ظهرت فى هذة الآونة طائفة أصلحنا الله وإياهم ليس على ألسنتهم سوى هذا حرام وهذا كفر وفلان كافر وفلان سيدخل النار وكأن الأمر بيده وإن كانت هذة الطائفة قد ظهرت منذو القرن السادس الهجرى إلا أنها انفجرت فى هذة الأيام فهل ياترى لهم من الأمر شىء أم يقولون ما لا يعلمون ولا يملكون وقبل أن نرد بما علمنا الله من فيض عطائه نستطرق معهم وجهة رأيهم ولا أقول نظرهم لأنهم معدومون النظر { ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور } هل تستطيع أيها المكفر أن تحكم على كافر حقا كفرا بينا أنه سيموت على كفره أو تحكم على نفسك أنك ستموت مسلما هلا أعطيت علم هذا .
إن كنت هكذا فلك الحق بما تحكم ولكن حسبك يامن جهلت قدر نفسك الجاهلة بك , فكيف يكون لك أن تحكم بحكم ليس من حقك أن تخوض فيه .
وها هى قصة الحب ابن الحب سيدنا أسامة بن زيد عليهما رضوان الله التى وردت فى صحيح البخارى { يقول سيدنا أسامة رضى الله عنه وعن أبيه بعثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحرقة, فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ,فلما غشيناه قال:لاإله إلاالله,فكف الأنصارى عنه وطعنته برمحى حتى قتلته,فلما قدمنا بلغ النبى صلى الله عليه آله وسلم , فقال:ياأسامة!أقتلته بعد ما قال: لاإله إلاالله,قلت:كان متعوذا,فما زال يكررها حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت ذلك اليوم, وفى رواية أخرى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له:ألا شققت عن قلبه, فتعلم أصادق أم كاذب قال أسامة:لا أقاتل أحد يشهد أن لا إله إلا الله

وقد سئل سيدنا على رضى الله عنه وكرم الله وجهه ـ عن المخالفين له من الفرق أكفار هم؟ قال : لا , إنهم من الكفر فروا ,فقيل: أمنافقون هم ؟فقال:لا ,إن المنافقين
لا يذكرون الله إلا قليلا,وهؤلاء يذكرون الله كثيرا,فقيل:أى شىء هم؟قال: قوم أصابتهم
الفتنة فعموا وصموا.
تدبر يامن على منوالهم ولا تضع نفسك فى موضع لا يحق لمخلوق أن يضع فيه نفسه بل إن هذا الصنيع هو عين الإشراك لأنك تريد أن تشارك من بيده الأمر فى أمره والعمل ليس هو المقياس لدخول الجنة