بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في هذا الموضوع سوف يتم سرد آداء قوات الدفاع الجوي المصري في حرب اكتوبر وذلك لليوم الاول فقط.
قوات الدفاع الجوي - الافق المشتعل 1
في السادس من اكتوبر 1973 عبر جنود مصر قناتهم تحت حماية الدفاع الجوي الذي حرم العدو من تفوقه الجوي ، ووقى كل الاهداف ذات الاهمية العسكرية والاستراتيجية بالدولة.
وجاءت الطائرات تحمل كل ما انتجته احدث الترسانات من وسائل الدمار ، لتؤدب هؤلاء العرب الذين هبوا يستعيدون ارضهم وكرامتهم ، وتدق لحمهم وعظامهم كما وعدت رئيسة وزراء اسرائيل.
وامتدت الزراع الطويلة في ثقة وجبروت .. موجات من الطائرات تتلوها موجات حاولت تدمير المعابر وسحق القوات التي تعبر وحدث اتصال بديع بين الارض والسماء .. طلقات المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ سام 2 ، سام 3 ، سام 6.
ولم يكن سام6 هو المفاجأة كما ذكرت وكالات الانباء ، ولكن المفاجأة الحقيقية كانت مقاتل سنة 73 ، الذي استطاع ان يتسيد هذه المعدات استيعابا وتطويرا واستخداما ، وتهاوت الطائرات ذات النجمة السداسية الزرقاء ، واحترقت وهى تندفع نحو الارض بفعل الجاذبية وكأنها النيازك المتهاوية.
وعندما غربت شمس ذلك اليوم المشهود ، كان حطام ثمانية طائرات فانتوم وسكاي هوك يجثم هامدا فوق الرمال الحبيبة ، بينما كان عدد من الطيارين الاسرائيليين يدخلون قفص الاسرى .. هذا بالاضافة الى الطائرات التي اصيبت وسقطت بعيدا ، او تمكنت من اتمام رحلة العودة.
وكان اجمالي الطائرات التي هاجمت قواتنا حتى آخر ضوء في نهار السادس من اكتوبر 446 طائرة .. وبفضل دفاعنا الجوي .. فشلت كلها في ان تحقق شيئا .. وهوت يد اسرائيل العليا .. وبترت ذراعها الطويلة.
واصرت رئاسة الاركان الاسرائيلية على منع عملية العبور بأي ثمن ، ولهذا استمرت الطائرات تغير ليلا ، بعد ان اضاءت ارض المعركة بالمشاعل فحولت الليل الى نهار ، وانجزت مزيدا من القصف الجوي قابله مزيد من الطائرات تهوي محترقه ، وكان اجالي الطائرات التي هاجمت قواتنا ليلا 262 طائرة.
وجن العدو ، فالعبور ينساب بغزارة ، والمعابر تزداد قوة ومتانه ، والكباري تتحول الى شرايين واوردة تتدفق عبرها اسباب الحياة بين الضفتين جيئة وذهابا.
ولم يعد امام اسرائيل الا ان تزيد كثافة الهجمات الجوية .. وكان ذلك عبئا ثقيلا ، اذ ادرك الطيارون الاسرائيليون اخيرا استحالة اختراق هذه الشبكة المتينة التي نسجها المقاتلون المصريون بدقة رائعة ، فراحوا يتخلصون من حمولاتهم المدمرة على المسافات التي تكفل الامن لهم .. والامان لنا.
ونجح العبور ، وتعززت المواقع ، ولكن القيادة الاسرائيلية لم تسلم بذلك ، فدفعت بالهجمات المضادة البرية التي كان لابد لها من تأييد جوي ، وكان متوسط عدد الطائرات المعادية التي اقتربت لقصف قواتنا البرية شرق القناة يتراوح بين 500 - 600 طائرة يوميا ، اسقطت اغلب حمولتها بعيدا .. فيما عدا بعض الطيارين المغامرين الذين اقتربوا من نيراننا فدفعوا الثمن غاليا ، اذ فقدوا طائراتهم ووقعوا في الاسر..
واصدرت القيادة الاسرائيلية في اليوم الاول للحرب امرا مشددا الى طياريها بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة تقل عن خمسة عشر كيلو مترا ، وكان ذلك بعد ساعتين فحسب من بدء القتال..
وتراوح متوسط ما يفقده العدو يوميا من طائرات في هذه المهمة ، اي عند مهاجمة القوات البرية شرق القناة بين 4 - 6 طائرة ، ونتيجة لذلك تلاشت كثافة الهجمات الجوية حتى وصل الدعم الامريكي لاسرائيل ، فعاد الخط البياني الى الارتفاع ثانية بصورة ملحوظة.
لقد حققت قوات دفاعنا الجوي غطاء جويا صلبا ، قاتلت قواتنا البرية في حماه ، فحققت المعجزة ، وفازت بثناء الكافة واعجابهم العظيم.
المرجع كتاب/حرب رمضان
الجولة العربية الاسرائيلية الرابعة
اكتوبر 1973
الموضوع التالي
قوات الدفاع الجوي - الافق المشتعل 2
اليوم الثاني للحرب