قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 42

الموضوع: نساء خالدات

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بنات الرسول صلى الله عليه وسلم


    زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم


    الاسم


    زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - صلى الله عليه وسلم



    اسم الأم

    خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى .

    تاريخ الميلاد
    فى عام 30 من عام الفيل عام 600 م ، حيث كان عمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ثلاثين عاما .


    الأزواج

    تزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع ، وأمه هالة بنت خويلد .

    الأولاد
    على بن أبى العاص ، ومات فى صغره بعد فتح مكة ، وأمامة بنت أبى العاص .


    محل الإقامة
    مكة المكرمة ، ثم المدينة المنورة .


    تاريخ الوفاة
    توفيت فى عام 8 هـ بالمدينة المنورة وبها دفنت رضى الله عنها وأرضاها- فى عام 630 م .


    - زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    -هى أكبر بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من زوجته خديجة - رضى الله عنها
    - فرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمولدها فرحا شديدا ،
    وعزمت أم المؤمنين خديجة أن تنشئها تنشئة عربية عريقة ، فعهدت بها إلى مرضعة تنطلق بها فى البادية حيث الهواء الطلق والبعد فى مهدها عن قيظ مكة وحرها
    وعادت زينب إلى خديجة بعد فترة الرضاعة لتلقى العناية فى بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم


    - وعهدت بها إلى مربية تسهر على راحتها حتى جاوزت العاشرة من عمرها ،

    وبدأت زينب فى عهد جديد هو عهد الشباب وتقدم لخطبتها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم

    - ولما زفت إلى زوجها أهدتها أمها قلادة كانت لها ، وولدت لأبى العاص عليا وأمامة ، وتوفى علىّ صبيا بعد فتح مكة

    وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يحب أمامة حبا شديدا فكان يحملها على عاتقه في صلاته ،

    ولما بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا وأراد الكفار أن يشغلوا النبي- صلى الله عليه وسلم - عن الدعوة والرسالة ، وكان أبو لهب قد خطب لابنيه "عتبة وعتيبة " ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " رقية وأم كلثوم " فأمر ولديه ففسخا الخطبة .ومشى قوم إلى أبى العاص بن الربيع ، وطلبوا منه أن يفارق زينب ، ويزوجوه بمن شاء من فتيات قريش ، ولكن أبا العاص رفض وقال : لا والله لا أفارق صاحبتى أبدا ، وما أحب أن لى بها امرأة من قريش ، وبقى أبو العاص على دين قومه ،

    وأسلمت زينب لله تعالى،ودعت زوجها إلى دين الله تعالى فقال لها : إنى أكره أن يقال : إن زوجك خذل قومه ، وكفر بآلهة آبائه إرضاء لامرأته ،

    وهاجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - والصحابة حتى كان يوم بدر وخرج أهل مكة للنيل من رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ،

    وكان فيمن خرج معهم أبو العاص بن الربيع ، ووقع أبو العاص فى الأسر ، وأصبح كل أسير يقوم بفداء نفسه

    فلما علمت زينب بأسره أرسلت فى فدائه القلادة التى أهدتها أمها خديجة لها يوم عرسها ، وضعتها فى ثوب من قطن أو كتان ، وأرسلتها مع أخي زوجها أبى العاص ، ودخل بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يقول : معى ما أفتدى به أبا العاص ، وأعطى الصرة للنبى- صلى الله عليه وسلم - فلما رأى رسول الله ما بالصرة دهش وقال عليه الصلاة والسلام : لك الله يا زينب قلادة خديجة ، ثم سكت ثم ذكر أن أمها أهدتها هذه القلادة ليلة عرسها ، حين زفت إلى أبى العاص ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها قلادتها فافعلوا ، فردوا القلادة وأطلقوا سراحه . (رواه أبو داود وأحمد)

    - والتقى أبو العاص برسول الله- صلى الله عليه وسلم - وطلب منه رسول الله أن يخلى سبيل ابنته زينب ، فما عادت تحل له لأنها آمنت ، وهو على كفره ، ووعد أبو العاص رسول الله أن يخلى سبيلها بمجرد أن يعود إلى مكة ، فلما عاد طلب من زوجته زينب أن تتجهز لتلحق بأبيها.

    - وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد أرسل زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار إلى مكة وطلب منهما أن ينتظرا ببطن " يأجج " حتى يصل إليهما أبو العاص ومعه زينب ،

    ولما همت زينب بالخروج جاءت إليها هند بنت عتبة وكانت مازالت كافرة ، فقالت لها : يا بنت محمد بلغنى أنك تريدين اللحاق بأبيك . فقالت زينب : ما أردت ذلك . فقالت : أى بنية عمى لا تغفلي إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك فى سفرك ، أو بمال تبتغين به إلى أبيك فإن عندى حاجتك فلا تضطني أي " لا تستحي " منى فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال قالت زينب : فأنكرت أن أكون أريد ذلك . َ- وخرج زيد بن حارثة وصاحبه ، ونزلا بالمنزل الذى أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم وكانت زينب قد خرجت مع كنانة بن الربيع أخى أبى العاص على بعير ، فركبته وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقود بها البعير ، وهى فى هودج فوق البعير ، وعلمت قريش بذلك فقالوا كيف تخرج نهارا ؟ فساروا خلفها يريدون ردها ، فأدركوها بذي طوى ، وكان أول من سبق إليها هبار ابن الأسود بن المطلب الفهري ، وروعها برمح فى يده ، فسقطت من فوق البعير وكانت حاملا ، فأجهضت ، ولما رأى كنانة ذلك نثر كنانته ثم قال : والله لا يدنو منى أحد إلا وضعت فيه سهما ، فابتعد الناس عنه ، وهنا أقبل عليه أبو سفيان قائلا : أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك . فكف كنانة نبله ، فقال له أبو سفيان : إنك لم تصب فيما فعلته . خرجت بابنة محمد على رؤس الناس علانية من بين أظهرنا ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد ، إن الناس يظنون إن خرجت بهذه الصورة أن ذلك لذل أصابنا وضعف منا ووهن ، ولعمرى ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، ولكن ارجع حتى إذا هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أنا قد رددناهم فاخرج بها سراً ، وألحقها بأبيها وفى ذلك يقول كنانة بن الربيع




    عجبت لهبار وأوباش قومه *** يريدون إخفارى ببنت محمد


    ولست أبالى ما حييت عديدهم *** وما استجمعت قبضا يدى بالمهند


    - ذكر البيهقى فى دلائل النبوة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بعث زيد بن حارثة ، وأعطاه خاتمه لتجيء زينب معه ، فتلطف زيد حتى أعطاه راعيا من مكة ، وكان كنانة قد انتظر حتى تستعيد زينب قوتها ، ثم يخرج بها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولما خرج بها لقيها الراعى فأعطاها الخاتم ، فلما رأته عرفته فقالت : من دفع إليك هذا ؟ قال رجل من ظاهر مكة ، فخرجت زينب ليلا ، فركبت وسارت وراءه ، حتى قدم بها المدينة فكان النبى- صلى الله عليه وسلم يقول : لله زينب أصيبت من أجلى هى أفضل بناتى


    وعلم منها رسول الله- صلى الله عليه وسلم ما كان هبار بن الأسود فأهدر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - دمه ودم صاحبه نافع بن عبد القيس

    وظلت زينب عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قرابة ست سنوات وزوجها على كفره .- وأصابت سرية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - أموال تجارة كانت لقريش مع أبي العاص وقد فر أبو العاص ، فأجارته السيدة زينب- رضي الله عنها - ورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مال قريش إلى أبى العاص .- وعاد أبو العاص إلى مكة وأدى إلى كل ذى مال ماله ثم قال : يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا ، فقد وجدناك وفيا كريما فقال : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . والله ما منعنى من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أنى أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت .

    - ثم خرج حتى قدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فى المحرم سنة 7 هـ وأسلم ، ورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم عليه زوجته زينب قيل على النكاح الأول دون مهر جديد وقيل إنه ردها عليه بمهر جديد ونكاح جديد ولم تبق مع زوجها بعد عودتها كثيرا فلقد ماتت على رأس السنة الثامنة من الهجرة بالمدينة

    وغسلتها أم عطية الأنصارية ، فقد أخرج البخاري عن أم عطية رضى الله عنها قالت : " دخل علينا رسول الله ونحن نغسل ابنته فقال : اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا ، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر ، واجعلن فى الآخرة كافورا أو شيئا من كافور وابدأن ، بميامنها ومواضع الوضوء منها "

    - ونزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قبرها وهو محزون ، فلما خرج من القبر بعد دفنها سرى عنه ، وقال : " كنت ذكرت زينب وضعفها فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ففعل وهون عليها " .


    - اشتهرت زينب بحبها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - وحرصها على دعوة زوجها إلى الإسلام ، ولما تعجب زوجها أبو العاص من إيمانها وقوة عقيدتها قالت له : والله ما كنت لأكذب أبى ، وإنه والله كما عرفت أنت وقومك ، إنه الصادق الأمين .


    - وفدت زوجها من الأسر يوم بدر ، وأرسلت قلادتها التى أهدتها لها أمها " خديجة " حرصا منها على فداء زوجها من الأسر ، واستجاب أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - له حيث قال لهم : " إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا " فأطلقوا سراحه وردوا عليها قلادتها . إكراما لبنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم


    - وكان أبو العاص فى تجارة لقريش إلى الشام قبل مؤتة ، فلما عاد من الشام لقيته سرية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأصابت ما معه من تجارة ، وكانت هذه السرية لزيد بن حارثة فى جمادى الأولى عام 6 هـ بناحية " العيص " وأفلت أبو العاص ، ودخل المدينة ليلا، ثم لجأ إلى زينب زوجته ، فاستجار بها ، فأجارته ، فلما خرج النبي- صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبر ، وكبر الناس معه صاحت زينب من حجرتها : أيها الناس إنى قد أجرت أبا العاص بن الربيع ،- فلما سلم النبىّ- صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال لهم : أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم ، فقال- صلى الله عليه وسلم - : " أما والذى نفس محمد بيده ما علمت بشىء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، وإنه يجير على المسلمين أدناهم " ، ثم انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فدخل على ابنته فقال : أى بنية أكرمى مثواه ، ولا يخلص إليك فإنك ، لا تحلين له ، وأرسل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إلى رجال السرية الذين أصابوا مال أبى العاص فقال لهم : " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذى له ، فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فئ الله الذى أفاء عليكم فأنتم أحق به " دون إكراه منه- صلى الله عليه وسلم - لهم . فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه كل ماله .

    - زينب هى بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكبرى ، وكان - صلى الله عليه وسلم -يحبها ويكرمها على سائر بناته ، فقد أخرج الطحاوي والحاكم من حديث عائشة من قصة مجىء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من مكة وفى آخره قال النبىّ- صلى الله عليه وسلم - : " وهى أفضل بناتى أصيبت فىّوهى بنت صفوة خلق الله وسيد المرسلين- صلى الله عليه وسلم - ، ومن المهاجرات ، ومن السابقات إلى الإسلام .

    - كانت زينب بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - تعانى مما أصابها عند هجرتها من مكة إلى المدينة وإيذاء " هبّار " لها وسقوطها على الصخرة ، وفزعها ، وإجهاضها ، وظلت مريضة حتى وافتها المنية فى عام 8 هـ / 630 م بالمدينة المنورة ، وصلى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم ونزل قبرها، وخرج من القبر محزونا ثم سرى عنه وقال : كنت ذكرت زينب وضعفها ، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ، ففعل وهون عليها - رضي الله عنها




  2. #22
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي




    نشأت رقية رضي الله عنها



    ولدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الهاشمية، وأمها خديجة أم المؤمنين، ونشأت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد استمدت رقية رضي الله عنها كثيراً من شمائل أمها، وتمثلتها قولاً وفعلاً في حياتها من أول يوم تنفس فيِه صبح الإسلام، إلى أن كانت رحلتها الأخيرة إلى الله عز وجل. وسيرة حياة السيدة رقية رضي الله عنها، تستوفي كل الكنوز الغنية بمكارم الفضائل ونفحات الإيمان، وهذه الكنوز التي تغني المرء عن الدراهم والدنانير، بل أموال الدنيا كلها، فسيرة السيدة رقية تجعل النفوس تحلق في أجواء طيبة، لا يستطيع أصحاب الأموال والدنيا الوصول إليها، ولو صرفوا الدنيا وما فيها، لأن من يتذوق طعم حياة لاالأبرار، يترفع عن الحياة التي لا تعرف إلا الدرهم والدينار.

    زواجها رضي الله عنها من عُتبة



    لم يمض على زواج زينب الكبرى غير وقت قصير، إلا وطرق باب خديجة ومحمد، وفد من آل عبد المطلب، جاء يخطب رقية وأختها التي تصغرها قليلاً لشابين من أبناء الأعمام وهما (عُتبة وعُتيبة) ولدا أبي لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم.




    وأحست رقية وأختها انقباضاً لدى أمهما خديجة، فالأم تعرف من تكون أم الخاطبين زوجة أبي لهب، ولعل كل بيوت مكة تعرف من هي أم جميل بنت حرب ذات القلب القاسي والطبع الشرس واللسان الحاد. ولقد أشفقت الأم على ابنتيها من معاشرة أم جميل، لكنها خشيت اللسان السليط الذي سينطلق متحدثاً بما شاء من حقد وافتراء إن لم تتم الموافقة على الخطوبة والزواج، ولم تشأ خديجة أيضاً أن تعكر على زوجها طمأنينته وهدوءه بمخاوفها من زوجة أبي لهب وتمت الموافقة، وبارك محمد ابنتيه، وأعقب ذلك فرحة العرس والزفاف وانتقلت العروسان في حراسة الله إلى بيت آخر وجو جديد.

    دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم الناس إلى الإسلام


    ودخلت رقية مع أختها أم كلثوم بيت العم، ولكن لم يكن مكوثهما هناك طويلاً فما كاد رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم يتلقى رسالة ربه، ويدعو إلى الدين الجديد، وراح سيدنا رسول الله، يدعو إلى الإسلام سراً، فاستجاب لله عز وجل من شاء من الرجال ومن النساء والولدان. ويبدو أن عمات رسول الله قد نصحنه صلى الله عليه و سلم ألا يدعو عمه أبا لهب لكيلا تثور هائجته، فلا يدري بما يتكلم، وحتى لا تنفث زوجته أم جميل سمومها في بنات النبي فقد كان أبو لهب وأولاده ألعوبة تتحكم فيهم أم جميل التي تنهش الغيرة قلبها إذا ما أصاب غيرها خير. وقد قام رسول الله بدعوة الناس إلى الإسلام وعندما علم أبو لهب بذلك أخذ يضحك ويسخر من رسول الله ثم رجع إلى البيت، وراح يروي لامرأته الحاقدة ما كان من أمر محمد ابن أخيه الذي أخبرهم أنه رسول الله إليهم؛ ليخرجهم من الظُلمات إلى النور وصراط العزيز الحميد، وشاركت أم جميل زوجها في سخريته وهزئه.


    ولعب شيطان الحقد في نفسها، وأحست برغبة عنيفة في داخلها للانتقام من أقرب الناس إليها من رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما، وإن كان هذا الانتقام سيؤذي ولديها، ولكنها مادامت ستفرغ كل حقد ممكن لديها، وتقيء كل عصارة كيدها في جوانب نفسها، فلا مانع من ذلك حتى تحطم بزعمها الدعوة المحمدية، وسلكت ضد سيدنا رسول الله أبشع السبل في اضطهاده، وزادت على ذلك أن أرسلت إلى أصهار رسول الله تطلب منهم مفارقة بنات الرسول، أما أبو العاص فرفض طلبهم مؤثرا ومفضلاً ً صاحبته زينب على نساء قريش جميعاً، وقد أمن في نهاية المطاف وجمع الله شمل الأحبة. وأما عُتبة وعُتيبة فلقد تكفلت أم جميل بالأمر دون أن تحتاج لطلب من أحد.

    وطفقت أم جميل تنفث سمومها في كل مكان تكون فيه، ولم تكتف بكشف خبيئة نفسها الخبيثة، ولكنها راحت تزين للناس مقاومة الدعوة، واجتثاث أصولها؛لأنها تفرق بين المرء وأخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وفصيلته التي تؤويه. ولما انتهت من طوافها، وهي تزرع بذور الفتنة، وتبغي نشر الحقد والفساد، راحت تجمع الحطب لتضعه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤذيه، وفي هذا دليل على بخلها الذي جبلت عليه.



    لاولكن القرآن الكريم تنزل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم ندياً رطباً، ونزل القرآن عليه يشير إلى المصير المشؤوم لأم جميل بنت حرب، وزوجها المشؤوم أبي لهب، قال الله تعالى: )تبت يدا أبي لهب وتب *ما أغني عنه ماله وما كسب* سيصلى نارا ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبلاً من مسد(. (المسد:1-5).


    وكانت رقية وأم كلثوم في كنف ابني عمهما، لما نزلت سورة المسد،وذاعت في الدنيا بأسرها، ومشي بعض الناس بها إلى أبي لهب وأم جميل، اربدَّ وجه كل واحد منهما، واستبد بها الغضب والحنق، ثم أرسلا ولديهما عُتبة وعُتيبة وقالا لهما: إنَّ محمداً قد سبهما، ثم التف أبو لهب إلى ولده عتبة وقال في غضب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد؛ فطلقها قبل أن يدخل بها. وأما عُتيبة، فقد استسلم لثورة الغضب وقال في ثورة واضطراب: لآتين محمداً فلأوذينَّه في ربه. وانطلق عتيبة بن أبي لهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشتمه ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" واستجابت دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم، فأكل الأسد عُتيبة في إحدى أسفاره إلى الشام. ولم يكفها أن ردت رقية وأم كلثوم مطلقتين، بل خرجت ومعها زوجها أبو لهب (الذي شذ عن الأعمام وآل هاشم، فقد جمع بين الكفر وعداوة ابن أخيه)، وسارت وإياه يشتمان محمداً، ويؤذيانه ويؤلبان الناس ضده، وقد صبر الرسول صلى الله عليه و سلم على أذاهم. وكذلك فعلت رقية وأختها، صبرتا مع أبيهما، وهما اللتان تعودتا أن تتجملا بالصبر قبل طلاقهما، لما كانت تقوم به أم جميل من رصد حركاتهما ومحاسبتهما على النظرة والهمسة واللفتة.






    زواج رقية من عثمان



    شاءت قدرة الله لرقية أن ترزق بعد صبرها زوجاً صالحاً كريماً من النفر الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ذلك هو (عثمان بن عفان) صاحب النسب العريق، والطلعة البهية، والمال الموفور، والخلق الكريم. وعثمان بن عفان أحد فتيان قريش مالاً، وجمالاً، وعزاً، ومنعةً، تصافح سمعه همسات دافئة تدعو إلى عبادة العليم الخبير الله رب العالمين. والذي أعزه الله في الإسلام سبقاً وبذلاً وتضحيةً، وأكرمه بما يقدم عليه من شرف المصاهرة، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته، ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهو يعلم أن قريشاً لن تشاركه فرحته، وسوف تغضب عليه أشد الغضب. ولكن الإيمان يفديه عثمان بالقلب ويسأل ربه القبول.


    ودخلت رقية بيت الزوج العزيز، وهي تدرك أنها ستشاركه دعوته وصبره، وأن سبلاً صعبة سوف تسلكها معه دون شك إلى أن يتم النصر لأبيها وأتباعه. وسعدت رقية رضي الله عنها بهذا الزواج من التقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولدت رقية غلاماً من عثمان فسماه عبد الله، واكتنى به.




    رقية والهجرة إلى الحبشة


    ودارت الأيام لكي تختبر صدق المؤمنين، وتشهد أن أتباع محمد قد تحملوا الكثير من أذى المشركين، كان المؤمنون وفي مقدمتهم رقية وعثمان رضي الله عنهم في كرب عظيم، فكفار قريش ينزلون بهم صنوف العذاب، وألوان البلاء والنقمة،)وما نقموا بهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد( (البروج:8).ولم يكن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} بقادر على إنقاذ المسلمين مما يلاقونه من البلاء المبين، وجاءه عثمان وابنته رقية يشكوان مما يقاسيان من فجرة الكافرين، ويقرران أنهما قد ضاقا باضطهاد قريش وأذاهم.


    وجاء نفر آخرون ممن آمن من المسلمين، وشكوا إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يجدون من أذى قريش، ومن أذى أبي جهل زعيم الفجار. ثم أشار النبي عليهم بأن يخرجوا إلى الحبشة، إذ يحكمها ملك رفيق لا يظلم عنده أحد، ومن ثم يجعل الله للمسلمين فرجاً مما هم عليه الآن.

    وأخذت رقية وعثمان رضي الله عنهما يعدان ما يلزم للهجرة، وترك الوطن الأم مكة أم القرى. ويكون عثمان ورقية أول من هاجر على قرب عهدهما بالزواج، ونظرت رقية مع زوجها نظرة وداع على البلد الحبيب. وتمالكت دمعها قليلاً، ثم صعب ذلك عليها، فبكت وهي تعانق أباها وأمها وأخواتها الثلاث زينب وأم كلثوم والصغيرة فاطمة، ثم سارت راحلتها مع تسعة من المهاجرين، مفارقة الأهل والأحباب، وعثمان هو أول من هاجر بأهله، ثم توافدت بعد ذلك بعض العزاء والمواساة، لكنها ظلت أبداً تنزع إلى مكة وتحن إلى من تركتهم بها، وظل سمعها مرهفاً يتلهف إلى أنباء أبيها الرسول صلى الله عليه و سلم، وصحبة الكرام. ولقد أثرت شدة الشوق والحنين على صحتها، فأسقطت جنينها الأول، وخيف عليها من فرط الضعف والإعياء، ولعل مما خفف عنها الأزمة الحرجة رعاية زوجها وحبة وعطف المهاجرين وعنايتهم.




    وانطلق المهاجرون نحو الحبشة تتقدمهم رقية وعثمان، حتى دخلوا على النجاشي، فأكرم وفادتهم، وأحسن مثواهم، فكانوا في خير جوار،لا يؤذيهم أحد ويقيمون شعائر دينهم في أمن وأمان وسلام. وكانت رقية رضي الله عنها في شوق واشتياق إلى أبيها رسول الله وأمها خديجة، ولكن المسافة بعيدة، وإن كانت الأرواح لتلتقي في الأحلام.

    وجاء من أقصى مكة رجل من أصحاب رسول الله، فاجتمع به المسلمون في الحبشة، وأصاخوا إليه أسماعهم حيث راح يقص عليهم خبراً أثلج صدورهم، خبر إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب، وكيف أن الله عز وجل قد أعز بهما الإسلام. واستبشر المهاجرون بإسلام حمزة وعمر، فخرجوا راجعين، وقلوبهم تخفق بالأمل والرجاء، وخصوصاً سيدة نساء المهاجرين رقية بنت رسول الله التي تعلق فؤادها وأفئدة المؤمنين بنبي الله محمد صلى الله عليه و سلم.

    العودة إلى مكة

    وصلت إلى الحبشة شائعات كاذبة، تتحدث عن إيمان قريش بمحمد، فلم يقو بعض المهاجرين على مغالبة الحنين المستثار، وسَرعان ما ساروا في ركب متجهين نحو مكة، ويتقدمهم عثمان ورقية، ولكن يا للخيبة المريرة، فما أن بلغوا مشارف مكة، حتى أحاطت بهم صيحات الوعيد والهلاك. وطرقت رقية باب أبيها تحت جنح الظلام، فسمعت أقدام فاطمة وأم كلثوم، وما أن فتح الباب حتى تعانق الأحبة، وانهمرت دموع اللقاء. وأقبل محمد صلى الله عليه و سلم نحو ابنته يحنو عليها ويسعفها لتثوب إلى السكينة والصبر، فالأم خديجة قد قاست مع رسول الله وآل هاشم كثيراً من الاضطهاد مع أنها لم تهاجر، وقد ألقاها المرض طريحة الفراش، لتودع الدنيا وابنتها ما تزال غائبة في الحبشة.

    عودة رقية إلى الحبشة


    وعندما علمت قريش برجوع المؤمنين المهاجرين، عملت على إيذائهم أكثر من قبل، واشتدت عداوتهم على جميع المؤمنين، مما جعل أصحاب صلى الله عليه و سلم في قلق، ولكنهم اعتصموا بكتاب الله، مما زاد ضراوة المشركين وزاد من عذابهم. وراح الفجرة الكفرة، يشددون على المسلمين في العذاب، وفي السخرية حتى ضاقت عليهم مكة، وقاسى عثمان بن عفان من ظلم أقربائه وذويه الكثير. ولكن عثمان صبر وصبرت معه رقية مما جعل قريش، تضاعف وجبات العذاب للمؤمنين، فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذنونه في الهجرة إلى الحبشة فأذن لهم، فقال عثمان بن عفان رضى الله عنه: يا رسول الله، فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي، ولست معنا. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أنتم مهاجرون إلى الله وإلي، لكم هاتان الهجرتين جميعاً". فقال عثمان: فحسبنا يا رسول الله.


    وهاجرت رقية ثانية مع زوجها إلى الحبشة مع المؤمنين الذين بلغوا ثلاثة وثمانين رجلاً. وبهذا تنفرد رقية ابنة رسول الله بأنها الوحيدة من بناته الطاهرات التي تكتب لها الهجرة إلى بلاد الحبشة، ومن ثم عُدت من أصحاب الهجرتين. قال الإمام الذهبي- رحمه الله- عن هجرة رقية وعثمان رضي الله عنهما :" هاجرت معه إلى الحبشة الهجرتين جميعاً. وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إنهما أول من هاجرا إلى الله بعد لوط".

    ولم يطل المقام برقية في مكة
    ففي العام الثالث عشر للبعثة، كان أكثر المؤمنين من أهل البيت الحرام قد وصلوا إلى المدينة المنورة، ينتظرون نبيهم محمداً ليأتي إليهم وإلى اخوتهم الأنصار مهاجراً مجاهداً. وهناك في المدينة جلست رقية مع زوجها عثمان، ووضعت مولودها الجميل عبد الله... وراحت تملأ عينها من النظر إليه، لكي تنسى مرارة فقدها لجنينها، ولوعة مصابها في أمها، وما قاسته في هجرتها وهي بطلة الهجرتين من شجن الغربة. ويبدأ صراع جديد بين الحق والباطل، وترى رقية بوادر النصر لأبيها، فالله عز وجل قد أذن له وللمؤمنين أن يقاتلوا المشركين، ليدعموا بنيان المجتمع الإسلامي الجديد الذي بنوه بأيديهم في يثرب.

    وفاتها

    وينمو عبد الله ابن المجاهدين العظيمين نمواً طيباً، ولكن شدة العناية قد توقع في ما يحذره الإنسان أحياناً، فما بال عبد الله يميل نحو الهبوط، وتذبل ريحانته بعد أن كان وردة يفوح عطرها، ويزكو أريجها يا لله... وأخذ الزوجان يرقبان بعيون دامعة، وقلب حزين سكرات الموت يغالبها الصغير بصعوبة تقطع الفؤاد. ومات ابن رقية، بعد أن بلغ ست سنين ومات بعد أن نقر الديك وجهه(عينه)، فتورم وطمر وجهه ومرض ثم مات، وبكته أمه وأبوه، وافتقد جده بموته ذلك الحمل الوديع الذي كان يحمله بين يديه كلما زار بيت ابنته، ولم تلد رقية بعد ذلك. ولم يكن لرقية سوى الصبر وحسن التجمل به، ولكن كثرة ما أصابها في حياتها من مصائب عند أم جميل، وفي الحبشة، كان لها الأثر في أن تمتد إليها يد المرض والضعف، ولقد آن لجسمها أن يستريح على فراش أعده لها زوجها عثمان، وجلس بقربها الزوج الكريم يمرضها ويرعاها، ويرى في وجهها علامات مرض شديد وألم قاس تعانيه، وراح عثمان يرنو بعينين حزينتين إلى وجه رقية الذابل، فيغص حلقه آلاما، وترتسم الدموع في عينيه، وكثيراً ما أشاح بوجهه لكي يمسك دمعة تريد أن تنهمر، ولقد كانت رقية تحس هذا الشيء، فتتجلد وتبذل ما أمكنها، لكي تبتسم له ابتسامة تصطنعها حتى تعود إليه إشراقة وجهه النضير... وتنهال على رأسه الذكريات البعيدة، ورأى رقية وهي في الحبشة تحدث المهاجرات حديثاً يدخل البهجة إلى النفوس، ويبعث الآمال الكريمة في الصدور، وتقص عليهن ما كانت تراه من مكارم أبيها رسو ل الله صلى الله عليه و سلم، وحركت هذه الذكريات أشجان عثمان، وزادت في مخاوفه، وكان أخشى ما يخشاه أن تموت رقية، فينقطع نسبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم.




    ورنا عثمان ثانية إلى وجه زوجته الذابل، ففرت سكينته، ولفه حزن شديد ممزوج بخوف واضطراب، حيث كانت الأنفاس المضطربة التي تلتقطها رقية جهدها، تدل على فناء صاحبتها. كانت رقية تغالب المرض، ولكنها لم تستطع أن تقاومه طويلاً، فأخذت تجود بأنفاسها، وهي تتلهف لرؤية أبيها الذي خرج إلى بدر، وتتلهف لرؤية أختها زينب في مكة، وجعل عثمان يرنو إليها من خلال دموعه، والحزن يعتصر قلبه، مما كان أوجع لفؤاده أن يخطر على ذهنه، أن صلته الوثيقة برسول الله {صلى الله عليه وسلم} توشك أن تنقطع. وكان مرض رقية رضي الله عنها الحصبة، ثم بعد صراعها مع هذا المرض، لحقت رقية بالرفيق الأعلى، وكانت أول من لحق بأم المؤمنين خديجة من بناتها، لكن رقية توفيت بالمدينة، وخديجة توفيت بمكة قبل بضع سنين، ولم ترها رقية، وتوفيت رقية، ولم تر أباها رسول الله، حيث كان ببدر مع أصحابه الكرام، يعلون كلمة الله، فلم يشهد دفنها صلى الله عليه وسلم.

    وحُمِل جثمان رقية رضي الله عنها على الأعناق، وقد سار زوجها خلفه، وهو واله حزين، حتى إذا بلغت الجنازة البقيع، دفنت رقية هنالك، وقد انهمرت دموع المشيعين. وسوى التراب على قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد المجاهدون من بدر يبشرون المؤمنين بهزيمة المشركين، وأسر أبطالهم. وفي المدنية المنورة خرج رسول الله إلى البقيع، ووقف على قبر ابنته يدعو لها بالغفران. لقد ماتت رقية ذات الهجرتين قبل أن تسعد روحها الطاهرة بالبشرى العظيمة بنصر الله، ولكنها سعدت بلقاء الله في داره.

    ولما توفيت رقية بكت النساء عليها، في رواية ابن سعد: قال: لما ماتت رقية بنت رسول الله، قال: " ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون" فبكت النساء عليها؛ فجعل عمر يضربهن بسوطه. فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم بيده، وقال: " دعهن يبكين"، ثم قال: " ابكين، وإياكن ونعيق الشيطان؛ فإنه مهما يكن من القلب والعين فمن الله والرحمة، ومهما يكن من اليد واللسان فمن الشيطان"، فقعدت فاطمة على شفير القبر إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت تبكي، فجعل رسول الله يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوب.






  3. #23
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    أم كلثوم - بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم




    الاسم
    أم كلثوم بنت رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم

    اللقب
    الخيّرة ، لقّبها به النبى - صلى الله عليه وسلم
    الأم
    خديجة بنت خويلد - رضى الله عنها


    الأزواج
    عثمان بن عفان - رضى الله عنه
    محل الإقامة
    مكة المكرمة ثم المدينة المنورة .
    الوفاة
    توفيت فى شهر شعبان سنة 9 هـ ودفنت بالبقيع .

    السيدة أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم هي إحدى نساء آل البيت الطاهرات اللائى طهّرهن الله تطهيرًا ، وأمها السيدة خديجة بنت خويلد - رضى الله عنها - أفضل نساء العالمين ، ولدت " أم كلثوم " فى مكة قبل بعثة النبى - صلى الله عليه وسلم - ، وتربّت على الفضائل ومكارم الأخلاق ، فأبوها الصادق الأمين، وأمها الطاهرة .

    خطبها قبل الإسلام " عتيبة بن أبى لهب " لكنه لم يدخل بها ، حتى بعث النبى - صلى الله عليه وسلم - بالإسلام ، ودعا قومه وأهله إليه ، فتكلّمت عشيرته كلامًا ليّنًا إلا أبو لهب فإنه قال : هذه والله السوءة ، خذوا على يديه قبل أن يأخذ على يديه غيركم ، فإن أسلمتموه حينئذ ذللتم ، وإن منعتموه قتلتم . ولما صعد النبى - صلى الله عليه وسلم - على جبل الصفا ودعا أهل مكة إلى الإسلام والتوحيد ، قال له أبو لهب : تبًّا لك سائر اليوم . فأنزل الله تعالى: " تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ " (سورة المسد 1).
    وأمر " أبو لهب " وزوجته " أم جميل بنت حرب " ابنيهما عتبة وعتيبة أن يفارقا رقيّة وأم كلثوم ابنتى النبى - صلى الله عليه وسلم

    وعاشت أم كلثوم مع أبويها الحنونين وأختها الصغيرة فاطمة ، أما أختها رقيّة فقد تزوّجها عثمان بن عفان - رضى الله عنه - ، وشهدت المحن والابتلاءات التى تعرض لها البيت النبوى فى مكة ، فعاشت مقاطعة قريش لبنى هاشم ، وعانت آلام الحصار فى شعب أبى طالب ثلاث سنوات ، ثم وفاة أمها خديجة - رضى الله عنها

    هاجرت " أم كلثوم " إلى المدينة هى وفاطمة وسودة بنت زمعة ، فبعد هجرة النبىّ - صلى الله عليه وسلم - أرسل زيد بن حارثة ومولاه أبا رافع إلى مكة ليأتيا بأهل بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيتهما ، فكانت من المهاجرات إلى الله ورسوله .


    ولما توفيت أختها رقية - زوجة عثمان - فى رمضان سنة 2 هـ ، حزن زوجهاعليها حزنًا شديدًا ، وبكى بكاءً مريرًا فقال له النبىّ - صلى الله عليه وسلم : " ما لى أراك مهمومًا ؟ " قال : يا رسول الله وهل دخل على أحد ما دخل علىّ ، ماتت ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التى كانت عندى ، وانقطع ظهرى ، وانقطع الصهر بينى وبينك . وبينما هو يحاوره إذ قال النبى - صلى الله عليه وسلم - : " يا عثمان ، هذا جبريل - عليه السلام - يأمرنى عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها ، وعلى مثل عشرتها " (أسد الغابة) فزوّجه إياها فى ربيع الأول سنة 3 هـ ، وبنى بها عثمان فى جمادى الآخرة من نفس السنة ، وفى رواية الطبرانى : " ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلا بوحى من السماء " .

    وعاشت " أم كلثوم " - رضى الله عنها - مع عثمان ست سنوات حتى توفيت فى شهر شعبان سنة 9 هـ ودفنت بالبقيع .

    كانت السيدة أم كلثوم بنت النبي -صلى الله عليه و سلم و رضى الله عنها من الصابرات ، اللاتى تحملن الكثير من الابتلاء فى سبيل الله ، وذلك منذ نعومة أظافرها ، ففسخت خطبتها - قبل الهجرة بثمانى سنوات - من أجل دعوة النبى - صلى الله عليه وسلم - قومه إلى التوحيد ، كما أنها تحملت إيذاء المشركين لأبيها - صلى الله عليه وسلم - ، وعانت مع أسرتها الكريمة آلام الجوع والحصار لمدة ثلاث سنوات فى شِعب أبى طالب عندما قاطع المشركون بنى هاشم وحاصروهم فى هذا المكان ، كذلك صبرت على فقد أمها الطاهرة خديجة بنت خويلد - رضى الله عنها - بعد خروجها من ذلك الحصار الذى فرضه المشركون على بنى هاشم .

    كان الصبر على أمر الله من أبرز مواقف أم كلثوم - رضى الله عنها - فصبرت على الحرمان من الولد ، فلم تنجب من زوجها عثمان بن عفان - رضى الله عنه - رغم أنها عاشت معه ست سنوات ، فكان صبرها صبرًا جميلا .

    أم كلثوم - رضى الله عنها - هى ابنة النبى - صلى الله عليه وسلم - ، وأمها الطاهرة خديجة بنت خويلد - رضى الله عنها - فهى من نساء آل البيت الطاهرات ، اللاتى أذهب الله عنهن الرجس وطهرهن تطهيرا ، كما أنها من المهاجرات الصابرات اللاتى تحملن الكثير فى سبيل الله عز وجل .

    وامتازت أم كلثوم - رضى الله عنها - أن زواجها بعثمان بن عفان - رضى الله عنه - كان بوحى من السماء ، وهذا شرف عظيم لها ولزوجها ، فقد قال النبى - صلى الله عليه وسلم - : " ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحى من السماء " . (الطبرانى).

    توفّيت أم كلثوم - رضى الله عنها - فى شهر شعبان سنة 9 هـ وغسّلتها أسماء بنت عميس ، وقيل بل غسّلتها أم عطيّة الأنصارية - رضى الله عنهما - ودفنت بالبقيع ، وجلس النبى - صلى الله عليه وسلم - على قبرها وعيناه تدمعان في(مسند أحمد) .

    ونزل قبرها علىّ بن أبى طالب ، والفضل بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وأبو طلحة - رضى الله عنهم



  4. #24
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي



    فاطمة الزهراء

    السيدة فاطمة الزهراء ابنة سيد الأنبياء والمرسلين وأمها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد خير نساء العالمين ، ولدت السيدة فاطمة - رضى الله عنها وأرضاها - قبل بعثة المصطفى ( بخمس سنين فى يوم الجمعة 20 من جمادى الآخرة فى العام الذى اختلفت فيه قريش على وضع الحجر الأسعد فى مكانه من الكعبة فوضعه رسول الله ولما عاد إلى بيته تلقى نبأ مولد ابنته فتهلل ودخل على خديجة - رضى الله عنها - وبارك لها فى مولودتها ودعا بالبركة فيها وفى ذريتها )

    والسيدة فاطمة هى الابنة الرابعة لرسول الله من السيدة خديجة فهى بعد زينب ورقية وأم كلثوم ، ولدت السيدة فاطمة ورسول الله يستعد لتلقى النبوة والرسالة فلقد حبب إليه التحنث فى غار حراء

    مواقفها قبل الهجرة

    لقد هجرت السيدة فاطمة بنت محمدٍ الطفولة منذ صغرها فقد عاشت أماً لأبيها بعد موت أمها خديجة - رضى الله عنها وأرضاها - وكانت تخفف عنه الأحزان وترد عنه أذى مشركى قريش فقد أخرج البخارى :أن عقبة بن أبى معيط جاء بسلا جزورٍ فوضعه على ظهر رسول الله فلم يرفع رأسه حتى جاءت فاطمة - رضى الله عنها - فرفعته ودعت على من صنع ذلك عند ذلك رفع النبى رأسه وقال : " اللهم عليك بأبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وعقبة بن أبى معيط وأبىّ بن خلف "


    هجرتها

    ولما هاجر رسول الله أرسل رسول الله من يأتى بأهله فخرجت السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم ومعهما سودة بنت زمعة وفى طريق الهجرة إلى المدينة نخس الحويرث القرشى الدابة التى كانت تحمل السيدة فاطمة وأختها أم كلثوم فرمت بها الدابة فى طريق الصحراء بين مكة والمدينة وأثرت على ساقيها فلما علم رسول الله بذلك حزن حزنا شديدا ، فلما كان يوم فتح مكة أشار إلى أصحابه بقتل الحويرث حتى ولو تعلق بأستار الكعبة ولم يعتذر الحويرث من فعلته فبحث عنه الإمام علي بن أبى طالب حتى وجده فقتله

    زواجها من على كرم الله وجهه


    ولما بلغت فاطمة مبلغ الزواج تقدم لخطبتها أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب فأجابهما رسول الله بقول جميل كما فى النسائى إنها صغيرة وفى رواية إنى أنتظر بها القضاء
    وهنا أشار عمر بن الخطاب على عليّ بن أبى طالب أن يتقدم لخطبتها وقال له : أنت لها يا علىّ
    فتقدم علىّ لخطبتها وكان عمرها فى حوالى الثامنة عشرة من عمرها وكان علىّ فى الثانية والعشرين
    و روى أن نفرا من الأنصار قالوا لعليّ بن أبى طالب عندك فاطمة فائت رسول الله فسلم عليه وكلمه ،
    فذهب علىّ إلى رسول الله فما كاد علىّ يجلس حتى قال له رسول الله :
    " ما حاجتك يا ابن أبى طالب ؟ "
    فذكر علىّ فاطمة - رضى الله عنها - فقال رسول الله : " مرحبا وأهلا "
    ولم يرد ، وخرج على - رضى الله عنه - إلى أولئك الجمع من الأنصار وهم ينتظرونه قالوا : ما وراءك ؟
    قال علىّ - رضى الله عنه - : ما أدرى غير أن رسول الله قال لى : مرحبا وأهلا
    قالوا : أيكفيك من رسول الله إحداهما : أعطاك الأهل وأعطاك المرحب ؟
    وفى اليوم التالى وقف علىّ - رضى الله عنه - قريبا من رسول الله فألقى عليه السلام ، ثم قال : أردت أن أخطب فاطمة يا رسول الله .
    فالتفت إليه رسول الله برفق وحنان ثم سأله : " وهل عندك شىء ؟
    " فرد عليه علىّ قائلا : لا يا رسول الله .


    فقال رسول الله : " فأين درعك التى أعطيتك يوم بدر ؟
    "

    فقال علىّ - رضى الله عنه - : هى عندى يا رسول الله .

    فقال رسول الله: " ائت بها "
    فجاءه بها فأمره رسول الله أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها ، وعلم عثمان ابن عفان بما كان بين رسول الله وعليّ - رضى الله عنه - فاشتراها منه ابن عفان وبالغ فى الثمن ليمكنه من دفع ما يليق بصداق الزهراء فدفع إليه أربعمائة وسبعين درهما فدفعها علىّ كلها صداقا وتمت الخطبة وأعطى النبى لبلال - رضى الله عنه - مبلغا ليشترى ببعضه طيبا وعطرا ثم دفع الباقى إلى أم سلمة - رضى الله عنها - لتشترى ما يحتاج إليه العروسان من متاع وغيره
    وقبل الحفل قال رسول الله ( لخادمه أنس بن مالك انطلق وادع لى أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من المهاجرين والأنصار ودعا أنس جميعا كبيرا من المسلمين
    فقام رسول الله خطيبا وقال :" الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المهروب إليه من عذابه النافذ أمره فى أرضه وسمائه الذى خلق الخلق بقدرته " ... إلى أن قال : " إن الله عز وجل جعل المصاهرة نسبًا حقًا وأمرًا مفترضا وحكمًا عادلا وخيرًا جامعًا .. فقال الله عز وجل : " وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " ثم إن الله تعالى أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ وأشهدكم أنى زوجت فاطمة من علىّ على أربعمائة مثقال فضة إن رضى بذلك على السنة القائمة والفريضة الواجبة فجمع الله شملهما وبارك لهما وأطاب نسلهما وجعل نسلهما مفاتيح الرحمة ومعادن الحكمة وأمن الأمة أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم "





    فقال علىّ : رضيت يا رسول الله ثم خر ساجدا شكرا لله فلما رفع رأسه قال رسول الله: " بارك الله لكما وعليكما وأسعد جدكما وأخرج منكما الكثير الطيب "

    وتزوج علىّ فاطمة وبنى بها بعد مرجع المسلمين من بدر فى محرم فى السنة الثانية من الهجرة وأولم عليها فذبح عليها كبشًا أهداه إياه سعد بن عبادة الأنصارى

    وكان علي بن أبى طالب فقيرا
    قال عليّ بن أبى طالب : لقد تزوجت فاطمة وما لى ولها غير جلد كبش تنام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار وما لى ولها خادم غيرها .

    وأرسل رسول الله مع فاطمة عند زواجها بخملة ووسادة حشوها ليف وسقاء وجرتين فكان ذلك هدية زواجها من أبيها .





    انتقالها للعيش بجوار الرسول


    وبنى بها فى بيت أمه فاطمة بنت أسد وكان ذلك بعيدا عن بيت رسول الله وكانت تتمنى أن تكون من السكن بقرب أبيها وسرعان ما تحقق أملها فقد جاءها النبى قائلا : " إنى أريد أن أحولك إلىّ "
    فقالت لرسول الله : فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول وأكون إلى جوارك .
    فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء إلى النبى فقال : يا رسول الله إنه بلغنى أنك تحول فاطمة إليك وهذه منازلى وهى أقرب بيوت بنى النجار بك وإنما أنا ومالى لله ولرسوله والله يا رسول الله المال الذى تأخذ منى أحب إلىّ من الذى تدع .

    فقال له الرسول: " صدقت بارك الله عليك " فحولها رسول الله إلى بيت حارثة





    حياتها مع على


    وعاشت السيدة فاطمة حياة متواضعة وكانت تعمل بيدها بالرحى حتى أثرت فى يدها ولقد رزق منها الإمام علىّ بالذرية الصالحة ببركة دعاء النبى فقد رزق منها بالحسن والحسين وزينب وأم كلثوم
    وكان الإمام عليّ بن أبى طالب يكفى فاطمة العمل خارج البيت وأشار على أمه أن تكفى فاطمة خدمة البيت فلقد أضعفها العمل فأثرت الرحى فى يديها وضعف بدنها وعلم الإمام علىّ أن رسول الله قدم إليه سبىُُ فذهبا يسألان رسول الله خادما ،
    فلقد روى لما علم علىّ أن النبى قد جاءه خدم قال لفاطمة لو أتيت أباك فسألتيه خادما ؟ فأتته فقال النبى : " ما جاء بك يا بنية ؟ "

    فقالت : جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأله
    فأتاها رسول الله فقال على يا رسول الله : أدارت الرحى حتى أثرت فى يدها وحملت القربة حتى أثرت فى نحرها فلما أن جاء الخدم أمرتها أن تسألك فتستخدمها خادما يقيها التعب وما هى فيه من الشدة .
    فقال النبى : " والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكنى أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم "
    ورجع رسول الله إلى بيته ثم أتاهما وقد تغطيا بقطيفتهما إذا غطيا أقدامهما تكشف رأساهما فتأثر ثم قال : " مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتمانى ؟ "
    فقالا : بلى .
    فقال: " كلمات علمنيهن جبريل - عليه السلام - : تسبحان فى دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا وإذا آويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثا وثلاثين وتحمدان ثلاثا وثلاثين وتكبران ثلاثا وثلاثين " ثم ودعهما ومضى فما زالت فاطمة وعلىّ - رضى الله عنهما - يواظبان على ترديدهما طوال حياتهما
    و روى أَنَّ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَلَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ، أَتَتْ، فَقَالَتْ:
    إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُوْنَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ.
    فَقَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعْتُهُ حِيْنَ تَشَهَّدَ، فَقَالَ: (أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ، فَحَدَّثَنِي، فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوْهَا، وَإِنَّهَا -وَاللهِ- لاَ تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُوْلِ اللهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ).
    فَتَرَكَ عَلِيٌّ الخِطْبَةَ.
    و فى روايه أخرى : (وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِيْنِهَا).






    حب الرسول صلى الله عليه و سلم لها و فضلها





    عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ).

    قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَزَلَ مَلَكٌ، فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الجَنَّةِ).

    عن ثوبان قال:
    دَخَلَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ، وَقَدْ أَخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَتْ: هَذِهِ أَهْدَاهَا لِي أَبُو حَسَنٍ.
    فَقَالَ: (يَا فَاطِمَةُ! أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُوْلَ النَّاسُ: هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَفِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ).
    ثُمَّ خَرَجَ، فَاشْتَرَتْ بِالسِّلْسِلَةِ غُلاَماً، فَأَعْتَقَتْهُ.
    فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ).
    عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ:
    أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيْضَةٌ، فَقَالَ لَهَا:
    (كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟).
    قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيْدُنِي، مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ.
    قَالَ: (يَا بُنَيَّةُ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُوْنِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ؟).
    قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟
    قَالَ: (تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا -وَاللهِ- لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).
    قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا).
    وَصَحَّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَلَّلَ فَاطِمَةَ وَزَوْجَهَا وَابْنَيْهِمَا بِكِسَاءٍ، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِي، اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُم تَطْهِيْراً).









    عَنْ أَنَسٍ:

    أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمُرُّ بِبَيْتِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، إِذَا خَرَجَ لِصَلاَةِ الفَجْرِ، يَقُوْلُ: (الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، {إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً})
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
    نَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، فَقَالَ: (أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُم، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُم).
    وفى الصحيحين قالت عائشة - رضى الله عنها - :جاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فقام إليها وقال : " مرحبا بابنتى "
    وأخرج أبو داود والحاكم عن عائشة - رضى الله عنها - قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها وكذلك كانت هى تصنع به .


    وفاة الرسول



    ولما كان رسول الله فى المرض الذى لحق فيه بالرفيق الأعلى وقت احتضار النبى دخلت عليه وقد ألم به المرض فحزنت وقالت : وا كرب أبتاه .

    فقال رسول الله : " لا كرب على أبيك بعد اليوم ". ثم كلمها فى أذنها فبكت ثم أسر إليها أخرى فضحكت ،

    عن عائشة - رضى الله عنها - قالت :كنا أزواج النبى اجتمعنا عنده فلم يغادر منهن واحدة فجاءت فاطمة تمشى ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله فلما رآها رحب بها وقال : " مرحبا بابنتى " ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره . ثم سارَّها فبكت ثم سارها الثانية فضحكت ،
    فلما قام قلت لها : خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين ، عزمت عليك بما لى عليك من حق لما أخبرتنى مم ضحكت ومم بكيت ؟
    قالت : ما كنت لأفشى سر رسول الله.
    فلما توفى قلت لها : عزمت عليك لما لى عليك من حق لما أخبرتنى
    قالت : أما الآن فنعم فى المرة الأولى حدثنى : " أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وأنه عارضنى العام فى هذه السنة مرتين وأنى لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلى فاتقى الله واصبرى فنعم السلف لك أنا وأنت أسرع أهلى بى لحوقا " فبكيت،
    فلما رأى جزعى ، قال :" أما ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت .
    فلما مات رسول الله بكته بكاءً شديدا وقالت يومها : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه فى جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه .
    ولما دفن أقبلت فاطمة - رضى الله عنها - على أنس بن مالك فقالت : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله






    وفاتها



    عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

    عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلاً.

    وَصَلَّى عَلَيْهَا العَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ وَالفَضْلُ
    عَنِ أُمِّ جَعْفَرٍ:

    أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، يُطْرَحُ عَلَى المَرْأَةِ الثَّوْبُ، فَيَصِفُهَا.
    قَالَتْ: يَا ابْنَةَ رَسُوْلِ اللهِ، أَلاَ أُرِيْكِ شَيْئاً رَأَيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟
    فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطْبَةٍ، فَحَنَتْهَا، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْباً.
    فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِيْنِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلاَ يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ عَلَيَّ.
    فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ، جَاءتْ عَائِشَةُ لِتَدْخُلَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لاَ تَدْخُلِي.
    فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ، فَوَقَفَ عَلَى البَابِ، فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ.
    فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي.
    قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
    وهِيَ أَوَّلُ مِنْ غُطِّيَ نَعْشُهَا فِي الإِسْلاَمِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَة













  5. #25
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

    زينب بنت محمد _ بنت الرسول
    الاسم
    زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - صلى الله عليه وسلم



    اسم الأم

    خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى .

    تاريخ الميلاد
    فى عام 30 من عام الفيل عام 600 م ، حيث كان عمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ثلاثين عاما .


    الأزواج

    تزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع ، وأمه هالة بنت خويلد .

    الأولاد
    على بن أبى العاص ، ومات فى صغره بعد فتح مكة ، وأمامة بنت أبى العاص .


    محل الإقامة
    مكة المكرمة ، ثم المدينة المنورة .


    تاريخ الوفاة
    توفيت فى عام 8 هـ بالمدينة المنورة وبها دفنت رضى الله عنها وأرضاها- فى عام 630 م .



    زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم


    هى أكبر بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من زوجته خديجة - رضى الله عنها

    فرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمولدها فرحا شديدا ،

    وعزمت أم المؤمنين خديجة أن تنشئها تنشئة عربية عريقة ، فعهدت بها إلى مرضعة تنطلق بها فى البادية حيث الهواء الطلق والبعد فى مهدها عن قيظ مكة وحرها ،

    وعادت زينب إلى خديجة بعد فترة الرضاعة لتلقى العناية فى بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم

    وعهدت بها إلى مربية تسهر على راحتها حتى جاوزت العاشرة من عمرها ،

    وبدأت زينب فى عهد جديد هو عهد الشباب وتقدم لخطبتها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم

    ولما زفت إلى زوجها أهدتها أمها قلادة كانت لها ، وولدت لأبى العاص عليا وأمامة ، وتوفى علىّ صبيا بعد فتح مكة

    وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يحب أمامة حبا شديدا فكان يحملها على عاتقه في صلاته ،

    ولما بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا وأراد الكفار أن يشغلوا النبي- صلى الله عليه وسلم - عن الدعوة والرسالة ، وكان أبو لهب قد خطب لابنيه "عتبة وعتيبة " ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " رقية وأم كلثوم " فأمر ولديه ففسخا الخطبة .ومشى قوم إلى أبى العاص بن الربيع ، وطلبوا منه أن يفارق زينب ، ويزوجوه بمن شاء من فتيات قريش ، ولكن أبا العاص رفض وقال : لا والله لا أفارق صاحبتى أبدا ، وما أحب أن لى بها امرأة من قريش ، وبقى أبو العاص على دين قومه

    وأسلمت زينب لله تعالى،ودعت زوجها إلى دين الله تعالى فقال لها : إنى أكره أن يقال : إن زوجك خذل قومه ، وكفر بآلهة آبائه إرضاء لامرأته

    وهاجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والصحابة حتى كان يوم بدر وخرج أهل مكة للنيل من رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ،

    وكان فيمن خرج معهم أبو العاص بن الربيع ، ووقع أبو العاص فى الأسر ، وأصبح كل أسير يقوم بفداء نفسه ،

    فلما علمت زينب بأسره أرسلت فى فدائه القلادة التى أهدتها أمها خديجة لها يوم عرسها ، وضعتها فى ثوب من قطن أو كتان ، وأرسلتها مع أخي زوجها أبى العاص ، ودخل بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يقول : معى ما أفتدى به أبا العاص ، وأعطى الصرة للنبى- صلى الله عليه وسلم - فلما رأى رسول الله ما بالصرة دهش وقال عليه الصلاة والسلام : لك الله يا زينب قلادة خديجة ، ثم سكت ثم ذكر أن أمها أهدتها هذه القلادة ليلة عرسها ، حين زفت إلى أبى العاص ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها قلادتها فافعلوا ، فردوا القلادة وأطلقوا سراحه . (رواه أبو داود وأحمد)

    والتقى أبو العاص برسول الله- صلى الله عليه وسلم - وطلب منه رسول الله أن يخلى سبيل ابنته زينب ، فما عادت تحل له لأنها آمنت ، وهو على كفره ، ووعد أبو العاص رسول الله أن يخلى سبيلها بمجرد أن يعود إلى مكة ، فلما عاد طلب من زوجته زينب أن تتجهز لتلحق بأبيها.

    وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد أرسل زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار إلى مكة وطلب منهما أن ينتظرا ببطن " يأجج " حتى يصل إليهما أبو العاص ومعه زينب

    ولما همت زينب بالخروج جاءت إليها هند بنت عتبة وكانت مازالت كافرة ، فقالت لها : يا بنت محمد بلغنى أنك تريدين اللحاق بأبيك . فقالت زينب : ما أردت ذلك . فقالت : أى بنية عمى لا تغفلي إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك فى سفرك ، أو بمال تبتغين به إلى أبيك فإن عندى حاجتك فلا تضطني أي " لا تستحي " منى فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال قالت زينب : فأنكرت أن أكون أريد ذلك . َ- وخرج زيد بن حارثة وصاحبه ، ونزلا بالمنزل الذى أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت زينب قد خرجت مع كنانة بن الربيع أخى أبى العاص على بعير ، فركبته وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقود بها البعير ، وهى فى هودج فوق البعير ، وعلمت قريش بذلك فقالوا كيف تخرج نهارا ؟ فساروا خلفها يريدون ردها ، فأدركوها بذي طوى ، وكان أول من سبق إليها هبار ابن الأسود بن المطلب الفهري ، وروعها برمح فى يده ، فسقطت من فوق البعير وكانت حاملا ، فأجهضت ، ولما رأى كنانة ذلك نثر كنانته ثم قال : والله لا يدنو منى أحد إلا وضعت فيه سهما ، فابتعد الناس عنه ، وهنا أقبل عليه أبو سفيان قائلا : أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك . فكف كنانة نبله ، فقال له أبو سفيان : إنك لم تصب فيما فعلته . خرجت بابنة محمد على رؤس الناس علانية من بين أظهرنا ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد ، إن الناس يظنون إن خرجت بهذه الصورة أن ذلك لذل أصابنا وضعف منا ووهن ، ولعمرى ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، ولكن ارجع حتى إذا هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أنا قد رددناهم فاخرج بها سراً ، وألحقها بأبيها وفى ذلك يقول كنانة بن الربيع


    عجبت لهبار وأوباش قومه *** يريدون إخفارى ببنت محمد


    ولست أبالى ما حييت عديدهم *** وما استجمعت قبضا يدى بالمهند


    ذكر البيهقى فى دلائل النبوة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بعث زيد بن حارثة ، وأعطاه خاتمه لتجيء زينب معه ، فتلطف زيد حتى أعطاه راعيا من مكة ، وكان كنانة قد انتظر حتى تستعيد زينب قوتها ، ثم يخرج بها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولما خرج بها لقيها الراعى فأعطاها الخاتم ، فلما رأته عرفته فقالت : من دفع إليك هذا ؟ قال رجل من ظاهر مكة ، فخرجت زينب ليلا ، فركبت وسارت وراءه ، حتى قدم بها المدينة فكان النبى- صلى الله عليه وسلم يقول : لله زينب أصيبت من أجلى هى أفضل بناتى ،


    وعلم منها رسول الله- صلى الله عليه وسلم ما كان هبار بن الأسود فأهدر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - دمه ودم صاحبه نافع بن عبد القيس ،

    وظلت زينب عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قرابة ست سنوات وزوجها على كفره .- وأصابت سرية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - أموال تجارة كانت لقريش مع أبي العاص وقد فر أبو العاص ، فأجارته السيدة زينب- رضي الله عنها - ورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مال قريش إلى أبى العاص .- وعاد أبو العاص إلى مكة وأدى إلى كل ذى مال ماله ثم قال : يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا ، فقد وجدناك وفيا كريما فقال : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . والله ما منعنى من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أنى أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت .

    ثم خرج حتى قدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فى المحرم سنة 7 هـ وأسلم ، ورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم عليه زوجته زينب قيل على النكاح الأول دون مهر جديد وقيل إنه ردها عليه بمهر جديد ونكاح جديد ولم تبق مع زوجها بعد عودتها كثيرا فلقد ماتت على رأس السنة الثامنة من الهجرة بالمدينة ،

    وغسلتها أم عطية الأنصارية ، فقد أخرج البخاري عن أم عطية رضى الله عنها قالت : " دخل علينا رسول الله ونحن نغسل ابنته فقال : اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا ، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر ، واجعلن فى الآخرة كافورا أو شيئا من كافور وابدأن ، بميامنها ومواضع الوضوء منها "

    ونزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قبرها وهو محزون ، فلما خرج من القبر بعد دفنها سرى عنه ، وقال : " كنت ذكرت زينب وضعفها فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ففعل وهون عليها " .

    اشتهرت زينب بحبها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - وحرصها على دعوة زوجها إلى الإسلام ، ولما تعجب زوجها أبو العاص من إيمانها وقوة عقيدتها قالت له : والله ما كنت لأكذب أبى ، وإنه والله كما عرفت أنت وقومك ، إنه الصادق الأمين .

    وفدت زوجها من الأسر يوم بدر ، وأرسلت قلادتها التى أهدتها لها أمها " خديجة " حرصا منها على فداء زوجها من الأسر ، واستجاب أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - له حيث قال لهم : " إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا " فأطلقوا سراحه وردوا عليها قلادتها . إكراما لبنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم

    وكان أبو العاص فى تجارة لقريش إلى الشام قبل مؤتة ، فلما عاد من الشام لقيته سرية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأصابت ما معه من تجارة ، وكانت هذه السرية لزيد بن حارثة فى جمادى الأولى عام 6 هـ بناحية " العيص " وأفلت أبو العاص ، ودخل المدينة ليلا، ثم لجأ إلى زينب زوجته ، فاستجار بها ، فأجارته ، فلما خرج النبي- صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبر ، وكبر الناس معه صاحت زينب من حجرتها : أيها الناس إنى قد أجرت أبا العاص بن الربيع ،- فلما سلم النبىّ- صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال لهم : أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم ، فقال- صلى الله عليه وسلم - : " أما والذى نفس محمد بيده ما علمت بشىء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، وإنه يجير على المسلمين أدناهم " ، ثم انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فدخل على ابنته فقال : أى بنية أكرمى مثواه ، ولا يخلص إليك فإنك ، لا تحلين له ، وأرسل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إلى رجال السرية الذين أصابوا مال أبى العاص فقال لهم : " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذى له ، فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فئ الله الذى أفاء عليكم فأنتم أحق به " دون إكراه منه- صلى الله عليه وسلم - لهم . فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه كل ماله .

    زينب هى بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكبرى ، وكان - صلى الله عليه وسلم -يحبها ويكرمها على سائر بناته ، فقد أخرج الطحاوي والحاكم من حديث عائشة من قصة مجىء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من مكة وفى آخره قال النبىّ- صلى الله عليه وسلم - : " وهى أفضل بناتى أصيبت فىّوهى بنت صفوة خلق الله وسيد المرسلين- صلى الله عليه وسلم - ، ومن المهاجرات ، ومن السابقات إلى الإسلام .

    كانت زينب بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - تعانى مما أصابها عند هجرتها من مكة إلى المدينة وإيذاء " هبّار " لها وسقوطها على الصخرة ، وفزعها ، وإجهاضها ، وظلت مريضة حتى وافتها المنية فى عام 8 هـ / 630 م بالمدينة المنورة ، وصلى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم ونزل قبرها، وخرج من القبر محزونا ثم سرى عنه وقال : " كنت ذكرت زينب وضعفها ، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ، ففعل وهون عليها - رضي الله عنها






  6. #26
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بنات من آل البيت

    بنات علي بن أبي طالب

    الاسم
    زينب
    بنت علىّ بن أبى طالبٍ -رضى الله عنهما
    اللقب

    عقيلة بنى هاشم

    الأم

    فاطمة الزهراء بنت رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم
    تاريخ الميلاد

    ولدت في العام
    6 هـ
    الأزواج

    عبد الله بن جعفر بن أبى طالب

    الأولاد

    5
    على و عون و عباس و محمد و أم كلثوم .
    محل الإقامة

    المدينة المنورة
    .
    الوفاة

    توفيت فى العام
    62 هـ 682 م ، ودفنت بالمدينة المنورة وقيل دفنت بمصر - زينب بنت الإمام علىّ بن أبى طالب ، عقيلة بني هاشم ، ذات الحسب والنسب والطهر والنقاء، فجدها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله وأحب آل بيته إليه ، وأقربهم شبهًا برسول الله- صلى الله عليه وسلم -
    وأبوها علىّ بن أبى طالب أول من آمن برسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - من الصبيان، وأخواها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فهى من أطهر بيتٍ فى قريش ومن أعزّ وأعرق أنساب قريش - ولدت زينب فى العام 6 هـ وحظيت بشرف تسمية رسول الله- صلى الله عليه وسلم - لها. سماها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - على اسم خالتها زينب بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حزن على موتها حزنًا شديدًا، فشاءت إرادة الله تعالى أن يخلف على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بزينب من أحب بناته إليه فاطمة الزهراء ، ولذلك كانت زينب قريبةً من رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وجدّتها لأمها هى السيدة خديجة بنت خويلد أول النساء إيمانًا بالله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- بذلك نشأت زينب فى بيتٍ كلّه إيمانُ وصلةُ بالله عز وجل ورأت زينب جدّها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وشهدت موت رسول الله وحزن المسلمين على فراقه- صلى الله عليه وسلم - ثم ما لبثت أن توفيت أمها السيدة فاطمة الزهراء بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- وحزنت زينب على وفاة جدها وأمها حزنًا شديدًا وبقيت زينب فى رعاية أبيها الإمام علىّ بن أبى طالب-رضى الله عنه- وأخويها الحسن والحسين وتمرّست زينب على المسئولية من صغرها وأصقلتها الأيام والأحزان، فعاشت مرحلة الأمومة ولم تبلغ العاشرة من عمرها بعد وعرفت زينب بذكائها ورجاحة عقلها وقوّة قريحتها .
    بستة أشهر.

    - ولما بلغت زينب مبلغ الزواج تقدم لخطبتها الكثير من وجهاء الناس طمعًا فى مصاهرة الإمام علىٍّ بن أبى طالب ومصاهرة صهر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولكن الإمام عليًا زوّجها من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبى طالب- وهو من صغار الصحابة سنًّا- وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قد كفله بعد استشهاد جعفر فى غزو مؤتة وكان عبد الله كثير الجود والكرم، كبير الشأن فى قومه، كثير المال، مبارك التجارة .

    وانتقلت زينب إلى بيت الزوجية عند عبد الله مكرمةً معززةً وأنجبت له عليًا وعونًا وعباسًا ومحمدًا وأم كلثوم، وبلغ من كرم الإمام علىّ بن طالب-رضى الله عنه- أن أقام عبد الله بن جعفر بزوجته زينب فى بيت الإمام علىّ - رضى الله عنه وأرضاه - وشاءت إرادة الله تعالى أن تعاصر السيدة زينب انتقال أمر المسلمين من رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إلى أبى بكر،و الخلفاء من بعده ، وعاصرت أحداث الفتنة بعد مقتل أبيها الإمام علىّ - رضى الله عنه وأرضاه - وعاصرت السيدة زينب أحداث كربلاء وموت أخيها الحسن و استشهاد أخيها الحسين ، وأخذت السيدة زينب مع أسرى آل البيت إلى دمشق ثلاثة أيام ،ثم عادت إلى المدينة المنورة - وقيل إنها رحلت بعد ذلك إلى مصر فى شهر شعبان في العام 61 هـ وسارت معها حشود الناس حتى بلغت قرب بلبيس وكان فى استقبالها حاكم مصر مسلمة بن مخلد الأنصارى ونزلت بداره وأقامت بها قرابة عام لم تر خلالها إلا عابدةً متبتلةً وتوفيت يوم الأحد فى 14 رجب سنة 62هـ ودفنت فى بيت مسلمة وقبرها مزار إلى اليوم بالسيدة زينب - وقيل أنها توفيت بالمدينة المنورة فى عام 62 هـ ودفنت بالبقيع وقيل إنها توفيت بالشام عليها رحمة االله تعالى .

    عاشت السيدة
    زينب بنت علي أحداث الخلافة الراشدة كلّها، فعاشت حروب الردة فى عهد أبى بكرٍ الصديق وحروب مانعى الزكاة ، وفى عهد عمر بن الخطاب عاصرت الفتوحات الإسلامية ، وعاشت فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان ، وعاشت خلافة الإمام علىّ بن أبى طالب وعمرها يقارب الثلاثين عاما. - وخرجت زينب مع أبيها من المدينة المنورة إلى العراق ، وشاهدت حروبه مع الأمويين، وعاصرت موقعة الجمل وصفين والنهروان، وشاهدت مقتل أخيها الإمام الحسين ، وعاصرت فجيعة المسلمين الكبرى فى يوم كربلاء عام 61 هـ وأصيب الحسن، فمرضته السيدة زينب، فلما مات شيعته السيدة زينب ، وفى يوم كربلاء كان عمرها قد جاوز الخامسة والخمسين فى عام 61 هـ خرجت السيدة زينب مع أخيها الحسين تمرض الجرحى، وشهدت مقتل الحسين وشباب آل البيت، وأصيب يومها علىّ بن الحسين " زين العابدين " وغرقت أرض كربلاء بالدماء، وقطعت رأس الحسين، وأخذت زينب مع نساء آل البيت، أسيرات ومرت زينب بجثث الشهداء من آل البيت، فقالت يومها وهى تبكى : يا محمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مزمّلُ بالدماء ، مقطع الأعضاء ، يا محمداه هذه بناتك سبايا وذريتك تسفى عليها الصبا وأخذت فى البكاء ومن حولها من النساء .

    وأُخذت زينب ومن معها من النساء إلى دار الخلافة حيث عبد الله بن زياد ، وهنا كرهت زينب أن ترى باكيةً فسكتت عن البكاء وجففت دمعها فأمر ابن زياد بإحضار رؤوس القتلى ودار حوارُ بين ابن زياد وزينب جاء فيه : قال لها زياد : كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك ؟ فأجابت : كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجُّون إليه فتختصمون عنده .
    ثم قالت
    : لقد قتلت كهلى وأبرت أهلى وقطعت فرعى ، واجتثثت أصلى فإن يشفيك فقد شفيت ، فقال لها ساخرًا : هذه شجاعة ، فقالت: ما للمرأة والشجاعة .
    ثم أراد أن يقتل "
    زين العابدين " علىّ بن الحسين فأعتنقته وقالت لابن زياد : يا ابن زياد حسبك منّا أما رويت من دمائنا وهل أبقيت لنا من أحد ؟ فقال ابن زياد : عجبًا للرحم والله إنى لأظنها ودت لو أنى قتلتها معه ، دعوا الغلام ينطلق مع نسائه .

    السيدة
    زينب بنت علي ،عقيلة بنى هاشم الحسيبة الطاهرة النسب، فجدها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وجدتها السيدة خديجة وأمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبوها الخليفة الرابع الإمام علىّ بن أبى طالب أول ،من آمن من الصبيان وأخواها الحسن والحسين، سيدا شباب أهل الجنة، وزوجها عبد الله بن جعفر بن أبى طالب -شرفت بتسمية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لها وهى أقرب آل البيت شبهًا برسول الله- صلى الله عليه وسلم-عرفت بذكائها ورجاحة عقلها وقوة قريحتها وحكمتها وصبرها وكانت خطيبةً بارعةً، قريبة العبادة من أبيها - رضى الله عنهما

    وهى من رواة الحديث رضى الله تعالى عنها .
    اختلفت الروايات حول المكان الذى ماتت فيه السيدة
    زينب بنت علىّ ، فمن قائل إنها نزلت فى دار مسلمة بن مخلد الأنصارى وأقامت بها قرابة عام واشتغلت بالعبادة وماتت فى 14 رجب سنة 62 هـ ودفنت فى بيت مسلمة بن مخلد الأنصارى حاكم مصر وقبرها مزارُ بحى" السيدة بالسيدة زينب " بالقاهرة ، ومن قائل إنها توفيت بالمدينة المنورة عام 62 هـ ودفنت بالبقيع ، وقيل إنها دفنت بالشام .



  8. #28
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    فاطمة بنت على بن أبى طالب

    فاطمة بنت على بن أبى طالب القرشية الهاشمية
    و هى فاطمة الصغرى .
    أمها أم ولد .

    قال الزبير بن بكار :
    كانت عند أبى سعيد بن عقيل بن أبى طالب
    فولدت له حميدة
    ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن أبى البخترى
    فولدت له برة و خالدة .
    ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن العوام فولدت له عثمان و كثرة درجا .

    و ذكرها ابن حبان فى كتاب " الثقات " .


    و قال موسى الجهنى : دخلت على فاطمة بنت على و هى ابنة ست و ثمانين سنة ، فقلت لها : تحفظين عن أبيك شيئا ؟ قالت : لا .
    قال محمد بن جرير الطبرى : توفيت سنة سبع عشرة و مئة .
    روى لها النسائى ، و ابن ماجة فى " التفسير " .
    أخبرنا أبو العز ابن الصيقل الحرانى ، قال : أخبرنا أبو على بن أبى القاسم بن الخريف .
    و أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل ابن الأنماطى ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندى ، قالا : أخبرنا القاضى أبو بكر الأنصارى ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسى ، قال : قرىء على الشيخ أبى القاسم إدريس بن على المؤدب و أنا أسمع ، قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ابن السماك ، قال : حدثنا الحسن بن سلام السواق ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن أبى نعم البجلى ، قال : حدثتنى فاطمة بنت على بن أبى طالب ، قالت : قال أبى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضوا منه من النار " .
    رواه النسائى ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبى نعيم ، فوقع لنا بدلا عاليا .
    و أخبرنا أبو العز يوسف بن يعقوب الشيبانى ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن
    الكندى ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد ابن على بن ثابت الخطيب الحافظ ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفى ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسى ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال : حدثنى موسى الجهنى ، عن فاطمة بنت على . قالت : حدثتنى أسماء ابنة عميس أنها سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول لعلى :
    " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدى نبى " .


    و أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، و أبو الغنائم بن علان ، و أحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين ، قال : أخبرنا أبو على بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعى ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن موسى الجهنى ، قال : دخلت على فاطمة بنت على فقال لها رفيقى أبو مهل : كم لك ؟ قالت : ست و ثمانون سنة . قال : ما سمعت من أبيك شيئا ؟ قالت : حدثتنى أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى :
    " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدى نبى " .
    رواه النسائى ، عن عمرو بن على ، عن يحيى بن سعيد ، فوقع لنا بدلا عاليا ، و هذا جميع ما لها عنده ، و الله أعلم .
    و حديث ابن ماجة فى ترجمة نافع بن أبى نعيم القارىء








    السيدة أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما



    نشأتها في بيت النبوة
    هي أم كلثوم
    بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمية
    شقيقة الحسن والحسين
    ولدت في حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    في حدود سنة ست من الهجرة
    وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    بأم كلثوم
    وقد رأتِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تروِ عنه شيئاً


    نشأت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها في البيت الذي أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيراً ، ونعمت بأكرم أم في الدنيا فاطمة البتول بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين ، ولما بلغت أم كلثوم أشدها كانت من أفصح بنات قريش ، وكيف لا وقد غذيت البلاغة في البيت النبوي القرشي ؟ فأكرم به من بيت .

    زواجها من أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه


    أحب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين- أن يصل نسبه وسببه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بزواجه من أم كلثوم ابنة علي وفاطمة رضي الله عنهما ، وانطلق عمر فأتى علياً وخطب إليه ابنته أم كلثوم وكلمه في أمرها
    وكانت ما تزال صبية دون البلوغ فقال علي رضي الله عنه : " إنما حبست بناتي على بني جعفر - أولاد أخيه -

    فقال سيدنا عمر رضي الله عنه : زوجنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد - أي أعدّ - فقال سيدنا علي :
    قد فعلت .

    ثم غدا الإمام علي كرم الله وجهه على بيته وأمر ببرد فطواه ، وقال لأم كلثوم :
    انطلقي بهذا لأمير المؤمنين فقولي له :
    أرسلني أبي ، وهو يقرئك السلام ويقول :
    إن رضيت البرد فأمسكه ، وإن سخطته فرده ، فلما أتت سيدنا عمر رضي الله عنه قال :
    بارك الله فيك وفي أباكِ قد رضينا ، فرجعت أم كلثوم إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إليّ . فزوجها إياه .


    مساعدتها للمحتاجين

    إذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقضي حوائج المسلمين بنفسه
    فإن زوجه السيدة أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها- لم تكن أقل منه رتبة في هذا الشأن
    فقد كانت كلما رفع راية الخير تلقتها أم كلثوم باليمين لتفوز بالأجر والثواب .

    ففي ذات ليلة ، كان عمر في جولة من جولاته يعسٌ بالمدينة المنورة
    ومر سيدنا عمر رضي الله عنه بظاهر المدينة
    فإذا هو ببيت شعر يلوح وسط الظلام لم يكن في الليلة الفائتة ، فدنا منه فسمع أنين امرأة ينبعث من داخل الخيمة ورأى رجلا قاعداً ، فاقترب منه وسلم عليه
    وسأله :
    من الرجل ؟

    قال : رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله .
    فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا الصوت الذي أسمعه داخل الخيمة ؟.
    فقال : انطلق يا هذا - رحمك الله - لحاجتك .
    قال عمر رضي الله عنه : عليّ ذاك ما هو ؟ .
    قال الرجل : امرأتي جاءها المخاض ..
    وسأله عمر رضي الله عنه : هل عندها أحد ؟.
    قال : لا ، فإنا هنا وحيدان غريبان .
    وانطلق عمر مسرعاً حتى أتى منزله ، وقال لامرأته أم كلثوم : هل لك في أجر ساقه الله إليك يا أم كلثوم ؟ قالت : خيراً ، وما هو ؟.
    قال : امرأة غريبة تمخض ، وليس عندها أحد .
    فقالت : نعم ، إن شئت يا أمير المؤمنين .
    فقال : خذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن ، وجيئيني ببرمة-قدر- وشحم ودقيق وحبوب ، فجاءت به فقال لها : انطلقي واتبعيني .
    وحمل سيدنا عمر على ظهره البرمة(القدر) والدقيق والسمن ، وحملت أم كلثوم حوائجها ومشت خلفه حتى انتهى إلى الخيمة فقال لها : ادخلي على المرأة .
    أما أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، فجاء حتى قعد إلى الرجل وجهز القدر ، وقال للرجل : أوقد لي ناراً ، ففعل وأوقد تحت القدر وجعل يصلح الطعام حتى نضج .
    وما هي إلا سويعة حتى ولدت المرأة ، وانبعث بكاء الوليد من داخل الخيمة ، فخرجت أم كلثوم وقالت : يا أمير المؤمنين بشّر صاحبك بغلام .
    فلما سمع الرجل بأمير المؤمنين دهش واستعظم ذلك ، وجعل يتنحى عنه على استحياء ،
    وأخذ يعتذر إلى عمر ، فقال له : مكانك يا هذا كما أنت ، لا بأس عليك . ثم حمل القدر فوضعه على باب الخيمة ، ونادى أم كلثوم قائلا : خذي القدر وأطعمي صاحبتك .

    وبعد أن فرغت من طعامها ، جعلت القدر أمام باب الخيمة ، فقام عمر فأخذها فوضعها بين يدي الرجل وقال له : كل يا أخي فإنك قد سهرت من الليل ، وتعبت ، فأكل الرجل .
    ثم نادى عمر-رضي الله عنه- زوجته أم كلثوم وقال : اخرجي . ثم التفت إلى الرجل وقال : إذا كان غدا ، فائتنا نأمر لك بما يصلحك إن شاء الله تعالى .
    ففعل الرجل ، ووصله عمر وأعطاه ورده بما يصلحه إلى أهله ، فانقلب الرجل إلى أهله مسروراً .


    مقتل والدها كرم الله وجهه

    لما كانت الليلة التي أصيب فيها سيدنا علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ، فقام يمشي فلما بلغ الباب الصغير ، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول : ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
    وأدخل ابن ملجم على سيدنا علي-كرم الله وجهه- ، فقالت له أم كلثوم : أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟
    قال : لم أقتل إلا أباك .
    فقالت :
    والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس . قال : فلم تبكين إذاً والله قد سممت السيف شهراً فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد .

    وتوفي الإمام علي من أثر الضربة المسمومة ، وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديداً ، وكذلك زوجته أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنهم ، وقد كانت هاتان المرأتان من أشد الناس حزناً عليه .


    أم كلثوم وابنها زيد بن عمر

    توفي زيد شاباً ، وسبب وفاته أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه وهي تقول : يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة (الصبح) .

    وفي سير أعلام النبلاء للذهبي
    أنه حضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر - رضي الله عنهم أجمعين-، فقال ابن عمر للحسن : تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر : بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
    فتقدم ابن عمر رضي الله عنهما فجعل زيداً مما يليه ، وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعاً ، وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .


    وروي في المعرفة والتاريخ (1/214) : أن الذي صلى على زيد وأمه ، أمير المدينة المنورة وقتذاك سعيد بن العاص ، وفي الناس:
    (أي ضمن المصلين)
    ابن عباس
    وأبو هريرة
    وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة رضي الله عنهم أجمعين .
    وهذا ضمن كتاب ولعل الرواية الثانية تكون أرجح .

    رضي الله تعالى عن الحفيدة السيدة أم كلثوم سليلة البيت الطاهر الذي أذهب الله عنه الرجز وطهره تطهيرا والتي ستظل قدوة للنساء الفاضلات على مدى الأيام والأعوام ، وهي المرأة القرشية التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدراً .

    فجدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    وأبوها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .

    وزوجها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

    وهذه منقبة لم تتوفر لإمرأة قرشية غيرها
    فرضي الله عنها وأرضاها
    وجعلنا الله ممن يسيرون على دربهم ويقتفون أثرهم



  9. #29
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بنات

    الحسين

    بن علي بن أبي طالب


    آمنة بنت الحسين بن علىّ بن أبى طالب ( السيدة سكينة )




    الاسم
    آمنة بنت الحسين بن علىّ بن أبى طالب .
    اللقب

    سكينة
    الأم

    الرباب بنت امرئ القيس بن عدى من بنى كنانة .
    تاريخ الميلاد

     عام 74 هـ
    الأزواج

    تزوجت من ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علىّ ، ثم مصعب بن الزبير ، ثم عبد الله بن عثمان بن عبد الله ، ثم زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان .
    الأولاد

    فاطمة بنت مصعب وقيل اسمها رباب .وحكيم وعثمان وربيحة من عبد الله بن عثمان .

    محل الإقامة
    المدينة المنورة
    الوفاة

    توفيت بالمدينة فى ربيع الأول في العام 117 هـ/735 م ، ودفنت بالبقيع - عليها رحمة الله عز وجل .

    السيدة آمنة بنت الحسين بن علىّ من آل بيت النبوة والرسالة فقد انقطع نسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من فاطمة الزهراء أم الحسين بن على سيد شباب أهل الجنة وكانت السيدة سكينة جميلة ذات حسب ونسب فى قومها عرفت بكمال خلقها وجمالها وفصاحة لسانها وبلاغة منطقها حتى قيل إنها من أجمل نساء عصرها ، وأمها الرباب بنت امرئ القيس من بنى كنانة وهى التى لقبتها بسكينة فغلب ذلك عليها فصار علما عليها وعاشت - رضى الله عنها - عصرها الأول وربيع عمرها فى بيت أبيها عابدة لله تعالى ولما بلغت مبلغ الزواج تزوجت من ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علىّ فلما مات عنها تزوجت من مصعب بن الزبير وكان أمير العراقيين وأمهرها مهرا كبيرا بلغ قدره مليون درهمٍ وكانت ترى جمالها فى هذه الفترة التى تزوجت فيها من مصعب قد اكتمل وأصبحت فى ريعان الشباب وكمال الجمال حتى قالت عن نفسها : دخلت على مصعب وأنا أحسن من النار الموقدة فى الليلة العَرة " أى الباردة " وعاشت معه حياة كريمة رزقت خلالها بابنة اسمها فاطمة وقيل الرباب ، ولكنها ماتت صغيرة .


    ولما قتل عنها زوجها مصعب فى وقعة " مَسْكِن " تقدم لخطبتها عبد الملك بن مروان فرفضت تلك الخطبة وقالت : والله لا يتزوجنى بعده قاتله أبدا وكانت رملة بنت الزبير أخت زوجها مصعب بن الزبير هي التي توسطت في هذه الخطبة من عبد الملك بن مروان فما كان من سكينة إلا أن أسرعت واستجابت لخطبة عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلد ورزقت منه بغلامين هما حكيم وعثمان وجارية هى ربيحة ولكن ما لبث أن مات عنها زوجها عبد الله فتقدم لخطبتها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان وشرطت عليه سكينة ألا يمنعها شيئا تريده وأن لا يحول بينها وبين شىء من ماله وعاشت معه حتى مات عنها فخلف عليها إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف الزهرى فتزوجها فأقامت معه ثلاثة أشهر فكتب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن فرق بينهما ففرق بينهما وقال بعض أهل العلم : لما مات عنها زيد بن عمرو بن عثمان تزوجها الأصبع بن عبد العزيز بن مروان وكان والى مصر فى ذلك الوقت فلما علم عبد الملك بن مروان كتب إليه : اختر مصر أو سكينة فبعث إليه بطلاقها ولم يدخل بها .

    ولم تتزوج سكينة بعد زيد بن عمرو وأقامت فى المدينة المنورة حيث أهلها وأولادها ، وبقيت بالمدينة المنورة إلى أن وافاها الأجل ودفنت بالبقيع - رحمة الله تعالى عليها

    لقد خرجت السيدة سكينة مع زوجها مصعب بن الزبير في قتاله ضد بنى أمية وكانت تحبه حبا شديداً فلما رأته خارجا للقتال قالت يومها : وا حزناه عليك يا مصعب ، فالتفت إليها وقال لها : أو كل هذا فى قلبك . فقالت : إى والله وما كنت أخفى أكثر .

    ولما رأت سكينة زوجها مصعب بين القتلى حزنت عليه حزنا شديدا وقالت : نعم بعل المرأة المسلمة كنت يا ابن الأخيار ، ورثته بأشعار مؤثرة قالت فيها

    فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذى *** يرى الموت إلا بالسيوف حراما 
    وقبلك ما خاض الحسين منية *** إلى القوم حتى أوردوه حماما

    ولعل موقفها من عبد الملك بن مروان ينبئ عن مدى حبها لمصعب فبعد مقتل زرجها مصعب تقدم عبد الملك بن مروان لخطبتها فقالت : لا والله لا يتزوجنى بعده قاتله أبدا .

    السيدة سكينة بنت الحسين حظيت بشرف كونها من آل بيت النبوة والرسالة وهى ابنة الإمام الحسين بن على سيد شباب أهل الجنة .

    وكانت ذات جمال حتى أن ابن كثير قال : سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء وأظرفهن حتى إنه لم يكن فى زمانها أحسن منها .

    وكانت ذات طرفة وفكاهة ولها نوادر وحكايات فى الظرف والفكاهة والمزاح ولذلك قيل لها فى ذلك : أختك ناسكة وأنت مازحة . فقالت : وهى تمزح إنكم سميتموها باسم جدتها المؤمنة وسميتمونى باسم جدتى التى لم تدرك الإسلام .

    وكانت تصفف شعرها بطريقة عرفت باسمها فيما بعد باسم الطرة السكينية .

    وقد لقبت التابعى يعقوب بن أبى سلمة بقولها عنه : الماجشون " تعنى الأبيض الذى يعلوه حمرة " ، وقيل عنها إنها ما لقبت أحدا بلقب إلا لصق به .

    وقد امتدحها أهل الفضل : فلقد قال عنها الإمام النووى : كانت سكينة من سيدات النساء وأهل الفضل .

    لقد عاشت السيدة سكينة بنت الحسين حتى عام 117 هـ فوافتها المنية فى شهر ربيع الأول فى يوم الخميس عام 735 م ، فقد أخبر ابن السائب الكلبى قال : أخبرنى خلف الزهرى قال : ماتت سكينة بنت الحسين وعلى المدينة خالد بن عبد الله الحارث بن الحكم فقال : انتظرونى حتى أصلى عليها وخرج إلى البقيع فلم يدخل حتى الظهر وخشوا أن تتغير فاشتروا لها كافورا بثلاثين دينارا فلما دخل أمر شيبة بن نصاح فصلى عليها ودفنت بالبقيع وهو الراجح .

    وهناك من قال إنها دفنت بمصر لوجود مسجد باسمها وهو جامع السيدة سكينة .

    وقيل توفيت بمكة فى 5 ربيع الأول عام 621 هـ - عليها رحمة الله تعالى

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    49
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب

    ذُكرت عند الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضى اللَّه عنها- فقيل عنها:
    إنها لا تعرف الشر. فقال عمر: عدم معرفتها الشر جنَّبها الشر.

    كانت -رضى اللَّه عنها- توصى أبناءها دائمًا فتقول لهم: استتروا بستر اللَّه.
    إنها "فاطمة بنت الحسين بن على بن أبى طالب" -رضى الله عنهم .
    تقدم ابن عمها الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب -رضى الله عنهم- لعّمه الحسين للخطبة
    فقال له الحسين: يا بن أخي، لقد انتظرت هذا منك، انطلق معي.
    فخرج به حتى أدخله منزله
    ثم أخرج إليه بنتيه فاطمة وسُكينة
    فقال:
    اختر، فاختار فاطمة.

    فزوَّجه إيّاها
    فولدت له: عبد الله
    وإبراهيم، وحسنًا
    وزينب.
    ولما وقعت الفتنة ورفض الحسين بن على أن يكون أسيرًا وقاتل حتى قُتِل
    وقُتِلَ معه ابنه وأصحابه الذين ثبتوا معه بمكان يقال له:
    "الطّفّ" عند كربلاء. وانطلق بعلى بن الحسين
    وأختيه فاطمة وسكينة وعمته زينب بنت على إلى عبيد اللَّه بن زياد
    فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فقال علي: أما واللَّه لو رآنا رسول اللَّه
    ( مغلولين لأحبّ أن يحلنا من الغُلِّ)
    (القيد).
    قال: صدقت. فحلوهم من الغل
    (القيد)، قال: ولو وقفنا بين يدى رسول اللَّه ( على بُعد لأحب أن يقرّبنا.
    قال: صدقت. فقرَّّبوهم
    ثم أمر بهم فجُهِّزُوا وأُخرِجوا إلى المدينة المنورة.)



    وفى رواية أخرى أن فاطمة بنت الحسين جاءت إلى يزيد بعد أن قُتل أبوها الحسين بن علي
    وقالت له: يا يزيد أبنات رسول اللَّه سبايا؟ قال: بل حرائر كرام، ادخلى على بنات عمك تجدينهن قد فعلن ما فعلت.

    ولما استشهد الحسن
    قال لها: إنك امرأة مرغوب فيك
    فكأنى بعبد اللَّه بن عمرو بن عثمان إذا خرج بجنازتى قد جاء على فرس لابسًا حُلته
    يسير فى جانب الناس يتعّرض لك
    فانكحى من شئت سواه
    فإنى لا أدع من الدنيا ورائى همًا غيرك قالت: ائمن من ذلك.

    وطمأنته بالأيمان لا تتزوجه
    ومات الحسن بن الحسن فلما انقضت عدِتها أرسل إليها عبد الله بن عمرو يخطبها
    فقالت: كيف بيميني التي حلفت بها؟
    فأرسل إليها يقول: مكان كل مملوك مملوكان
    ومكان كل شيء شيئان.
    فعوّضها من يمينها، فنكحته
    وولدت له محمدًا الذي سُمى بالديباج لحسنه وجماله
    والقاسم
    ورقيّة.
    فكان عبد الله بن الحسن
    وهو أكبر ولدها يقول:
    ما أبغضت بغض عبد الله بن عمرو أحدًا
    وما أحببت حب ابنه محمد -أخي- أحدًا.


    وبعد موت زوجها عبد اللَّه بن عمرو خطبها عبد الرحمن بن الضحاك وكان حاكمًا للمدينة
    فرفض
    فغضب عليها
    فشكته إلى رجل شامى يدعى ابن هرمز
    فقالت له:
    تخبر أمير المؤمنين بما ألقى من ابن الضحاك وما يتعرض مني.
    كما أوفدت رسولا بكتاب إلى يزيد
    فلما قرأه جعل يضرب بخيزران فى يديه ويقول: لقد اجترأ ابن الضحاك
    هل من رجل يسمعنى صوته في
    العذاب وأنا على فراشي؟
    فقيل له:
    عبد الواحد بن عبد الله بن بشر الخضري.
    فدعا يزيد بقرطاس فكتب بيده
    إلى عبد الواحد
    وهو بالطائف:
    سلام عليك
    أما بعد
    فإنى قد وليتك المدينة فإذا جاءك كتابى
    هذا فاهبط واعزل عنها ابن الضحاك
    وأغرمه أربعين ألف دينار
    وعذبه حتى تُسْمِعنى صوته وأنا على فراشي.
    فلمّا علم ابن الضحاك هرب ونزل
    على مسلمة بن عبد الملك، فقال:
    أنا فى جوارك.
    فذهب مسلمة إلى يزيد فى قصره
    وذكر حاجة جاء من أجلها.
    فقال يزيد:
    كل حاجة تكلمت فيها هي
    فى يدك ما لم يكن ابن الضحاك. فقال:
    هو واللَّه ابن الضحاك،.
    فقال:
    والله لا أعفيه أبدًا وقد فعل ما فعل.
    فأغرمه عبد الواحد أربعين الف دينار وعذبه وطاف به فى جبة من صوف.


    وكانت فاطمة صاحبة حكمة
    وراوية من راويات الحديث
    ومما روته أنها قالت: كان النبي
    ( إذا دخل المسجد قال: "بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي، وافتح لى أبواب رحمتك" [أبو حميد وأبو أسيد]. وإذا خرج قال: " بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبواب فضلك" [أبو حميد وأبو أسيد].

    وكانت -رضى الله عنها-
    تحب العلم وتحفظ القرآن الكريم
    كما كانت تحب الشعر
    رُوى أنه لما دخل الكميت بيتها
    قالت: هذا شاعرنا أهل البيت.
    وأمرت
    له بثلاثين دينارًا
    فدمعت عيناه وقال:
    لا والله لا أقبلها
    إنى لم أحبكم للدنيا.

    وتوفيت
    رضى اللَّه عنها
    فى عام 110 من الهجرة.


 

 
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©