معلومات قيمه
سلمت واليمين
صلاح البيطار
هو
صلاح خير سليم البيطار
ولد عام 1912
في حي الميدان في دمشق
لأسرة عريقة ملتزمة بالعقيدة الإسلامية
جده الشيخ سليم البيطار
الملقب بالفرضي
وقد أنجب أربعة ذكور وهم
الشيخ خير والد صلاح البيطار
والشيخ محمد وكان يشغل منصب أمين عام الفتوى في دمشق
والشيخ عبد الغني ويسمى الشافعي الصغير
والرابع الشيخ
عبد الرزاق مؤلف كتاب حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر الهجري.
درس
صلاح البيطار في مدارس دمشق
وعندما أنهى المرحلة الثانوية اتجه إلى فرنسا لإكمال تعليمه الجامعي في جامعة السوربون
تخصص فيزياء
وهناك التقى ميشيل عفلق وانجرف في التيار الشيوعي
الذي اختاره عفلق فجمعتهما المبادئ الاشتراكية الفرنسية
وبدأت بينهما صداقة وثيقة، مدعومة بالمبادئ الغربية التي اعتنقاها.
في عام 1934
عاد البيطار إلى دمشق بعد إنهاء دراسته
فعين مع ميشيل عفلق في مدرسة التجهيز الكبرى فدرّس
علم الفلك والفيزياء بينما درّس عفلق مادة التاريخ
وقد استغل كل منهما أعمال التدريس للدعاية للفكر الاشتراكي
فقامت ضدهما ضجة كبيرة
من قبل الطلاب
وانتقلت إلى صفوف علماء الدين
ومع تصاعد ردود الفعل منعت الجهات الحكومية أي نشاط لهما وبذلك سدت الأبواب في وجهيهما فعمدا إلى تقديم استقالتيهما من التدريس.
بعد أن قدم صلاح البيطار وعفلق استقالتيهما اختارا
أن يكون مقرهما في مقهى الطاحونة الحمراء القريبة من مدرسة التجهيز
ليتسنى
لهما الالتقاء بالطلاب كل يوم
بعد ساعات التدريس لتطعيمهم
بالأفكار الاشتراكية
كما أسسا مجلة أسمياها (الطليعة)
لنشر مبادئهما.
في عام 1939 أسس البيطار وعفلق منظمة سرية كانت تحمل اسم
(الإحياء العربي)
وتحولت فيما بعد إلى حزب البعث العربي
واستمرت تعمل بالخفاء حتى عام 1946م
حيث أصبح حزب البعث حقيقة قائمة
وأصدر المؤسسان صحيفة خاصة باسم البعث
وعقد الحزب أول مؤتمراته في عام 1947
حيث تم انتخاب صلاح البيطار عضواً في القيادة القومية باعتباره المؤسس الثاني لحزب البعث بعد ميشيل عفلق عميد الحزب.
وفي عام 1948م سجن صلاح البيطار خارج مدينة دمشق، بسبب معارضته تجديد رئاسة شكري القوتلي للجمهورية السورية.
وفي عام 1949 اعتقله الرئيس حسني الزعيم مع باقي أعضاء القيادة القومية للحزب
بسبب معارضتهم لبعض سياساته
وفي عام 1952م أصدر أديب الشيشكلي أمرا باعتقال صلاح البيطار مع رفيقه عفلق وأكرم الحوراني بسبب تحريضهم للطلاب الجامعيين على مناهضة حكمه، لكنهم استطاعوا مغادرة دمشق سراّ إلى بيروت ثم توجهوا منها إلى روما.
في 14/6/1956م في عهد شكري القوتلي عُيّن صلاح البيطار وزيراً للخارجية في حكومتي صبري العسلي الثالثة والرابعة، وبعد قيام الوحدة في 22/2/1958م بين سوريا ومصر عُيّن البيطار نائباً لرئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر، وكان من الموقعين على وثيقة الانفصال عام 1961م مشاركة منه في الحكم السوري الجديد، لكنه
ما لبث أن تراجع عنها لأنها ضد وحدة النضال في الوطن العربي.
بعد وصول البعث إلى الحكم في 8 آذار 1963
تولى صلاح البيطار رئاسة الوزراء أربع مرات
وإثر قيام حركة 23/2/1966 التي قام بها صلاح جديد اعتقل البيطار لكنه استطاع الفرار إلى لبنان، فصدر حكم غيابي بإعدامه عام 1969، وبعد الحركة التصحيحية التي قام بها الأسد عام 1970م عفي عن البيطار فعاد إلى سورية لفترة قصيرة، ثم ما لبث أن سافر إلى فرنسا حيث استقر في باريس.
في كانون الثاني 1978 استدعاه الأسد الذي كان يأمل في أن يستقر البيطار في دمشق كثقل مضاد لعفلق المؤسس الأول لحزب البعث والذي استقر في بغداد
لكن خمس ساعات من المحادثات فشلت في رأب الصدع بينهما
فعاد البيطار إلى باريس وأنشأ مجلة دورية أطلق عليها اسم (الإحياء العربي)، وهو الاسم القديم الذي بدأ به
شن في أعمدتها حملات للمطالبة بالحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية.
بعد ذلك أُشيع أن صلاح البيطار كان يضغط على السعوديين ليقطعوا المعونة عن سورية
والأسوأ من ذلك ما قيل بأن البيطار قد اتصل بأعداء الأسد في بغداد، وبغيرهم من أصحاب الأسماء ذات الماضي والتي كان بريقها يخبو
بحيث أصبح نقطة جذب لأنواع مختلفة من المعارضة السورية
وقد بدا في إحدى اللحظات أن البيطار يمكن أن يشكل خطراً حقيقياً على النظام في سورية، مما دفع السلطات الأمنية في سورية إلى اغتياله بمسدس كاتم للصوت في باريس في 21تموز1980.
وبعد موته نَقلت زوجته جثمانه ليدفن في بغداد، حيث بحثت عن ملجأ وسط أعداء حافظ الأسد الألداء.
وعلى الرغم من مكانته الحزبية لم يترك البيطار تراثاً فكرياً كما فعل صديقه عفلق
الذي اعتبر بحق الأب الفكري لحزب البعث على نزاع على هذا الموقع بينه وبين زكي الأرسوزي
ولقد أدرك صلاح البيطار متأخراً جداً المأزق الذي شارك في دفع القطر العربي السوري إليه
بتفكيره
المثالي خارج إطار التاريخ والجغرافيا.
وظل عداء البيطار للإسلام
على الرغم من خلفيته الأسرية ملمحاً عاماً
من ملامح شخصيته
فمع أن اسمه الحقيقي الذي سماه به أبوه
هو صلاح الدين البيطار
إلا أنه كان يؤثر أن يسمي نفسه
صلاح البيطار متخففاً من السمة الدينية
في اسمه
على عكس زميله عفلق الذي تكنى بأبي محمد
وسمى ابنه باسم الرسول الكريم
ناهيك
عما يقال عن إسلامه
في آخر عمره.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)