العفو لا يزيد الانسان الا عزا فاعفوا يعزكم الله كلمات رائعه أشار اليها الله فقال ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) العفو كم هو سهل تحقيقه و نتيجته يسعى الى تحقيقها كل أنسان ويبذل كل ما يملكه للوصول اليها انها عزة النفس يريدها الفقير ويأملها الغنى ويبغيها الغريب عند تخبطه فى دربات سفره ويبحث عنها القريب عند عدائته لمن حوله ولكن عزة النفس لا يصل اليها أى أنسان وتحويها نفسه ويستنشق رحيقها المختوم الا الذين طرقت ايديهم باب العفو ففتح لهم فدخلوا فيه فاصبحوا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس فأضحوا مثلا يضرب بهم وترانيم شرف يفخرون بهم ويسيرون قولا يضاهئون به اخلاق الذين من قبلهم ويتحول المجتمع بسببهم من مجتمع جهل و حروب ودمار الى مجتمع سلام وويئام ومنار وهؤلاء اعلام الاسلام ومنابر الدين قد طرقوا باب العفو ودخلوه ونالوا رضا ربهم وعزة انفسهم انهم السابقون الاولون صحابة النبى وال بيته فهذا على بن ابى طالب دعا خادمه فلم يجبه ثم دعاه ثانيا فلم يجبه فوثب اليه فرأ خادمه مضطجعا يضحك فقال ايها الخادم ما حملك على ترك جوابى فقال الخادم عرفت كثرة عفوك فأمنت عقوبتك فقال له على يا خادم عرفت انى عفو فانى قد عفوة عنك وانت حر لوجه الله وهذا الله تعالى يخاطب نبيه فيقول ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك فاعفوا عنهم ) وان من افضل الاخلاق رفعه واسماها وأنبلها العفو عند المقدره و صفة العفو من أنواع العبادات المهجوره و هى من أسماء الله وصفاته ( العفو القدير ) أى انه تعالى يعفو مع قدرته على الأخذ بالذنب والعقوبه على المعصيه فهو سبحانه يحب العفو ويريد ان يرى عبده يعفو عن من أساء اليه فيعزه ويكرمه ويبدله بعفوه احسانا وثوابا فقال جلت عزته ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ) وكان عبدالله بن عمر بن الخطاب لا يهنأ له النوم حتى يقول اللهم انى تصدقت بعرضى على الناس وعفوت عمن ظلمنى ثم ينام قريرة عيناه متمنيا أحسان ربه فالمسلم الحق يكون هينا لينا سمحا قريبا من الناس ملتمسا لهم الاعذار فى جميع تصرفاتهم فهذا أحد الصالحين طلب من خادم له أن يحضر له الماء ليتوضأ فأحضر له الخادم ماء وكان الماء ساخنا جدا فلم يستطع الخادم ان يقف طويلا وهو يحمله فوقع من يد الخادم على سيده فقال له سيده وهو غاضبا أحرقتنى وأراد ان يعاقبه فقال الخادم يا معلمى الخير ومؤدب الناس احتميت من عقوبتك بما قاله الله فقال سيده وما الذى قاله الله فقال الخادم ( والكاظمين الغيظ ) فقال سيده كظمت غيظى فقال الخادم ( والعافين عن الناس ) فقال سيده عفوت عنك فقال الخادم ( والله يحب المحسنين ) فقال سيده انت حر لوجه الله وهذه أمرائه يهوديه وضعت السم فى شاة مشويه وجائة بها الى النبى وقدمتها له هو وأصحابه ليأكلوهاعلى سبيل الهديه وكان النبى لا يرد الهديه ولو من يهوديه ولكن الله عصم نبيه و أخبره بحقيقة الشاه المسمومه فأمر النبى بأحضار المرأة اليهوديه وقال لها لم فعلتى ذالك فقالت اردت قتلك فاراد الصحابة ان يقتلوها فمنعهم النبى وعفا عنها فلابد لكل انسان ان يطرق باب العفو ويدخله فسوف يجده مفتوحا على مسرعيه وليعلم المسلم ان بعفوه يكتسبوا العزة من الله وسوف يحترمه الجميع ويجلونه ويعود اليه المسىء معتزرا وليتيقن المسلم وليثق تماما ويكون قلبه مطمأنا بانه اذا طرق باب العفو ودخله وقدمه الى الناس وتخلق به فان الله سيعزه فيصبح مقدما للعفو مكتسبا عزة النفس التى هى الكنز الكامن الذى يبحث عنه كل مخلوق على وجه الارض فى غمرات البحار و براثن القفار وليستبشر بقول النبى ( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفوا الا عزا وما تواضع أحد لله الا أعزه الله ) فاطرق باب العفو الان واربح على الفور الغفران فان الله قال ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم )
فهل أنت طرقت باب العفو الآن أطرقه وستجده مفتوح بلا تحديد لوقت وانت أكيد كسبان واطمأن انت تتعامل مع الله فثق بأنك ربحان ولا تتأخر فان الاوان قد آن فقم واطرق الباب الآن