : أنا والله يا عائشة وارأساه. فحاول الرسول أن يُلمّح لعائشة أن إذا مات أن تقوم بتغسيله وتكفينه فقال : ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟ ولكنها رضي الله عنها لم تفهم مراده فأخذت تجاذبه الحديث في موضوع آخر فقالت : والله لكأني بك، لو فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي، فأعرست فيه ببعض نسائك. فإما أن تكون غيرة النساء حالت بين ذلك، وإما أنها حاولت أن تخفف وطأة الألم عليه لأنه أخبرها بأن ما يعانيه من شدة الألم أعظم مما تعانيه هي كما في قوله : أنا والله يا عائشة وارأساه.. فما كان منه بعد أن استمع إلى مداعبة عائشة إلا أن تبسم من قولها. وقد صلى النبي بالناس وهو مريض أحد عشر يوماً، وجميع أيام المرض كانت ثلاثة أو أربعة عشر يوماً.

    * * *

    كان الرسول القدوة الحسنة والنموذج الأمثل في التعليمات والوصايا التي علّم به الأمة، ومن ذلك وصيته للنساء فعندما ثقل به المرض جعل يسأل أزواجه: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ وكان المراد من سؤاله هذا انتظار يوم عائشة، لأنه كان يحبها أكثر من غيرها. وهذه المحبة قد عذره الله عليها، ولهذا قال ذات يوم :اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك.

    أما العدل بين الزوجات فلم يتهاون به .وكان زوجاته يعرفن محبته لعائشة فأذَنّ له أن يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلى بن أبي طالب، عاصباً رأسه تخط قدماه على الأرض حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته.

    كان الرسول إذا اشتكى في أيام صحته نفث على نفسه بالمعوذات ومسح بيده مكان الألم. فلما اشتكى في وجعه الذي توفي فيه لم يتمكن -بأبي هو وأمي- من مداوة نفسه. فكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله ، ثم تنفث وتمسح بيده على جسده.إن تخفيف الآلام والمتاعب من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يكن مقصوراً على نبينا فحسب. بل كان على سائر المسلمين. ففي ذات ليله عندما سقطت قلادتها وتعذر وجود الماء. وأصبح رسول الله ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله {فتيمموا صعيداً طيباً} [النساء: 42]. فكان ذلك من سببها


    وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، ثم أفاق فقال:أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تُحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس. فأجلسوه في مخضب لحفصة بنت عمر، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول :حسبكم حسبكم


    لقد حرص نبينا على أن يدلنا على كل خير حتى وهو يصارع آلام المرض، بأبي هو وأمي. لقد كان بإمكانه أن يقول : أهريقوا عليّ ماء. فيسارع من حوله بإحضار الماء وصبه عليه. هذا الماء الذي قال الله فيه {وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء:30] . ولكن أراد أن ينتفع الناس من بعده، فحدد مواصفات هذا الماء الذي يخفف الآلام. أولاً أنها سبع قرب تبركاً بهذا العدد كما في أحاديث الاستشفاء. ثانياً أن تلك القرب لم تُحلل أوكيتهن أي لا تذهب بركته بسبب توزيعه كما في حديث "يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال : فلعلكم تفترقون قالوا : نعم. قال فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه". وثالثاً كما في رواية أخرى من آبار شتى أي من مصادر متعدد وليست من مصدر واحد.وبعد ذلك أحس بخفة ونشاط، فدخل المسجد -وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر، وخطب الناس -والناس مجتمعون حوله- فقال :لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد


    * * *

    وفي ذات يوم من أيام مرض رسول الله كان جماعة من الأنصار قد جلسوا يذكرون مجلس رسول الله منهم ويبكون، فمر عليهم أبو بكر والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، فقالا : ما يبكيكم؟ قالوا : ذكرنا مجلس النبي منا. فدخل أبو بكر على رسول الله فأخبره.وكان رسول الله يحب الأنصار، فهم الذين آووه ونصروه، وقدموا ما يملكون من مال وأنفس إلى الله. فلما سمع مقالة أبي بكر في الأنصار تناول حاشية برد وعصب بها رأسه، ثم تحامل على جسده المثقل بالمرض وخرج إلى الناس وصعد المنبر، وكان صعوده الأخير، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم.



    وبينما رسول الله ينصح أمته ويدلهم على الخير ويحذرهم عن الشر، بدأ يخبرهم عن قُرب وفاته، فكان مما قال :إن عبداً خيره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده. فلما سمع أبو بكر هذه المقولة أغرورقت عيناه من الدمع وأجهش بالبكاء ثم قال :فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فتعجب الصحابة من مقولة أبي بكر، إذ عبّر عن ذلك أبي سعيد الخدري حيث قال في نفسه :ما يُبكي هذا الشيخ، إن يكن الله خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟.ومع مرور الأيام عرف أبو سعيد الخدري الحكمة من بكاء أبي بكر إذ قال : فكان رسول الله هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا .فما كاد أبو بكر أن ينتهي من كلامه حتى بادره رسول الله قائلاً :على رسلك يا أبا بكر.ثم أشار إلى أصحابه وقال :انظروا هذه الأبواب اللافظة في المسجد، فسدوها إلا بيت أبي بكر، فإني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة عندي يدا منه.وإني لو كنت متخذاً من العباد خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً،ولكن صحبة وإخاء إيمان حتى يجمع الله بيننا عنده

    يتبع









  6. #56

    افتراضي

    اشتداد المرض عليه:

    في يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام، اشتد برسول الله الوجع. وكان ابن عباس يبكي عندما يذكر يوم الخميس ويقول : يوم الخميس، وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه. فقال :هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده. وفي البيت رجال فيهم عمر فقال عمر: قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله : قوموا عني

    لقد اتضح حدوث اللغط والاختلاف في الأمة إلى قيام الساعة، فمنهم من يرى الأخذ بالرخصة -كما فعل عمر عندما رأى الوجع على رسول الله - حتى لا يُحملوا الأمة ما لا تُطيق. ومنهم من يرى الأخذ بالعزيمة حتى ولو غلب الوجع على الأمة.
    وأوصى ذلك اليوم بثلاث :
    أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفود بنحو ما كنت أجيزهم. وسكت عن الثالثة، أونسيها.

    والنبي مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم -يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا
    وبينما الرسول راقداً عند عائشة إذا بصوت بلال ينادي لصلاة العشاء : الله أكبر الله أكبر .. فلما انتهى الأذان ألتفت إلى عائشة رضي الله عنها وقال : ضعوا لي ماء في المخضب. قالت عائشة : ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلى الناس؟فأجاب من كان عنده :لا يارسول الله، وهم ينتظرونك.فكرر الرسول :ضعوا لي ماء في المخضب.ففعلوا للمرة الثانية والثالثة وفي كل مرة يغتسل ثم يغمى عليه حينما يريد أن ينوء. فلم يتمكن حتى قال:مروا أبا بكر فليصل بالناس. فلما علمت عائشة رضي الله عنها أن أباها سوف يخلف رسول الله في الصلاة، خشيت أن يتشاءم الناس من أبي بكر، فحاولت مراجعته عدة مرات، لعله يعدل. وهذا ما صرحت به لاحقا. لكن رسول الله أصر أن يكون خليفته في الصلاة أبي بكر، فأعاد قائلاً :مروا أبا بكر فليصل بالناس.فلما رأت أم المؤمنين أن لا مناص من ذلك. اتخذت لذلك عذرا لعله يكون مناسب ليعدل الرسول عن أبي بكر. فأوعزت إلى حفصه أن تقول له: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر.فلم يجد إلا أن يصفهن قائلاً: مة، إنكن لأنتن صواحب يوسف.ثم اعاد كلمته الأولى:مروا أبا بكر فليصل بالناس


    وكان عبد الله بن زمعة بن الأسود -أخ سودة بنت زمعة إحدى أمهات المؤمنين- في بيت رسول الله، فعندما خرج إلى الصلاة دعاه بلال إلى الصلاة وقال : مروا من يصلي بالناس.وكان أبوبكر غائباً، فلم يجد عبد الله إلا أن قال لعمر :قم يا عمر فصلّ بالناس.فلما كبر، سمع رسول الله صوت عمر، وكان صوت عمر مجهراً، فقال رسول الله :فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون.يأبى الله ذلك والمسلمون
    وفي يوم الأحد وجد النبي من نفسه خفة، فخرج لصلاة الظهر يتهادى بين رجلين ورِجلاه تخطان في الأرض، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأوما إليه بأن لا يتأخر، قال: أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان الرسول يصلي بالناس جالساً وأبو بكر قائماً، وكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله ، ويقتدي بالناس بصلاة أبي بكر.

    * * *

    لقد بدأت طلائع توديع الرسول للحياة منذ وقت مبكر. فعندما بعث معاذ إلى اليمن قال له :يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذ

    وفي حجة الوداع في يوم عرفة قال :أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً. وقال وهو عند جمرة العقبة: خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا.ونزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع، وأنه نُعيت إليه نفسه.


    يتبع

  7. #57

    افتراضي

    يوم وفاه الحبيب:

    وفي يوم الإثنين وبينما الصحابة في صلاة الفجر وأبو بكر يصلي بهم، أراد أن يطمئن إلى حالهم في الصلاة خلف إمامهم، وأن تقر عينه برؤيتهم في صفوف منتظمة قبل أن يفارقهم، فتحامل على نفسه حتى وقف على قدميه، ومد يده إلى السترة ليرفعها ويرى الناس.
    وبينما المسلمون على تلك الحال من الخشوع والانتظام؛ إذا بالستر من حجرة عائشة ينكشف أمامهم ويظهر لهم وجه رسول الله تعلوه ابتسامة مشرقة. فكاد المسلمون يفتتنون في صلاتهم فرحاً برسولهم الذي تخلف عنهم ثلاثة فروض، وقد عبر أنس بن مالك رضي الله عنه بهذا المشهد حين قال:وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحاً برسول الله فأشار إليهم بيده رسول الله أن أتموا صلاتكم، ثم دخل الحجرة وأرخى الستر

    ومما قاله أنس أيضاً :وما رأيت رسول الله أحسن هيئة منه تلك الساعة.فنكص أبو بكر على عقبيه، ليصل الصف، وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة. فلما اطمأن على حال المسلمين وهم خلف إمامهم في صفوف منتظمة تبسم تبسم الرضى وضحك مسروراً، ثم أشار إليهم بيده أن أتموا صلاتكم، ودخل الحجرة وأرخى الستر.
    ولما ارتفع الضحى، دعا النبي فاطمة رضي الله عنها، فلما جاءت ورأت أباها ممتداً على الأرض لم تتمكن قواه أن تحمله. وكان من عادته إذا رأى فاطمة هب واقفاً وقبل ما بين عينيها ثم أجلسها مكانه. لكنه في هذا المرة اكتفى بإرسال نضرة إليها. فلما رأته على تلك الحال انكبت عليه تقبله وقد تساقطت الدموع من على خدها وهي تقول:واكرب أباه. فأخذ عليه السلام يلاطفها ويخفف من وطأتها وهو يقول:ليس على أبيك كرب بعد اليوم.وبينما يتحدث إلى فاطمة ويسارها بشئ إذا بها تبكي. فلم تلبث حتى دعاها وسارها مرة أخرى فضحكت. فلما سألتها عائشة فيما بعد عن هذا التحول السريع من البكاء إلى الفرح أجابت:سارني النبي أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت. ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت.ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصى بهما خيرا، ودعا أزواجه فوعظهنّ وذكرهنّ.

    ودخل عليه أسامة بن زيد، فلما رأه رسول الله جعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها عليه، فعرف أسامة أنه يدعو له.
    فلما انتهى من موعظة زوجاته ووصيته بالحسن والحسين؛ اشتد عليه المرض، وظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حيث أوقف الله جلت قدرته أثر السم خلال تلك السنين حتى يُبلغ النبي دعوته ويكمل الدين. فلما حان يوم وفاته أمر الله السم أن يُحدث أثره وعلى الأبهر أن ينقطع حتى قال عليه الصلاة السلام: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم.ولم يكتف بمشهد الصحابة في الصلاة بل أكد على أهمية الصلاة حتى آخر وصية في حياته حيث قال:الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم.الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم

    كان الرسول مستنداً على عائشة، وكانت عائشة تفتخر بهذا النعمة التي منّ الله بها عليها فكانت تقول:إن من نعم الله عليّ أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري[فدخل عليها عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده السواك. فلما رأت عائشة السواك بيده. ألتفت إلى رسول الله فرأته يرمق أخاها بنظراته. فعرفت أنه يحب السواك. وكانت رضي الله عنها أعرف نساءه بأحواله حتى من خلال نظراته وهذا ما جعله يطمئن إليها ويقضي بقية أيامه عندها. حتى جعل الله وفاته في يوم عائشة . فقالت لرسول الله :آخذه لك؟فأشار برأسه أن نعم. فأخذت السواك من أخيها ثم أعطتها لرسول الله فاشتد عليه. فقالت:ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم.فلينته، فاخذ يستن، وبين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، ويقول:لا إله إلا الله، إن للموت سكرات.ثم نصب يده فجعل يقول :في الرفيق الأعلى.
    فأخذت عائشة تمعن النظر إليه وهو يستن بها كأحسن ما كان مستناً. وبينما هو كذلك إذا ببصره يشخص نحو السقف، وشفتاه تتحرك. فأصغت عائشة إليه فإذا هو يقول:مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى. اللهم الرفيق الأعلى.ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا إليه راجعون.مات ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير
    يتبع









  8. #58

    افتراضي

    بعد الوفاه:

    تسرب خبر وفاة رسول الله في أرجاء المدينة، وأظلمت نواحيها، وتذكر أنس بن مالك رضي الله عنه يوم الهجرة يوم دخول رسول الله إلى المدينة، وقارنه بهذا اليوم الذي مات فيه، فقال:ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله

    ولما علمت فاطمة بوفاة أبيها قالت:يا أبتاه، أجاب رباً دعاه .. يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه .. يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه

    أما عمر بن الخطاب لما بلغه الخبر أخذ يتوعد ويقول: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد توفي، وإنه ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران وقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله مات. لقد كان هذا التصرف من عمر راجعاً إلى اجتهاد منه رضي الله عنه كما قال في اليوم الذي يليه : أما بعد، فإني قلت لكم أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت، وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت لكم في كتاب أنزله الله و لا في عهد عهده إلى رسول الله ، ولكنني كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا


    أما أبا بكر فقد كان غائباً عند زوجة له في موضع قريباً من المدينة يدعى "السنح"، وكان قد استأذن رسول الله بعد صلاة الفجر من يوم الإثنين عندما بدأ له الرسول في صحة جيدة، فقال :
    يا نبي الله. إني أراك قد أصبحت بنعمة من الله وفضل كما نحب، واليوم يوم بنت خارجة (زوجته)، أفأتيها؟ فأذن له قائلاً:نعم. وبينما أبو بكر في موضعه بالسنح، إذا بسالم بن عبيد يأتيه مسرعاً فزعاً يجهش بالبكاء. فتفرس أبو بكر هيئته ثم قال:لعل نبي الله توفي؟فلم يستطيع سالماً أن يُصرّح بالإجابة واكتفى بقوله:إن عمر بن الخطاب قال: لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا.فما أن بلغ الخبر أبي بكر أخذ بيد سالم وانطلق مسرعاً ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة ورسول الله مسجى في ناحية البيت عليه برد، فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه حتى كاد يمس وجهه، حتى استبان أنه توفي فقبله وبكى، ثم قال:بأبي أنت وأمي، ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبداً ثم رد الثوب على وجهة. فقال الذين من حوله: يا صاحب رسول الله. أتوفي رسول الله؟فأجاب الصديق بقوله : نعم. قالوا: هل يصلى عليه؟ نعم يجئ نفرٌ منكم فيكبرون فيدعون ويذهبون حتى يفرغ الناس. فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا صاحب رسول الله، أين يدفن؟ حيث قبض الله روحه، فإنه لم يقبضه إلا في موضع طيب، فعرفوا أنه كما قال.وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ثم خرج وعمر يكلم الناس. فأشار بيده إلى عمر قائلاً:على رسلك يا عمر فأنصت. فأبى عمر رضي الله عنه إلا أن يسترسل في الكلام والوعيد. فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس يكلمهم، فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر.


    كانت جموع الناس تعبر إلى أبي بكر. وكانت العيون كلها متجهة إليه كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم تلا هذه الآية: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}. [آل عمران: 144].فلما سمع الناس تلك المقولة العظيمة، والآية الكريمة، استعادوا ذاكرتهم إلى الوراء وتذكروا وقت نزولها على رسول الله وكأنهم يسمعونها لأول مرة فأخذوا يرددونها في أفواههم.


    أما عمر بن الخطاب فقد بقي واقفاً في مكانه .. حاول أن يكمل وقوفه على الأرض إلا أنه لم يشعر بالقوة الكافية ليفعل فقال في نفسه : والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقِرتُ حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها أن النبي قد مات لقد بقيت جنازة الرسول حتى يوم الثلاثاء. لانشغال الصحابة عنها حتى اختيار أبا بكر خليفة عليهم، لأن أمر الخلافة من الأمور التي لا تقبل التأجيل أو التعطيل مهما كلف الثمن. إذ كيف يبقى المسلمون بدون حاكم يسوس قضاياهم. فلما كان يوم الثلاثاء غسلوا رسول الله من غير أن يجردوه من ثيابه، قالت عائشة : لما أرادوا غسل النبي قالوا : ما ندري أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره فكلمهم مكلمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو، أن غسلوا رسول الله وعليه ثيابه، فغسلوه وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكون بالقميص دون أيديهم. عندئذ تذكرت عائشة رضي الله عنها مراد رسول الله من قوله : ما ضرك لو مُتِّ قبلي، فقمتُ عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك؟ فقالت رضي الله عنها : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه

    وقد شارك في غسله العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب، والفضل وقثم ابنى العباس، وشقران مولى رسول الله ، وأسامة بن زيد، وأوس بن خولي. فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشقران يصبان الماء، وعلي يغسله، وأوس أسنده إلى صدره ثم كفنوه في ثلاثة أثواب. أدرجوه فيها إدراجاً.واختلفوا في موضع دفنه، فما من خلاف حدث بينهم إلا حرصاً منهم تنفيذ تعاليم نبيهم. فقال أبو بكر:إني سمعت رسول الله يقول: ما قُبض نبي إلا دفن حيث يقبض، فرفع فراشه الذي توفي عليه، فحفر تحته.


    ولما أرادوا أن يحفروا لرسول الله ، وكان أبو عبيدة بن الجراح يُضّرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة، فكان يلحد، فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح، وللآخر اذهب إلى أبي طلحة. اللهم خِر لرسول الله ، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله

    يا سبحان الله لقد قدر الله أن يكون قبره موافقاً لقبور الأنصار كما كانت حياته موافقه لاختيار الأنصار. فالأنصار الذين بايعوا رسول الله في بيعة العقبة الثانية وطلبوا أن يكون الرسول معهم بعد أن يُظهره الله كما قال أبو الهيثم بن التيهان: يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال (يعني اليهود) حبالاً، وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟ فتبسم رسول الله ، ثم قال: بل الدم بالدم والهدم بالهدم أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم
    وقد أكّد لهم رسول الله وقوفه معهم بعد عزوة حنين عندما أعطى الغنائم للمهاجرين وترك الأنصار حتى كثر منهم القالة، فجمعهم ووضح لهم الحكمة من التقسيم ثم ختم قوله :لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت أمرءاً من الأنصار

    ودخل الناس الحجرة أرسالاً عشرة فعشرة، يصلون على رسول الله ولا يؤمهم أحد، وصلى عليه أولاً أهل عشيرته، ثم المهاجرون، ثم الإنصار، وصلت عليه النساء بعد الرجال، ثم صلى عليه الصبيان. ولم يؤم الناس على رسول الله أحد
    وبينما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جالسة مع النساء في ليلة الإربعاء؛ إذا بصوت المساحي تعلو في جوف الليل فعلمن بدفن النبي .فلما دُفن رسول الله قالت فاطمة لأنس بن مالك :يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب

    يتبع





  9. #59

    افتراضي

    ارجوا اخواتى واخوانى فى الله الا تكونوا مللتوا منى
    ولكن هذه ليس الا نبذه مختصره عن حياه سيد الخلق
    محمد صلى الله عليه وسلم

    الان فقط استطيع القول
    فداك ابى وامى ونفسى ومالى وروحى يارسول الله





    والله كل الحزن يهون بعد وفاتك يا سيد الخلائق
    والله كل الكرب يهون بعد ما قام القرده بسبك يا اطهر من فى الارض

    دمتم اخواتى فى الف خير وعافيه






    لاتجادل الاحمق فقد يخطىء الناس فى التفريق بينكما


    لست مجبره ان يعرف الاخرين من انا!!!

    فمن لديه مؤهلات القلب ! والعقل ! والروح
    !سأكون امامه كالكتاب المفتوح

    البحث على جميع مواضيع العضو شيري العسولة

  10. #60
    تاريخ التسجيل
    22 - 8 - 2008
    ساكن في
    فى خيال واحلام
    المشاركات
    2,169
    النوع : انثيEgypt

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ibrahimalex مشاهدة المشاركة



    الله يجزاكِ الجنة
    اثابك الله أختى الغالية
    وجعل مشاركتك الطيبة في موازين حسناتك


    شكرا ابراهيم على مرورك
    جزاك الله خير

    تائهه : ابحث عن الحب والحنان عن الراحه عن الامان.... ابحث عن الابتسامة عن السعادة.... ابحث عن كل ما افتقد....؟؟
    لما كل هذا الضياع..؟ اين انا ؟؟



    البحث على جميع مواضيع العضو -Nona-

 

 
صفحة 6 من 8 الأولىالأولى ... 2345678 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 3 - 2 - 2012, 11:07 PM
  2. خلافات سياسية تعطل خطط الاصلاح الاقتصادي في الكويت
    بواسطة احمدطه في المنتدى المنتدى السياسى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12 - 11 - 2007, 11:41 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©