بسم الله الرحمان الرحيم
أنت و ليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين.
القدوس
الذي يحب لكماله و يحب من عباده أهل الكمال لذلك جعل الحب جوهر الإيمان و طريق المعرفة.
يقول سبحانه و تعالى في الكلمات القدسية :"علامة محبتي في قلوب عبادي، حسن موقع قدري عندهم، و ألا أشتكي لبعضهم، و ألا أستبطئ في طلبهم، و أن يستحوا مني في كل حالاتهم".
نعيش اليوم مع القدوس ذلك الاسم الذي هو شمس إشراق مطلق و مصدر تجليات الكمال الأمجد. القدوس المنزه عند كمال العقول فكماله غير معقول، و بعيد عما يتعلق بحواس و خواطر النفوس.
و القدس هو مطلق الطهر و التقديس إشارة إلى قمة التمجيد. لذا قالت الملائكة : و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك. التسبيح بداية و التقديس ترقى فيه. فهو قدوس في ذاته فلا ند و لا شريك و لا شبيه و لا نظير.
ورد هذا الاسم في موضعين في القرآن الكريم و هما : سورة آخر الحشر "هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن"، و في أول سورة الجمعة : "يسبح لله ما في السموات و الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم".
و في كلا السورتين جاء اسم القدوس مسبوق باسم الملك فلا يقدس غير الملك المالك، هنا في العبادة تقديس و التقديس له، عز و حكم، و في الجزاء سلام و آمان و رحمة. فهو الذي يدعو إلى دار السلام و تحيتهم فيها سلام و تدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم.
و من منطلق أن جلال المريد من جلال المراد، فمن أراد تقديس الله تقدست نفسه عن شهواتها و هواه ، و رقى إلى من يهواه. و لقد كلف النبي صلى الله عليه و سلم بالصبر و المجالسة مع أهل التقديس، و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه و لا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا.
و من أشرقت عليه شمس القدوس، تنزهت جوارحه عن المخالفات، و حواسه عن الشهوات و تنزه قلبه عن الغفلات و من أراد أن يتخلص من رق المعصية فليكثر من قوله "سبوح قدوس رب الملائكة و الروح".