قصه واقعيه
أردت أن أسردها لكم ببعض تفاصيلها
لعلها تساعد على إخماد فتنه او تنير قلب او عقل غافل
و إليكم القصه دون مبالغه و كما عايشتها
كنت أقطن مع 3 أصدقاء أقباط و انا المسلم الوحيد بينهم
كنا 3 صيادله و طبيب عيون قصدت أن أذكر مهنتنا لأنها تعكس المستوى الثقافى و التفكير
جميعنا كانت تجمعنا الغربه عن الوطن
ظلت اقامتى معهم لأكثر من عام و نصف تشاركنا كل شيئ طعامنا و شرابنا غرف نومنا كل مكان فى الشقه
كنا ننتظر عودتنا من اعمالنا بفارغ الصبر حتى نجتمع جميعا لتناول العشاء و مشاهده التلفاز و تجاذب أطراف الحديث
كنا نتحدث فى كل شيئ سواء أكان شخصى أم عام
كنا نتحدث فى أخبار البلد و ما يحدث فيها
نتحدث عن الفساد و عن الاحباطات و عن الاحزان
نتحدث عن الأفراح و الإحتفالات
أذكر اننا كنا فى رمضان و كنت صائما و لم يجرؤ أحد منهم على تناول الطعام او الشراب أمامى مراعاة لمشاعرى لدرجة انهم كانوا فى بعض الأحيان ينتظرون آذان المغرب معى حتى نتناول الطعام سويا
كانوا أول المهنئين لى ف الأعياد الإسلاميه اما بالاتصال او بإرسال الرسائل و كنت أنا مثلهم اتصل لتهنئتهم بعيدهم او ابعث برسائل تهنئه
اذكر اننى تعبت و كان مرضى شديدا و ظل أحدهم معى حتى امتثلت للشفاء كان يعد الطعام و يشترى ما يلزمنى و يطمئن على صحتى
كنت و احدهم نخرج سويا فى يوم إجازتنا للتمشيه او التنزه او تناول الطعام فى أحد المطاعم
كان سرى معهم و سرهم معى و لم يجرؤ احدنا على كشف سر الآخر لأى سبب من الأسباب
الشيئ الوحيد الذى كنا نتجنب الحديث فيه هو الدين
و هذا هو سر معاملتنا الحسنه لبعضنا البعض
لم يحدث ان تشاجرنا او جرح أحدنا الآخر
أذكر تلك الأيام و كأننى اعيشها الآن لحظه بلحظه
و أتحسر و أتألم عندما أرى و أسمع ما يحدث من تلاسن او تحفز بين مسلم و قبطى كما يحدث الآن
لكل منا عقيدته و دينه
هناك وطن يجمعنا
و لغة واحده
و ثقافه مشتركه
و حضاره واحده
كيف ننسى كل هذا و ننجرف الى فتنه او طائفيه؟
اللهم إجمع بين مسلمى و اقباط مصر فى محبة و موده
و ألف بين قلوبهم على حب الوطن و الإنتماء اليه
و رد كيد من تسول له نفسه بالوقيعة بينهم
اللهم آمين يا رب العالمين
دمتم بود