غداً يهدأ الشوق بين الضلوع .. وتـرتاح فينا الامانى الصغار
وتغدوا الربوع التى عانقتنا .. رسومامن الصمت فوق الجدار
وبين المرايا التى كم رسمنا .. علـى وجنتيها عيون النهار
ستجرى الوجوه ظلالا ظلالا .. وينساب حزناً أنين القطار
وبين الكؤوس التى ارقتها .. دموع الرحيل وذكرى انتظار
سيأتى المساء حزيناً خجولا.. ونمضى كنجمين ضلا المسار
غدا يسأل الفجر أين البلابل .. أين النوارس أين المحار
وأين النجوم التى رافقتنا.. علي كل درب وفي كل دار
انا نورس لايحب الرحيل ... وحين انتشي ذاب شوقاوطار
ولكنه عاد يوما حزيـنا ... فقد اسكرته الامـانى.. فحـار
وقد ظل يرقص حتى تلاشى ... وماكان يدرى جنون البحار
انا نخله طاردتها الرياح ... فكل الشواطئ حولي قفار
انا قصه من زمان جميل ... طواها مع الحزن صمت الستار
انا في كتابك ابيات شعر ... وايام زهو وذكرى فخار
انا في الحدائق اشجار فل ... وبين المحبين اهل وجار
انا في ضميرك سر الحياه ... وان صرت بعدك طيف انكسار
تمنيت يوما زمانا عنيدا ...اارى العمر فيه اكاليل غار
توالت علينا السنون العجاف ... وشردنا وجهها المستعار
ثقيل هو الحلم ان صار وهما ... وضاق به العمر حتى استجار
سامضى الي الحلم مهما توارى ... ومهما طغي اليأس فينا وجار
فلا تحزن ان رأيت الفوارس ... خلف الجياد بقايا غبار
ولا تعجب ان رأيت الجياد ... وقد زينتها اكاليل عار
تموت الجياد اذا ما استكانت ... وتغدوا مع العجز..دخان نار
غدا نلتقي عند حلم صغير ... فكم خادعتنا الامانى الكبار
وقد نلتقي في خريف حزين ... نحن اليه ويحلو المزار
فليس لنا في لقانا قرار ... وليس لنا في هوانا اختيار
فبعض الهوى فيه سر الحياة ... وبعض الهوى قد يكون الدمار
انا لن اغيب وان غبت يوما ... سأشرق في ضحكات الصغار
سأرجع حين يطل الربيع ... ويصدح في الكون صوت النهار
تمنيت عمرا احبك فيه ... وكم راود القلب عشق البحار
ولكن حبك درب طويل ... وايام عمرى ليال قصار
اذا صرت في الافق اطلال نجم ... فيكفي بأنك انت المدار
من اشعار
فاروق جويده