قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي قصة الاسلام في وسط اسيا وبلاد القوقاز

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الاخوة الاعزاء
    اقدم لكم سلسلة
    جميلة

    سلسلة كبيرة
    وممتعه
    وبها كثير مما لا يعرف
    الكثير منا

    سلسلة محققة
    اتمنى ان تنال
    اعجابكم
    وان يكون بها من الافادة
    ما ينفعنا
    واياكم

    وهي
    " قصة الاسلام في وسط اسيا وبلاد القوقاز "


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    " قصة الاسلام بآسيا الوسطى والقوقاز "



    التعريف بوسط آسيا وبلاد القوقاز


    لآسيا الوسطى وبلاد القوقاز
    مكانة عظيمة
    في التاريخ الإسلامي
    فهي مهد علمٍ وموطن علماء
    وما زال
    يشهد لتلك المكانة أسماء المدن التاريخيَّة العظيمة
    التي غَدَتْ
    مراكز علميَّة طبقت شهرتها الآفاق
    ومنارات إشعاع ثقافي في العالم أجمع
    مثل
    سَمَرْقَنْد
    وَبُخَارَى
    وخُوَارِزم
    وتِرْمِذ
    وفَارَابَ
    وبيرُون
    وسِجِسْتَان
    وغيرها؛
    وهي أسماء تدلُّ على أعلام لهم أيضًا مكانتهم
    في التاريخ الإسلامي
    مثل
    البُخَاري
    والخُوَارِزمي
    والتِّرْمِذي
    والفَارَابي
    و البيرُوني
    وابن سينا
    والجُرْجَاني
    والسِّجِسْتَاني
    وغيرهم من العلماء الأعلام
    الذين
    رفعوا لواء الإسلام
    وبَنَوْا للحضارة الإسلاميَّة
    عزًّا ومجدًا



    بلاد ما وراء النهر

    وقد كانت هذه المنطقة تُعرف في الماضي ببلاد
    تركستان الكبرى
    وعندما فتحها المسلمون العرب
    في القرن الأوَّل الهجري أطلقوا عليها
    "بلاد ما وراء النهر"
    ومعناها البلاد الواقعة
    خلف نهر جيحون
    (أموردريا)
    وسيحون (سيردريا)
    وهي منطقة شاسعة عظيمة الاتِّساع
    تمتدُّ من تركيا غربًا حتى حدود الصين شرقًا
    وقد باتت مقسَّمة إلى
    تركستان الشرقيَّة
    وتركستان الغربيَّة
    وتخضع منطقة تركستان الشرقيَّة
    الآن
    للاحتلال الصيني البغيض
    والذي يُمَارِسُ مع سكانها كل أنواع
    التعذيب والقتل والتنكيل
    أما منطقة تركستان الغربيَّة فهي موضوع دراستنا
    وتضمُّ دُولاً خمسًا هي:
    طاجيكستان
    وتركمانستان
    وقيرغيزستان
    وأوزبكستان
    وكازاخستان
    بالإضافة إلى أذربيجان
    التي يشملها إقليم القوقاز
    مع جمهوريات وأقاليم أخرى ذات استقلال ذاتي
    في جمهوريتي أرمينيا وجورجيا



    آسيا الوسطى والقوقاز
    ثروات طائلة


    وتمثِّل آسيا الوسطى
    مع منطقة القوقاز وَحْدَة جغرافيَّة واحدة
    بحُكْم تضاريسها وتاريخها وموقعها
    كما أنها تمثِّل أهميَّة إستراتيجيَّة كبرى
    وتمتلك مصادر وثروات طبيعيَّة هائلة
    دَعَتْ
    إلى أن تتكالب عليها قوًى عديدة
    فقيرغيزستان
    على سبيل المثال
    ترقد على مناجم هائلة من الذهب
    وطاجيكستان
    تمتلك مناجم كبيرة من اليورانيوم
    تم اكتشافها في الثلاثينيات
    وفي عام 1946م
    وفي مدينة تابوشا الطاجيكيَّة
    تمَّ تشييد أوَّل معمل سوفيتي لاستخلاص اليورانيوم
    الذي استخدم كمادَّة أوَّليَّة في تصنيع
    بلوتونيوم القنبلة الذرِّيَّة
    أما في القوقاز فنجد أن جمهوريَّة
    الشيشان تتصدَّر المناطق الواقعة
    تحت الحكم الروسي في إنتاج
    النفط خفيف الكثافة
    والذي يُعَدُّ من أجود أنواع النفط في العالم
    ويقول الخبراء
    "إذا استُغِلَ المخزون النفطيُّ في الشيشان فسيصبح الشعب الشيشاني كشعوب منطقة الخليج من حيث القوَّة الاقتصاديَّة"
    وقد تمَّ اكتشاف النفط هناك عام 1893م
    كما أن العاصمة الشيشانيَّة جروزني ظلَّت مركزًا للصناعات البتروكيماويَّة
    ففيها تمَّ تكرير ستة ملايين ونصف مليون طن من النفط عام 1996م وَحْدَه
    وتخبئ سلاسل الجبال الممتدَّة على مساحات شاسعة
    والتي تتمتَّع بقمم شاهقة
    تخبئ ثروات ضخمة من المعادن
    كما أن سهولها ووديانها خصبة وغنيَّة بالإنتاج الزراعي الوفير
    لكن أيًّا ما كان الحديث عن ثروات آسيا الوسطى والقوقاز
    فإن الثروات النفطيَّة المخبوءة تحت سطح بحر قزوين تظلُّ في كفَّة وبقيَّة الثروات في كفَّة أخرى
    بل إن الحديث عن ثروات هذا البحر يغطي دائما على أي حديث آخر






    الفتح الاسلامي لآسيا الوسطى والقوقاز







    وحسب ما أشارت إليه المصادر التاريخيَّة
    فإن تركستان
    كان يقطنها قبائل من الترك
    ولذا تعني كلمة
    تركستان
    "بلاد الترك"
    حيث إنها مكَوَّنة من مقطعين
    (ترك)
    ويعني القبائل التي تقطن المكان
    و(ستان)
    ويعني أرض القوم
    فهي موطن الأتراك ومنبتهم



    القائد العظيم
    الأحنف بن قيس



    وكانت بداية الفتح الإسلامي
    لبلاد ما وراء النهر
    (وسط آسيا والقوقاز)
    في عهد أمير المؤمنين
    عمر بن الخطاب 13 - 23هـ
    حيث ارتبطت الفتوحات بالقائد العربي المسلم
    الأحنف بن
    قيس التميمي
    الذي طارد الملك الفارسي
    "يزدجرد"
    شرقًا حتى نهر جيحون
    الحدِّ الغربي لبلاد ما وراء النهر
    وقد عاون خاقانُ الترك يزدجردَ
    وكوَّنَا حلفًا لمواجهة المسلمين
    وتمكَّنت قوات يزدجردَ من استعادة مدينة بَلْخ عاصمة إقليم خراسان
    لكن الأحنف بن قيس لم يتأثَّر بذلك وَقَتَل ثلاثة من فرسان الترك
    وأثَّر هذا الأمر فيهم فعادوا أدراجهم



    وفي عهد الخليفة الثالث
    عثمان بن عفان
    (23 - 35هـ)
    دارت معركة بين
    الأحنف بن قيس من جهة
    وبين الأتراك
    الذين كانوا بطخارستان
    على حدود جيحون من ناحية أخرى
    وقد انتهت المعركة بانتصار
    الأحنف وتوقيعه صلحًا مع أهل طخارستان
    وقد أعقب ذلك أن أرسل الأحنفُ قائدَه
    الأقرعَ بن حابس
    ليتتبَّع الأتراك المتقهقرين إلى جبال الجوزجان
    فأنجز الأقرع مهمته بالانتصار عليهم
    وتمَّ له فتح الجوزجان، ويبدو أن هذه الانتصارات السريعة حفَّزت الأحنف فوصل بقوَّاته
    إلى خُوَارِزم إحدى بلاد ما وراء النهر
    ثم عاد إلى بلخ قاعدة خراسان


    وقد توقَّفت الفتوحات الإسلاميَّة
    مدَّةً
    انشغل فيها المسلمون بصراعات داخليَّة
    ثم استُأْنِفَت الفتوحات مرَّة أخرى في عهد
    الخلافة الأُمويَّة


    الفتح الإسلامي في عهد الدولة الأموية


    ففي عام 54هـ غزا عبد الله بن زياد خراسان
    وقطع نهر جيحون إلى بخارى على الإبل
    وفي عام 56هـ
    وَلِيَ خراسان سعيد بن عثمان بن العاص
    فغزا سمرقند
    وفي عهد يزيد بن معاوية
    تولَّى مسلم بن زياد ابن أبيه
    إمارة خراسان
    فتجدد الصراع مع الأتراك واتَّحدت جيوش بخارى
    والصُّغْد وقوَّات تركيَّة من التركستان
    لكن الجيوش الإسلاميَّة حقَّقت انتصارًا كبيرًا على الأتراك وغنموا الغنائم الكثيرة
    فاضطرت الخاتون صاحبة بخارى
    أن تدفع أموالاً كثيرة لتجنّب المسلمين الظافرين من التوغُّل في أراضيها



    ويبدو أن هذه المحاولات كانت
    مجرَّد تمهيد للفتح الإسلامي
    المنظَّم لهذه البلاد
    إذ إن الفتوحات الحقيقيَّة لها
    كانت في عهد الوليد بن عبد الملك
    (86 – 96هـ)
    والذي اشتهر في عهده القائد
    المظفَّر قتيبةُ بن مسلم الباهلي
    وقد تولَّى أمر خراسان في عام 88هـ
    وكان قد عَبَر نهر جيحون في المرحلة الأولى
    من جهاده (83 - 84هـ)
    واستعاد منطقة طخارستان
    ثم استعاد بخارى في المرحلة الثانية من جهاده
    ( 87 - 89هـ)
    وفي المرحلة الثالثة من جهاده
    (90 - 93هـ)
    استطاع أن يرفع راية الإسلام في حوض نهر جيحون
    وقد توجَّهت فتوحاته في المرحلة الرابعة
    من جهاده (94 - 96هـ)
    إلى ولايات سيحون
    ثم دانت له ولايات
    أوزباكستان وطاجيكستان
    وغيرهما من مناطق وسط آسيا
    ونجح في نشر الدعوة الإسلاميَّة
    وثبَّت دعائم الإسلام هناك
    وبنى أوَّل مسجد في بخارى عام 94هـ
    وواصل مسيرته
    حتى فتح مدينة كَاشْغَر
    وقارَب حدود الصين

    وقد انتهت حياة المجاهد الكبير
    قتيبة بن مسلم نهاية حزينة
    حيث قُتِلَ على يَدِ أحد جنوده بعد سلسلة
    من الفتوحات المهمَّة
    ثم تولَّى القيادة مِن بَعْده أخوه صالح بن مسلم
    والذي أكمل فتح باقي منطقة فَرْغَانَة .



    وبعد وفاة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ
    وتولية
    سليمان بن عبد الملك الخلافة
    تقلَّصت عمليَّات الفتح الإسلامي
    بل وقامت مجموعة من الثورات ضدَّ
    الدولة الإسلاميَّة في هذه المناطق
    تمثَّلت في طموحات الأمراء الأتراك
    الذين أبقاهم الأُمويُّون يحكمون بلادهم
    تحت السيادة الإسلاميَّة
    ومن أمثلة ذلك ثورة
    أمير فَرْغَانَة
    بعد وفاة قتيبة بن مسلم
    ومحاولته استعادة نفوذه القديم
    وأيضًا
    ثورات بُخَارَى وسَمَرْقَنْد
    لكنَّ الخلافة الأمويَّة لم تتهاون
    في مواجهة تلك الثورات وقمعها
    فأذعن
    كثير من أمراء هذه البلاد للخلافة الأمويَّة
    وبدأ كثير منهم يدخلون في دين الله
    خاصَّة في عهد الخليفة الأموي
    عمر بن عبد العزيز
    وبعده بدءوا يتألَّفون مع المسلمين العرب
    بل بدءوا يُدافعون عن الإسلام
    بحماس ضدَّ الأتراك الشرقيين
    الذين توالت إغارتهم على بلاد
    ما وراء النهر
    وأخذوا يشكِّلون خطرًا على الخلافة الأمويَّة
    التي تصدَّت لذلك الخطر بجرأة
    وقام الولاة الأمويُّون
    مثل الجراح بن عبد الله الحَكَمِيِّ
    وعبد الله بن معمر الْيَشْكُرِيِّ
    الذي تابع الغزو في الجزء الشمالي الشرقي
    من البلاد


    أخلاق الفاتح المسلم تنشر الإسلام :


    وظلَّت الخلافة الأمويَّة
    والأتراك الشرقيون في صراع يتبادلون
    النصر والهزيمة
    حتى تغلَّبت كفَّة الخلافة الأمويَّة
    على يَدِ أسد بن عبد الله القَسْرِيِّ
    ( 117-131 هـ)
    ونصر بن سيار (121 – 129هـ)

    والذي ينبغي الإشارة إليه
    هنا
    هو أن تَعامُل الفاتحين المسلمين
    مع أهل هذه البلاد كان السبب الرئيسي
    في دخولهم الإسلام عن قناعة تامَّة
    وليس أدلُّ على ذلك من ترحيب أهل بلخ بالقائد المظفَّر قتيبة بن مسلم الباهلي
    وأيضًا دخول عدد كبير من أهل بخارى في الإسلام
    عن إيمان وعقيدة
    بعد أن انتصر على ملكتهم
    (خاتون)
    وكان قد أشار إليها بعد أن عقد معها الصلح بأن المسلمين لم يأتوا لاحتلال
    "بُخَارَى"
    وإنما أَتَوْا لنشر شريعة الإسلام
    وتبليغ دين الله تعالى


    الخلافة العباسية والمواجهة مع الصينيين


    وبعد سقوط الخلافة الأمويَّة وقيام
    الخلافة العباسيَّة عام 132هـ
    واجه العباسيُّون خطرًا جديدًا
    هو الخطر الصيني
    فقد رتَّب الصينيُّون للسيطرة
    لا على الأتراك الشرقيين فحسب
    وإنما على بلاد ما وراء النهر ذاتها


    والتقى الجيشان العباسيُّ والصينيُّ
    في معركة طالاس عام (134هـ = 752م)
    انتصر فيها العباسيُّون
    وكان هذا الانتصار من أعظم
    الانتصارات في وسط آسيا



    وكان أثر الهزيمة على الصينيِّين شديدًا
    إلى درجة أنهم تقاعسوا عن نصرة أمير أُشْرُوسَنَة
    عندما استغاث بهم ضدَّ المسلمين
    وكان هذا يعني أن العباسيين قد نجحوا في إبعاد
    الصيين عن المعركة
    وبات على الأتراك الشرقيِّين
    أن يواجهوا المسلمين معتمدين على أنفسهم
    وهو ما كان فوق طاقتهم
    لأن العباسيين أَوْلَوا المنطقة عناية كبيرة
    وواصلوا
    جهودهم إلى أن زال خطر الأتراك الشرقيين
    فثبَّتَت الخلافة العباسيَّة سطوتها على هذه المناطق
    وبدأ كثير من الأتراك في الدخول
    في دين الله أفواجًا


    الأتراك جند الجهاد


    وكما نهج الأُمويون فقد استخدم العباسيُّون
    الأتراكَ في الإدارة
    بل في الجيش نفسه
    وهو ما شجَّع الأتراك على اعتناق الإسلام
    وكان من ذلك أن أنشأ الفَضْل بن يحيى البرمكي فرقة كبيرة من الأتراك الغربيين
    بلغ عددها خمسين ألف مقاتل
    أرسل إلى بغداد وحدها عشرين ألف مقاتل
    أسماهم بالفرقة الخُوَارِزْمِيَّة
    وذلك في عهد هارون الرشيد
    (170-193هـ)
    وقد استنَّ الخليفة المأمون (198-218هـ)
    سُنَّةً جديدة
    حيث دعا كثيرًا من زعماء الأتراك إلى
    الدخول في خدمته في بغداد
    ومَنَحَهُم الصلات والعطايا
    وألحق كثيرًا من فرسانهم في الحرس الخليفي



    وفي عهد الخليفة المعتصم
    ( 218-227هـ)
    زاد الإسلام تمكُّنًا في بلاد ما وراء النهر
    حتى إن الأتراك الغربيين أنفسهم
    أصبحوا جند الجهاد في سبيل الله
    والدفاع عن الإسلام ونَشْرِه بين الأتراك الشرقيين
    يقول البَلاذُري
    "والمعتصم بالله جُلُّ شهود عسكره من جند أهل ما وراء النهر، من الصُّغْد والفراغنة وأهل الشاش وغيرهم
    وحضر ملوكهم ببابه
    وغلب الإسلام على ما هناك
    وصار أهل تلك البلاد يغزون مَن وراءَهم مِن الترك
    ففتح مواضع لم يَصِلْ إليها أحد من قبله".

    وهكذا
    استطاع العباسيُّون تحقيق نجاحات هائلة
    حتى إن الثقافة الإسلاميَّة توطَّدت بين أهل تلك البلاد
    وقد بدء أهلها يتعلَّمون اللغة العربيَّة
    وحفظ القرآن الكريم
    وإن كانت المراكز الثقافيَّة
    لم تبرُز في هذه البلاد
    وخاصَّة في بخارى وسمرقند
    إلا في عهد الطاهريين
    (205 – 259هـ = 820 – 873م)
    الذين اتَّخذوا نيسابور في خراسان
    قاعدة لهم
    وكان لظهورهم دفعة قويَّة للإسلام
    في بلاد ما وراء النهر


    يتبع بإذن الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    انتشار الاسلام على يد السامانيين والسلاجقة


    السامانيين
    (261 - 389هـ = 874 – 999م)
    كان دورهم أكبر في انتشار الإسلام في هذه البلاد
    إذ كانت عاصمتهم بُخَارى
    لذلك
    كان من الطبيعي أن يكون اهتمامهم
    بما وراء النهر أعظم
    لأنه مقرُّ حكمهم ومركز دولتهم
    ففي عهدهم وضحت ثمار الجهود التي بذلها المسلمون في رفع مكانة الإسلام هناك طيلة قرنين من الزمان تقريبًا
    وقد ثبت الإسلام في قلوب الأتراك الغربيين
    بل أخذ ينتشر بين الأتراك الشرقيين

    وفي عهد
    الأتراك السلاجقة في القرن الخامس الهجري
    زادت الجهود لنشر الإسلام في مناطق
    أخرى من بلاد تركستان الغربيَّة وما حولها
    وهم الذين أوقعوا هزيمة فادحة بالروم في معركة ملاذكرد (464هـ = 1071م).


    الذهبي حاكم موسكو المسلم

    وقد أدَّى ظهور المغول والتتار
    في البلاد العربيَّة والإسلاميَّة
    وقيامهم بتدمير العديد من المعالم
    والمدن الإسلاميَّة المهمَّة
    إلى إضعاف الإسلام في مناطق القوقاز
    وارتداد كثير من شعوب هذه المناطق
    إلى النصرانيَّة
    بَيْدَ أن التحوُّل الكبير لصالح الإسلام
    بدأ عندما تولَّى بركة خان بن جوجي
    ابن أخي جنكيز خان حكم القبيلة الذهبيَّة
    عام (654 هـ=1256م)
    وقد استمرَّ حكمه إلى سنة
    (675 هـ=1276م)
    تَحَوَّل في أثنائه معظم أفراد القبيلة الذهبيَّة
    إلى الإسلام
    وقد امتدَّ حكمهم من تركستان حتى موسكو
    التي حكموها أيضًا.


    تيمور لنك
    عهد القوقاز الذهبي


    وكان العهد الذهبي للقوقاز
    من حيث ثبات العقيدة ورسوخها
    في عهد تيمورلنك (726 - 807هـ)
    الذي احتلَّ أَذْرَبِيجَان
    والداغستان
    فقد اهتمَّ تيمورلنك بالقضاء
    على كل ما هو غير إسلامي في أَذْرَبِيجَان
    وداغستان
    حتى لقد أصبح الإسلام هو الدين الوحيد
    لسكان وسط الداغستان
    وهم شعب
    "اللاك"
    الذين أصبحوا بدورهم شعلة قويَّة
    في نشر الإسلام في المناطق المجاورة لهم
    وقد اتخذوا مدينة "غازي قمق"
    عاصمة لهم ومركزًا إسلاميًّا رئيسيًّا في داغستان
    كما يُذكر لتيمورلنك
    أنه وجَّه ضربة عنيفة لأكبر قوَّة مسيحيَّة
    في وسط وشمال القوقاز
    وهي مملكة شعب
    "الآلان"
    وهم أجداد شعب الأوستين الذين يعيشون اليوم
    في أوسيتيا الشماليَّة والجنوبيَّة
    حتى دخلت معظم شعوب المنطقة في الإسلام
    وخاصَّة بعد ظهور مجموعة من القوى
    في منطقة القوقاز
    وما حولها في القرن العاشر الهجري مثل
    تركيا
    وخانية القرم
    اللَّتان كان لهما أكبر الأثر في تحوُّل الأبخاز
    وشراكسة الغرب والشرق من المسيحيَّة إلى الإسلام .



    بلاد القوقاز في عهد الدولة العثمانية

    ولما استطاعت إمارة آل عثمان
    (699 – 1342هـ)
    التوسُّع غربًا في اتِّجاه الأراضي البيزنطيَّة
    راحت القوى الصليبيَّة تُحَرِّض القوى التركمانيَّة
    الأخرى على مناوئة النفوذ العثماني
    في الأناضول
    حيث قَادَ هذه الحركات أمير قرمان علاء الدين
    لِذَا توجَّه العثمانيون
    لأوَّل مرَّة تجاه الشرق
    وبدءوا في السيطرة على الإمارات هناك تدريجيًّا
    حتى خضعت معظمها للسيادة العثمانيَّة
    ويمكن
    أن نقسِّم ممالك آسيا الوسطى والقوقاز من خلال عَلاقتها بالخلافة العثمانيَّة إلى قسمين

    الأوَّل:
    ممالك خضعت للنفوذ العثماني المباشر
    وهي مثل
    مناطق القرم
    وقفقاسيا
    وغربي القوقاز
    والثاني:
    ممالك
    لم تخضع للنفوذ السياسي للخلافة العثمانيَّة
    وإنما خضعت لنفوذها الديني
    وتخوض مع الدولة صراعًا مشتركًا ضدَّ الشيعة
    في إيران
    والأطماع الروسيَّة في الشمال
    وهذه المناطق هي:
    بخارى وخُوَارِزم
    وطشقند
    وشرق القوقاز

    هذا وقد كان ثَمَّة عداء واضح بين
    الدولة الصفويَّة والخلافة العثمانيَّة
    وهو ما ولَّد مجموعة من المعارك الحربيَّة بين الطرفين
    انتصر فيها العثمانيُّون كثيرًا
    وبسبب هذه العداوة
    لم تخضع دول وسط آسيا بالصورة السياسيَّة
    المفهومة لسلطان العثمانيين
    لذا استقلَّت كثير من هذه الممالك بذاتها

    وخلال القرنين الحادي عشر
    والثاني عشر الهجريَّيْن كثَّف الأتراك العثمانيُّون
    جهودهم لنشر الإسلام
    في الأجزاء الشماليَّة والغربيَّة والوسطى من القوقاز وبشكل خاصٍّ
    بين شراكسة البحر الأسود
    وهم الأديجيون
    وبين قبائل القرتشاي
    والبلكار
    والأباظة
    والأبخاز
    وقام الأتراك عام
    (1036هـ= 1627م)
    بغزو الأجزاء الجنوبيَّة الغربيَّة من جورجيا
    واعتنق قسم من سكانها الدين الإسلامي
    وهم شعب أدجاريا الحالي وعاصمتهم
    باطومي
    على ساحل البحر الأسود
    وقد وطَّد الإسلام أركانه
    في هذه البلاد خلال القرن الثالث عشر الهجري
    وقد انتشرت المذاهب الصوفيَّة في الفترة
    ومنها النقشبنديَّة.

    وفي عام (1129هـ = 1717م)
    فكَّر سلطان الأتراك وخان القرم
    "دولت كراي"
    ومِن بَعْدِهِ "خاز كراي"
    في نشر الإسلام بين أهل هذه المنطقة
    فجلب العلماء من الأستانة
    كما بنى المساجد
    وجعل من
    "أنابا"
    عاصمة لولايته على ثغر البحر الأسود
    ومركزًا رئيسيًّا للإسلام
    وقد انتشر الإسلام من
    "أنابا"
    في عموم شمالي القوقاز
    بما في ذلك الشيشان
    وهكذا
    أصبح الشراكسة عمومًا مسلمِين ومتمسِّكين
    به أشدَّ التمسُّك في كل مناحي الحياة.

    هذا وقد أدَّى نشاط حركة الجهاد الإسلامي العثماني
    في شرق أوروبا حتى سقوط بيزنطة
    وضم الخلافة العثمانيَّة للأملاك البيزنطيَّة
    في البحر الأسود
    إلى دخول الإسلام منطقة القرم وقفقاسيا
    وخوض صراع طويل على أملاك
    العائلة الذهبيَّة
    في قازان واسترخان مع إمارة موسكو
    وانتهى الأمر بإلحاق الخلافة العثمانيَّة
    للقرم تحت حمايتها
    وضمِّ موسكو لقازان واسترخان.

    ولكن لاضطراب السياسة العثمانيَّة
    على إِثْر وفاة السلطان سليمان القانوني
    وظهور إمارة موسكو كقوَّة
    في منطقة أوكرانيا شمالي البحر الأسود
    وسَعْيِ أمير هذه الإمارة للحصول على لقب القيصريَّة
    من بابا روما ووراثة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة
    وحرص بابا روما على دفع روسيا القيصريَّة
    لحمل راية الصليب ضدَّ العالم الإسلامي
    كان لكلِّ هذا أثره العظيم في توجيه
    القيصر الروسيِّ بصرَه صوب الممالك الإسلاميَّة
    في الجنوب

    وفي هذا الصدد
    تمكَّنت روسيا القيصريَّة
    من قطع اتِّصالات ممالك آسيا الوسطى
    ببقيَّة العالم الإسلامي
    وبخاصَّة الخلافة العثمانيَّة
    إثر احتلالها استرخان، وتعاونت مع الدولة الشيعيَّة في إيران
    التي راحت تتعاون مع العالم الصليبي لمواجهة المسلمين من أهل السنة في بلاد ما وراء النهر وفي الممالك العثمانيَّة
    كما ورَّطت روسيا القيصريَّة الخلافةَ العثمانيَّة في حروب خارجيَّة بالتنسيق مع إمبراطوريَّة النمسا.


    يتبع بإذن الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    48
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بلاد القوقاز في عهد الدولة العثمانية :


    ولما استطاعت إمارة آل عثمان (699 – 1342هـ)
    التوسُّع غربًا في اتِّجاه الأراضي البيزنطيَّة
    راحت القوى الصليبيَّة
    تُحَرِّض القوى التركمانيَّة
    الأخرى على مناوئة النفوذ العثماني
    في الأناضول
    حيث قَادَ هذه الحركات أمير قرمان علاء الدين
    لِذَا
    توجَّه العثمانيون لأوَّل مرَّة تجاه الشرق .

    وبدءوا
    في السيطرة على الإمارات هناك تدريجيًّا
    حتى خضعت معظمها للسيادة العثمانيَّة
    ويمكن
    أن نقسِّم ممالك آسيا الوسطى والقوقاز
    من خلال عَلاقتها بالخلافة العثمانيَّة
    إلى قسمين

    الأوَّل:
    ممالك خضعت للنفوذ العثماني المباشر
    وهي مثل مناطق القرم
    وقفقاسيا
    وغربي القوقاز.

    والثاني:
    ممالك لم تخضع للنفوذ السياسي للخلافة العثمانيَّة
    وإنما خضعت لنفوذها الديني
    وتخوض مع الدولة صراعًا مشتركًا
    ضدَّ الشيعة في إيران والأطماع الروسيَّة في الشمال
    وهذه المناطق هي:
    بخارى وخُوَارِزم وطشقند وشرق القوقاز.

    هذا وقد كان ثَمَّة عداء
    واضح بين الدولة الصفويَّة والخلافة العثمانيَّة
    وهو ما ولَّد مجموعة من المعارك الحربيَّة بين الطرفين، انتصر فيها العثمانيُّون كثيرًا
    وبسبب هذه العداوة لم تخضع دول وسط آسيا بالصورة السياسيَّة المفهومة لسلطان العثمانيين
    لذا
    استقلَّت كثير من هذه الممالك بذاتها.
    وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريَّيْن كثَّف الأتراك العثمانيُّون جهودهم
    لنشر الإسلام في الأجزاء الشماليَّة والغربيَّة والوسطى من القوقاز
    وبشكل خاصٍّ بين شراكسة البحر الأسود
    وهم الأديجيون، وبين قبائل القرتشاي، والبلكار، والأباظة والأبخاز

    وقام الأتراك عام (1036هـ= 1627م)
    بغزو الأجزاء الجنوبيَّة الغربيَّة
    من جورجيا
    واعتنق قسم من سكانها
    الدين الإسلامي
    وهم شعب أدجاريا الحالي وعاصمتهم
    باطومي على ساحل البحر الأسود
    وقد وطَّد الإسلام أركانه في هذه البلاد خلال القرن الثالث عشر الهجري
    وقد انتشرت المذاهب الصوفيَّة في الفترة
    ومنها النقشبنديَّة

    وفي عام (1129هـ = 1717م)
    فكَّر سلطان الأتراك وخان القرم
    "دولت كراي"
    ومِن بَعْدِهِ
    "خاز كراي" في نشر الإسلام بين أهل هذه المنطقة
    فجلب العلماء من الأستانة
    كما بنى المساجد
    وجعل من
    "أنابا"
    عاصمة لولايته على ثغر البحر الأسود
    ومركزًا رئيسيًّا للإسلام
    وقد انتشر الإسلام من
    "أنابا"
    في عموم شمالي القوقاز
    بما في ذلك الشيشان
    وهكذا أصبح الشراكسة عمومًا مسلمِين ومتمسِّكين به أشدَّ التمسُّك في كل مناحي الحياة.
    هذا وقد أدَّى نشاط حركة الجهاد الإسلامي العثماني في شرق أوروبا
    حتى سقوط بيزنطة وضم الخلافة العثمانيَّة للأملاك البيزنطيَّة في البحر الأسود
    إلى دخول الإسلام منطقة القرم وقفقاسيا
    وخوض صراع طويل على أملاك العائلة الذهبيَّة في قازان واسترخان مع إمارة موسكو
    وانتهى الأمر بإلحاق الخلافة العثمانيَّة للقرم تحت حمايتها
    وضمِّ موسكو لقازان واسترخان
    ولكن لاضطراب السياسة العثمانيَّة على إِثْر
    وفاة السلطان سليمان القانوني
    وظهور إمارة موسكو كقوَّة في منطقة أوكرانيا شمالي البحر الأسود
    وسَعْيِ أمير هذه الإمارة للحصول على لقب
    القيصريَّة من بابا روما
    ووراثة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة
    وحرص بابا روما على دفع روسيا القيصريَّة لحمل راية الصليب
    ضدَّ العالم الإسلامي

    كان لكلِّ هذا أثره العظيم في توجيه القيصر الروسيِّ بصرَه صوب الممالك الإسلاميَّة في الجنوب
    وفي هذا الصدد تمكَّنت روسيا القيصريَّة من قطع اتِّصالات ممالك آسيا الوسطى ببقيَّة العالم الإسلامي
    وبخاصَّة الخلافة العثمانيَّة
    إثر احتلالها استرخان
    وتعاونت مع الدولة الشيعيَّة في إيران
    التي راحت تتعاون مع العالم الصليبي لمواجهة المسلمين من أهل السنة في بلاد ما وراء النهر
    وفي الممالك العثمانيَّة
    كما ورَّطت روسيا القيصريَّة الخلافةَ العثمانيَّة في حروب خارجيَّة بالتنسيق مع إمبراطوريَّة النمسا.

    يتبع بإذن الله

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مسجات وسائط mms رسائل وسائط mms mms رومانسية رسايل mms mms فراق mms شوق
    بواسطة yrtop في المنتدى منتدى النغمات العادية و المجسمة والصور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20 - 12 - 2011, 02:52 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©