قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    5 - 8 - 2010
    ساكن في
    اليكس الدور التانى
    العمر
    32
    المشاركات
    1,917
    مقالات المدونة
    10
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي موسوعة تاريخية عن "محمد على باشا" صانع نهضة مصر فى العصر الحديث

    واحد من أهم صناع التاريخ المصرى .....

    بالطبع انه "محمد على باشا"


    تاريخ محمد على باشا






    محمد على الكبير



    عين واليا على مصر 17 صفر 1220هـ - يقول بعض المؤرخين فى 9 يوليو 1805 م والبعض يقول فى 17 مايو 1805م حتى 2 شوال 1264هـ /أول سبتمبر 1848 م تولى محمد على حكم مصر فى الفترة ما بين 1805م حتى 1849م أى انه تولى بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر وقد حقق محمد على ما لم يقدر على تحقيقة الفرنسيين للأقباط ومن اعمال محمد على : -

    ولد محمد على بمدينة قولة من موانى مقدونيا فى 1769(1) ومحمد على هو كردي الأصل تعود جذوره الى مدينة ديار بكر عاصمة كردستان الشمالية، وذلك بشهادة حفيدة الأمير محمد علي ولي عهد الملك فاروق ملك مصر عام 1949، وبشهادة أخرى من الأمير حليم أحد أحفاد محمد علي باشا، وقد جاء ذلك في مقال بعنوان "ولي العهد حدثني عن ولي النعم..." نشر في مجلة (المصور) المصرية الشهرية الصادرة يوم 25 نوفمبر عام 1949 على ( الصفحة 56)، بمناسبة مرور مئة عام على وفاة مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا، من خلال حوار صحفي اجراه الأديب الكبير عباس محمود العقاد (بالمناسبة هو كردي) مع ولي عهد مصر آنذاك الأمير محمد علي، و أكد هذا الأمير وولي العهد على كردية الأسرة العلوية (أسرة محمد علي) في مصر. وقد جاء في متن المقال ما نصه:
    ديار بكر... لا قوله:... يقول عباس محمود العقاد:"... وقال سموه في امانة العالم المحقق: لا أعلم ولا ابيح لنفسي الظن فيما لا اعلم، ولكني احدثكم بشيء قد يستغربه الكثيرون عن نشأة الأسرة العلوية (المنسوبة لمحمد علي)، فان الشائع انها نشأت على مقربة من قولة في بلاد الارناؤوط (البانيا)، ولكن الذي اطلعت عليه في كتاب ألفه قاضي مصر على عهد محمد علي ان أصل الأسرة من ديار بكر في بلاد الكرد، ومنه انتقل والد محمد علي واخوانه الى قولة، ثم انتقل أحد عميه الى الأستانة، ورحل عمه الثاني في طلب التجارة، وبقي والد محمد علي في قوله. وقد عزز هذه الرواية ما سمعناه منقولا عن الأمير حليم (احد احفاد محمد علي) انه كان يرجع بنشأة الأسرة الى ديار بكر في بلاد الكرد".


    وفى سن الشباب انخرط فى سلك الجندية . تزوج من مطلقة ذات ثروة واسعة وهى التى انجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ويقال أن أبراهيم ليس أبنه ولكنه أبن زوجته من زواج سابق ، وتفرغ لتجارة الدخان فربح منها وهذا يفسر السؤال الذى ظل المؤرخين يسألونه وهو لماذا ترك الجنود العثمانيين عملهم كجنود فى الحملة ضد الفرنسيين وذهبوا إلى القاهرة يعملون فيها كل حسب مهنته ؟ وكانت الإجابه أن محمد على ذاته كان تاجراً

    عاد محمد على إلى الحياة العسكرية عندما أغار نابليون على مصر وكان الباب العالى فى الأسيتانه قد أمر بتعبئة جيوشه لمحاربة الفرنسيين .
    ووصل إلى مصر فى مارس 1801 كمعاون لرئيس كتيبة قولة وأظهر كفاءة فتدرج فى الترقية إلى أن خرج الفرنسيون فأصبح من الرجال المقربين للوالى الجديد خسرو باشا .

    وفى مايو 1805 وصل إلى كرسى والى مصر بفضل الشيوخ المصرية

    وفى يوليو من نفس السنة وصل فرمان الباب العالى بتوليته مصر





    ظهور محمد على



    ولد محمد علي في سنة ١٧٦٩م في مدينة «قولة» من ثغور مقدونيا حيث ولد الإسكندر الأكبر وبطلميوس الأول وكان أبوه «إبراهيم أغا» هو رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق في البلدة وكان له سبعة عشر ولدا لم يعش منهم سوي محمد علي وصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضا فكفله «الشوربجي» صديق والده،
    فأدرجه في سلك الجندية فأبدي محمد علي شجاعة وبسالة وحسن نظر وتصرف، وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلي مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان محمد علي هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم يكد يصل إلي مصر حتي قرر أن يعود إلي بلده فأصبح محمد علي هو قائد الكتيبة إلي أن تولي حكم مصر.









    محمـــد على والبناء والتعمير


    20 مليماً تنقذ الهرم الكبر من الهدم

    ***

    بنى محمد على القناطر الخيرية وأدخل مصر زراعات جديدة كانت فى حاجة إليها مثل قصب السكر والأصناف طويلة التيلة من القطن والتى جلبها من سيلان والتى كان قطنها فى هذا الوقت هو الأشهر والذى كان يتم تصديره إلى إنجلترا , إنشأ الحدائق والمنتزهات وكذا إدخاله الطرز الحديثة فى العمارة والتى أغلبها أوروبى حيث استقدم المهندسين الأتراك والأوروبيين والذين شيدوا المبانى الدينية والمدنية والحربية.
    ذكرت جريدة الأهرام بتاريخ 31 /1/2006 م السنة 130 العدد 43520 : " أن‏20‏ مليما فقط أنقذت هرم خوفو‏(‏ الهرم الأكبر‏)‏ من الهدم بأمر والي مصر محمد علي؟ فقد كشفت وثائق تاريخ الري المصري القديم في متحف الثورة الذي أقامته ثورة يوليو في منطقة القناطر الخيرية عام‏1957‏ أن محمد علي أصدر أمرا إلي المهندس الفرنسي لينان بهدم الهرم الأكبر‏,‏ واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل في منطقة شلقان‏,‏ التي أصبحت فيما بعد القناطر الخيرية‏.‏
    وتشير الوثائق إلي أن المهندس الفرنسي حاول إثناء محمد علي عن قراره علي أساس أن كميات أحجار الهرم الأكبر ستزيد أربعة أمثال المطلوب لبناء القناطر الجديدة‏,‏ وأن أحجار الهرم الأصغر منقرع لا تكفي للتشييد‏,‏ وطلب المهندس لينان المساعدة من قنصل فرنسا العام في مصر‏,‏ الذي انحاز بشدة لجهود حماية الهرم‏.‏ لكن ما دفع محمد علي إلي التخلي عن إصراره لم يكن إلا فكرة وجود بديل آخر‏,‏ يمكن أن يوفر‏20‏ مليما‏.‏ فقد ذكر لينان للوالي أن تكلفة نقل المتر الواحد من أحجار الهرم عشرة قروش‏,‏ أي مائة مليم‏,‏ وأن تكلفة نقلها من محاجر قريبة من منطقة شلقان تبلغ ثمانية قروش‏,‏ أي ثمانين مليما‏,‏ وهنا فقط تراجع والي مصر عن قرار هدم الهرم الأكبر‏.‏ وقد أكد المهندس أحمد عبدالعزيز مدير عام ري قناطر الدلتا لمندوب الأهرام أحمد نصرالدين أن الحوار الذي دار بين الوالي محمد علي‏,‏ والمهندس الفرنسي مسجل في وثائق تاريخ الري المصري‏. "
    *** هو أول وضع محمد على لنظام الدولة الحديثة بانشائه نظام الدواوين (ديوان المدارس – ديوان الحربية .... إلخ) كما مسح أرض مصر إلى سبع مديريات وقسم المديريات إلى مراكز والمراكز إلى نواحى.
    *** وضع محمد على ما يعرف بلائحة التنظيم (مثل مهندسى الأحياء فى العصر الحديث) حيث إهتم بمراقبة الحارات والدروب والسكك وعمل على تسهيل المرور واتبع نظاما للملاحظة
    *** قام بتعيين ملاحظين يتابعون المبانى ويشرفون على هدم المبانى القديمة وإعادة البناء من جديد وفى حالة عجز الناس عن البناء تتولى الدولة البناء وتخضع لأملاكها (أملاك الدولة)
    *** أنشأ المصانع التىساهمت إلى حد كبير فى تنمية البيئة المصرية فى هذا الوقت بدلا من تبعيتها للدول .



    *********************************************



    سبيل محمد على



    السبيل‏ ‏الذي‏ ‏يسقط‏ ‏في‏ ‏عشقه‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يراه‏,‏بناه‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏باشا‏,‏والي‏ ‏مصر‏ ‏عام‏ 1820 ‏في‏ ‏قلب‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏,‏وقد‏ ‏ظهرت‏ ‏الأسبلة‏ ‏في‏ ‏القاهرة‏ ‏للمرة‏ ‏الأولي‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏عشر‏,‏وكانت‏ ‏ملحقة‏ ‏بالجوامع‏ ‏وبمبان‏ ‏دينية‏ ‏أخري‏ ‏أقامها‏ ‏السلاطين‏ ‏والأمراء‏,‏ثم‏ ‏بني‏ ‏الأثرياء‏ ‏من‏ ‏الرجال‏ ‏والنساء‏ ‏أسبلة‏ ‏كمبان‏ ‏منفصلة‏,‏في‏ ‏مواقع‏ ‏بارزة‏ ‏في‏ ‏المدينة‏.‏وتتميز‏ ‏القاهرة‏ ‏وحدها‏ ‏باحتواء‏ ‏مبني‏ ‏السبيل‏,‏علي‏ ‏كتاب‏ ‏للتعليم‏ ‏الأولي‏,‏يقام‏ ‏أعلاه‏,‏وأصبحت‏ ‏الأسبلة‏ ‏والكتاتيب‏ ‏من‏ ‏المعالم‏ ‏التقليدية‏ ‏للمدينة‏,‏لذا‏ ‏نلاحظ‏ ‏أنه‏ ‏حينما‏ ‏غزا‏ ‏نابليون‏ ‏بونابرت‏ ‏مصر‏ ‏عام‏ 1798,‏لاحظ‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاثمائة‏ ‏سبيل‏ ‏في‏ ‏مصر‏.‏
    يقول‏ ‏الدكتور‏ ‏خالد‏ ‏فهمة‏ ‏أستاذ‏ ‏تاريخ‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏الحديث‏,‏في‏ ‏قسم‏ ‏الدراسات‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسطية‏ ‏والإسلامية‏ ‏بجامعة‏ ‏نيويورك‏,‏في‏ ‏كتابه‏ ‏سبيل‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏باشا‏ ‏إن‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏باشا‏ ‏كسر‏ ‏التقليد‏ ‏المعماري‏ ‏المملوكي‏ ‏الذي‏ ‏امتد‏ ‏قرونا‏,‏ودشن‏ ‏بإقامة‏ ‏هذا‏ ‏السبيل‏ ‏طرازا‏ ‏جديدا‏ ‏تماما‏,‏فاختار‏ ‏موقعا‏ ‏بارزا‏ ‏في‏ ‏المنطقة‏ ‏التجارية‏ ‏النشطة‏ ‏علي‏ ‏الشارع‏ ‏الرئيسي‏ ‏في‏ ‏المدينة‏,‏واستورد‏ ‏أخشابا‏ ‏ورخاما‏ ‏أبيض‏ ‏من‏ ‏تركيا‏,‏وربما‏ ‏جلب‏ ‏منها‏ ‏بعض‏ ‏الحرفيين‏ ‏أيضا‏,‏واختار‏ ‏أن‏ ‏يشيد‏ ‏مبني‏ ‏بهذه‏ ‏الضخامة‏ ‏والفخامة‏ ‏ليبرز‏ ‏سلطته‏ ‏السياسية‏,‏وتعرض‏ ‏اللوحات‏ ‏المنقوشة‏ ‏بكتابة‏ ‏عثمانية‏ ‏علي‏ ‏الواجهة‏ ‏أبياتا‏ ‏شعرية‏,‏واسم‏ ‏محمود‏ ‏الثاني‏ ‏سلطان‏ ‏الدولة‏ ‏العثمانية‏ ‏آنذاك‏,‏التي‏ ‏كانت‏ ‏مصر‏ ‏جزءا‏ ‏منها‏ ‏وكان‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏واليا‏ ‏عليها‏.‏
    يجب‏ ‏أن‏ ‏نعود‏ ‏إلي‏ ‏التاريخ‏ ‏لنعرف‏ ‏أكثر‏ ‏عن‏ ‏السبيل‏.‏التاريخ‏ ‏يروي‏ ‏لنا‏ ‏أن‏ ‏السبيل‏ ‏بني‏ ‏ليخلد‏ ‏ذكري‏ ‏طوسون‏ ‏ابن‏ ‏محمد‏ ‏علي‏,‏الذي‏ ‏مات‏ ‏بالطاعون‏ ‏قبل‏ ‏إنشائه‏ ‏بثلاث‏ ‏سنوات‏,‏وعمره‏ 22 ‏عاما‏,‏وكان‏ ‏أحب‏ ‏أبنائه‏ ‏إليه‏,‏ولم‏ ‏يدخر‏ ‏الأب‏ ‏المكلوم‏ ‏جهدا‏ ‏أو‏ ‏مالا‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏السبيل‏ ‏لطبع‏ ‏القاهرة‏ ‏بأثر‏ ‏باق‏ ‏يخلد‏ ‏وجود‏ ‏أسرته‏ ‏وأهميتها‏,‏وكان‏ ‏السبيل‏ ‏أيضا‏ ‏نقطة‏ ‏في‏ ‏معمار‏ ‏القاهرة‏,‏فطراز‏ ‏الزخرفة‏ ‏الغنية‏ ‏المنحوتة‏ ‏علي‏ ‏الرخام‏ ‏علي‏ ‏الواجهة‏ ‏المقوسة‏ ‏كان‏ ‏جديدا‏ ‏تماما‏,‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏الطراز‏ ‏الذي‏ ‏ظهر‏ ‏في‏ ‏مبان‏ ‏كثيرة‏ ‏في‏ ‏اسطنبول‏ ‏تحويرا‏ ‏عثمانيا‏ ‏لطراز‏ ‏الباروك‏ ‏الأوربي‏,‏لكنه‏ ‏كان‏ ‏تحويرا‏ ‏حديثا‏ ‏للغاية‏ ‏في‏ ‏عصره‏ ‏مع‏ ‏عنصر‏ ‏كلاسيكي‏ ‏قوي‏,‏كذلك‏ ‏كانت‏ ‏الأفاريز‏ ‏الخشبية‏ ‏البارزة‏ ‏المنقوشة‏ ‏الغنية‏ ‏بالنحت‏ ‏متأثرة‏ ‏بطرز‏ ‏معمارية‏ ‏تركية‏.‏وزيادة‏ ‏في‏ ‏البعد‏ ‏عن‏ ‏تقاليد‏ ‏العصر‏ ‏المملوكي‏,‏لم‏ ‏يبق‏ ‏فوق‏ ‏السبيل‏ ‏كتاب‏,‏إنما‏ ‏بنيت‏ ‏قبة‏ ‏مغطاة‏ ‏بالرصاص‏ ‏علي‏ ‏غرار‏ ‏مبان‏ ‏عديدة‏ ‏في‏ ‏عاصمة‏ ‏الدولة‏ ‏العثمانية‏,‏ولزيادة‏ ‏التأكيد‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الفكرة‏,‏كان‏ ‏باطن‏ ‏القبة‏ ‏مزخرفا‏ ‏بلوحات‏ ‏تصور‏ ‏مشهدا‏ ‏تركيا‏ ‏مبنيا‏ ‏خياليا‏ ‏لا‏ ‏يشبه‏ ‏أفق‏ ‏القاهرة‏.‏
    وكان‏ ‏يتوج‏ ‏المبني‏ ‏هلال‏ ‏لامع‏ ‏مطلي‏ ‏بالذهب‏,‏وكانت‏ ‏أبواب‏ ‏المدخل‏ ‏الرئيسي‏ ‏مصبوبة‏ ‏بالبرونز‏ ‏الصافي‏,‏وكان‏ ‏المقصود‏ ‏بتغطية‏ ‏القضبان‏ ‏المزخرفة‏ ‏المصابع‏ ‏الذهبية‏ ‏في‏ ‏النوافذ‏ ‏المقنطرة‏,‏إبهار‏ ‏الرواد‏ ‏الذين‏ ‏كانوا‏ ‏يرتقون‏ ‏الدرج‏ ‏ليملأوا‏ ‏كوبا‏ ‏من‏ ‏الماء‏ ‏من‏ ‏الأحواض‏ ‏الرخامية‏ ‏خلفها‏,‏وكان‏ ‏الماء‏ ‏يحفظ‏ ‏في‏ ‏صهريج‏ ‏ضخم‏ ‏تحت‏ ‏الأرض‏ ‏عمقه‏ ‏تسعة‏ ‏أمتار‏,‏ومسقوف‏ ‏بتسع‏ ‏قباب‏ ‏حجرية‏,‏وجدرانه‏ ‏مبطنة‏ ‏بمونة‏ ‏غير‏ ‏منفذة‏ ‏للماء‏,‏علي‏ ‏غرار‏ ‏المباني‏ ‏الرومانية‏ ‏القديمة‏,‏وكانت‏ ‏تغذيه‏ ‏بالماء‏ ‏أنابيب‏ ‏تملؤها‏ ‏سواق‏ ‏منصوبة‏ ‏علي‏ ‏الخليج‏ ‏المصري‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏يخترق‏ ‏المدينة‏ ‏وقتها‏,‏وتبلغ‏ ‏سعة‏ ‏الصهريج‏ 455 ‏ألف‏ ‏لتر‏,‏تكفي‏ ‏لملء‏ ‏مليون‏ ‏ونصف‏ ‏مليون‏ ‏كوب‏ ‏من‏ ‏الماء‏,‏وعادة‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏الناس‏ ‏الذين‏ ‏يشربون‏ ‏من‏ ‏السبيل‏ ‏يتركون‏ ‏عملات‏ ‏رمزية‏ ‏عرفانا‏ ‏للجميل‏,‏ووجد‏ ‏منها‏ ‏الكثير‏ ‏خلال‏ ‏الترميم‏ ‏تحت‏ ‏الدرجات‏ ‏وفقا‏ ‏للعرف‏ ‏الشعبي‏,‏وكان‏ ‏باستطاعة‏ ‏الذين‏ ‏يرتقون‏ ‏الدرجات‏ ‏من‏ ‏الشارع‏ ‏ليصلوا‏ ‏إلي‏ ‏النوافذ‏ ‏المغطاة‏ ‏بالقضبان‏ ‏ليشربوا‏,‏أن‏ ‏يلمحوا‏ ‏باطن‏ ‏القبة‏ ‏المزخرف‏ ‏فوق‏ ‏قاعة‏ ‏السبيل‏,‏فتوحي‏ ‏لهم‏ ‏المدينة‏ ‏الخيالية‏ ‏والنقوش‏ ‏النباتية‏ ‏المزهرة‏ ‏المنقوشة‏ ‏عليها‏ ‏بصور‏ ‏الجنة‏.‏
    في‏ ‏الفترة‏ ‏الأخيرة‏ ‏سيكون‏ ‏بإمكان‏ ‏الذي‏ ‏يمر‏ ‏أمام‏ ‏سبيل‏ ‏محمد‏ ‏علي‏,‏أن‏ ‏يلمح‏ ‏مدي‏ ‏التغيير‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏ ‏فيه‏ ‏وأعمال‏ ‏الترميم‏,‏وسيكون‏ ‏بإمكانه‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏يستمع‏ ‏إلي‏ ‏حكايات‏ ‏من‏ ‏البائعين‏ ‏حول‏ ‏السبيل‏,‏عن‏ ‏الفترة‏ ‏الطويلة‏ ‏التي‏ ‏استمر‏ ‏خلالها‏ ‏الترميم‏,‏ومدي‏ ‏التغيير‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏.‏
    مرة‏ ‏أخري‏ ‏ليعرف‏ ‏أنه‏ ‏بعد‏ ‏عقد‏ ‏من‏ ‏إنشاء‏ ‏السبيل‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏ما‏ ‏بين‏ ‏عامي‏ 1828 ‏و‏1831,‏تم‏ ‏توسيع‏ ‏السبيل‏,‏وأضيف‏ ‏دور‏ ‏علوي‏ ‏له‏ ‏خال‏ ‏من‏ ‏الزخرفة‏ ‏تقريبا‏,‏مما‏ ‏يؤكد‏ ‏أنه‏ ‏بني‏ ‏لغرض‏ ‏عملي‏.‏وفي‏ ‏تلك‏ ‏السنة‏ ‏أجريت‏ ‏أعمال‏ ‏جديدة‏ ‏في‏ ‏المبني‏,‏كما‏ ‏تشهد‏ ‏اللوحة‏ ‏التذكارية‏ ‏المثبتة‏ ‏علي‏ ‏الواجهة‏.‏وفي‏ ‏ثلاثينيات‏ ‏القرن‏ ‏الماضي‏,‏أهمل‏ ‏السبيل‏ ‏وأصبحت‏ ‏حجرات‏ ‏الدور‏ ‏الأرضي‏ ‏مدرسة‏ ‏للبنات‏,‏وظلت‏ ‏المدرسة‏ ‏مفتوحة‏ ‏حتي‏ ‏زلزال‏ ‏عام‏ .1992م ( مقالة بعنوان " سبيل‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏باشا‏ ‏تخليدا‏ ‏لذكري‏ ‏الأمير‏ ‏طوسون - إعداد الكاتبة ‏: ‏ميرفت‏ ‏أيوب‏ - ‏جريدة وطنى 22/10/2006م السنة 48 العدد 2339 )



    ************************************************** *****



    فكرة أنشاء قناة السويس فى عصر محمد على


    اذ تولت مجموعة من المهندسين من خريجي مدرسة البوليتكنيك الشهيرة (*) فكرة أنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر البيض المتوسط وكانوا مفتونين بعظمة نابليون ويطلق عليهم اسم السان سيمونيين مشروع القناة وأتوا الي مصر في عصر محمد علي عام‏1832‏ وحصلوا علي اذن منه بالذهاب الي الموقع من جديد وتبين لهم أن البحرين مستويان وان مهندس نابليون أخطأ الحساب والتقدير‏.‏
    وتسهب الوثائق في نقطة علاقة محمد علي بالسان سيمونيين حيث رفض فكرة حفر القناة إلا بشرطين‏:‏
    ‏1‏ ـ أن تضمن القوي العظمي حيادية القناة‏,‏ وبالتالي استقلال مصر‏.‏
    ‏2‏ ـ أن تمول القناة بالكامل من الخزانة المصرية ولا يدفع فيها أحد مليما واحدا‏.‏
    وبالطبع كان الشرطان مستحيلين لكنهما أظهرا حنكة وبعد نظر محمد علي في مسألة القناة‏.‏


    ***********************




    تـرعـة المحمودية



    انـدثرت الترعـة واضمحل شـأن الإسكنـدريـة واحتاجـت إلى ترعة أخرى في العصر الحديث شيـدها ألباني من الأناضـول، هو محمد علي باشا. هذه الترعة حملت اسم أحـد أبنائه هـذه المرة تـرعـة المحمودية. أجل ترعة المحمودية هي سبب ازدهار الإسكندرية في العصر الحديث. لقد مضى زمن طويل على الإسكندرية وهي مقطوعة الصلة بالقاهرة، وإبان العصر التركي والمملوكي كـانـت قلعة قايتباي التي أقيمت مكـان الفنار القـديم تستخـدم كسجن ومنفى للخصوم.
    لقد صدرت أوامر محمد علي باشا السنية ببدء حفر الترعة عـام 1233 هـ 1819 م، وأن تعمق حتى تجري فيهـا المياه صيفا وشتـاء، وأمر حكام الجهـات بجمع الفلاحين للعمل- والكـلام هنـا للجبرتي- فكـانوا يـربطونهم قطارات بالحبال وينزلـون بهم من المراكب ومات الكثيرون منهم من البرد والتعب وكل من سقط أهالوا عليه تراب الحفر ولو فيه روح..
    لقد انتهت الترعة، وانتهى حفرها عام 1840 وبلغ سكان الإسكندرية ستين ألفا، وفي عام 1848 بلغوا مائة وثلاثة وأربعين ألفا. مـن هذا الإحصاء تعرف ما الذي أضافته الترعة إلى المدينة التي تسلمها محمد علي باشا وسكانها لا يزيدون على الثمانية آلاف.



    *****************************



    قصر محمد علي في السويس




    وفى 15/4/2007 م كشف حواس عن وجود اعتداءات صارخة على قصر محمد علي في السويس الذي استخدمه محمود سعيد باشا مقرا له خلال حفر قناة السويس، مشيرا إلى أن تلك الاعتداءات جاءت من مديرية أمن السويس ومصلحة الأحوال المدنية ومطافئ السويس وشرطة السويس وإدارة المياه بالمحافظة. وأشار إلى صدور قرار من وزير الثقافة عام 2005 باتخاذ خطة الترميم للقصر ومن قبله صدر قرار بإزالة التعديلات على القصر عام 2002، إلا أنه حتى الآن لم يتم إزالة الإشغالات، مطالبا بسرعة تدخل محافظة السويس لإزالتها

    محمــد على يبنى جيش لمصر



    مقالة بعنوان " عودة الهوية المصرية إلى الجيش المصرى " جريدة وطنى 4/2/2007م السنة 49 العدد 2354 وبداية من عهد محمد على انتقل الجيش المصرى إلى عهد جديد. فرغم الانتصارات التى أحرزها فى النوبة والجزيرة العربية وكريت والشام، لم يكن محمد على راضيا عن الجيش الخليط من الترك والألبان والمماليك الذين لم يكن يجمعهم سوى استلام المرتبات وانتظار الغنائم والأسلاب أثناء وبعد المعارك، ولم يكن يربطهم مثل عليا أو وطنية أو قومية؛ جيش لا يعرف النظام. وكان محمد على متيقنا أن هذا الجيش لن يستطيع احراز أى انتصار إذا اشتبك مع جيش أوروبى يستخدم الأساليب والأنظمة الحديثة، مما دعاه الى التفكير فى تكوين جيش جديد.
    وفى محاولته الأولى (أغسطس1815) لتجنيد الفلاحين المصريين انضم علماء الدين إلى الألبانيين وعارضوه ووصل الأمر الى التآمر على حياته، لذا التجأ الى تجنيد السودانيين، وأحضر لتدريبهم ضباطا من فرنسا وأسبانيا والبرتغال ليتحاشى الإستعانة بالضباط الأتراك حتى لا يثير شبهات الباب العالى. ولكن التجربة فشلت لأسباب متعددة أهمها أن السودانيين ليس لديهم حافز وطنى للإقبال على الخدمة العسكرية. فلم يبق أمام محمد على مفر من الإلتجاء مرة أخرة، في 1820، إلى تجنيد المصريين، وقصر ذلك على المسلمين. وقد عارضت الطبقة الأرستقراطية التركية ذلك بشدة وكانت حجتهم أن الجندية مهمة نبيلة يحط من قدرها أن تصبح فى متناول الفلاحين، ورأوا أن وضع السلاح فى أيدى الفلاحين (المغلوبين) انما هو تسليمهم الأداة التى يطردون بها العثمانلى (الغالبين). ومن ناحية أخرى، قاوم الفلاحون تجنيدهم لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، حيث لم يكن لديهم ما يدافعون عنه أو يموتون فى سبيله واعتبروا التجنيد عملا من أعمال السخرة .
    ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، ويقول مورييز (Mouriez) فى كتابه "مصر الحديثة من 1840 – 1857": [إذ انتظم الفلاحون فى الجيش النظامى ألفوا بسرعة حياتهم الجديدة، وبعد أن كانوا معتادين الذل والمسكنة فى قراهم، استشعروا تحت راية الجيش كرامتهم الإنسانية وأخذوا يفخرون بأنهم جنود محمد على ويقابلون غطرسة الترك بمثلها، ولم يقبلوا أن يسموا فلاحين وعدوها تصغيرا لشأنهم لأن هذه التسمية كانت تشعرهم بشىء من المهانة، ونالوا من الحكومة أمرا أن لا ينبذهم أحد بكلمة فلاحين].
    وقد استعان محمد علي بالوعاظ فى ترغيب الفلاحين، كما أوعز إلى ابنه إبراهيم أن يذكرهم بالأقباط الذين كونوا كتيبة إبان الحملة الفرنسية، فالأولى بالفلاحين الذين شرفوا بنور الأيمان أن تأخذهم الغيرة وينخرطوا فى جيش محمد على.
    عندما بدأ محمد على فى تجنيد الفلاحين كان جمع الجنود يتم بانقضاض العمد والمشايخ بمعاونة الجنود على القرى فجأة ليسوقوا أبناءها مكبلين بالأغلال إلى عاصمة المديرية. وأورد د. السروجى أنه كان يؤخذ للجندية فى بعض الأحيان المسيحيون المعفون منها نتيجة لعدم القدرة على التمييز بين المصريين المسيحيين والمسلمين، وعدم وجود سجلات وغياب أى تنظيم لعملية التجنيد؛ وهو ما يؤكد عدم سماح محمد على حتى هذا الوقت للمصريين المسيحيين بالإنضمام إلى الجيش ولو كمجندين. أما قيادات الجيش فظلت فى يد العناصر الأجنبية بصفة دائمة وكانت هذه العناصر تنقسم الى قسمين:
    الأول، العناصر الغير مصرية من الترك والألبان والشركس. ويظهر هذا عند إيفاد البعثات العسكرية الى أوروبا حيث كان كبار الضباط على الدوام من غير المصريين. وتأكيدا على ذلك نجد أن أعلى رتبة وصلها ضابط مصرى فى عهد سعيد باشا كانت القائمقام (عقيد) وفى عهد إسماعيل باشا كانت أميرآلاى (عميد).
    الثانى، العناصر الأوروبية من مستشاريين عسكريين من إيطاليا وأسبانيا والبرتغال وفرنسا لتنظيم نواة الجيش. واستمر هذا الوضع عقودا، وعندما عارضت فرنسا مشروع استقلال مصر فى عهد إسماعيل استُبدلت البعثة العسكرية الفرنسية بأخرى أمريكية غير رسمية. وقد استخدم الضباط الأوروبيين فى قيادة الحملات العسكرية المصرية فى السودان والحبشة.
    وعندما فكر محمد على فى أخذ مكان الباب العالى، شن حربا على الآستانة وتقدم الجيش المصرى مستوليا على الشام وأصبح على أبواب أنقرة فوقفت ضده جميع الدول الأوروبية خوفا من زيادة قوته فيما لو تمكن من أن يحل محل الامبراطورية العثمانية التى كان من الواضح أنها بدأت تتهاوى، وكانت كل الدول الأوروبية ليس فقط منتظرة انهيارها ولكنها تعمل على سرعة هذا الانهيار لترثها، فاضطر محمد على إلى إعادة جيشه إلى مصر وأجبر على الحد من عدده بما لا يسمح له بتكرار المحاولة مرة أخرى. وتعتبر الميزة الوحيدة التى تمكن من أخذها هو الاقرار باستمرار حكم مصر فى عائلته وأن يعطى حاكم مصر لقب خديوى.
    ولكننا وحتى نكون منصفين فلابد وأن نقر بأن عصر محمد على يعتبر بداية جديدة لكل شىء فى مصر وخصوصا تجاه المسيحيين فهو الذى أوجد جوا اجتماعيا جديدا واتبع سياسة تسامح حقة، ولأن خلفاءه كانوا مشبعين بنفس هذه الروح فقد انتهجوا نفس السياسة تقريبا. لقد وصل محمد على فى فترة مضطربة، فالخزينة خاوية ومصروفات الدولة باهظة والمسيحيون معرضون دائما لابتزاز الحكام واضطهادهم الشديد، فبدأ فى اتباع سياسة تسامح حذرة ومن ضمن ما قاله "لا أريد أن تكون هناك فوارق بين أفراد شعبى المنتمية الى أجناس أو أديان مختلفة، ويجب ألا يختلفوا إلا فى طريقة الصلاة فى معابدهم". وبمجرد ما استقرت له الأمور بدأ في اتباع سياسة المساواة بين المسلمين والمسيحيين لأنه يحتاج الى خدمات الاثنين، وقدر أنه لا داعى لتحقير المسيحيين بدون سبب لأن أى شخص لا يمكنه تأدية واجبه على أكمل وجه ما لم يكن محترما بين الناس. وتطبيقا لذلك عين بعض المسيحيين كمأمورى مراكز مختلفة أغلبها فى الصعيد، كما ألغى قيود الزى التى كانت مفروضة عليهم، وألغى القيود على ممارستهم لطقوسهم الدينية، ولم يرفض أى طلب تقدموا به لبناء أو اصلاح الكنائس.
    ولعله من المفيد أن أنقل هنا جزء من تقرير الدكتور سير جون بورنج (John Bouring) (محفوظ فى وزارة الخارجية البريطانية تحت رقم 78 مجلد381) والذى قدم الى مجلس العموم البريطانى سنة 1840 يقول فيه:
    [لا ريب أن نفوذ القبط آخذ فى الازدياد وقد يكون لهم فى قابل الأيام أثر غير ضئيل فى تاريخ مصر. وقد مرت بهم قرون ذاقوا فيها ألوانا من قسوة الألم ومرارة الاضطهاد والإذلال، وكان الترك يعتبرونهم طائفة المنبوذين فى الشعب المصرى. ومع ذلك فهم قوم من صفاتهم حسن المعاشرة وحب السلام والفطنة والذكاء، وأقبح نقائصهم مردها إلى سعيهم وراء ملجأ يعصمهم من النهب والأذى. وثمة شىء من التعاطف بين القبط وأبناء العرب (ربما يقصد المصريين المسلمين) لعله نتيجة ما يقاسونه جميعا من آلام].
    وقد حدثت انتكاسة أثناء حكم عباس الذى صمم على طرد المسيحيين الذين يرفضون اعتناق الإسلام من مصر إلى السودان، غير أن المنية وافته ولم يحكم سوى حوالى خمسة سنين.
    لكن البذرة التى بذرها محمد على بدأت تنمو و تؤتى ثمارها، ففى عهد سعيد باشا حدث تطور كبير حيث أصدرت الحكومة في مارس 1858 أمرا بسريان التجنيد على المسيحيين. وبالرغم مما فى هذا الأجراء من مساواة بين المسيحيين والمسلمين فى خدمة بلادهم فإن الأقباط لم يرحبوا به - كما يقول د. السروجى - "لأنهم قوم ميالون بطبيعتهم الى أعمال السلم ولا يرغبون فى الحرب، هذا بالإضافة إلى أن عدم تجنيدهم منذ الفتح العربى لها - باستثناء المحاولة التى تمت أثناء الحملة الفرنسية - قد أبعدت بينهم وبين الحرب". ونحن نضيف إلى هذا أنها قد تكون أيضا نفس الأسباب التى دعت مواطنيهم المسلمين لعدم الترحيب عندما بدأ محمد على فى تجنيدهم، بالإضافة إلى خوفهم من أن يكون هذا الأجراء وسيلة لاضطهادهم. ونحن نلتمس العذر لمسيحيى ذلك الوقت فى تفكيرهم هذا نظرا لما عانوه من اضطهاد على مدى حكم غير المصريين والذي استمر ما يقرب من ألفى سنة، وخاصة ما تعرضوا له فى فترة عدم الإستقرار التى مرت بها البلاد بعد خروج الحملة الفرنسية وإلى أن استقرت الأمور فى يد محمد على.
    وترتب على ذلك أن سعيد باشا أيضا ألغى في ديسمبر 1858الجزية التى ظلت جاثمة على صدور المصريين المسيحيين منذ الغزو العربى فى منتصف القرن السابع الميلادى. وقد يكون من المفيد هنا أن أنقل من خطبة ألقاها سعيد باشا فى مأدبة كبيرة أقامها فى قصر النيل: [أيها الأخوان أنى نظرت فى أحوال الشعب المصرى من حيث التاريخ فوجدته مظلوما مستعبدا لغيره من أمم الأرض فقد توالت عليه دول ظالمة له كثيرة كالعرب الرعاة (الهكسوس) والأشوريين والفرس حتى أهل ليبيا والسودان والرومان، وهذا قبل الأسلام وبعده تغلب على هذه البلاد كثير من الدول الفاتحة كالأمويين والعباسيين والفاطميين من العرب والترك وألأكراد والشركس وكثيرا ما أغارت فرنسا عليها حتى احتلتها فى أوائل هذا القرن فى زمن بونابرت. وحيث أنى أعتبر نفسى مصريا فوجب على أن أربى أبناء هذا الشعب وأهذبه تهذيبا حتى أجعله صالحا لأن يخدم بلاده خدمة نافعة ويستغنى بنفسه عن الأجانب، وقد وطدت نفسى على أبراز هذا الرأى من الفكر الى العمل].
    وفعلا التفت الى الناحية المعنوية فى الجيش فعمل على ترقية كثيرين من الضباط المصريين الى المراتب العسكرية السامية بعد أن كانت وقفا على الأتراك والشراكسة.
    استمر تجنيد المسلمين والمسيحيين على قدم المساواة فى عصر أسماعيل، بل نجد أن الجيش المصرى ضم المسيحيين بجميع مذاهبهم، وبذلك استطاعت مصر أن تحل مشكلة تعدد الديانات فى مصر حلا عمليا، هذه المشكلة التى طالما حيرت الباب العالى وكان غرض الحكومة المصرية من ذلك هو ألا تبقى على امتياز يوجد الحسد والبغضاء بين رعاياها.
    وهنا يمكننا أن نلخص موقف وطبيعة وتأثير ما حدث للجيش المصرى فى الآتى:
    * تحول من جيش غير نظامى الى جيش نظامى،
    * أصبح جيشا وطنيا،
    * انتقلت السيطرة على مصر من يد المماليك الى يد الطبقة البرجوازية المصرية الجديدة التى يمثلها فى الجيش الضباط المصريون.
    ثم جاء توفيق بشخصيته التي تختلف تماما عن اسماعيل، إذ لم يكن محبا للمصريين ويميل إلى العناصر التركية والشركسية. وشعر بقوة عرابى فى الجيش، التى اكتسبها من خلال الأعداد المتزايدة للضباط المصريين الذين لم يكونوا راضين عن الميزات التى ما زال يتمتع بها الضباط الأتراك والشراكسة بينما هم المصريون أصحاب البلد محرومون منها، بالاضافة إلى تبنيه مبادىء الحزب الوطنى الأهلى الذى تأسس سنة 1879 م وجعله ميثاقا وطنيا لثورته.
    بعد ثورة عرابى ومظاهرة عابدين الثانية عمت البلاد حالة من الفوضى مما أعطى الفرصة لبريطانيا لتتدخل بحجة حماية الخديوى، وفى يوليو 1882 بعد أن ضرب الاسطول البريطانى مدينة الاسكندرية نزلت القوات البريطانية الى الاسكندرية وبدأ احتلالها لمصر الذى دام 74 عاما.
    واذا انتقلنا الى فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، كتب البكباشى عبدالرحمن زكى تحت عنوان "الجيش يؤدى يمين الطاعة للملك" يوم 14 يناير1938: [وقد وضعت على قيد خطوتين من مكان جلالته منضدة ومن فوقها المصحف الشريف وقد أصطف ضباط هيئة القيادة فى عرض الغرفة صفين متقابلين ثم أدوا التحية العسكرية لجلالة الملك فرد عليهم التحية شاكرا. وبعد ذلك تهيأوا لحلف اليمين فاقتربوا من المنضدة سبعة فسبعة وكان أحد السبعة وهو أقدمهم يتلو اليمين من ورقة مطبوعة فيرددها الستة ألآخرون وكانوا فى أثناء ذلك يلامسون المصحف الشريف المرفوع فوق المنضدة، أما الضابطان المسيحيان وهما اللواء نجيب مليكة باشا وألأميرآلاى باسيل سوسو بك فقد أمسك كلاهما خلال ترديد اليمين مع زملاءهما بنسخة من الأنجيل المقدس].
    ***
    لقد استعاد جيش مصر هويته المصرية بعد أن ظل فاقدا لها حوالى ألفي سنة. ومن المثير للتأمل أن ما تخوف منه الأتراك فى عهد محمد على ومعارضتهم لتجنيد الفلاحين المصريين قد تحقق: فبعد خمسين عاما تقريبا وقف أحمد عرابى فى وجه الخديوى توفيق مطالبا بمساواة الضباط المصريين بالأتراك والشركس، وبعد سبعين عاما أخرى وبعد تنحية ملك مصر ذي الأصول غير المصرية، يتقلد الحكم مصرىٌ بعد ألفي سنة من حكم الغرباء، ويكون ضابطا من أبناء الفلاحين المصريين.
    ويؤكد لنا التاريخ أننا كمصريين، وبغض النظر عن انتمائنا الدينى مسلمين ومسيحيين، عندما نتعرض للقهر نتعرض له سويا - وإن كان بدرجات متفاوتة - وعندما تسنح الفرصة لنا لنيل حقوقنا ننالها معا - وان كان أيضا حتى الآن بدرجات متفاوتة. لذا فعلينا جميعا أن نعمل لنتخلص من هذه الدرجات المتفاوتة حتى لا تكون عودة الهوية فقط للجيش المصرى ولكن تكون عودة لهوية الوطن ذاته.







    فى الصورة محمد على يستعرض عمل الدواوين الحكومية المختلفة





    محمد على يستعرض الجيش وأمامه نموذج القلعة


    قصر محمد على






    شرت جريدة الأهرام القاهرية بتاريخ 12/7/2005 م عن أعادة أفتتاح قصر محمد على

    فى ‏9‏ يوليو‏1805‏ أمر محمد على ببناء قصراً على النظام التركى بشبرا من قصور الحدائق التي شاعت في تركيا وظل هذا القصر قائما حتى الآن بالرغم من مرور‏200‏ سنة على بناءه وقد اتخذه محمد على مقرا لإقامته بعد ثلاث سنوات من توليه الحكم وقام الرئيس حسني مبارك بإفتتاحه خلال أيام بعد انتهاء وزارة الثقافة من أعمال ترميمه المعماري الدقيق بتكلفة‏50‏ مليون جنيه‏.‏ جوهر تصميم القصر حديقة ضخمة تضم مباني بطرز مختلفة يطلق عليها أكشاك أو سرايات‏.‏

    وكانت أولي المنشآت التى أقيمت هى سراي الإقامة‏1808م وقد أزيلت لشق طريق زراعي‏,‏ وسراي الساقية‏1811م,‏ وسراي الفسقية‏1821م,‏ وسراي الجبلاية1836م .‏ وسراي الفسقية التي ستتم فيها الاحتفالات الرسمية الكبري‏,‏ وقد تم إنشاء مهبط للطائرات خارجها‏,‏ وتتكون من مبني مستطيل‏76‏ مترا ونصف المتر في‏88‏ مترا ونصف المتر‏ .‏ أما التصميم الداخلي للسراي ففريد من نوعه‏,‏ حيث يعتمد علي كتلة محورية عبارة عن حوض ماء كبير‏مساحته 61‏ مترا في‏45‏ مترا ونصف المتر‏,‏ وبعمق‏2,5‏ متر‏,‏ مبطن بالرخام المرمر الأبيض ‏,‏ كما يتوسط الحوض نافورة كبيرة تحمل علي تماثيل لتماسيح ضخمة يخرج الماء من أفواهها‏,‏ وفي أركان الحوض أربع نافورات ركنية ‏,‏ ويلتف حول حوض الفسقية رواق يطل علي الحوض ببواكي من أعمدة رخامية يبلغ عددها مائة عمود‏ رخامى , وتتوسط أضلاع الرواق جواسق تبرز واجهتها داخل حوض الفسقية‏ ,‏ ويغطي الجواسق قباب زينت بموضوعات تصويرية وزخرفية متعددة‏.

    وقال فاروق حسني وزير الثقافة ان القصر سيتم تحويله إلي متحف وقصر لاستقبالات الدولة الكبري..

    وكانت الثورة قد حولت هذا الأثر الفريد إلى كلية الزراعه ومعهد كانت مرحلة فك الاشتباك بين مباني القصر، ومباني كلية الزراعة، ومعهد التعاون الزراعي..و هو ما استلزم انعقاد عشرات اللجان للتفاوض حول ازالة حوالي خمسين مبني تابعا للمعهد والكلية عبارة عن مزارع دواجن وارانب، ومبان دراسية وصوبات، بل وحظائر لتربية العجول . ومما هو جدير بالذكر أن مبانى جامعة عين شمس أصلاً كلنت قصراً من قصور الملكية , وقد صرفت حكومة مصر 50 مليون جنيه لإرجاع القصر إلى رونقة حتى يكون أثراً يستحق موجودا من ضمن خريطة آثار مصر السياحية زيارة السياح ويدر دخلاً لمصر
    .




    ربِـيْ..
    بـِ قدر طيبتي ألهمّنيْ صبْراً
    وبِـ حَجمْ صبرَي
    أرزقنيْ أملاً
    وأجْعِلنَي أبتْسَم لأجْعلْ الأسِىَ يصبح أَجْمَــلْ..


    البحث على جميع مواضيع العضو Ṃỏ7äṃΣď Ụ-ĐęṾĭ Ĺş

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    30 - 5 - 2010
    ساكن في
    المنصورة
    المشاركات
    1,283
    مقالات المدونة
    1
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    الموضوع جميل اوى يا محمد علي فكرة انا دراستى في التاريخ
    حلفتك بربي متجرحنى وجرحتنى وكانك جاى عشان تزلنى
    بعد الحب ممات وبعد مبقي الي فات زكريات فاضل اية علشان نعيش فاضل لنا اية غير دموع

    البحث على جميع مواضيع العضو دموع الاقمر

  3. افتراضي

    سلموووووووووووووووووووووو وووووووووووووو
    على التاريخ الجيله عن محمد باشا علي
    أحمد السقاء

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    سلمت
    هذه الايادي
    على المجهود
    والمعلومه الرائعه
    العذبه
    دمت بوافر الصحة
    والعافية

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©