الرحمــة
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين . .. أما بعد:
فالرحمة خلق رفيع ، وخصلة نبيلة ... كيف لا ! وقد وصف الله بها نفسه في أكثر من موضع من كتابه الكريم
والآيات في ذلك كثيرة جدًا.
وحد الرحمة باختصار شديد هي : مشاركة الآخرين ألأمهم وأفراحهم إذ أن الرحمة عبارة عن انفعالات وعواطف تعرف بظواهرها لا بحقيقة تكوينها
هل تحب أن يرحمك الله؟
إذًا ارحم خلقه، فقد قال رسول الله صَلى الله عليه وسلم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
ولقد سطر لنا إمامنا وقدوتنا الأولى المطلقة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الرحمة في أروع صورها بمختلف أشكالها وألوانها.
وفي ذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً في مسجده وسط أصحابه فإذا بالحسن بن علي رضي الله عنهما يمر من أمامه فتحركت عاطفة الأبوة بين جنبيه الطاهرين ورق قلبه العظيم له فأمسك به وقبَّله فقال الأقرع بن حابس التميمي : يا رسول الله تقبلون الصبيان ؟
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : نعم ! قال : والله لي عشرة من الصبيان ما قبلت أحداً منهم . فنظر إليه صلى الله عليه وسلم وقال : (( أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم )) ، بل إن رحمته تجاوزت حدود البشرية لتشمل جميع المخلوقات.