الجبار
إلهي و سيدي،
نعم أنت جبار و لست بظالم......و تنصر مظلوما و تقصم ظالما
و تجبر نقص العبد بالفضل كلما....أساء و عاد باكيا متألما
و الجبر صفة للجلال و إنه.......لضبط ميزان الكون شيء لازما
فكم من ضعيف نادى جبار السماء....فلبى حقا و جاء و أنعما
و كم دك جبارا و كم ذل طاغيا.....و تحكي لنا الأيام ما كان مبهما
هو الحصن للفقراء إياك تقترب....منهم بإيذاء فتؤذي و تندما
فاحذر من الجبار و لا تنس قهره....ففي بطشه أخذا عزيزا مؤلما
الجبار : الذي خلقنا و لسبب الوجود حدد و دبر أمور الخلق و أفاض عليهم نعما لا تعدد. للطائعين بالنعيم وعد، و للعصاة بالجحيم توعد، الجبار الذي أن رضي جعل الحياة سعادة و إشراق، إن غضب حولها لألام و إحراق سبحانه لا إله إلا هو.
اليوم اسم في مظهره الجلال و في باطنه الجمال و في إشراقه عين الكمال. اسم يهز الوجدان و الحس و يدعو إلى استقامة القلب و الحواس. في الخلوات لك إشراق، و للشهوات فيك إحراق.
إنه الجبار الذي جاء في القرآن مرة واحدة، صفة ذاتية، نخاطب بها في دوائر الذكر و المدح و الثناء.
و كما أن للجبار تجليات جلال و قهر فله إشراقات جمال و خير. فالله هو الجبار الذي يجبر الكسير و يغني الفقير و يضيء بصيرة الضرير و يجبر نقص العبد بالعفو عن ذلاته و يجبر ذنبه بالتوبة و يجبر عمله بالجزاء.
الجبار هو المنفرد بتلك الصفة فلا يقبلها من غيره و لا يرضاها لأحبابه لذلك نفاها عن نبيه مدحا له و نهيا عن الاتصاف بها و حتى إن كان ذلك في الدين و الدعوة و الطاعة.