ان الكثيرين من الناس قد اغرتهم الدنيا بزخرفها الخادع وجمالها المكذوب وعطائها المتهوم فيقعون فى مصائدها اسرى مقيدون بغير قيود سوى انها اغوتهم فساروا لها عبيد وعلى تراب اعتابها قعود يطلبون رضائها حتى لو كفروا بربهم واصبحوا لها ركعا وسجود ........
و لكن هناك من الناس وحوش واسود تربوا منذ نعومة اظفارهم على كراهية الدنيا وحب الملك المعبود وسمعوا وصايا نبيهم فساروا ائمة الدين واعلام الهدى ومنابر التقوى اقسموا على طاعة النبى واخذوا منه على ذالك العهود وكانوا صادقين افرادا كانوا ام كانوا وفود .......
قال سويد الازدى وفدت سابع سبعه من قومى على رسول الله فلما دخلنا عليه وكلمناه اعجبه ما راى من سمتنا وزينا فقال من انتم فقلنا مؤمنون فقال ان لكل قوم حقيقه فما حقيقة قولكم وصدق ايمانكم فقلنا خمسة عشرة خصلة خمس امنا بها وخمس عملنا بها وخمس تخلقنا بها فى الجاهليه ونحن عليها للآن فان كرهتها نركناها فقال النبى فاذكروا ما عندكم فقلنا اما الخمسه التى امنا بها فهى ان نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت واما الخمس التى عملنا بها فهى ان نشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله وان نقيم الصلاه ونؤتى الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت ان استطعنا اليه سبيلا واما الخمس التى تخلقنا بها فى الجاهليه فهى الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء والرضا بمر القضاء والصدق والثبات عند الحرب واللقاء وترك الشماتة بالاعداء ومن عظم سرور النبى بهم وبايمانهم النقى وفطرتهم السليمه قال لهم انتم حكماء علماء فقهاء كدتم ان تكونوا انبياء وانا ازيدكم خمس ليتم لكم عشرون ان كنتم كما تقولون فلا تجمعوا ما لا تاكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تتنافسوا فى شىء انتم عنه غدا زائلون واتقوا الله الذى اليه ترجعون وعليه تعرضون وارغبوا فيما انتم عليه تقدمون وفيه تخلدون
هؤلاء هم الرجال وهم المؤمنون الحق الذين لم يلتفتوا الى الدنيا ولم يلقوا لها بالا ونظروا الى الاخرة واعدوا لها رحالا
ان لله عبادا فطنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا .... انها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا .... صالح الاعمال فيها سفنا