جزاك الله خيرا
الحمد لله الذى خلق فقدر وجعل العالم يدور فى دائرة ربوبيته و جعل للانسان دستور يحميه على مستوى الفرد والجماعه و احال بينه وبين حرماته وقربه الى ما حلله له ليفعله ابتغاء مرضاته وجعل ذالك من قرباته وبعد
فانه كان امر الحلال والحرام كغيرة من الامور التى ضل اهل الجاهلية ضلالا بعيدا واضطروا فى شانها اضطرابا فاحشا فاحلوا الحرام الخبيث وحرموا الحلال الطيب وكان هذا الضلال يمثل الانحراف والتطرف فى اقصى اليمين وكذالك فى اقصى الشمال ففى اقصى اليمين وجدت البرهميه الهنديه القاسية والرهبانيه المسيحيه العاتيه وغيرهما من المذاهب التى تقوم على تعذيب الجسد وتحريم الطيبات من الرزق وتحريم زينة الله التى اخرج لعبادة وفى اقصى اليسار وجدت مذهب (مزدك) الذى ظهر فى بلاد الفرس الذى ينادى بالاباحه المطلقه ويطلق العنان للناس لياخذوا كل شىء ويستبيحوا كل شىء حتى الاعراض والحرمات المقدسه بالفطرة عند جموع الناس و كانت كذالك فى الوسط امة العرب فى الجاهليه مثلا واضحا على اختلال مقايسس التحليل والتحريم بالنسبة للاشياء والاعمال فاستباحوا شرب الخمر واكل الربا اضعافا مضاعفة ومضارة النساء وعضلهن وقتل اولادهم وفلزات اكبادهم وخالفوا نوازع الابوة فى صدورهم وقد سلك هؤلاء الشركاء من سدنة الاوثان واشباههم مسالك عدة فى تزيين هذا القتل للابناء فمنها اتقاء الفقر او خشية العار اذا كان المولود بنتا او التقرب الى الالهه بنحر الاولاد وتقديمهم قربانا اليها ومن العجب انهم حرموا على انفسهم كثيرا من الطيبات كذالك من الحرث والانعام والاعجب انهم جعلوا ذالك من احكام دينهم فنسبوا الى الله تعالى ذالك حكما وديانه وفى ظل هذا المعترك الضال المضل المظلم جاء الاسلام بنوره وهدايته ليبين لهم سبل الهدايه وطريق النور ليهديهم الى تعاليم الله تعالى من خلال التشريع وبيان الحلال والحرام على الوجه الصحيح والمفهوم الوضيح الذى مع قداسته لا يقبل الوضع او التصحيف ولا التبديل او التغيير ولا التحريف متمثلا فى الدستور الاعلى القائم الى يوم الدين القران الكريم حبل الله المتين و الصراط المستقيم الذى وضع جمله من المبادىء التشريعيه جعلها الركائز الاساسيه التى يقوم عليها امر الحرام والحلال فرد الامور الى نصابها واقام الموازين القسط واعاد العدل والتوازن وجعل امه الاسلام من بين هؤلاء المنحرفين الضالين يمينا وشمالا من حيث التحريم والتحليل امة وسطا اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ومن هذه المبادىء التى قررها الاسلام من حيث الحلال والحرام
1- جعل الاصل فى الاشياء الاباحه
كان اول مبدا قرره الاسلام ان الاصل فيما خلق الله من الاشياء والمنافع هو الاباحه و الحل و انه لا حرام الا ما ورد فيه نص صحيح صريح من الشارع بتحريمه فتضيق بذالك دائرة التحريم وتتسع دوائر التحليل فلا تحل عباده الا بشرع الله ولا تحرم عادة الا بتحريم الله
2- جعل التحليل والتحريم حق الله وحده
وكان ذالك هو المبدا الثانى ان الاسلام حدد السلطة التى تملك التحليل والتحريم فانتزعها من ايدى الخلق ايا كانت درجتهم فى دين الله او دنيا الناس وجعلها من حق الرب تعالى فلا احبار ولا رهبان ولا ملوك يملكون ان يحرموا شيئا تحريما مؤبدا على عباد الله ومن فعل ذالك منهم فقد تجاوز حدة واعتدى على حق الربوبيه فى التشريع للخلق ولا يزال النصارى يزعمون ان المسيح اعطى تلاميذه عند صعوده الى السماء تفويضا بان يحللوا ويحرموا كما يشاءون كما جاء فى انجيل متى وكل ذالك كفرا والحادا فى التدخل فى شؤن الله تعالى من تحريم الحلال وتحليل الحرام ( ورهبانية ابتدعوها ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله )
3- كل ما ادى الى الحرام فهو حرام
من المبادىء التى قررها الاسلام انه اذا حرم شيئا حرم ما يفضى اليه من وسائل وسد الذرائع الموصلة اليه فاذا حرم الزنا مثلا حرم كل مقدماته ودواعيه من تبرج جاهلى وخلوة اثمه واختلاط عابث وصورة عاريه وادب مكشوف وغناء فاحش ورقص ماجن ون هنا قرر الاسلام هذه القاعده كل ما ادى الى الحرام فهو حرام وكل ما اعان غيرة على محرم فهو شريك فى الاثم
4- التحايل على الحرام حرام
حرم الاسلام كذالك كل ما يفضى الى المحرمات من وسائل ظاهره فحرم التحايل على ارتكابها بالوسائل الخفيه والحيل الشيطانيه وقد نعى الله على اليهود ما صنعوه من استباحة ما حرم الله بالحيل ذالك ان الله حرم على اليهود الصيد فى يوم السبت فاحتالوا على هذا المحرم بان حفروا الخنادق يوم الجمعه لتقع فيها الحيتان يوم السبت فياخذوها يوم الاحد وهذا تحايل محرم ومن التحايل ايضا تسمية الحرام بغير اسمه وتغيير صورته مع بقاء حقيقته ولا ريب انه لا عبرة بتغيير الاسم اذا بقى المسمى
5- النيه الحسنه لا تبرر الحرام
فالاسلام يقدر البواعث الكريمه والقصد الشريف والنية الطيبه فى تشريعاته وتوجيهاته كلها فمن تناول غذاءه بنية حفظ الحياة وتقوية الجسد ليستطيع القيام بواجبه نحو ربه وامتهكان طعامه وشرابه قربه ومن اتى شهوته مع زوجته يقصد ابتغاء الولد او اعفاف نفسه واهله كان ذالك عباده تستحق المثوبه ام الحرام فهو حرام مهما حسنت نية فاعله وشرف مقصده ومهما كان هدفه ولا يرضى الاسلام ابدا ان يتخذ الحرام وسيلة الى غاية محموده لانه يوجب الوصول الى الحق من طريق الحق وحده فمن جمع مالا من ربا او لهو حرام او قمار او اى عمل محظور ليبنى به مسجدا او يقيم مشروعا خيريا لم يشفع له نبل قصده فيرفع عنه وزرة الحرام فان الحرام فى الاسلام لا تؤثر فيه المقاصد والنيات
6- اتقاء الشبهات خشية الوقوع فى الحرام
ومن رحمة الله تعالى بالناس انه لم يجعلهم فى غمه من امر الحلال والحرام بل بين الحلال وفصل الحرام فام الحلال البين فلا حرج فى فعله واما الحرام البين فلا رخصة فى اتيانه فى حالة الاختيار وهناك منطقه بين الحلال البين والحرام البين هى منطقة الشبهات التى يلتبس فيها امر الحل والحرمة على بعض الناس وقد جعل الاسلام ان من الورع ان يتجنب المسلم هذه الشبهات حتى لا يجرة الوقوع فيها الى مواقعة الحرام الصرف وهو نوع من سد الزرائع وهو كذالك لون من التربيه البعيدة النظر الخبيرة بحقيقة الحياه والانسان
فهذا هو الحلال والحرام فى الاسلام قد بينت فيه على قدر ما علمنى ربى ووضحت فيه على مقدار فهمى فان حريص عليكم ومحب لكم ارجوا من الله ان اكون وفقت فى افادتك وتقديم هذا الموضوع لحضراتكم كمادة دسمه مفيدة ومعلومات اسلاميه هامه وانا ااسف على التطويل اكرمكم الله وجعلكم من الراشدين الذين للحلال فاعلون وعن الحرام مبتعدون ومن ربهم وجلون
التعديل الأخير تم بواسطة ابو سيف مصطفى عطاالله ; 19 - 12 - 2010 الساعة 11:41 PM
جزاك الله خيرا
بس اعتقد فى غلط فى العنوان
هى( قتل)
اسفة للتدخل
ربنا يبارك فيك
رجاء تصليح العنوان
قل
و جزاكم الله خيرا
ثورة 25 يناير
التغيير
الحريه
العدالة الإجتماعيه
إلى كل من يحب مبارك أبشروا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يحشر المرء مع من أحب
يا ناس حد شااااااف توقيعى ؟
walid وليد
البحث على جميع مواضيع العضو عفريت أفندى
اردت بهذه المقدمة البسيطة الموجزة ان ابين الحلال والحرام فى الاسلام فتقبلوا واتمنى ان اكون قد وفقت فى ذالك واشكركم على مروركم تقبلوا تحياتى
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)