(( تنبيـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــه ))
(1) منع الطهارة بماء زمزم وكذا إمتهانه ... ذهبت المذاهب إلي أنه لايٌستعمل ماء زمزم في مواضيع الإمتهان ، ولا يستعمل إلا علي شئ طاهر ، فلا ينبغي أن يٌغسل به ثوب نجس ، ولا في مكان نجس ، فيٌصان عن صبه علي النجاسات.. ويٌكره تحريماً الإستنجاء به ، وكذا إزالة النجاسة الحقيقية من ثوب أو بدن ودليل الفقهاء القائلين بالكراهة التحريمية أو التنزيهية ، ماورد من أحاديث وآثار كثيرة تدٌل علي عظيم فضل ماء زمزم ، وكبير شرفه ، وجليل مكانته ، ونظروا إلي ماورد إستعمال ماء زمزم فيه . فوجدوا أنه ماء غسل به الملائكة الكرام قلب النبي صلي الله عليه وسلم وكان النبي يستعمله للتبرك به بشٌربه والوضوء به والإستشفاء به وغير ذلك من الإستعمال الذي فيه تكريم وإحترام وتشريف لماء زمزم .. أما ماروي الفاكهي عن عطاء ( أنه سأله رجل ، وشكي إليه البواسير ،فقال له عطاء إشرب من ماء زمزم .. ونسأل الله العافية ) .
(2) عدم جواز التيمم مع وجود ماء زمزم ... من المسائل الفقهية التي يٌحسن الإشارة إليها ، مايقع لبعض المسافرين ، وهم يحملون ماء زمزم ويتزودون به في عودتهم إلي بلادهم ، فيحصل أنه ينفذ أحيانا مامعهم من المياه العادية من غير زمزم في طريق عودتهم إلي ديارهم ، ويحتاجون إلي الوضوءونحوه من الطهارات ، فلا يجدون غير زمزم وما يفعله بعض من لا علم له من إحتفاظه بماء زمزم ، وتيممه بالتراب مع وجود زمزم معه ، فإنه بذلك يٌضيع ما فرض الله تعالي عليه من الصلوات لبطلانها بعدم صحة تيممه مع وجود الماء ، وإن كان حامل زمزم ، إنما حمله للتداوي ، فقال الإمام الفقيه الحافظ ولي الدين أبو زرعة العراقي ( قاضي الديار المصرية المتوفي عام 826 هـ : إن كانت حاجة التداوي قائمة في الحال ، فهي مٌقدمة علي الطهارة ، وإن لم تكن واجبة في الحال ، وإنما هي مرتقبة في المستقبل ، فلا تؤخر الطهارة الواجبة في الحال ، لأمر قد يقع في المستقبل وقد لا يقع ... فإن قال : فلما إعتبرتم حاجة العطش ، وإن كانت مٌستقبلة متوقعة؟ قلنا : إحتياج الشخص للماء للشٌرب مٌحقق ، لا يمكن إنفصاله ، واحتياجه للدواء قد يقع وقد لا يقع ، وبتقدير وقوعه ، فقد يسد مسد ذلك الدواء غيره ، بخلاف الماء للعطش لايقوم غير مقامه .
(( فضل مــــــــــــــــــاء زمــــــــــــــزم ))
(1) ماء زمــــــــــزم عين من عيون الجنـــــــــــــــــــــ ــة .
(2) ماء زمــــــــــزم أولي الثمرات التي أعطاها الله لخليله إبراهيم .
(3) ماء زمــــــــــــــزم سبب لعمران وحياة مكة المكـــــــــــــرمة .
(4) ماء زمــــــــــــــزم من الآيات البينات في حرم اللـــــــــــــــــــــه .
(5) ماء زمــــــــــــــزم غٌسل به قلب المصطفي صلي الله عليه وسلم أكثر من مرة .
(6) ماء زمـــــــــــــــــزم طعام طٌعم ، وشفــــــــــــــــــــــ ـــــاء سقم .
(7) ماء زمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــزم لما شٌرب له .
التضلٌع من ماء زمـــــــــــــــــزم علامة الإيمان ، وبــــــــــــــراءة من النفاق .
(9) ماء زمــــــــــــــــــــزم يٌكسب الجسم قوة غالــــــــــــــــــــــ ــــبة .
(( حكمة تأخٌر حصول المطلوب عن بعض من شرب ماء زمــــــــــزم ))
يحدث أن كثير من الناس يشربون ماء زمزم ، ولا يحصل لهم الشفاء أو المطلوب الذي شربوا زمزم من أجله ، ونحن نقول شارب زمزم ينال من مطالبه قدر نيته ، وصدق إلتجائه وتوجهه إلي الله جل علاه ، وإخلاصه في الدعاء ، وعلي قدر بٌعده عن موانع إجابة الدعاء ، كأكل المال الحرام ، واستعجال الإجابة ، ونوضح أن بعضاً من الناس يكون إعتقاده بالشفاء ضعيف أو علي سبيل التجربة وليس علي اليقين الذي لايمنعه شك في قدرة الله عز وجل ، وأظهر الأمثلة علي ذلك القرآن الذي هو شفاء لما في الصدور ، ومع ذلك فقد لايحصل لبعض الناس شفاء صدورهم لقصور في الإعتقاد ، بل لايزيد المنافق إلا رجساً إلي رجسه ، ومرضاً إلي مرضه ، وشفاء القرآن لا يناسب إلا القلوب الطيبة ، كذلك طب النبوة ( الشفاء بماء زمزم ) لا يناسب إلا الأبدان الطيبة . .. وقد يستجيب الله سبحانه وتعالي للعبد بعد دعوته عاجلاً ، أو يؤخرها له إلي يوم القيامة ، أويصرف عنه بمثل دعوته من السوء الذي كان سيأتيه من حيث لايدري وذلك بسبب دعائه .
وفي هذا يقول سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ( ماعلي الأرض مسلم يدعوا الله بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، مالم يدع بإثم أوقطيعة رحم ، فقال رجل من القوم ، إذ نٌكثر ، قال الله أكثر ) رواه الترمذي ، وهكذا فالأصل باق أن زمزم سٌقاء سقم وأنه لما شٌرب له ، وقال القاضي بن العربي المالكي ( إن هذا موجود إلي يوم القيامة ، لمن صحت نيته ، وسلمت طويته ، ولم يكن مٌكذباً ، ولا شٌربه مٌجرباً ، فإن الله مع المتوكلين ، وهو يفضح المجرمين )