قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 42

الموضوع: نساء خالدات

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    ميمونة بنت الحارث الهلالية


    آخر أمهات المؤمنين
    رضي الله عنها


    اسمها ونسبها

    هي ميمونة بنت الحارث
    بن حزن بن جبير بن الهزم
    بن روبية بن عبدالله بن هلال بن عامر
    بن صعصعة الهلالية
    فأما أمها كانت تدعى هند بنت عوف بن زهير بن الحرث، وأخواتها: أم الفضل
    (لبابة الكبرى)
    زوج العباس رضي الله عنهما
    و لبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة المخزومي وأم خالد بن الوليد
    وعصماء بني الحارث زوج أُبي بن الخلف
    وغرة بنت الحرث زوج زياد بن عبدالله بن مالك الهلالي
    وهؤلاء هن أخواتها من أمها وأبيها
    أما أخواتها لأمها فهن
    أسماء بنت عميس زوج جعفر رضي الله عنه
    ثم مات فخلف عليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه
    ثم مات فخلف عليها علي كرم الله وجه
    وسلمى بنت عميس زوج حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه
    ثم ملت فخلف عليها شداد بن أسامة بن الهاد
    وسلامة بنت عميس زوج عبدالله بن كعب بن عنبة الخثعمي



    ولهذا
    عُرفت أمها هند بنت عوف
    بأكرم عجوز في الأرض أصهاراً
    فأصهارها
    أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وصاحبه الصديق
    وعميه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب
    وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب
    وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين وتلك فضائل حسان
    فهل فوق ذلك من أس
    مى وأفخر من هذا النسب الأصيل والمقام الرفيع...؟؟!!




    أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم

    كان زواجها رضي الله عنها أولاً بمسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام
    ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبدالعزى
    فتوفي عنها وهي في ريعان الشباب
    ثم ملأ نور الإيمان قلبها
    وأضاء جوانب نفسها حتى شهد الله تعالى لها بالإيمان
    وكيف لا وهي كانت من السابقين في سجل الإيمان
    فحظيت
    بشرف الزواج من
    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    في وقت فراغه من عمرة القضاء
    سنة 7 للهجرة




    همس القلوب وحديث النفس


    وفي السنة السابعة للهجرة النبوية
    دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأصحابه مكة معتمرين
    وطاف الحبيب المصطفى بالبيت العتيق
    بيت الله الحرام
    وكانت ميمونة بمكة أيضاً ورأت رسول الله
    وهو يعتمر فملأت ناظريها به حتى
    استحوذت عليها فكرة
    أن تنال شرف الزواج من
    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأن تصبح أماً للمؤمنين
    وما الذي يمنعها من تحقيق حلم لطالما
    راودتها في اليقظة والمنام
    وهي
    التي كانت من السابقين في سجل الإيمان وقائمة المؤمنين؟
    وفي تلك اللحظات التي خالجت نفسها همسات قلبها
    المفعم بالإيمان
    أفضت ميمونة بأمنيتها إلى أختها أم الفضل
    وحدثتها
    عن حبها وأمنيتها في أن تكون زوجاً
    للرسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأماً للمؤمنين
    وأما أم الفضل فلم تكتم الأمر
    عن زوجها العباس فأفضت إليه بأمنية
    أختها ميمونة
    ويبدو أن العباس أيضاً لم يكتم الأمر
    عن ابن أخيه فأفضى إليه بأمنية
    ميمونة بنت الحارث
    فبعث رسول الله ابن عمه جعفر بن أبي طالب
    ليخطبها له
    وما أن خرج جعفر رضي الله عنه من عندها
    حتى ركبت بعيرها وانطلقت إلى
    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وما أن وقعت عيناها عليه صلى الله عليه وسلم حتى قالت:
    "البعير وما عليه لله ورسوله".



    السيدة ميمــونة رضي الله عنها في القرآن الكريـم


    وهكذا
    وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
    وفيها نزل قوله تعالى:
    (( وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)).


    لقد جعلت ميمونة
    أمرها إلى العباس بن عبد المطلب
    فزوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    وقيل أيضاً أن العباس قال
    لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    "إن ميمونة بنت الحارث قد تأيمت من أبي رهم بن عبدالعزى،هل لك أن تتزوجها؟"
    فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.




    السيدة ميمونة رضي الله عنها والزواج الميمون


    أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
    بمكة ثلاثة أيام
    فلما أصبح اليوم الرابع
    أتى إليه صلى الله عليه وسلم نفر من كفار قريش ومعهم حويطب بن عبدالعزى
    الذي أسلم فيما بعد
    فأمروا الرسول صلى الله عليه وسلم
    أن يخرج بعد أن انقضى الأجل
    وأتم عمرة القضاء والتي كانت عن عمرة الحديبية
    فقال
    صلى الله عليه وسلم
    "وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، فصنعت لكم طعاماً فحضرتموه"
    فقالوا
    "لا حاجة لنا بطعامك، فأخرج عنا"
    فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف مولاه أن يحمل ميمونة إليه حين يمسي.



    فلحقت به ميمونة إلى سَرِف
    وفي ذلك الموضع بنى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه البقعة المباركة
    ويومئذ سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بعد أن كان اسمها برة
    فعقد عليها بسرف بعد تحلله من عمرته لما روي عنها
    "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلالان بسرف".




    السيدة ميمونة رضي الله عنها والرحلة المباركة إلى المدينة المنورة


    ودخلت ميمونة رضي الله عنها البيت النبوي
    وهي لم تتجاوز بعد السادسة والعشرين
    وإنه لشرف لا يضاهيه شرف لميمونة
    فقد أحست بالغبطة تغمرها والفرحة تعمها
    عندما أضحت في عداد أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهن جميعاً
    وعند وصولها إلى المدينة استقبلتها نسوة دار الهجرة بالترحيب والتهاني والتبريكات
    وأكرمنها خير إكرام
    إكراماً للرسول صلى الله عليه وسلم وطلباً لمرضاة الله عز وجل.


    ودخلت أم المؤمنين الحجرة التي أعد لها
    الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
    لتكون
    بيتاً لها أسوة بباقي أمها المؤمنين
    ونساء رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وهكذا بقيت ميمونة تحظى بالقرب
    من رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وتتفقه بكتاب الله وتستمع الأحاديث النبوية
    من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
    وتهتدي بما يقوله
    فكانت
    تكثر من الصلاة في المسجد النبوي
    لأنها
    سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
    "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلى المسجد الحرام"


    وظلت ميمونة في البيت النبوي
    وظلت مكانتها رفيعة عند رسول الله
    حتى إذا اشتد به المرض عليه الصلاة والسلام
    نزل في بيتها
    ثم استأذنتها عائشة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم لينتقل إلى بيتها ليمرض حيث أحب في بيت عائشة.




    حفظها للأحاديث النبوية

    وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم
    إلى الرفيق الأعلى
    عاشت ميمونة رضي الله عنها حياتها
    بعد النبي صلى الله عليه وسلم
    في نشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم
    بين الصحابة والتابعين
    لأنها كانت ممن وعين الحديث الشريف
    وتلقينه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ولأنها شديدة التمسك بالهدي النبوي
    والخصال المحمدية
    ومنها حفظ الحديث النبوي الشريف
    وروايته ونقله إلى كبار الصحابة
    والتابعين وأئمة العلماء
    و كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها من المكثرات لرواية الحديث النبوي الشريف والحافظات له
    حيث أنها روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وسبعين حديثاً



    السيدة ميمونة رضي الله عنها وشهادة الإيمان والتقوى



    وعكفت أم المؤمنين
    على العبادة والصلاة في البيت النبوي
    وراحت تهتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم - وتقتبس
    من أخلاقه الحسنة
    وكانت حريصة
    أشد الحرص على تطبيق حدود الله
    ولا يثنيها عن ذلك شيء من رحمة أو شفقة
    أو صلة قرابة
    فيحكى
    أن ذا قرابة لميمونة دخل عليها
    فوجدت منه ريح شراب
    فقالت:
    "لئن لم تخرج إلى المسلمين
    فيجلدونك
    لا تدخل علي أبدا"
    وهذا الموقف خير دليل على تمسك ميمونة
    رضي الله عنها
    بأوامر الله عز وجل وتطبيق السنة المطهرة
    فلا يمكن أن تحابي قرابتها في تعطيل حد من حدود الله. وقد زكى الرسول صلى الله عليه وسلم
    إيمان ميمونة رضي الله عنها وشهد لها ولأخوتها بالإيمان لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
    "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    الأخوات المؤمنات:
    ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
    وأم الفضل
    وسلمى امرأة حمزة
    وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن"
    رضي الله عنهم جميعاً.




    الأيام الأخيرة والذكريات العزيزة


    كانت أم المؤمنين ميمونة
    رضي الله عنها
    قد عاشت الخلافة الراشدة
    وهي عزيزة
    كريمة
    تحظى باحترام الخلفاء والعلماء
    وامتدت بها الحياة إلى خلافة
    معاوية رضي الله عنه
    وقيل:
    إنها توفيت سنة إحدى وخمسين
    بسرف ولها ثمانون سنة
    ودفنت في موضع قبتها
    الذي كان فيه عرسها رضي الله عنها
    وهكذا جعل الله عز وجل المكان الذي تزوجت به ميمونة هو مثواها الأخير
    قال يزيد بن الأصم
    "دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم"

    وتلك هي أمنا وأم المؤمنين أجمعين
    ميمونة بنت الحارث الهلالية
    رضي الله عنها
    آخر حبات العقد الفريد
    العقد النبوي الطاهر المطهر
    وإحدى أمهات المؤمنين اللواتي ينضوين
    تحت قول الله تعالى
    إنما يريد الله ليذهب عنكم
    الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
    صدق الله العظيم




    فضائل وأسباب شهرة السيدة ميمونة رضي الله عنها


    وكانت لأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها شهرة شهد لها التاريخ بعظمتها، ومن أسباب شهرتها نذكر


    إن أم ميمونة هند بنت عوف
    كانت تعرف بأنها أكرم عجوز في الأرض أصهاراً

    كما ذكرت سابقاً
    فأصهارها:
    أشرف الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وصاحبه الصديق
    وعميه حمزة والعباس ابنا عبدالمطلب، وجعفر وعلي أبناء عمه أبي طالب
    وشداد بن الهاد رضي الله عنهم أجمعين

    ومن أسباب عظمتها
    كذلك شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم
    لها ولأخواتها بالإيمان
    لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال
    "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    الأخوات المؤمنات
    ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
    وأم الفضل زوج العباس
    وسلمى امرأة حمزة
    وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن"
    رضي الله عنهن جميعاً.


    ومنه تكريم الله عز وجل لها
    عندما نزل القرآن يحكي قصتها
    وكيف أنها وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    في قول الله تعالى
    وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي
    إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين


    ومن ذلك أنها كانت آخر من تزوجها
    رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها ختمت أمها المؤمنين، وكانت نعم الختام
    وقد كانت تقيه تصل الرحم لشهادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لها عندما قالت:
    " إنها والله كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم".


    ومما يذكر لميمونة رضي الله عنها
    أنها
    كانت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها
    من الحافظات
    المكثرات
    لرواية الحديث النبوي الشريف
    ولم يسبقها في ذلك سوى
    أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها
    وأم سلمة
    أم المؤمنين رضي الله عنها





  2. #12
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    زينب بنت خزيمة الهلالية
    أم المساكين


    الاسم
    زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف الهلالية .


    اللقب
    أم المساكين.

    مولدها
    قبل البعثة بحوالى ثلاثة عشر عامًا .

    الأزواج
    عبد الله بن جحش ، وقيل من الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب - رضى الله عنهما ثمّ تزوّجها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -


    محل الإقامة
    المدينة المنورة .

    الوفاة
    توفيت - رضى الله عنها - فى ربيع الأول في العام 4هـ



    -

    زينب بنت خزيمة - رضى الله عنها - إحدى أمهات المؤمنين الفضليات ، اللاتى أذهب الله عنهنّ الرجس وطهرهنّ تطهيرا .

    وُلدت زينب فى مكة قبل بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - بثلاثة عشر عامًا تقريبًا ، وعُرفت قبل الإسلام بأم المساكين لكثرة إطعامها لهم ورحمتها بهم .

    - ولمّا أشرق نور الإسلام كانت زينب ممن دخلوا فى هذا الدين عن رضىً واقتناع .

    - وقد اختلفت الأقوال فى الصحابى الذى تزوجته زينب قبل زواجها من النبى - صلى الله عليه وسلم - ، فقيل إنها تزوجت من عبد الله بن جحش - رضى الله عنه - فاستشهد يوم أحد ، وقيل إنها كانت زوجةً للطفيل بن الحارث ، ثم خلّف عليها أخاه الشهيد عُبيدة بن الحارث فاستشهد يوم بدر .

    -وقد تزوج النبى - صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت خزيمة فى رمضان ، وقيل فى شوال في العام ( 3 هـ ) ، وأصدقها أربعمائة درهم ، وبنى لها حجرة إلى جوار حجرات زوجاته الشريفات ، ولم يطل مقام زينب فى البيت النبوى ،فما كادت تمضى بضعة شهور حتى توفيت - رضى الله عنها - فى ربيع الأول في العام 4 هـ ودفنت بالبقيع ، وكان عمرها يناهز الثلاثين عاما .

    - السيدة زينب بنت خزيمة - رضى الله عنها - من أمهات المؤمنين الفضليات اللاتى امتزن بالرحمة والشفقة على المساكين والمحتاجين حتى لقبت بأم المساكين قبل إسلامها ، وذلك رغم صغر سنها ، إذ أجادت العمل النسوى الاجتماعى لخدمة مجتمعها قبل الإسلام وبعده ، فصرفت جُلّ وقتها لرعاية المساكين وإطعامهم والتصدق عليهم .

    زينب بنت خزيمة - رضى الله عنها - من أمهات المؤمنين ونساء آل البيت الطاهرات اللاتى أذهب الله عنهن الرجس وطهرهنّ تطهيرًا ، كما أنها من السابقات إلى الإسلام ، اللاتى عُرف عنهن رقة الطباع والرحمة والعطف على المساكين حتى لقبت "بأم المساكين " فكانت من أرق النساء وأرحمهنّ بالفقراء والمساكين فى الجاهلية والإسلام .

    - لم ترو أم المؤمنين زينب بنت خزيمة شيئًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال الذهبى : وما روت شيئا . ولعل هذا يعود إلى انشغالها بأحوال المساكين ، وإلى قلة مكثها فى بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - ووفاتها في حياته .

    - تُوفيت زينب بنت خزيمة - رضى الله عنها - فى ربيع الأول في العام ( 4 هـ ) ودُفنت بالبقيع ، وكان عمرها حوالى ثلاثين عامًا ،

    وكانت أول نساء النبى - صلى الله عليه وسلم - موتًا بالمدينة المنورة .



  3. #13
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    هند بنت سهيل
    أم سلمة بنت زاد الركب


    هند ام سلمة رضى الله عنها

    آخر من مات من أمهات المؤمنين

    نسبها



    هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة، أم سلمة ( ويقال أن اسم جدها المغيرة هو حذيفة، ويعرف بزاد الركب) . وهي قرشية مخزومية ، وكان جدها المغيرة يقال له : زاد الركب ، وذلك لجوده ، حيث كان لا يدع أحدا يسافر معه حامل زاده، بل كان هو الذي يكفيهم. وقد تزوجها أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي.



    فضلها

    تُعدَّ أم سلمة من أكمل النساء عقلا وخلقا
    فهي وزوجها أبو سلمة من السابقين إلى الإسلام
    هاجرت مع أبي سلمة إلى أرض الحبشة
    وولدت له ((سلمة)) ورجعا إلى مكة
    ثم هاجرا معه إلى المدينة
    فولدت له ابنتين وابنا أيضا
    وكانت أول امرأة مهاجرة تدخل المدينة
    ومات أبو سلمة في المدينة من أثر جرح في غزوة أحد
    بعد أن قاتل قتال المخلصين المتعشقين للموت والشهادة وكان من دعاء أبي سلمة
    اللهم اخلفني في أهلي بخير
    فأخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته أم سلمة، فصارت أمًا للمؤمنين
    وعلى بنيه: سلمة، وعمر
    وزينب، فصاروا ربائب في حجره المبارك صلى الله عليه وسلم، وذلك سنة أربع للهجرة (4هـ).


    كما كانت تعد من فقهــاء الصحــابة ممن كان يفــتي، إذ عــدها ابن حزم ضمن الدرجة الثانية، أي متوسطي الفتوى بين الصحابة رضوان الله عليهم، حيث قال: (المتوسطون فيما روي عنهم مــن الفتـــوى: عثمــــان، أبوهــــريرة، عبــد الــله بــن عــــمرو، أنـــس، أم سلمة...) إلى أن عدهم ثلاثة عشر، ثم قال: (ويمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم جزء صغير).




    زواج أم سلمة من النبي صلى الله عليه و سلم


    عندما انقضت عدتها بعث إليها أبو بكر يخطبها فلم تتزوجه ، وخطبها النبي صلى الله عليه و سلم إشفاقا عليها ورحمة بأيتامها أبناء وبنات أخيه من الرضاعة . فقالت له: مثلي لا يصلح للزواج ، فإني تجاوزت السن ، فلا يولد لي، وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال ، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه و سلم خطابا يقول فيه : أما السن فأنا أكبر منكِ ، وأما الغيرة فيذهبها الله ، وأما الأولياء فليس أحد منهم شاهدِ ولا غائب إلا أرضاني. فأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة ليزوجها بالرسول صلى الله عليه و سلم .

    ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم أم سلمة حزنت عائشة رضي الله عنها حزنا شديدا لما ذكروا لها من جمال أم سلمة وقالت لما رأتها : والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال .وكان رسول الله إذا صلى العصر دخل على نسائه فبدأ بأم سلمة وكان يختمها بعائشة رضي الله عنهن .

    وسافر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعض الأسفار وأخذ معه صفية بنت حيي وأم سلمة فأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى هودج صفية ، وهو يظن أنه هودج أم سلمة، وكان ذلك اليوم يوم أم سلمة فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يتحدث مع صفية . فغارت أم سلمة وعلم الرسول صلى الله عليه و سلم فقالت له: تتحدث مع ابنة اليهودي في يومي وأنت رسول الله استغفر لي فإنما حملني على هذه الغيرة ....



    صفاتها وأخلاقها


    وتمضي الأيام وتحدثنا كتب السيرة أن نساء النبي وقد علمن بما أفاء الله على رسوله والمسلمين من النعم والخيرات بعد جلاء اليهود عن المدينة فطمعن أن يعشن حياة مرفهة، ويلبسن ملابس اجمل، ويصبح لهن مثل النساء الأخريات من الذهب والفضة، ويتركن حياة الزهد والتقشف التي يعيشها الرسول، ولكن الرسول رفض مطالبهن، وقرر اعتزالهن جميعا .. حتى شاع بين المسلمين أنه طلقهن.

    وحزن أبو بكر الصديق .. وحزن عمر بن الخطاب .. عندما تناهى إلى سمعهما أن نساء النبي اعتزلهن رسول الله عليه الصلاة والسلام في "مشربة" وقام على خدمته خادمة رباح.

    وتوجه عمر بن الخطاب إلى أم سلمة يسألها عما فعلته بالرسول وكانت تمت إليه بصلة القرابة .. ولكن أم سلمة استنكرت على عمر أن يتدخل في أمور بيت الرسول، حتى لو كانت ابنته حفصة من أزواج الرسول.
    قالت لعمر بن الخطاب
    ـ "عجبا لك يا عمر .. مالك ولهذا وقد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين النبي وأزواجه".
    واعتذر لها عمر ..

    وبقى حزينا لما حدث في بيت النبوة .. وتوجه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وعندما سمح له الرسول بالدخول، هال عمر بن الخطاب حياة النبي عليه الصلاة والسلام المتقشفة .. حتى أنه بكى عندما رأى أن الحجرة ليس بها إلا الحصير الذي أثر في جنب الرسول .. وسأله الرسول عما يبكيه قال عمر: ما أراه بك يا رسول الله، أنك أحب العباد إلى الله، وتعيش هكذا على حصيرة أثرت في جنبك وتأكل الماء والشعير!

    وقال له أعظم رسل الله

    ـ يا بن الخطاب كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، لقد خيرت بين أن أكون نبيا ملكا مثل سليمان وداود عليهما السلام، وبين أن أكون نبيا عبدا فاخترت أن أكون نبيا عبدا".

    وأخذ عمر يحدث الرسول حتى سرى عنه، وعلم أن النبي يعتزل زوجاته لمطالبهن، ورغبتهن في زخرف الحياة الدنيا وأنه لم يطلقهن وسعد بن الخطاب. وفي هذه الحادثة نزل قوله تعالى:
    {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا "28" وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً "29"} (سورة الأحزاب)

    وبعد انتهاء الشهر، خير الرسول نساءه بين الحياة معه كما يعيش، أو أن يسرحهن سراحا جميلا .. بدأ الرسول بعائشة قائلا:
    ـ " يا عائشة أني أريد أن أعرض عليك أمرا، أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك .. وتلا عليها ما نزل من القرآن الكريم ..


    قالت عائشة رضي الله عنها: أفيك استشير أبوي يا رسول الله بل اختار الله ورسوله والدار الآخرة".

    و .. فعلت كل أمهات المؤمنين ما فعلت عائشة .. ورضين أن يعشن في كنف الرسول مؤثرات الله والدار الآخرة.


    كان لأم سلمه رأي صائب أشارت على النبي صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية، وذلك أن النبي - عليه الصلاة والسلام- لما صالح أهل مكة وكتب كتاب الصلح بينه و بينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم حلقوا . فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات . فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك . فقام - عليه الصلاة و السلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .[ كناية عن سرعة المبادرة في الفعل ].



    وتعد أم سلمة خير مثال يجب على أمهات وزوجات اليوم الاحتذاء به من خلال تربيتها لأولادها التربية الأخلاقية الكريمة. وكانت خير زوجة وأم صالحة، تملك العقل الراجح ، والشخصية القوية، وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، وتتسم شخصيتها بحسن الأخلاق والأدب ، وهذا ما يندر في كثير من الأمهات والزوجات في وقتنا الحالي. كالعناية بالزوج، والنظر في أمور الأطفال، ومساعدة الزوج في أصعب الأوقات، وتقدير حال زوجها . كل هذا نفتقده في أمهات وزوجات اليوم، وذلك لاستهتارهن بأمور تربية الأطفال ، وإهمال الزوج وعدم رعايته، ومبالغتهن واهتمامهن بأمور الدنيا والتي غالبا ما تكون زائفة لا معنى لها .



    دور أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في رواية الحديث


    مروياتها رضي الله عنها وتلاميذها


    روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها الكثير الطيب، إذ تعد ثاني راوية للحديث بعد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ لها جملة أحاديث قدرت حسب كتاب بقي بن مخلد ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا (378). اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثًا، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بثلاثة عشر. ومجموع مروياتها حسب ما ورد في تحفة الأشراف مائة وثمانية وخمسون حديثًا (158).




    محتوى مروياتها رضي الله عنها


    كان وجود أم المؤمنين أم سلمة، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما خاصة بين الصحابة، وتأخر وفاتهما بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العوامل المهمة التي جعلت الناس يقصدونهما خاصة للسؤال والفتيا، وبعد وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة (58هـ)، تربعت أم سلمة رضي الله عنها على سدة الرواية والفتيا لكونها آخر من تبقى من أمهات المؤمنين، الأمر الذي جعل مروياتها كثيرة
    إذ جمعت بين الأحكام والتفسير والآداب والأدعية
    والفتن.... إلخ..



    إن مرويـــات أم ســلــمة معظــمها في الأحكــام وما اختص بالعبادات أساسًا كالطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج
    وفي أحكام الجنائز
    وفي الأدب
    وفي ستر العورة
    وفي رفع الرأس إلى السماء عند الخروج من البيت والمرأة ترخي من إزارها ذراعًا
    وروت في الأشربة
    والنهي عن عجم النوى طبخًا وخلط النبيذ بالتمر
    وفي النكاح
    روت زواجها
    وفي الإحداد والرضاع
    كما روت في المغازي
    والمظالم والفتن
    في الجيش الذي يخسف به
    وفي المهدي
    وروت في المناقب في ذكر علي وذكر عمار
    وهذا يدل على قوة حافظة أم سلمة واهتمامها بالحديث -رضي الله عنها .



    تلاميـــذها


    نقل عنها مروياتها جيل من التلاميذ رجالاً ونساء
    من مختلف الأقطار\ حيث روى عنها - رضي الله عنها - خلق كثير.

    - فمن الصحابة:
    أم المؤمنين عائــشة
    وأبو سعيــد الخــدري
    وعــمر بن أبي سلمة
    وأنس بن مالك
    وبريدة بن الحصين الأسلمي، وسليمـــــان بن بريــــدة
    وأبو رافــــع
    وابن عبـــــاس – رضي الله عنهم .



    - ومن التابعين، أشهرهم:
    سعيد بن المسيب
    وسليمان بن يسار
    وشقيق بن سلمة
    وعبد الله بن أبي مليكة
    وعامر الشعبي
    والأســـود بن يــزيــد
    ومجـاهد
    وعـــطـاء بن أبـــي ربــــاح
    شـــهر بن حوشب
    نافع بن جبير بن مطعم
    وآخرون.



    ومن النساء
    ابنتها زينب
    هند بنت الحارث
    وصفية بنت شيبة
    وصفية بنت أبي عبيد
    وأم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عــوف
    وعمـــرة بنــت عبـــد الرحــمن
    وحكيــمة
    رميثـــة
    وأم محمد ابن قيس.



    - ومن نساء أهل الكوفة:
    عمرة بنت أفعى، جسرة بنت دجاجة،
    أم مساور الحميري، أم موسى (سرية علي)،

    جدة ابن جدعان، أم مبشر.




    وفاة أم سلمة – رضي الله عنها


    "كانت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
    آخر من مات من أمهات المؤمنين
    عمرت حتى بلغها مقتل الحسين
    لم تلبث بعده إلا يسيرًا
    وانتقلت إلى الله تعالى سنة (62هـ)
    وكانت قد عاشت نحوًا من تسعين سنة " .




  4. #14
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    هند بنت عتبة - زوجة أبي سفيان

    هند بنت عتبة بطلة في الجاهلية والإسلام


    - إنها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية القرشية .


    - إحدى نساء العرب اللاتي كان لهم شهر عالية قبل الإسلام وبعده
    وهي أم الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.



    - كانت هند ذات صفات ترفع قدرها بين النساء من العرب
    ففيها فصاحة
    وجرأة وثقة وحزم
    ورأي.
    تقول الشعر وترسل الحكمة وكانت امرأة لها نفس وأنفة.

    زوجها أبوها من الفاكهة بن المغيرة المخزومي
    فولدت له أباناً
    ثم تركته.




    وقالت لأبيها ذات يوم


    إني امرأة قد ملكت أمري فلا تزوجني رجلاً حتى تعرضه علي
    فقال لها
    ذلك لك
    ثم قال لها يوماً:
    إنه قد خطبك رجلان من قومك
    ولست مسمياً لك واحداً منهما حتى أصفه لك
    أما الأول :
    ففي الشرف والصميم ، والحسب الكريم
    تخالين به هوجاً من غفلته
    وذلك إسجاح من شيمته
    حسن الصحابة
    حسن الإجابة
    إن تابعته تابعك ، وإن ملت كان معك ، تقضين عليه في ماله ، وتكتفين برأيك في ضعفه
    وأما الآخر ففي الحسب الحسيب
    والرأي الأريب ، بدر أرومته
    وعز عشيرته
    يؤدب أهله ولا يؤدبونه
    إن اتبعوه أسهل بهم
    وإن جانبوه توعر بهم
    شديد الغيرة
    سريع الطيرة
    وشديد حجاب القبة
    إن جاع فغير منزور
    وإن نوزع فغير مقهور
    قد بينت لك حالهما.


    قالت

    أما الأول فسيد مضياع لكريمته
    مؤات لها فيما عسى إن لم تعصم أن تلين بعد إبائها
    وتضيع تحت جفائها ، إن جاءت له بولد أحمقت
    وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت. اطو ذكر هذا عني فلا تسمه لي
    وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة :
    إني لأخلاق هذا لوامقة
    وإني له لموافقة
    وإني آخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي
    وقلة تلفتي
    وإن السليل بيني وبينه لحري أن يكون المدافع عن حريم عشيرته
    والذائد عن كتيبتها ، المحامي عن حقيقتها ، الزائن لأرومتها
    غير مواكل ولا زميّل عند ضعضعة الحوادث
    فمن هو ؟ قال :
    ذاك أبو سفيان بن حرب ، قالت : فزوجه ولا تلقني إليه إلقاء المتسلس السلس ، ولا تمسه سوم المواطس الضرس ، استخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء.





    - وتزوجت هند من أبي سفيان بن حرب
    وكانت تحرص دوماً على محامد الفعال
    كما كانت ذات طموح واسع
    ففي ذات يوم رآها بعض الناس ومعها ابنها معاوية
    فتوسموا فيه النبوغ
    فقالوا لها عنه :
    إن عاش ساد قومه
    فلم يعجبها
    هذا المديح فقالت في إباء وتطلع واسع :
    ثكلته إن لم يسد إلا قومه.

    - ولما كانت موقعة بدر الكبرى قتل في هذه العركة والد هند وعمها شيبة
    وأخوها الوليد بن عتبة
    فراحت ترثيهم مر الرثاء
    وفي عكاظ التقت مع الخنساء
    فسألتها من تبكين يا هند



    فأجابت


    أبكي عميد الأبطحين كليهما...... وحاميهما من كل باغ يريدها
    أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي..... وشيبة والحامي الذمار وليدها
    أولئك آل المجد من آل طالب .. وفي العز منها حين ينمى عديدها



    - وفي يوم أحد كان لهند بنت عتبة دورها العسكري البارز، فقد خرجت مع المشركين من قريش
    وكان يقودهم زوجها أبو سفيان
    وراحت هند تحرض القرشيين على القتال
    وتزعمت فئة من النساء
    فرحن يضر بن الدفوف ،



    وهي ترتجز


    نحن بنات طارق .نمشي على النمارق
    إن تقبلوا نعانق ..وإن تدبروا نفـــارق

    وتردد قولها


    أيها بني عبد الدار........ويها حماة الأدبارضرباً بكل بتار





    - وفي هذه المعركة
    كانت هند بنت عتبة قد حرضت وحشي بن حرب على قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
    حيث وعدته بالحرية وكان عبداً لها إن هو قتل حمزة
    فكانت تؤجج في صدره نيران العدوان
    وتقول له :
    إيه أبا دسمة
    اشف واشتف.


    ولما قتل وحشي حمزة رضي الله عنه جاءت هند إلى حمزة وقد فارق الحياة ، فشقت بطنه ونزعت كبده ، ومضغتها ثم لفظتها وعلت صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها


    نحن جزيناكم بيوم بدر .......................... والحرب بعد الحرب ذات سعر
    ما كان عن عتبة لي من صبر .................... ولا أخــي وعـمــه وبكــري
    شفيت نفسي وقضيت نذري ...................... شفيت وحشي غليل صدري
    فشكر وحشي على عمري .......................... حتى ترم أعظمي في قبري



    - وبقيت هند
    على الشرك حتى شرح الله تعالى صدرها للإسلام
    يوم فتح مكة
    حيث شاءت إرادة الله تعالى أن تنقلب بطلة الجاهلية إلى بطلة في ظل الإسلام
    ففي عشية ليلة الفتح
    فتح مكة
    عاد أبو سفيان بن حرب
    من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً
    وهو يصيح
    يا معشر قريش ألا إني قد أسلمت فأسلموا
    إن محمداً صلى الله عليه وسلم
    قد أتاكم بما لا قبل لكم به
    فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه هند فأخذت بشاربه وهي تردد
    بئس طليعة القوم أنت يا أهل مكة اقتلوا الحميت الدسم الأحمس
    قبح من طليعة قوم
    فقال أبو سفيان
    ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم
    فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به
    فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن
    فقالوا
    قاتلك الله
    وما تغني عنا دارك
    قال
    ومن أغلق عليه بابه فهو آمن
    ومن دخل المسجد فهو آمن
    فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.



    - وفي اليوم الثاني لفتح مكة
    قالت هند لزوجها أبي سفيان:
    إنما أريد أن أتابع محمداً فخذني إليه
    فقالت لها:
    قد رأيتك تكرهين هذا الحديث بالأمس
    فقالت:
    إني والله لم أر أن الله قد عبد حق عبادته في هذا المسجد إلا في هذه الليلة
    والله إن باتوا إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً
    فقال لها
    فإنك قد فعلت ما فعلت
    فاذهبي برجل من قومك معك
    فذهبت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه
    فذهب بها
    إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فأسلمت وبايعت.




    - وتمضي الأيام
    وتزداد هند المسلمة ثقافة إيمانية
    حيث اشتركت في الجهاد مع زوجها أبي سفيان في غزوة اليرموك الشهيرة
    وأبلت فيها بلاء حسناً
    وكانت تحرض المسلمين على قتال الروم فتقول :
    عاجلوهم بسيوفكم يا معشر المسلمين.




    - وظلت هند بقية حياتها مسلمة مؤمنة مجاهدة حتى توفيت سنة أربع عشرة للهجرة
    فرضي الله عنها وأرضاها
    وغفر لها ورحمها
    إنه على كل شيء قدير.




  5. #15
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    سودة بنت زمعة العامرية

    السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها

    أول امرأة تزوجها الرسول بعد السيدة خديجة رضي الله عنها

    وبها نزلت آية الحجاب

    اسمها ونسبها

    هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس بن عبد ود ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، وأمها الشمّوس بنت قيس بن زيد بن عمر الأنصارية.



    إسلامها


    كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة، من فوا ضل نساء عصرها. كانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، أخي سهيل بن عمرو العامري. ولما أسلمت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم معها زوجها السكران وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وذاقت الويل في الذهاب معه والإياب حتى مات عنها وتركها حزينة مقهورة لا عون لها ولا حرفة وأبوها شيخ كبير.



    زواجها



    في حديث لعائشة عن خولة بنت حكيم، أن خولة بنت حكيم السلمية رفيقة سودة في الهجرة إلى الحبشة وزوجها عثمان بن مظعون لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها: أنها صغيرة ويريد من هي أكبر سناً لتدبير شؤون بيته ورعاية فاطمة الزهراء.

    فعرضت الزواج من سوده بنت زمعة، فهي امرأة كبيرة وواعية، رزان ومؤمنة، وأن جاوزت صباها وخلت ملامحها من الجمال. ولم تكد خولة تتم كلامها حتى أثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم- فأتى فتزوجها.


    تزوج النبي صلى الله عليه وسلم- بسودة


    ولديها ستة أبناء وكان زواجها في رمضان في السنة العاشرة من النبوة، بعد وفاة خديجة بمكة، وقيل: سنة ثمانية للهجرة على صداق قدره أربعمائة درهم، وهاجر بها إلى المدينة.


    فضلها

    تعد سودة – رضي الله عنها - من فواضل نساء عصرها، أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى أرض الحبشة. تزوج بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت إحدى أحب زوجاته إلى قلبه، عرفت بالصلاح والتقوى، روت عن النبي أحاديث كثيرة وروى عنها الكثير. ونزلت بها آية الحجاب، فسجد لها ابن عباس. وكانت تمتاز بطول اليد، لكثرة صدقتها حيث كانت امرأة تحب الصدقة.


    صفاتها

    لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.


    وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.


    ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها.


    وكانت سوده ذات أخلاق حميدة، امرأة صالحة تحب الصدقة كثيراً، فقالت عنها عائشة – رضي الله عنها -: اجتمع أزواج النبي عنده ذات يوم فقلن: يا رسول الله أيّنا أسرع بك لحاقاً؟ قال: أطولكن يداً، فأخذنا قصبة وزرعناها؟ فكانت زمعة أطول ذراعاً فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفنا بعد ذلك أن طول يدها كانت من الصدقة.

    عن هشام، عن ابن سيرين: أن عمر رضي الله عنه- بعث إلى سودة بفرارة دراهم، فقالت: في الغرارة مثل التمر، يا جارية: بلغيني الفتح، ففرقتها.

    أعمالها

    روت سودة – رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.


    وفاتها

    توفيت سودة في آخر زمن عمر بن الخطاب، ويقال إنها توفيت بالمدينة المنورة في شوال سنة أربعة وخمسون، وفي خلافة معاوية.






  6. #16
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    رملة بنت أبي سفيان - أم حبيبة


    أم المؤمنين

    رملة أم حبيبة رضى الله عنها




    نسبها ونشأتها رضي الله عنها

    أم المؤمنين
    السيدة المحجبة
    من بنات عم الرسول- صلى الله عليه وسلم-
    رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
    ابنة زعيم،
    وأخت خليفة
    وزوجة خاتم النبيين محمد- عليه الصلاة والسلام



    فأبوها أبو سفيان
    زعيم ورئيس قريش
    والذي كان في بداية الدعوة
    العدو اللدود للرسول- عليه الصلاة والسلام
    وأخوها
    معاوية بن أبي سفيان
    أحد الخلفاء الأمويين
    ولمكانة وجلالة منزلة أم حبيبة في دولة أخيها
    (في الشام)
    قيل لمعاوية:
    "خال المؤمنين"
    وأخيراً
    فهي من زوجات الرسول-عليه الصلاة والسلام
    فليس هناك من هي أكثر كرماً
    وصداقاً منها
    ولا في نسائه من هي نائية الدار أبعد منها
    وهذا دليل على زهدها وتفضيلها لنعم الآخرة على نعيم الدنيا الزائل



    كانت أم حبيبة من ذوات رأي وفصاحة
    تزوجها أولاً عبيد الله بن جحش، وعندما دعا الرسول- عليه الصلاة والسلام-
    الناس في مكة إلى الإسلام
    أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم
    وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة
    هاجرت رملة بصحبة زوجها
    فارة بدينها متمسكة بعقيدتها
    متحملة الغربة والوحشة
    تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها
    بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة
    متحملة مشاق السفر والهجرة
    فأرض الحبشة بعيدة عن مكة
    والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة
    والحرارة المرتفعة
    وقلة المؤونة
    كما أن رملة في ذلك الوقت كانت في شهور حملها الأولى
    في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية
    ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قصر المسافة بين الدول
    وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، أنجبت مولودتها "حبيبة"
    فكنيت "بأم حبيبة".




    رؤية أم حبيبة رضي الله عنها

    في إحدى الليالي
    رأت أم حبيبة في النوم أن زوجها عبيد الله في صورة سيئة، ففزعت من ذلك
    وحينما أصبحت
    أخبرها زوجها
    بأنه وجد في دين النصرانية
    ما هو أفضل من الإسلام
    فحاولت رملة أن ترده إلى الإسلام
    ولكنها
    وجدته قد رجع إلى شرب الخمر من جديد.



    وفي الليلة التالية
    رأت في منامها أن هناك منادياً يناديها
    بأم المؤمنين
    فأولت أم حبيبة بأن الرسول
    سوف يتزوجها
    وبالفعل؛
    مع مرور الأيام
    توفي زوجها على دين النصرانية
    فوجدت أم حبيبة نفسها غريبة في غير بلدها
    وحيدة بلا زوج يحميها
    أمًّا لطفلة يتيمة في سن الرضاع
    وابنة لأب مشرك تخاف من بطشه ولا تستطيع الالتحاق به في مكة
    فلم تجد هذه المرأة المؤمنة غير الصبر والاحتساب، فواجهت المحنة بإيمان وتوكلت على الله- سبحانه وتعالى




    زواج أم حبيبة رضي الله عنها

    علم الرسول- صلى الله عليه وسلم-
    بما جرى لأم حبيبة
    فأرسل إلى النجاشي طالباً الزواج منها
    ففرحت أم حبيبة
    وصدقت رؤياها
    فعهدها وأصدقها النجاشي أربعمائة دينار
    ووكلت هي ابن عمها خالد بن سعيد ابن العاص
    وفي هذا دلالة على أنه يجوز عقد الزواج بالوكالة في الإسلام
    وبهذا الزواج خفف الرسول من عداوته لبني أمية
    فعندما
    علم أبو سفيان زواج الرسول
    من ابنته رملة
    قال
    ذاك الفحل
    لا يقرع أنفه!
    ويقصد أن الرسول رجل كريم
    وبهذه الطريقة خفت البغضاء
    التي كانت في نفس أبي سفيان على
    الرسول- صلى الله عليه وسلم
    كما أن
    في هذا الموقف دعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة
    لأنها
    تؤدي إلى دفع وزوال الحقد والضغينة
    و صفاء النفوس بين المتخاصمين




    أبو سفيان في بيت أم حبيبة رضي الله عنها


    حينما نقض المشركون في مكة صلح الحديبية
    خافوا
    من انتقام الرسول- صلى الله عليه وسلم
    فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة
    لعله ينجح في إقناع الرسول
    بتجديد الصلح
    وفي طريقه إلى النبي- عليه الصلاة والسلام
    مر أبو سفيان على ابنته أم حبيبة في بيتها
    وعندما هم بالجلوس
    على فراش الرسول- صلى الله عليه وسلم
    سحبته أم حبيبة من تحته
    وطوته بعيداً عنه
    فقال أبو سفيان:
    "أراغبة بهذا الفراش يا بنية عني؟ أم بي عنه؟" ، فأجابته:
    "بل به عنك
    لأنه فراش الرسول- صلى الله عليه وسلم
    وأنت رجل نجس غير مؤمن"
    فغضب منها، وقال:
    "أصابك بعدي شر"
    فقالت:
    "لا والله بل خير"
    وهنا نجد بأن هذه المرأة المؤمنة أعطت أباها المشرك درساً في الإيمان
    ألا وهو أن رابطة العقيدة أقوى من رابطة الدم والنسب
    وأنه يجب علينا عدم مناصرة وموالاة الكفار مهما كانت صلة المسلم بهم
    بل يجب علينا محاربتهم ومقاتلتهم من أجل نصرة الإسلام.


    لذلك
    جهز الرسول - صلى الله عليه وسلم
    المسلمين لفتح مكة، وبالرغم من معرفة أم حبيبة لهذا السر
    إلا أنها لم تخبر أباها
    وحافظت على سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    وسر المسلمين
    ففتح المسلمون مكة
    ودخل العديد من المشركين في دين الله
    وأسلم أبو سفيان
    فتكاملت
    أفراح أم حبيبة وشكرت الله على هذا الفضل العظيم
    وفي هذا الموقف إشارة
    إلى أنه يجب على المرأة المسلمة حفظ سر زوجها
    وعدم البوح به حتى لأقرب الناس إليها
    فهناك العديد من النساء اللاتي يشركن الأهل في حل المشاكل الزوجية
    والكثير من هؤلاء النسوة يطلقن بسبب إفشائهن للسر وتدخل الأهل
    لذلك يجب على الزوجة الصالحة المحافظة على بيت الزوجية وعدم البوح بالأسرار.




    دورها في رواية الحديث الشريف رضي الله عنها


    روت أم حبيبة- رضي الله عنها-
    عدة أحاديث عن الرسول- صلى الله عليه وسلم
    بلغ مجموعها خمسة وستين حديثاً
    وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين
    فلأم حبيبة- رضي الله عنها
    حديث مشهور في تحريم الربيبة وأخت المرأة
    " فعن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت

    دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
    فقلت له هل لك في أختي بنت أبي سفيان
    فقال أفعل ماذا قلت تنكحها
    قال
    أو تحبين ذلك قلت لست لك بمخلية
    وأحب من شركني في الخير أختي
    قال فإنها لا تحل لي
    قلت فإني أخبرت أنك تخطب درة بنت أبي سلمة
    قال بنت أم سلمة
    قلت نعم
    قال لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأباها ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن"
    كذلك حديثها في فضل السنن الراتبة
    قبل الفرائض وبعدهن
    كما أنها ذكرت أحاديث في الحج
    كاستحباب دفع الضعفة من النساء
    وغيرهن من المزدلفة إلى منى في أواخر الليل
    قبل زحمة الناس
    كما أنها روت في وجوب الإحداد للمرأة المتوفى عنها زوجها
    ووفي أبواب الصوم
    روت في الدعاء بعد الأذان
    وفي العير التي فيها الجرس لا تصحبها الملائكة
    وغيرها من الأحاديث التي كانت تصف أفعال الرسول- عليه الصلاة والسلام- وأقواله




    وفاتها رضي الله عنها


    توفيت-
    رضي الله عنها- سنة 44 بعد الهجرة
    ودفنت في البقيع
    وكانت قد دعت عائشة- أم المؤمنين
    قبل وفاتها
    فقالت
    قد يكون بيننا وبين الضرائر فغفر لي ولك ما كان من ذلك
    فقالت عائشة
    غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلك من ذلك
    فقالت أم حبيبة
    سررتني سرك الله
    وأرسلت إلى أم سلمة
    فقالت لهل
    مثل ذلك
    وفي هذا إشارة إلى ما يجب على المسلمين
    أن يفعلوه قبل ساعة الموت
    ألا وهو
    التسامح والمغفرة
    كما فعلت
    أم حبيبة مع أمهات المؤمنين
    رضوان الله عليهن
    أجمعين





  7. #17
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    زينب بنت جحش

    الاسم
    زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية .


    الكنية

    أم الحكم أميمة بنتُ عبد المطلب بن هاشم عمّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم

    تاريخ الميلاد
    قبل البعثة بـ 33 سنة .

    الأزواج
    زيدُ بن حارثة ، ثم زوّجها الله تعالى سيدَ الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم


    محل الإقامة
    مكة المكرمة ثم المدينة المنورة .

    الوفاة

    - توفيت السيدة زينب بنت جحش فى سنة ( 20 هـ ) التى توافق ( 641 م ) - عليها رضوان الله تعالى




    - أمّ المؤمنين زينبُ بنت جحشٍ ابنةُ عمةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نشأت فى أسرةٍ كريمةِ الحسب والنسب ، وكانت جميلةً ذكيةً ، أسلمت قديمًا مع أخيها عبد الله بن جحش وبقية أسرتها .



    - هاجرت
    السيدة زينب بنت جحش من مكة إلى المدينة مع سائر أهلها من بنى جحش رجالا ونساءً
    وهى بذلك من المهاجرات الأوائل
    وكانت السيّدة خديجة ُبنت خويلد قد أهدت غلامها زيد بن حارثة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم
    لمّا رأته تعلّق به
    وتبناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    وكان التبنى فى الجاهلية يلحقُ بالنسب في الميراث ومعاملةِ الأبناء
    وتحرُم زوجةُ الإبن المتبنّى على متبنّيه
    فلما جاء الإسلام كان من مقاصده أن يزيل الفوارق بين الناس فلا فضلَ لأحدٍ على أحد إلا بالتقوى
    وأراد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحقق هذا عمليًا
    وذلك بأن يزوج زينبَ بنت جحش
    ابنةَ عمتِه ذات الحسبِ والنسب
    والجاه فى قومها من مولاه زيد بن حارثة
    حتى تسقطَ الفوارقُ الطبقيّة الواهية
    فى المجتمع الجاهلى
    وكانت زينبُ كارهةً لهذا الزواج
    فكيف تتزوجُ القرشية الهاشمية
    ذات الحسب والنسب من هذا
    الذى كان بالأمس مملوكًا!
    فأنزل الله تعالى فى ذلك قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين
    قال تعالى :
    " ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا "(سورة الأحزاب الآية 63).




    - فلمّا نزلت هذه الآيةُ
    ما كان من زينبَ وأخيها عبدِ الله إلاأن يرضخا لحكم الله تعالى
    وتزوج زيدُ بن حارثة من زينب بنت جحش
    فهدم الله تعالى بهذا الزواجِ التفرقةَ الطبقيةَ
    قال تعالى :
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    "(سورة الحجرات الآية 31).



    -تزوجت
    السيدة زينبُ من زيد على أن يعلَّمها
    كتابَ الله تعالى
    وسنةَ نبيه - صلى الله عليه وسلم -
    ولكن سَرعان ما دب الخلافُ بين الزوجين
    فكانت زينبُ تتعالى بحسبها ونسبها
    وبدأ الخلاف يتفاقمُ بين الزوجين
    وتعذرت الحياة وتعسّرت المعيشة
    وكان زيدُُ يأتى النبىَّ - صلى الله عليه وسلم
    يشكو من زينب
    فيقول له النبى - صلى الله عليه وسلم -
    " أمسك عليك زوجك واتق الله " .




    ولكن الحياةَ الزوجيّة بينهما
    لم يكتب لها الصفاءُ والوفاق
    ونزلت آيات إبطال التبنى
    وكان جبريلُ - عليه السلام
    قد أخبرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم
    بأن زينب ستكونُ زوجًا له
    ولكن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم
    وجد فى نفسه غضاضةً أن يأمرَ زيدا
    بطلاقها ثمّ يتزوجها هو من بعده
    فتشيعَ المقالةُ بين الناس
    أن محمدًا تزوج حليلةَ ابنِه
    وكان العرب فى الجاهلية
    يحرِّمون زوجةَ الابنِ المتبنَّى
    فأخفى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم
    أمرَ زواجها منه
    فى نفسه لعل اللهَ تعالى أن يُحدثَ فى ذلك أمرًا
    فنزل قول الله تعالى
    " وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ "
    (سورة الأحزاب الآية 73).





    - وبيّن المولى عز وجل لرسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    أن الهدف من هذا الزواجِ هوالتشريعُ لإبطال
    تحريم زوجة المتبنى
    وأن لا يعامل المتبنّى معاملةَ الأبناء
    فقال تعالى
    : " لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً " (سورة الأحزاب الأية 73). َ




    فلما جاء زيدُُ شاكيا
    أذِن النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - له بطلاقها
    فلما انقضت عدتها من زيد زوجها الله تعالى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    قال تعالى :
    " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا " (سورة الأحزاب الآية 73).


    - أخرج البخارى عن أنس - رضى الله عنه
    قال :جاء زيد بن حارثةَ يشكو فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول
    " اتق الله وأمسك عليك زوجك " قال أنس : لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتمَ هذه .


    - قال : فكانت زينب تفخرُ على أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - تقول : زوجكن أهاليكُن وزوجنى اللهُ تعالى من فوق سبع سماوات . ‏



    - فلما انقضت عدتها أرسل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زيدَ بن حارثة إلى السيدة زينب يخطبُها لنفسه ، فقد أخرج الإمام مسلم فى كتاب النكاح عن أنس - رضى الله عنه - قال :
    لما انقضت عدةُ زينبَ بنتَ جحشٍ -
    رضى الله عنها - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    لزيد بن حارثة :
    " اذهب واذكرْها لى " يقول زيد:
    فلما قال ذلك عظُمت في نفسى ، فذهبت إليها وجعلت ظهرى إلى الباب وقلت : يا زينبُ بعث رسول الله -
    صلى الله عليه وسلم - يذكُرُك . فقالت : ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامرَ ربى عز وجل . فقامت إلى مسجد لها ، فأنزل الله عز وجل :
    " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا "
    (سورة الأحزاب الآية 73)
    فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن .




    - وبذلك نجح زيد بن حارثة فى الامتحان أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى قوة إيمانه وانقياده لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

    - وذكر صاحب حلية الأولياء :عن زينب قالت : فلما انقضت عدتى لم أعلم إلا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دخل بيتى وأنا مكشوفةُ الشعر فعلمتُ أنه أمرُُ من السماء فقلت :
    يا رسول الله بلا خطبةٍ ولا إشهاد ؟
    قال : " الله زوّج ، وجبريلُ شاهد "
    ودخل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    وأولم على زينب ما لم يولم على غيرها من نسائه .


    - وأخرج البخارى فى كتاب النكاح :
    عن أنسٍ - رضى الله عنه - قال :
    ما أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    على امرأة من نسائه أكثرَ
    وأفضل مما أولم على زينب
    فقال له ثابت
    ما أولم ؟
    قال :
    أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه
    (رواه الإمام مسلم فى كتاب النكاح) .


    - وكان زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    بالسيدة زينب
    فى السنة الخامسة من الهجرة
    فى هلال شهر ذى القعدة
    وكانت السيّدة زينب تسمى بَرّة فلما دخل عليها النبى- صلى الله عليه وسلم - حوّل اسمها إلى زينب
    فقد ذكر ابن الأثير عن زينب بنت سلمة
    أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح زينب بنت جحش واسمها بَرّة فغيره إلى زينب.





    - وتحدث المشركون والمنافقون فقالوا :
    تزوج محمد حليلةَ ابنِه
    فأنزل الله تعالى :
    " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ "
    (سورة الأحزاب الآية 40)
    وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد تبنى زيدًا وهو صغير فما لبث أن صار رجلا ويقا ل له زيد بن محمد فأنزل الله تعالى : " ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِى الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ "(سورة الأحزاب الآية 5).



    - وعاشت أم المؤمنين زينب فى بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عابدةً ساجدة شكرا لله تعالى لما حباها بهذا الفضل العظيم والمنزلة الكريمة أن تكون من أمهات المؤمنين ، وعاشت زينب إلى ما بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبقيت على عبادتها وصلتها بالله عز وجل حتى لحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت أول أمهات المؤمنين لحوقا برسول الله- صلى الله عليه وسلم - بعد مارية القبطية - رضى الله عنها وعن أمهات المؤمنين


    - عاشت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش حياة حافلة بالكثير من المواقف ، فلقد حجت السيدة زينب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه ألا يخرجن بعد هذه الحجة فكن يخرجن إلا السيدة سودةَ والسيدة زينب بنت جحش - رضى الله عنهما



    - أخرج الإمام أحمد عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للنساء عام حجة الوداع : " هذه ثم ظهور الحُصْر " (ملازمة البيوت) قال : فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش فإنهما كانتا تقولان :والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم


    - وكان عمر بن الخطاب بعد أن أصبح أميرًا للمؤمنين قد جعل لأم المؤمنين زينب عطاء فى بيت مال المسلمين فكانت تقسمه فى سبيل الله تعالى .


    - ذكر ابن سعد فى الطبقات عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت : لما جاء العطاء بعث عمر إلى زينب - رضى الله عنهما - بالذى لها
    فلما دخل عليها قالت : غفر الله لعمر
    لَغيرى من أخواتى كان أقوى على قسْم هذا منى
    قال : هذا كلُّه لك .
    فقالت : سبحان الله
    واستترت دونه بثوب وقالت : صبوه واطرحوا عليه ثوبا ، فصبوه وطرحوا عليه
    وقالت لى : ادخلى يدك فاقبضى منه قبضة
    فاذهبى إلى آل فلان
    وآل فلان من أيتامها وذوى رحمها ، فقسمته حتى بقيت منه بقية فقالت لها برزة :غفر الله لك والله لقد كان لنا من هذا حظ قالت : فلكم ما تحت الثوب فرفعنا الثوب فوجدنا خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يدها وقالت : اللهم لا يدركنى عطاءُ عمرَ بعد عامى هذا . قالت : فماتت
    (ذكره صاحب صفة الصفوة
    وابن سعد فى طبقاته).





    - وكان للسيدة زينب موقفها العظيم نحو أم المؤمنين عائشة فى قصة الإفك حين سألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة فقالت : خيراً .

    - ولذلك كانت أم المؤمنين عائشة تقول فى حديث الإفك الذى ذكره ابن كثير :قالت :
    أمّا زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا ،وأما أختها حمنة بنت جحش فهلكت فيمن هلك .


    - اختصت السيدة زينب بنت جحشٍ بكثير من المناقب فهى ابنة عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    ومن السابقات إلى الإسلام ومن المهاجرات .


    - ونزل فى شأنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة فقد نزل فيها قول الله تعالى :
    " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا "(الأحزاب آية 63) .




    - ولقد أكرمها الله تعالى بأن زوجها رسول الله من فوق سبع سماوات ، فقال تعالى : " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا " (الأحزاب آية 73).

    - من أجل ذلك كانت السيدة زينب تفخر
    بذلك على سائر أمهات المؤمنين
    فعن أنس - رضى الله عنه وأرضاه - قال :
    كانت زينب تفخر على نساء النبى - صلى الله عليه وسلم - وتقول : زوجنى الله من السماء وأولم عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخبز ولحم . (أخرجه البخارى) .





    - عن أنس - رضى الله عنه - قال : جاء زيد بن حارثة يشكو ، فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اتق الله وأمسك عليك زوجك " . قال أنس : لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتما شيئا لكتم هذه . قال : فكانت زينب تفخر على أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - تقول : زوجكن أهاليكن وزوجنى الله تعالى من فوق سبع سماوات . (أخرجه البخارى) .


    - وكانت رحمة الله تعالى ثم زينب سببا لأن يبطل الله تعالى أمرين من أمور الجاهلية: الأول أنه لا فضل ولا فخر ولا تسامى بين الناس ، الكل لآدم وآدم من تراب ، فكان زواج زيد بن حارثة العبد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من سيدة قريش وجميلة جميلاتها زينب بنت جحش إذ لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ، فقال تعالى : " يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (سورة الحجرات الآية 31) .



    - والأمر الثانى إبطال التبنى وأن لا يلحق الولد المتبنى بغير أبيه ، وأن زوجة المتنبى لا تحرم على من تبناه ، فنزل قول الله تعالى : " فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً " (سورة الأحزاب الآية 73) .

    - وقوله تعالى : " مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " (سورة الأحزاب الآية 40).

    - وكانت السيدة زينب سببا في نزول آيات الحجاب ، فقد أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السيدة زينب وحضر هذه الوليمة جمعُُ من الصحابة وكانت أحداث هذه الوليمة سببا لنزول الآية الكريمة من سورة الأحزاب فى قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِى مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا " (سورة الأحزاب الآية 35).




    - وقد ذكر ابن كثير ملخص هذه القصة ، فقال :إن الذين حضروا الوليمة جلسوا يتحدثون واستحيا النبى - صلى الله عليه وسلم - أن يأمرهم بالخروج فتهيّأ للقيام ليفطنوا لمراده فيقوموا بقيامه ، فلما ألهاهم الحديث عن ذلك قام وخرج فخرجوا بخروجه إلا الثلاثة الذين لم يفطنوا لذلك لشدة شغل بالهم بما كانوا فيه من الحديث ، وفى غضون ذلك كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقوموا من غير مواجهتهم بالأمر بالخروج لشدة حيائه- صلى الله عليه وسلم - فيطيل الغيبة عنهم بالتشاغل بالسلام على نسائه وهم فى شغل بالهم ، وكان أحدهم فى أثناء ذلك قد أفاق من غفلته فخرج وبقى الاثنان ، فلما طال مكثهما ووصل النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله فرآهما فرجع فرأياه لما رجع - فطنا فخرجا، فدخل النبى - صلى الله عليه وسلم - ونزلت الآية 35 من سورة الأحزاب . فأرخى الستر بينه وبين أنس ولم يكن له عهد بذلك .( ورد في فتح الباري ).


    - ولقد امتدحتها أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها وأرضاها - وأشادت بها وأنه ليس من أمهات المؤمنين من فى منزلتها إلا ما كان من زينب بنت جحش فقد أخرج الإمام مسلم فى كتاب التوبة :عن عائشة - رضى الله عنها وأرضاها - قالت : كانت زينب هى التى تسامينى من أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - ولم أر امرأةً قطُّ خيرا فى الدين من زينب وأتقى لله وأصدقَ حديثا وأوصلَ للرحم وأعظمَ صدقةٍ وأشد ابتذالا لنفسها فى العمل الذى يُتصدّق به ويتقرب به إلى الله عز وجل ما عدا سوْرةٍ من حِدًّة كانت فيها ، تسرع منها الفيئة .(تغضب سريعا وتعود سريعا).


    - وكانت - رضى الله عنها وأرضاها - كثيرة الصدقة فى سبيل الله تعالى فقد أخرج الإمام مسلم فى كتاب فضائل الصحابة باب من فضل زينب :عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أسرعُكن لحوقا بى أطولُكن يدا " قالت : فكن يتطاولن أيتهن أطولُ يدا . قالت : وكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق.

    - وكانت - رضى الله عنها وأرضاها - كثيرةَ التضرع لله تعالى والخشوع بين يديه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصفها بكثرة خشوعها وتضرعها لله تعالى.


    - فقد أخرج ابن عساكر وذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب : عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر بن الخطاب : " إن زينب بنت جحش أوّاهة " ، فقال رجل : يا رسول الله ما الأوَّاه ؟ قال : " الخاشع المتضرع وإن إبراهيم لحليم أواه منيب " .


    - لم تكن السيدةُ زينبُ بنت جحش من المكثرات فى رواية الحديث ، وقد أحصى لها أصحابُ السنن أحد عشر حديثا اتفق لها البخارى ومسلم على حديثين ، وروى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش ، وأم المؤمنين أم حبيبة ، وزينب بنت أم سلمة .

    - ومما روته - رضى الله عنها وأرضاها - :ما أخرجه الإمام أحمد فى مسنده : عن زينب بنت جحش أنها كانت تُرَجِّلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت مرة: كنت أرجل رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مخضب من صُفر( الحنّاء).




    - وما رواه الإمام أحمد فى مسنده :عن زينب بنت جحش زوج النبى - صلى الله عليه وسلم - قالت :استيقظ النبى - صلى الله عليه وسلم - من نوم وهو محمّرُُ وجهُه وهو يقول : " لا إله إلا الله ويلُُ للعرب من شرٍّ قد اقترب ، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه . وحلّق " . قلت : يا رسول الله ، أنهلكُ وفينا الصالحون ؟ قال - صلى الله عليه وسلم - : " نعم إذا كثُر الخبث " .(أخرجه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى).

    وفيه لفظ وحلق بإصبعه.

    - وما أخرجه الإمام أحمد فى مسنده :عن زينب بنت جحش أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :" لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " ، وزادت رواية : " كما يتوضئون " .

    - عاشت أم المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها - حياةً حافلة بالعطاء والكرم والزهد والتضرع والخشية لله تعالى حتى وافتها المنية .- ولما حضرتها الوفاة قالت : إنى قد أعددت كفنى وإن عمر سيبعث إلىّ بكفن فتصدقوا بأحدهما وأوصت أن تُحمل على سرير رسول الله - صلى الله عليه وسلم




    - وتُوفيت فى يومٍ شديدِ الحرارة فضرب عمر - رضى الله عنه - فسطاطا " (بيت من شعر) وهو أولُ فسطاطٍ على قبر " على الحفّارين الذين يحفرون قبر زينب - رضى الله عنها - وكانت أسماء بنت عميس قد جعلت لها نعشا وقالت لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم ؟ فوافق ، وعندما صنعته ووجده قد ستر أم المؤمنين قال : ما أحسنَ هذا !! ما أسترَ هذا !! وأمر المنادى فنادى : أنْ اخرجوا على أمكم، وكان قبل ذلك قد أمر ألا يخرج لتشييعها إلا أقارُبها من ذوى رحمها ، وكان أخوها أبو أحمد بن جحش الذى زوَّجها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يحملُ سريرها " نعشها " ويبكى وهو مكفوفُ البصر فيقول عمر : يا أبا أحمد تنح عن السرير لا يُعَنِّكَ " أى لا تعترض " الناس فقال : يا عمر هذه التى نلنا بها كل خير ، وإن هذا يُبرِّد حرَّ ما أجد ، فقال عمر: الزم الزم . وصلى عليها عمر بن الخطاب وسار فى جنازتها حتى وصل قبرها ، وأراد أن يدخلها قبرها فأرسل إلى أمهات المؤمنين ليسألهن : من يدخلها قبرها ؟ فقلن لا يحل لك أن تدخل القبر وإنما يدخل من كان يراها وهى حية ، فقال : صدقن

    - وأدخلها فى قبرها فى البقيع بنو أخيها أبى أحمد وابن أخيها عبد الله وابن أختها حمنة محمد بن طلحة بن عبد الله .


    - وكانت وفاتها فى عام 20 هـ ولها من العمر 35 عاما - رحمة الله تعالى عليها -


  8. #18
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    حفصة بنت عمر رضى الله عنها

    هي حفصة بنت عمر أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) ر ضي الله عنهما ، ولدت قبل المبعث بخمسة الأعوام. لقد كانت حفصة زوجة صالحة للصحابي الجليل (خنيس بن حذافة السهمي) الذي كان من أصحاب الهجرتين، هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الأولين إليها فرارا بدينه ، ثم إلى المدينة نصرة لنبيه صلى الله عليه و سلم، و قد شهد بدرا أولا ثم شهد أحدا، فأصابته جراحه توفي على أثرها ، و ترك من ورائه زوجته ( حفصة بنت عمر ) شابة في ريعان العمر ، فترملت ولها عشرون سنة.

    زواج حفصة من الرسول صلى الله عليه وسلم
    تألم عمر بن الخطاب لابنته الشابة ، وأوجعه أن يرى ملامح الترمل تغتال شبابها وأصبح يشعر بانقباض في نفسه كلما رأى ابنته الشابة تعاني من عزلة الترمل، وهي التي كانت في حياة زوجها تنعم بالسعادة الزوجية، فأخذ يفكر بعد انقضاء عد تها في أمرها ، من سيكون زوجا لابنته؟

    ومرت الأيام متتابعة ..وما من خاطب لها ، وهو غير عالم بأن النبي صلى الله عليه و سلم قد أخذت من اهتمامه فأسر إلى أبي بكر الصديق أنه يريد خطبتها. ولما تطاولت الأيام عليه وابنته الشابة الأيم يؤلمها الترمل، عرضها على أبي بكر ، فلم يجبه بشيء ، ثم عرضها على عثمان ، فقال : بدا لي اليوم ألا أتزوج . فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، يتزوج عثمان من هو خير من حفصة..؟
    وعمر لا يدري معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم . لما به من هموم لابنته ، ثم خطبها النبي صلى الله عليه و سلم ، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة ، وينال شرف مصاهرة النبي صلى الله عليه و سلم ، ويرى نفسه أنه قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر من مصاهرته من ابنته عائشة ، وهذا هو المقصود والله أعلم من تفكير النبي صلى الله عليه و سلم بخطبة لحفصة بنت عمر رضي الله عنها ؟
    وزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بابنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، ولما أن تزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة ..لقي عمر بن الخطاب أبا بكر.. فاعتذر أبو بكر إليه، وقال : لا تجد علي ، فإن ر سول الله صلى الله عليه و سلم، كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سره ، ولو تركها لتزوجتها ؟



    وبذلك تحققت فرحة عمر وابنته حفصة .. وبارك الصحابة يد رسول صلى الله عليه و سلم وهي تمتد لتكرم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام ، وتمسح عن حفصة آلام الترمل والفرقة.وكان زواجه صلى الله عليه و سلم بحفصة سنة ثلاث من الهجرة على صداق قدره 400 درهم، وسنها يوميئذ عشرون عاما.



    حفصة في بيت النبوة
    وقد حظيت حفصة بنت عمر الخطاب -رضي الله عنها - بالشرف الرفيع الذي حظيت به سابقتها عائشة بنت أبي بكر الصديق !!.وتبوأت المنزلة الكريمة من بين (أمهات المؤمنين ) رضي الله عنهنَّ
    وتدخل (حفصة ) بيت النبي صلى الله عليه و سلم ... ثالثة الزوجات في بيوتاته عليه الصلاة والسلام .. فقد جاءت بعد( سوده ) ..و( عائشة) ..



    أما سوده فرحبت بها راضية .. وأما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي بنت الفاروق (عمر ) .. الذي أعز الله به الإسلام قديما .. وملئت قلوب المشركين منه ذعرا!!..
    وسكتت عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق بيوم ضرتها (سوده) التي ما اكترثت لها كثيرا …فكيف يكون الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول {صلى الله عليه وسلم} ثلثها؟

    وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة لما رأت توافد زوجات أخريات على بيوتات النبي {صلى الله عليه وسلم}…" زينبوأم سلمةوزينب الأخرى ..وجويريةوصفية .." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة لود ضرتها عائشة …وينعمها ذلك الصفاء النادر بين الضرائر؟.!..
    صفات حفصة رضي الله عنها
    (حفصة) أم المؤمنين …الصوامة .. القوامة… شهادة صادقة من أمين الوحي (جبريل عليه السلام) !! … وبشارة محققه : إنها زوجتك - يا رسول الله- في الجنة… وقد وعت حفصة مواعظ الله حق الوعي .. وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب... وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا و تفهما و تأملا ..مما أثار انتباه أبيها الفاروق (عمر بن الخطاب) إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك و تعالى مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كتب في عهد أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم .. و كتابه كانت على العرضة الأخيرة التي عارضها له جبريل مرتين في شهر رمضان من عام وفاته صلى الله عليه و سلم………..إلى ابنته (حفصة) أم المؤمنين..


    حفظ نسخة القرآن المكتوب عند حفصة
    الوديعة الغالية


    روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : " لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب، فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه- أي : توفي - كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده- أي: على رق من نوع واحد - فلما هلك عمر رضي الله عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها ، فسألها أن تعطيه الصحيفة ؛ و حلف ليردنها إليها، فأعطته ، فعرض المصحف عليها ، فردها إليها ، وطابت نفسه ، و أمر الناس فكتبوا المصاحف … و قد امتاز هذا المصحف الشريف بخصائص الجمع الثاني للقرآن الكريم الذي تم إنجازه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بمشورة من عمر بن الخطاب ، و ذلك بعد ما استحر القتل في القراء في محاربة ( مسيلمة الكذاب ) حيث قتل في معركة اليمامة ( سبعون ) من القراء الحفظة للقرآن باسره ..


    وخصائص جمع هذا المصحف نجملها فيما يلي

    أولا : أن كل من كان قد تلقى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا من القرآن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت .



    ثانيا : أن كل من كتب شيئا في حضرة النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن الكريم أتى به إلى زيد .



    ثالثا : أن زيدا كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم.



    رابعا : أن الجمع بعد المقارنة بين المحفوظ في الصدور ، و المرسوم في السطور ، و المقابلة بينهما ، لا بمجرد الاعتماد على أحدهما.



    خامسا : أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد معه شاهدان على سماعه و تلقيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مباشرة بلا واسطة ؛ فيكون بذلك هذا الجمع قد تم فيه التدوين الجماعي ، و الثلاثة أقل الجمع.



    سادسا : أن ترتيب هذا المصحف الشريف - الأول من نوعه - و ضبطه كان على حسب العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل التحاقه بالرفيق الأعلى.



    وقد شارك زيد في هذه المهمة العظيمة ( عمر بن الخطاب ) فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر و زيد : " اقعدا على باب المسجد ، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه " !!.. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء) : " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم ، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".


    ولما أجمع الصحابة على أمر أمير المؤمنين عثمان بن عفان في جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم .." أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف "


    تلك هي الوديعة الغالية !!.. التي أودعها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عند ابنته حفصة أم المؤمنين.. فحفظتها بكل أمانة .. ورعتها بكل صون ...فحفظ لها الصحابة … والتابعون …. وتابعوهم من المؤمنين إلى يومنا هذا … وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. ذلك الذكر الجميل الذي تذكر فيه كلما تذاكر المسلمون جمع المصحف الشريف في مرحلتيه … في عهد الصديق أبي بكر … وعهد ذي النورين عثمان… وبعد مقتل عثمان…إلى آخر أيام علي….بقيت حفصة عاكفة على العبادة صوامة قوامة

    وفاتها رضي الله عنها
    توفيت في أول عهد معاوية بن أبي سفيان …وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الأخير في البقيع مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.


  9. #19
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي



    جويرية بنت الحارث رضى الله عنها




    سيرة عطرة يود الكثير من أهل الخير لو كانوا طرفا منها. وليست هناك أصدق وأبهى وأنضر من سيرة سيدة من سيدات وأمهات المؤمنين. نقف على سيرتها؛ لتكون لنا فيها عبرة وموعظة. ولنأخذ قطوفا دانية مباركة من سيرة أم المؤمنين جويرية التي خصها الله عز وجل بالطهارة، وما أجمل سيرتها العطرة.رضي الله عنها وأرضاها.


    نشأة جويرية أم المؤمنين

    هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك من خزاعة ، كان أبوها سيد وزعيم بني المصطلق .عاشت برة في بيت والدها معززة مكرمة في ترف وعز وفي بيت تسوده العراقة والأصالة ، وفي حداثة سنها تزوجت برة من مسافع بن صفوان أحد فتيان خزاعة وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها.



    بدايات النور

    بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بني المصطلق ويزين لهم بأنهم أقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين، فأخذوا يعدون العدة ويتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فتجمعوا لقتال رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ، وكان بقيادتهم سيدهم الحارث بن أبي ضرار، وقد كانت نتيجة القتال انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وهزيمة بني المصطلق في عقر دارهم. فما كان من النبي إلا أن سبى كثيرا من الرجال والنساء،وكان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلتهم السيوف المسلمة وقد كانت السيدة جويرية بنت الحارث من النساء اللاتي وقعن في السبي فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضي الله عنه، عندها اتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها؛لأنها كانت تتوق للحرية.



    زواج جويرية من الرسول صلى الله عليه وسلم

    شاءت الأقدار أن تذهب السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأتها السيدة عائشة أم المؤمنين فقالت تصفها : كانت حلوة ملاحة. وقالت : فو الله ما رأيتها على باب حجرتي إلا كرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت. جاءت جويرية رسول الله وقالت : " أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر ما قد علمت، فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على نفسه تسع أوراق فأعني على فكاكي".

    ولأن بني المصطلق كانوا من أعز العرب دارا وأكرمهم حسبا، ولحكمة النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية : " فهل لك في خير من ذلك؟".


    قالت : " وما هو يا رسول الله ؟" . قال: " أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" .

    وكانت قبل قليل تتحرق طلبا لاستنشاق عبير الحرية، ولكنها وجدت الأعظم من ذلك. ففرحت جويرية فرحا شديدا وتألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما سوف تلاقيه من أمان من بعد الضياع والهوان فأجابته بدون تردد أو تلعثم : " نعم يا رسول الله". فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأصدقها 400 درهم.

    قال أبو عمر القرطبي في الاستيعاب: كان اسمها برة فغير رسول صلى الله عليه وسلم اسمها وسماها جويرية. فأصبحت جويرية بعدها أما للمؤمنين وزوجة لسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.


    بركة جويرية

    وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما في أيديهم من السبي وقالوا متعاظمين: هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة - رضي الله عنها -: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها.


    صفاتها وأهم ملامحها

    كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين ، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية ، تقية، نقية، ورعة ، فقيهة ، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل.


    الذاكرة القانتة


    راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة . فكان أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات السابحات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره .


    ناقلة الحديث

    حدث عنها ابن عباس، وعبيد بن السباق، وكريب مولى ابن عباس ومجاهد وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي وجابر بن عبد الله. بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث منها أربعة في الكتب الستة، عند البخاري حديث وعند مسلم حديثان. وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في ثواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي صلى الله عليه وسلم وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق.


    وهكذا وبسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها اسمها في عالم الرواية، لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي صلى الله عليه وسلم وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما تيسر لها ذلك. ومن الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاريُ رحمه الله عن قتادة عن أيوب عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة فقال: " أصمت أمس" ؟ قالت : لا ، قال: "تريدين أن تصومي غدا"؟ قالت : لا ، قال: "فأفطري" ، وهذا يدل على كراهية تخصيص يوم الجمعة بالصوم والنهي عن صيامه.


    لقاء الله وفاتها

    عاشت السيدة جويرية بعد رسول الله راضية مرضية، وامتدت حياتها إلى خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. وتوفيت أم المؤمنين في شهر ربيع الأول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة، وشيع جثمانها في البقيع وصلى عليها مروان بن الحكم.





  10. #20
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي





    بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

 

 
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©