هل تـــــــرانا نلتقـــــي أم أنهــــــــا **كانت اللقيا على أرض السراب؟!
ثم ولَّت وتلاشــــــــــــى ظلُّهــــــــا **واستحالت ذكــــــــــرياتٍ للعذاب
هكذا يســــــــــــــأل قلبي كلمـــــــا **طالت الأيام من بعــــــــــد الغياب
فإذا طيفــــــك يرنــــــو باســـــــمًا **وكأني في استماع للجـــــــــــواب
أولــــــم نمــــضِ على الدرب مـعًا **كي يعــــود الخـير للأرض اليباب
فمضينا فـــــــــــي طريــــق شائك **نتخلى فيـــــــــــه عن كل الرغاب
ودفنَّا الشــــــــــوق فـــــي أعماقنا **ومضينا في رضــــــــاء واحتساب
قد تعاهـــــــــــدنا على الســير معًا **ثم عاجلت مُجيبًا للذهــــــــــــــاب
حين نـــــــــــاداك ربٌّ منعـــــــــمٌ **لحياة في جنـــــــــان ورحـــــــاب
ولقــــــــــــاء فـــي نعيــــم دائــــم** بجنود الله مرحى بالصحــــــــــاب
قدَّموا الأرواح والعمـــــــر فـــــدا** مستجيبين على غــير ارتيــــــــاب
فليعُد قلبك مـــــــن غفلاتـــــــــــه **فلقاء الخلد في تلك الرحـــــــــــاب
أيها الراحل عذرًا في شكــــــــاتي** فإلى طيفك أنَّات عتـــــــــــــــــاب
قد تركــــــت القلب يــــدمي مثقلاً** تائهًا في الليل في عمق الضبــاب
وإذ أطـــــــــوي وحيدًا حائــــــرًا** أقطع الدرب طويلاً في اكتئـــــاب
فإذ الليل خضـــــــــــمٌّ مـــــوحِشٌ **تتلاقى فيه أمواج العـــــــــــــذاب
لم يعُــــــــد يبــق فـــــي ليلي سنًا** قد توارت كـــــل أنــــوار الشهاب
غير أني سوف أمضي مثلمـــــــا **كنت تلقـــاني في وجــــه الصعاب
سوف يمضي الرأس مرفوعًا** فلا يرتضي ضعفًا بقـــول أو جــــواب
سوف تحذوني دماء عابقـــــــات **قـــــــد أنارت كل فــــــجٍ للذهــــاب