قهوتنا على الانترنت
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. افتراضي قصة اشهر واخطر جاسوسة ::: امينة المفتي ::الفصل الاخير

    الفص الثالث عشر والاخير
    الغصن الظاميء :


    335 كم تقريباً قطعتها طائرة العال من قبرص الى تل أبيب في نصف الساعة . . كانت أمينة المفتي أثناءها تدور في دوامة شرسة من الأفكار والمخاوف، ويتواصل بأعماقها شجن مسعور يطفو الى حلقومها كالحصرم يفيض أسفاً وندماً. وما أن حطت بها الطائرة في مطار اللد حتى رأته أمامها مبتسماً . . إنه إيربيل أشيتوف الضابط المنوط بها طوال وجودها في لبنان . . لقد صعد الى الطائرة قبلما تتحرك أمينة من مقعدها احتضنها في ود بالغ وهو يربت على كتفها قائلاً :آني . أيتها العزيزة العبقرية . . مرحباً بك في وطنك.
    أجابته وهي ما
    تزال تنتحب في صوت متقطع. :كانوا سيقتلونني . .
    قاطعها أشيتوف مستنكراً: مستحيل
    . . لم يكن بمقدورهم فعل ذلك على الإطلاق .. ألم أؤكد لك من قبل أننا لن نتخلى عنك أبداً وسنحميك تحت أحلك الظروف . . ؟ قالت في نبرة تفيض بالعتاب:
    سنوات طويلة
    وأنتم لا تفعلون شيئاً.
    غمر صوته فيض من حنان زائف وأجابها:كيف ؟ لقد كنا نتباحث
    معهم . . وتدخل العديد من أصدقائنا لإخراجك . . ولو أننا كنا نعلم بمكانك لاختطفك رجالنا بسهولة . . لكن فشلنا في العثور عليك . . وها أنت الآن بيننا.
    اشتد
    نحيبها المرير وأردف أشيتوف: نحن نثق تماماً في مدى إخلاصك . .ونقدر بكل عمق خدماتك العظيمة . . وسوف تعيشين هنا في أمان واطمئنان . . ففاجأته قائلة:أين موشيه . . ؟
    بهت ضابط الموساد وغمغم في دهشة:سيدتي . . أنا لا أفهم ماذا تقصدين بالضبط
    . . ؟
    بصوت مبحوح يموج بالأسى كررت سؤالها وعيناها معلقتان على شفتيه
    :
    أين زوجي
    موشيه براد . . ؟وبدهشة أكبر أجابها:موشيه ؟ زوجك ؟ أيتها المسكينة . . ماذا فعل بك هؤلاء الأوغاد في لبنان . . ؟ولما قرأت عيناها إجابته صرخت بعنف وحدة غير مصدقة:
    لا تكذب يا أشيتوف . . هم أكدوا لي بأنه أسر في سوريا . . ورأيت صوره
    بنفسي في الصحف فلماذا تكذب .؟ هه . . ؟ أما زلتم تتآمرون علي كما تآمرتم من قبل . . ؟ إن موشيه هنا . حي . لم يمت . . جئني به ليشاهد آثار غدره ونذالته على جسدي ووجهي . . دعني أراه أيها الوغد القذر . . يا أقذر من الجيف لا تخدعني أكثر من ذلك.
    وبينما يمسح أشيتوف بصقتها التي افترشت وجهه .. انقضت عليه بأظافرها
    وأسنانها في شراسة . .وتدافعت في غليان يفور بالغضب تبطش بالجميع . . لا يكاد صراخها المجنون يخفت حتى ينطلق حاداً من جديد . . وما أشبهها في تلك اللحظة بحيوان مصاب هائج أحكم الصيادون حصاره . . وبرغم إصابته وعجزه فهو يقاوم . . مقاومة المذبوح الذي فيه بقية من روح.
    أخذت أمينة محطمة صاغرة الى عيادة خاصة داخل مبنى
    الموساد بشارع كيريا . . حيث أخضعت لرعاية طبية مكثفة بدنياً ونفسياً . . الى أن أفاقت تماماً الى واقعها المرير . . والى حقيقة كون زوجها موشيه ما يزال مفقوداً ولم يعثر له على أثر . . وأن الفلسطينيين استطاعوا بذكاء شديد خداعها في لعبة مخابراتية بارعة . . لكنها في النهاية أدركت حجم مأساتها وخسارتها . . ومدى الجرم الذي ارتكبته في حق نفسها . . وفي الاستجواب المطول الذي تعرضت له في فلسطين . . لم تستطع أن تنكر إحساساتها بالندم . .وأعلنت أمام مستجوبيها بأنها كانت غبية حمقاء عندما أحبت موشيه وتزوجته . . وحقيرة جداً وهي تتجسس على الفلسطينيين وتقتلهم بيدها . . لكن ما جدوى ذلك بعدما حدث ما حدث . .؟ وبعدما أيقنت أن لا مكان لها فوق سطح الأرض سوى هنا . . ؟ إنها ضريبة الخيانة التي لا بد لكل خائن جبان أن يتذوقها . . فالتذق في مأمنها لسع الحسرة ينهش كبدها ليل نهار . . ولتحرقها في ضراوة براكين الندم الى أن يذبل عودها . . وتتقشب كالغصن الظامئ بفلاة قاسية . . ملحية . . جرداء . . !!
    بحر بلا مرفأ :

    انتهت مسؤولية الموساد تجاه أمينة بوصولها الى واستجوابها . .ومنحها ستين ألف شيكل مكافأه(!!).( مبلغ حقير لايساوي نقل معلومة تافهة يعرفها الجميع .... ولكنه يتسوى وماقامت به من خيانة وقدرها لدى شذاذ الآفاق
    )
    تولت من بعدها سلطات الأمن الداخلي "الشين بيت" حمايتها وتوفير
    سبل العيش لها. وكانت الخطوة الأولى هي تغيير محل إقامتها في ريشون لتسيون الى مستوطنة كريات يام شمالي حيفا . . حيث منحت مسكناً مستقلاً بشارع هابحيفيم هرتسليا . . تستطيع من شرفته مشاهدة البحر . . وتمييز جنسيات السفن في حركة دخولها الى ميناء حيفا أو مغادرته . . هكذا قبعت أمينة المفتي – 41 عاماً – تجتر الذكريات وتكتب قصة حياتها وخيانتها بتفصيل دقيق . . متجاهلة رونا إيزاك ضابطة الأمن المرافقة لها. وما أن مرت أشهر قليلة . . حتى تجرأت واتصلت تليفونياً بشقيقتها الوحيدة المقيمة بروما مع زوجها . . وباختصار شديد ننقل بعض ما كتبته عن ذلك الاتصال إذ تقول:

    كنت أسعى لأتنسم روائح أهلي ووطني . . وكان المذياع هو
    سلواي الوحيدة . . وتليفون أختي فاطمة في روما الذي سقطت مني بعض أرقامه. وبعد مئات المحاولات الخاطئة سمعت صوتها. فرقص فؤادي طرباً . . وانتعشت حياتي برواء لذيذ ما أبهاه وأجمله . . وهتفت فيها: يا أختاه . .إنه أنا. . أختك أمينة . . فصمتت طويلاً ثم قالت بصوت مختنق: أنا لا أعرف أن لي أختاً . . كانت لي يوماً ما أختاً ماتت ــ وعالياً . . عالياً جداً صرخت: ماتت واختفت من ذاكرتي
    . احتبس لردها صوتي وشل
    لساني . . وعاودت مهاتفتها مرات ومرات وكنت أتضرع اليها لتسمعني بلا فائدة . . حتى استبدلت رقم هاتفها بآخر وفقدت بذلك سماع صوتها . . وخيم الأسى على عمري وانزرع بخفاتي . .".

    عاشت أمينة بعد تلك الحادثة حياة مضطربة . . حاولت قدر
    استطاعتها أن تستكين وتهدأ لكنها كانت أضعف من أن تقاوم أو تصمد . . أو مجرد أن تشعر بطمأنينة من يمتلك مليون دولار مثلها . . إذ انسحقت سحقاً وسط معاناتها . . وخرت صريعة الحسرة والكمد بمشفى كريات يام لشهور طويلة. وعلى فراش المرض عادت من جديد تقلب في ذاكرتها . . وتبعث ما مات من أحداث مرة أخرى بأسلوب صريح واضح . . الى أن فوجئت ذات مساء بالسيد "براد" وزوجته جاءا من فيينا لزيارتها. كان اللقاء حميماً مشحوناً باللهفة والشجن والدموع.
    هما يبكيان فقد موشيه وسارة . . وهي تبكي حظها
    العاثر وانجرافها بسبب الحب الى بحر يتعاظم بالكآبة والضياع . . طلباً منها أن ترافقهما الى النمسا فتهللت فرحاً . . لكن السلطات الأمنية رفضت خروجها حفاظاً على حياتها. ومع بداية غزو لبنان في يونيو 1982 – في محاولة شبه جادة لدحر الوحدة والملل، افتتحت أمينة عيادة خاصة بها في المستوطنة التي يقطنها 22 ألف يهودي حتى إذا ما مر بها ستة أشهر تقريباً انفجرت حياتها ألماً وأنيناً عندما استمعت الى إذاعة لبنانية . . أذاعت مقتطفات عن سيرة حياتها . . وكيف مات أبوها بسببها وفقدت أمها النطق.
    ومنذ تلك اللحظة قررت أن ترى أمها . . وتحت أخطر الظروف وأصعبها
    . . تقول في مذكراتها: "ندمت . . وصرخت في وجه ضباط الموساد بذلك . . فأبوا أن ينصتوا لي اعتقدوا بأنني أهذي لفرط توتري . . لكنني أكدتها مرات ومرات . . ونطقت بالشهادتين أمامهم فما صدقوني . . ولما علمت بموت والدي حزناً . . لم تعد لدي أدنى رغبة في أن أعيش بعد ذلك . . فذهبت لمبنى الموساد وقابلت الرئيس الجديد ناحوم أدوني . . وطلبت منه أن يحقق رغبتي في العودة الى عمان . . على أن يتدخل الملك حسين شخصياً ليشفع لي عند أهلي . . وتركت للملك رسالة قلت فيها إنني كنت وراء كشف محاولة اغتياله في الرباط.
    ووعدني الرئيس بأنه سيابشر اتصالاته بأصدقائه في الأردن على
    الفور.
    ظلت أمينة تنتظر الرد . . وطال الانتظار القاتل يفتك بمجامعها حتى غلبها
    اليأس . . واستنزفها الضجر. . وبعد ثلاثة أشهر أو يزيد . زارها ضابط الموساد حمل اليها نبأ رفض أهلها عودتها اليهم . . فلما كذبته أخرج لها شريط كاسيت أرتجف بدنها وهي تتسلمه. وما سجل على الشريط كان يفوق احتمالها . . فأسرتها بالكامل – والدتها وأشقاؤها وأعمامها وأخوالها – تمنوا لها الموت على ألا تطأ الأرض الأردنية بقدميها . . هكذا ألقيت أمينة ببحر حالك بلا مرفأ . . فتاهت بين مده وجزره تتخبط ما بين السطح والقاع.

    النهاية

    في مطلع عام 1984 نشرت
    مجلة "بمحانية" العسكرية الصهيونيه خبراً صغيراً يقول إن وزير الدفاع أصدر قراراً بصرف معاش دائم للمقدم آني موشيه بيراد التي تصدرت لوحة الشرف بمدخل مبنى الموساد، وهي لوحة تضم أسماء أمهر العملاء "ويطلق عليهم الأصدقاء" الذين أخلصوا للكيان المسخ.مخاض المستعمر . وقدموا إليه معلومات عن أعدائه ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة . . أما عن نهاية أمينة المفتي - فقد قيلت روايات عديدة في ذلك:
    إحدى
    الروايات تؤكد بأنها حصلت على وثيقة سفر أميركية باسم جديد . . وتعيش الآن بولاية تكساس حيث تمتلك مزرعة واسعة. وتزوجت من بحار إسباني ولم تنجب.
    رواية ثانية تزعم
    بأنها أجرت تعديلات بوجهها بمعرفة الموساد . . وتعيش بجنوب أفريقيا منذ عام 1985 تحت اسم مزيف . . وتعمل في الاستيراد والتصدير، وأنجبت ولداً من ضابط روماني أسمته موشيه.
    ورواية ثالثة تقول إنها انتحرت بحقنة هواء داخل حجرتها بقسم الأمراض
    العصبية بمشفى تل هاشومير، وهو مشفى يعد من أكبر مستشفيات الصهاينه، ويقع بحي راق في منطقة يطلق عليها: تل لتفنسكي، ثم عدل ليصبح تل هاشومير. ومن خلال تشريح لشخصية أمينة المفتي - لا أظن أنها انتحرت . . فهي وإن كانت قد جبلت على العدوانية مع الآخرين لن تكون عدوانية مع نفسها مطلقاً. ذلك لأنها تحب الحياة . . وتعشق اللهو . . وتبحث عن المغامرة . وامرأة بمثل مواصفاتها وبحوزتها مليون دولار لن تقدم على الموت بسهولة لأنها اختارت طريق الخيانة منذ سافرت الى النمسا لأول مرة . . فقد عرفت وقتها كيف تخون أهلها ودينها بالشذوذ والجنس مع حبيبها اليهودي الذي منحته جسدها بلا أدنى ندم . . على كل حال . . تلك مجرد روايات غير مؤكدة . . وأقربها أنها لا تزال تعيش بفلسطين كغيرها من عشرات الجواسيس العرب الذين خانوا بلادهم وعملوا لصالح الموساد . . ولن أقيس نهايتها كنهاية الطيار المصري الذي سبق أن هرب للوطن المحتل عام 1965 بطائرته، ثم بدل ملامحه وسافر للعيش في بيونس أيرس بالأرجنتين . . فهناك تباين بين الحالتين ولا وجه للمقارنة بينهما أو لظروف كل منهما . . فأمينة المفتي أجبن من أن تغامر وتغادر فلسطين بل أجبن من أن تتجول في تل أبيب أو القدس نهاراً وعلى الملأ. . ويكفي أنها اختارت لإقامتها مستوطنة يهودية محصنة خوفاً من أن تطولها يد عربية في يوم من الأيام . وسواء غادرت الخائنة أم لا زالت هناك. فهي الآن عجوز تعدت الستين عاماً . . تاريخها في الخيانة على صفحات التاريخ لن ينسى أبداً . . وقصتها مع التجسس ستظل عبرة على مر الزمان . . ذلك لأنها أشهر جاسوسة عربية للموساد حتى اليوم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    24 - 7 - 2009
    ساكن في
    في سكة الي يروح مايرجعش
    العمر
    40
    المشاركات
    263
    مقالات المدونة
    1
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    تسلم ايدك يااسماء بجد علي القصة الجميلة دي
    رغم حزن الواحد علي خيانتها بس بجد الواحد استمتع بهذة القصة
    تسلم الايادي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    16 - 12 - 2009
    ساكن في
    طلعت م القمقم خلاص استعدوا بئه
    المشاركات
    6,069
    النوع : ذكر Egypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي

    تسلم الأيادى يا أسماء

    بارك الله فيكى

    و دمت بود










    ثورة 25 يناير

    التغيير

    الحريه

    العدالة الإجتماعيه






    إلى كل من يحب مبارك أبشروا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    يحشر المرء مع من أحب



    يا ناس حد شااااااف توقيعى ؟

    walid وليد


    البحث على جميع مواضيع العضو عفريت أفندى

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قصة اشهر واخطر جاسوسة ::: امينة المفتي ::الفصل السابع
    بواسطة اسماء حمدى في المنتدى المنتدى السياسى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24 - 11 - 2010, 03:31 PM
  2. قصة اشهر واخطر جاسوسة ::: امينة المفتي ::الفصل السادس
    بواسطة اسماء حمدى في المنتدى المنتدى السياسى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24 - 11 - 2010, 03:28 PM
  3. قصة اشهر واخطر جاسوسة ::: امينة المفتي ::الفصل الثانى والثالث
    بواسطة اسماء حمدى في المنتدى المنتدى السياسى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24 - 11 - 2010, 03:24 PM
  4. قصة اشهر واخطر جاسوسة ::: امينة المفتي ::الفصل الرابع
    بواسطة اسماء حمدى في المنتدى المنتدى السياسى العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23 - 11 - 2010, 05:24 PM
  5. قصة اشهر واخطر جاسوسة ::: امينة المفتي ::
    بواسطة اسماء حمدى في المنتدى المنتدى السياسى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 22 - 11 - 2010, 01:01 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©