نلتقي اليوم لنواصل السير نحو الجناب العالي و المقام الأسنى لنتعرض لإشراقيات و تجليات الأسماء الحسنى, و قد عشنا مع جلال الذات، الله جل جلاله.
اليوم نعيش مع تجليات الصفات و كوكبها المنير.
الرحمن.
اسم للذات و صفة تضم جميع الصفات. فقد أوجد بالقدرة و في الإيجاد رحمة، و رزق بالفضل فهو الرازق و في الأرزاق رحمة، ودبر بالعلم فهو العليم و في ذلك رحمة الخ. و هذا الاسم ذكر في القرآن في سبعة و خمسين موضع غير التكرار في البسملة، ضمت سورة "مريم" و حدها ست عشرة مرة، و قد تكون في ذلك إشارة خفية إلى علاقة الرحمان بالرحيم.
و قد ذكر مع اسم الجلالة في مقام القرب و المناجاة في قوله سبحانه و تعالى :"قل ادعو الله وادعوا الرحمان أيما تدعو فله الأسماء الحسنى" و لم نرى اسما حل محمل لفظ الجلالة في كثير من الآيات كالرحمن.
و قد اختص هذا الاسم بالعرش تقديما "الرحمن على العرش استوى".
فما معنى الرحمن ؟
قلها و أطلق للوجدان العنان، أليس هو ذو الرحمة التي لا يملكها غيره، و النعمة التي لا يتفضل بها سواه، ومن ذلك كنز الذات، عرفنا به و رسم لنا الطريق إليه فأي رحمة هذه؟ كنز يعرفك به، و قوى يدعوك إليه، و غنى يتعرف إليك و يتودد لك، تلك الرحمة التي أشرقت في الأزل فجعلت من الطين بشرا سويا، و أشرقت في الرحم فكست العظام لحما طريا، و أشرقت في المهد فنزل بها المولود لبنا نقيا، و تشرق في العمر فتمنح السعادة لمن كان للرحمن تقيا، و تشرق في اللحد فتجعله نورا لمن مات و لم يشرك بالله شيئا
اللهم ارحمنا برحمة تغننا بها عمن سواك
يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال و الإكرام
يا حي يا قيوم يا نور ياالله
يا من وسعت كل شيء رحمة و علما
و أودعت في الأشياء أسرارا و حكما
أن تجعلنا أهلا لرحمتك و أن ترنا أسرار حكمتك
و أن تلهمنا الدعاء و لا تحرمنا عطاءك
آمين آمين آمين
مع لقاء آخر و مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى