بنات الرسول صلى الله عليه وسلم
زينب بنت محمد _ بنت الرسول
الاسم
زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب - صلى الله عليه وسلم
اسم الأم
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى .
تاريخ الميلاد
فى عام 30 من عام الفيل عام 600 م ، حيث كان عمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ثلاثين عاما .
الأزواج
تزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع ، وأمه هالة بنت خويلد .
الأولاد
على بن أبى العاص ، ومات فى صغره بعد فتح مكة ، وأمامة بنت أبى العاص .
محل الإقامة
مكة المكرمة ، ثم المدينة المنورة .
تاريخ الوفاة
توفيت فى عام 8 هـ بالمدينة المنورة وبها دفنت رضى الله عنها وأرضاها- فى عام 630 م .
زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
هى أكبر بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -من زوجته خديجة - رضى الله عنها
فرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمولدها فرحا شديدا ،
وعزمت أم المؤمنين خديجة أن تنشئها تنشئة عربية عريقة ، فعهدت بها إلى مرضعة تنطلق بها فى البادية حيث الهواء الطلق والبعد فى مهدها عن قيظ مكة وحرها ،
وعادت زينب إلى خديجة بعد فترة الرضاعة لتلقى العناية فى بيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم
وعهدت بها إلى مربية تسهر على راحتها حتى جاوزت العاشرة من عمرها ،
وبدأت زينب فى عهد جديد هو عهد الشباب وتقدم لخطبتها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم
ولما زفت إلى زوجها أهدتها أمها قلادة كانت لها ، وولدت لأبى العاص عليا وأمامة ، وتوفى علىّ صبيا بعد فتح مكة
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يحب أمامة حبا شديدا فكان يحملها على عاتقه في صلاته ،
ولما بعث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - نبيا ورسولا وأراد الكفار أن يشغلوا النبي- صلى الله عليه وسلم - عن الدعوة والرسالة ، وكان أبو لهب قد خطب لابنيه "عتبة وعتيبة " ابنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " رقية وأم كلثوم " فأمر ولديه ففسخا الخطبة .ومشى قوم إلى أبى العاص بن الربيع ، وطلبوا منه أن يفارق زينب ، ويزوجوه بمن شاء من فتيات قريش ، ولكن أبا العاص رفض وقال : لا والله لا أفارق صاحبتى أبدا ، وما أحب أن لى بها امرأة من قريش ، وبقى أبو العاص على دين قومه
وأسلمت زينب لله تعالى،ودعت زوجها إلى دين الله تعالى فقال لها : إنى أكره أن يقال : إن زوجك خذل قومه ، وكفر بآلهة آبائه إرضاء لامرأته
وهاجر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والصحابة حتى كان يوم بدر وخرج أهل مكة للنيل من رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ،
وكان فيمن خرج معهم أبو العاص بن الربيع ، ووقع أبو العاص فى الأسر ، وأصبح كل أسير يقوم بفداء نفسه ،
فلما علمت زينب بأسره أرسلت فى فدائه القلادة التى أهدتها أمها خديجة لها يوم عرسها ، وضعتها فى ثوب من قطن أو كتان ، وأرسلتها مع أخي زوجها أبى العاص ، ودخل بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وهو يقول : معى ما أفتدى به أبا العاص ، وأعطى الصرة للنبى- صلى الله عليه وسلم - فلما رأى رسول الله ما بالصرة دهش وقال عليه الصلاة والسلام : لك الله يا زينب قلادة خديجة ، ثم سكت ثم ذكر أن أمها أهدتها هذه القلادة ليلة عرسها ، حين زفت إلى أبى العاص ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها ، وتردوا عليها قلادتها فافعلوا ، فردوا القلادة وأطلقوا سراحه . (رواه أبو داود وأحمد)
والتقى أبو العاص برسول الله- صلى الله عليه وسلم - وطلب منه رسول الله أن يخلى سبيل ابنته زينب ، فما عادت تحل له لأنها آمنت ، وهو على كفره ، ووعد أبو العاص رسول الله أن يخلى سبيلها بمجرد أن يعود إلى مكة ، فلما عاد طلب من زوجته زينب أن تتجهز لتلحق بأبيها.
وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قد أرسل زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار إلى مكة وطلب منهما أن ينتظرا ببطن " يأجج " حتى يصل إليهما أبو العاص ومعه زينب
ولما همت زينب بالخروج جاءت إليها هند بنت عتبة وكانت مازالت كافرة ، فقالت لها : يا بنت محمد بلغنى أنك تريدين اللحاق بأبيك . فقالت زينب : ما أردت ذلك . فقالت : أى بنية عمى لا تغفلي إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك فى سفرك ، أو بمال تبتغين به إلى أبيك فإن عندى حاجتك فلا تضطني أي " لا تستحي " منى فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال قالت زينب : فأنكرت أن أكون أريد ذلك . َ- وخرج زيد بن حارثة وصاحبه ، ونزلا بالمنزل الذى أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكانت زينب قد خرجت مع كنانة بن الربيع أخى أبى العاص على بعير ، فركبته وأخذ قوسه وكنانته ، ثم خرج بها نهارا يقود بها البعير ، وهى فى هودج فوق البعير ، وعلمت قريش بذلك فقالوا كيف تخرج نهارا ؟ فساروا خلفها يريدون ردها ، فأدركوها بذي طوى ، وكان أول من سبق إليها هبار ابن الأسود بن المطلب الفهري ، وروعها برمح فى يده ، فسقطت من فوق البعير وكانت حاملا ، فأجهضت ، ولما رأى كنانة ذلك نثر كنانته ثم قال : والله لا يدنو منى أحد إلا وضعت فيه سهما ، فابتعد الناس عنه ، وهنا أقبل عليه أبو سفيان قائلا : أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك . فكف كنانة نبله ، فقال له أبو سفيان : إنك لم تصب فيما فعلته . خرجت بابنة محمد على رؤس الناس علانية من بين أظهرنا ، وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد ، إن الناس يظنون إن خرجت بهذه الصورة أن ذلك لذل أصابنا وضعف منا ووهن ، ولعمرى ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، ولكن ارجع حتى إذا هدأت الأصوات ، وتحدث الناس أنا قد رددناهم فاخرج بها سراً ، وألحقها بأبيها وفى ذلك يقول كنانة بن الربيع
عجبت لهبار وأوباش قومه *** يريدون إخفارى ببنت محمد
ولست أبالى ما حييت عديدهم *** وما استجمعت قبضا يدى بالمهند
ذكر البيهقى فى دلائل النبوة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -بعث زيد بن حارثة ، وأعطاه خاتمه لتجيء زينب معه ، فتلطف زيد حتى أعطاه راعيا من مكة ، وكان كنانة قد انتظر حتى تستعيد زينب قوتها ، ثم يخرج بها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولما خرج بها لقيها الراعى فأعطاها الخاتم ، فلما رأته عرفته فقالت : من دفع إليك هذا ؟ قال رجل من ظاهر مكة ، فخرجت زينب ليلا ، فركبت وسارت وراءه ، حتى قدم بها المدينة فكان النبى- صلى الله عليه وسلم يقول : لله زينب أصيبت من أجلى هى أفضل بناتى ،
وعلم منها رسول الله- صلى الله عليه وسلم ما كان هبار بن الأسود فأهدر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - دمه ودم صاحبه نافع بن عبد القيس ،
وظلت زينب عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قرابة ست سنوات وزوجها على كفره .- وأصابت سرية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - أموال تجارة كانت لقريش مع أبي العاص وقد فر أبو العاص ، فأجارته السيدة زينب- رضي الله عنها - ورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مال قريش إلى أبى العاص .- وعاد أبو العاص إلى مكة وأدى إلى كل ذى مال ماله ثم قال : يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا ، فقد وجدناك وفيا كريما فقال : أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . والله ما منعنى من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أنى أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت .
ثم خرج حتى قدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فى المحرم سنة 7 هـ وأسلم ، ورد رسول الله- صلى الله عليه وسلم عليه زوجته زينب قيل على النكاح الأول دون مهر جديد وقيل إنه ردها عليه بمهر جديد ونكاح جديد ولم تبق مع زوجها بعد عودتها كثيرا فلقد ماتت على رأس السنة الثامنة من الهجرة بالمدينة ،
وغسلتها أم عطية الأنصارية ، فقد أخرج البخاري عن أم عطية رضى الله عنها قالت : " دخل علينا رسول الله ونحن نغسل ابنته فقال : اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا ، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر ، واجعلن فى الآخرة كافورا أو شيئا من كافور وابدأن ، بميامنها ومواضع الوضوء منها "
ونزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قبرها وهو محزون ، فلما خرج من القبر بعد دفنها سرى عنه ، وقال : " كنت ذكرت زينب وضعفها فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ففعل وهون عليها " .
اشتهرت زينب بحبها لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - وحرصها على دعوة زوجها إلى الإسلام ، ولما تعجب زوجها أبو العاص من إيمانها وقوة عقيدتها قالت له : والله ما كنت لأكذب أبى ، وإنه والله كما عرفت أنت وقومك ، إنه الصادق الأمين .
وفدت زوجها من الأسر يوم بدر ، وأرسلت قلادتها التى أهدتها لها أمها " خديجة " حرصا منها على فداء زوجها من الأسر ، واستجاب أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - له حيث قال لهم : " إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا " فأطلقوا سراحه وردوا عليها قلادتها . إكراما لبنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم
وكان أبو العاص فى تجارة لقريش إلى الشام قبل مؤتة ، فلما عاد من الشام لقيته سرية لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - فأصابت ما معه من تجارة ، وكانت هذه السرية لزيد بن حارثة فى جمادى الأولى عام 6 هـ بناحية " العيص " وأفلت أبو العاص ، ودخل المدينة ليلا، ثم لجأ إلى زينب زوجته ، فاستجار بها ، فأجارته ، فلما خرج النبي- صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبر ، وكبر الناس معه صاحت زينب من حجرتها : أيها الناس إنى قد أجرت أبا العاص بن الربيع ،- فلما سلم النبىّ- صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال لهم : أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم ، فقال- صلى الله عليه وسلم - : " أما والذى نفس محمد بيده ما علمت بشىء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، وإنه يجير على المسلمين أدناهم " ، ثم انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فدخل على ابنته فقال : أى بنية أكرمى مثواه ، ولا يخلص إليك فإنك ، لا تحلين له ، وأرسل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إلى رجال السرية الذين أصابوا مال أبى العاص فقال لهم : " إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ، وقد أصبتم له مالا فإن تحسنوا وتردوا عليه الذى له ، فإنا نحب ذلك وإن أبيتم فهو فئ الله الذى أفاء عليكم فأنتم أحق به " دون إكراه منه- صلى الله عليه وسلم - لهم . فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه فردوا عليه كل ماله .
زينب هى بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكبرى ، وكان - صلى الله عليه وسلم -يحبها ويكرمها على سائر بناته ، فقد أخرج الطحاوي والحاكم من حديث عائشة من قصة مجىء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم - من مكة وفى آخره قال النبىّ- صلى الله عليه وسلم - : " وهى أفضل بناتى أصيبت فىّوهى بنت صفوة خلق الله وسيد المرسلين- صلى الله عليه وسلم - ، ومن المهاجرات ، ومن السابقات إلى الإسلام .
كانت زينب بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - تعانى مما أصابها عند هجرتها من مكة إلى المدينة وإيذاء " هبّار " لها وسقوطها على الصخرة ، وفزعها ، وإجهاضها ، وظلت مريضة حتى وافتها المنية فى عام 8 هـ / 630 م بالمدينة المنورة ، وصلى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم ونزل قبرها، وخرج من القبر محزونا ثم سرى عنه وقال : " كنت ذكرت زينب وضعفها ، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر وغمه ، ففعل وهون عليها - رضي الله عنها