قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    8 - 11 - 2007
    ساكن في
    http://www.4quran.com/
    المشاركات
    4,853
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا

    مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا


    محمد الهادي الحسني - كاتب ومفكر جزائري


    10- 4- 2008م
    ـــــــ

    عنوان هذا المقال هو عنوان رسالة صغيرة الحجم، ولكنها كبيرة الشأن، لأنها تتناول أخطر قضية تمس الإنسان وهي قضية التيه الفكري، والقلق النفسي، اللذين أشقيا أوروبا، وجعلاها تتخبّط في حياتها، وهي تجرّ العالم كله إلى هذا التخبط، وتركسه وهي تحسب أنها تحسن صنعاً، إن أصل هذه الرسالة محاضرة ألقاها مؤلفها الدكتور جو تفرايد كونزلن في ملتقى مسيحي – إسلامي؛ عقد في مدينة عمّان بالأردن في 7 - 9 أبريل من سنة 1997م.
    إن مما يزيد هذه المحاضرة قيمة، ويعطيها أهمية، ويمنحها صدقية؛ أن صاحبها غير مطعون في نصرانيته، وغير متطفل على موضوعها، سواء في جانبها الديني، أو في شقها العلماني؛ فهو عالم من علماء النصرانية، وداعية من دعاتها، وخبير بقضاياها، وقد كان وقت إلقائه هذه المحاضرة يعمل أستاذاً في مادة اللاّهوت والأخلاقيات الاجتماعية بجامعة القوات المسلحة الألمانية في مدينة ميونيخ، وهو بحكم النشأة والانتماء ابن مجتمع علماني هو المجتمع الألماني الذي هو جزء من المجتمع الأوروبي الذي تنغرس جذوره في النصرانية المحرفة، ولكنه أوغل منذ قرن ونيف في اللائكية حتى استبدلها بالدين وصارت تسمى "الدين العلماني" (ص29).
    لقد أحلّ الأوروبيون العلمانية محلّ الدين فصاروا يقدسونها أكثر مما يقدسونه، ويَعْنُون لها أكثر مما يخضعون له، ويتحاكمون إليها في جميع شؤونهم، وينزلون على حكمها ولو كان خالياً من أية حكمة، ولا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضت ولو أباح هذا القضاء ما ليس مقبولاً في أي دين ولو كان ديناً وثنياً، وما ليس معقولاً في أي عُرف ولو كان عرفاً بدائياً.
    فهل من الدين القويم، أو من العرف السليم؛ أن يتزوج ذكر بذكرٍ، وأثنى بأنثى؟ وهل من الدين القويم أو من العرف السليم أن يتزوج المرء بأخته، أو أن تحمل المرأة من بعل ابنتها؟ وقد وقع بعض ذلك في كنائس، وبمباركة قسيسين!!
    إننا نؤمن أن المسيحية الحقيقية دين قويم، أنزله الله الخبير العليم على سيدنا عيسى - عليه السلام - ليهدي به خراف بني إسرائيل الضّالة إلى الصراط المستقيم، ويعرّفهم بالله البرّ الرحيم، وينزهه عما ألصقه به اليهود من صفات كالعجز، والنقص، والجهل، ولكن هذه المسيحية ما إن انتقلت شمالاً نحو أوروبا حتى "أفسدها الفكر الإغريقي، والتنظيم الروماني، أفسدها الغرب"، فصار لله ابن، وأصبح هذا الابن إلهاً، أو نصف إله، وبذلك ارتكب الغرب أكبر الكبائر حيث ألّهَ الإنسانَ، وأنسن اللهَ - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً -، ثم انسحب هذا الضلال على من يسمّون في الكنيسة "القديسين" حيث أصبغ عليهم من صفات الكمال والجلال ما لا يمكن لبشر أن يصل إليه.
    لقد استمرأ أولئك "القديسون" ما أحيطوا به من مظاهر "التقديس" فاسترهبوا الناس، وأوهموهم أن بأيديهم مفاتيح كل شيء، فمنحوا لأنفسهم حق اللعنة، وحق الغفران، وحجروا على الناس أن يستعملوا نعمة العقل التي منّ الله بها عليهم حتى صار "الدين من أهم العوائق أمام العقل والمنطق، فحال بين الإنسان وبين التعبير عن ذاته، وبالتالي بينه وبين السعادة"(ص 24)، وهذا ما جعل كثيراً من مفكري الغرب يرددون في أقوالهم وكتاباتهم أن "القسيس في كل بلد وفي كل عصر معاد للحرية".
    صبر الغربيون حيناً من الدهر على هذه المسيحية المنحرفة الخرافية، ثم بدؤوا - شيئاً فشيئاً - يتجرأون على أباطيلها، ويثورون عليها، فحاولوا أن يصلحوها عن طريق ما عرف في التاريخ الأوروبي بحركات الإصلاح الديني، ولكنهم تبينوا - بعد أُمّة - أن هذه الحركات الإصلاحية ليست بأحسن مما جاءت لتصلحه أي المسيحية المُؤَغْرَقَة والمُرَومَنَة، وتبيّن للعقلاء من الغربيين أن المسيحية غير قابلة للإصلاح لأنها تفتقد المرجعية الأصلية أي الإنجيل الذي أوحاه الله - سبحانه - إلى نبيه ورسوله عيسى - عليه السلام - فما يسميه النصارى إنجيلاً ليس إلا ما خطته أيدي بشر، ولهذا تنسب هذه الأناجيل إلى أصحابها، ولم يجد الغربيون مناصاً من أن يتخلصوا من هذه الديانة المعادية للعقل، المناقضة للمنطق، المضطهدة لحرية الفكر، ونتج عن ذلك التخلص "فقدان الدين المسيحي لأهميته فقداناً كاملاً"(ص25).
    والعجيب هو أن يسمي الفيلسوف الألماني هيرمان ليبيه هذا التخلص من المسيحية بأنه "تنوير ديني"(ص26)، لقد ساير هذا "الإصلاح الديني" في أوروبا تطور علمي، حيث راح العلم التجريبي يحقق إنجازات كبيرة، ويفتح آفاقاً واسعة، فاكتشفت حقائق كونية، فصاح الغربيون: وجدناها، وجدناها، كما صاح من قبلهم أرخميدس: وجدتُها، وجدتها، وصاح أحدهم قائلاً: "بدماغك القوي يا "فاوْست" صرْ إلهاً(3)".
    ظن الغربيون أنهم قد استغنوا عن الدين بـ"العلم"، فاتخذوه "إلهاً"، وخرّوا له سجّداً، وعكفوا عليه، وتبتّلوا إليه، فإذا هم - بعدما ذهبت السّكرة وعادت الفكرة - يتبيّنون أن مثلهم كمثل من رأى سراباً فحسبه شراباً، فلما جاءه لم يجده ماء، ومآسي البشرية لا يمكن التخلص منها، وأدركوا أن "نبوّة الزمان الخالي من الدين لم تتحقق"(ص33)، وأن "معبد العلم أصبح عتيقاً"ص(31)، وأن هذه "العلمنة أصابها الإعياء"(ص36)، وأن ما كانوا يأملونه منها من "فهم للوجود وقوى الإيمان ذات توجه دنيوي"(ص30) لم ينالوه، بل أدى ذلك إلى "حدوث أزمة في الثقافة العلمانية للحداثة"(ص31).
    لقد زعم الغربيون عندما كانوا في قعر سكرتهم أن القرن العشرين سيكون "قرن الهندسة الاجتماعية" أي أنهم سيقيمون مجتمعات قوية، متينة، كما يقيم المهندس الماهر أي منشأة هندسية، متينة الأسس والأركان، قوية البنيان، حصينة الجدران، مقاومة لأي زلزال أو طوفان؛ فإذا بهذا القرن ينتهي إلى البحث عما سماه المفكر الفرنسي المتأمرك روني ديبو "إنسانية الإنسان"، بعدما عرف من الحروب، والتقتيل، والظلم، والعدوان، والقلق، والآفات الاجتماعية ما لا يعرفه الناس طيلة التاريخ، مما دعا المفكر الأمريكي النفساني هنري لينك إلى كتابة كتاب سماه "العودة إلى الإيمان"، ورحم الله الشاعر والمفكر الإسلامي المؤمن محمد إقبال الذي قال:
    إذا الإيمــــان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيي ديناً
    ومن رضي الحياة بغير دين فقد جعل الفنــاء لها قريناً
    وصدق الله العليم القائل: ((الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)).
    وها هو الغرب بعدما أفسد المسيحية، واخترع العلمانية الفاسدة؛ لا يألو جهداً، ولا يدخر وسعاً في إفساد الإسلام، وفرض العلمانية علينا، وكل ذلك بواسطة بعض المسلمين، فنضل ونشقى كما ضل وشقي، فنكون سواء.

    http://www.alasr.ws:المصدر
    لكم أن تعلموا غلاء ثمن الدقيقة في رمضان ، لا تضيعوا أوقاتكم في كلام لا يفيد ، وهموم لا تنقضي ، ومشاكل لا تنقطع ، وتفكير في مستقبل لم يأت بعد
    في الدقيقة الواحدة تسبح مائة تسبيحة، وتقرأ صفحةً من المصحف، وتطالع ثلاث صفحات من كتاب، وتكتب رسالة، وتتلو سورة الإخلاص ثلاثاً.
    هكذا زن الأمور ،
    الوقت رأس مالك فلا تخاطر .



    البحث على جميع مواضيع العضو أحمد عمر

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    20 - 11 - 2007
    ساكن في
    الفيوم
    العمر
    42
    المشاركات
    3,063
    مقالات المدونة
    2
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي رد: مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا

    للأسف هناك من يستمع لهم من المسلمين
    ويروج لفكرة فصل الدولة والسياسة عن الدين
    مع أن الدين ماتركـ صغيراً ولا كبيراً إلا ونبهنا إليه
    ووضع حدود وخطوط لكل مجالات الحياة إذا اتبعناها صرنا
    أعلى شأناً وقدراً
    باركـ الله فيكـ
    ع ــــمر


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    29 - 12 - 2007
    ساكن في
    Alexandria, Egypt, Egypt
    العمر
    34
    المشاركات
    1,385
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي رد: مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا

    بارك الله فيك على موضوعك المهم ده شكراااا تسلم يا قمر
    E L K H W A G A





    { V . I . P }
    ليه كل حاجه حلوه عمرها قصير ليه كل شى فى عيونا دايما بيتغير
    البحث على جميع مواضيع العضو ELKHWAGA

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    18 - 11 - 2007
    ساكن في
    الاردن
    العمر
    33
    المشاركات
    14,186
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا

    يجزيك الخير اخي احمد

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي رد: مأزق المسيحية والعلمانية في أوروبا

    مقال جميل احمد
    تسلم دياتك ويبارك بقلبك
    فعلا المسيحية كديانة نؤمن بها ليست المسيحية الموجودة الان ولا يغيب عن احد مقدار الزيف والتشويه الذي طالها منذ القدم لغاية الان
    وحقاً حاش لله ان تكون هذه التجاوزات والاعتقادات من تنزيل الله


    ولكن هذه المسيحية ما إن انتقلت شمالاً نحو أوروبا حتى "أفسدها الفكر الإغريقي، والتنظيم الروماني، أفسدها الغرب"، فصار لله ابن، وأصبح هذا الابن إلهاً، أو نصف إله، وبذلك ارتكب الغرب أكبر الكبائر حيث ألّهَ الإنسانَ، وأنسن اللهَ - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً -، ثم انسحب هذا الضلال على من يسمّون في الكنيسة "القديسين" حيث أصبغ عليهم من صفات الكمال والجلال ما لا يمكن لبشر أن يصل إليه.

    وتبيّن للعقلاء من الغربيين أن المسيحية غير قابلة للإصلاح لأنها تفتقد المرجعية الأصلية أي الإنجيل الذي أوحاه الله - سبحانه - إلى نبيه ورسوله عيسى - عليه السلام - فما يسميه النصارى إنجيلاً ليس إلا ما خطته أيدي بشر، ولهذا تنسب هذه الأناجيل إلى أصحابها، ولم يجد الغربيون مناصاً من أن يتخلصوا من هذه الديانة المعادية للعقل، المناقضة للمنطق، المضطهدة لحرية الفكر، ونتج عن ذلك التخلص "فقدان الدين المسيحي لأهميته فقداناً كاملاً


    وها هو الغرب بعدما أفسد المسيحية، واخترع العلمانية الفاسدة؛ لا يألو جهداً، ولا يدخر وسعاً في إفساد الإسلام، وفرض العلمانية علينا، وكل ذلك بواسطة بعض المسلمين، فنضل ونشقى كما ضل وشقي، فنكون سواء.
    وايضاً احمد ها هي العلمانيه تفشل ايضاً وكم من دوله تطبقها وتتخبط في شؤونها خاصه التي تحاول اقصاء الاسلام
    دونا عن باقي الاديان لانه اكبر خطرا من باقي الديانات عليهم
    للاسف انهم فعلا يحلولون فرضها علينا بشتى الطرق وبتسميات مختلفه لكن لا اتوقع انهم سينجحون ابدا



 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سيارة التعليم : سق بنفسك السيارة وتعلم مباشرة قيادة السيارة
    بواسطة yrtop في المنتدى منتدى البرامج العام والشروحات المصورة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 5 - 8 - 2009, 10:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©