جميله جدا القصة ديه
قصة تؤخد منها العبر.....
يحكى أنه كان هناك امرأة عجوز قد بلغت من العمر
خمسة وستين ربيعا ً
لم يكن لديها من زوجها المرحوم الا ولدا ً عمره احدى عشرة سنةتنفق عليه وعلى عيشه وملبسه ومشربه شيء من المال زهيدا
لايكفي ان يعش به كباقي الاطفال الذين يقارنوه
حيث ان عملها كان متواضعا جدا
فكانت تعمل في احدى مدارس بلدتها التي أدخلت بها ابنها
وعملها كان في مطبخ المدرسة وتقديم الطعام للاطفال في وقت الاستراحة
ولكن هذا العمل لا يليق بأم طفلها يؤخذ بالاستهزاء وكأنه كالدمية بين ايدي اصحابه يتخلص من ايدي هذا وينتقل للآخر والكلام الذي يكرهه الطفل
من اصدقائه الذين كانو يستعيبونه وأمه ويحتقرونه بسبب مكانة العمل الذي
تشغله امه التي تأكل وتشرب وتلبس بتواضع منها من جهة
وبسبب فقدانها لمنظرها من جهة اخرى حيث انها تعيش بعين واحدة
لانها فقدت العين الاخرى بسبب حادث ٍ ما
ممَّ دفع الطفل الى اللجوء الى معاتبته لأمه
وشتمها ولعنها والتمني بموتها ولحق اسباب السخرية منه بها
ولكنها تنصت امامه ولا تحرك ساكنا ً بسبب طبيعتها
السكوتة والراضية بكل شيء
وظلت هذه الام الحنون تعطف على ابنها وتلبسه
وتطعمه وتربيه وتنميه حتى ان كبر وغدا شاب ً
وفي احد الايام قرر هذا الشاب الذهاب الى بلدٍ آخر
كي يعمل ويدرس في آن واحد ويتلقى الاجر الذي يتمنى ان يعيش به كباقي الشباب وكي يؤمّن مستقبلا ً له
ولكنه قد طال في غيابه حتى ان امه قد ايقنت عدم عودته اليها
فقررت ان تهجر البيت الذي كانت تسكن بها هي وابنها
وان تذهب الى بيت آخر اصغر ومصروف نفقاته أقل
مم جعل حبال التواصل بينها وبينه تنعدم
وفي يوم من الايام وبعد سنين طويلة رأت في الصحيفة ان ابنها
ذاهب الى بلد لإجراء جراحة هامة قد تنقذ حياة
مسؤؤل في ذاك البلاد عندها ادركت ان ابنها اصبح طبيبا
وسارعت الى اخذ عنوان المشفى من الصحيفة
وذهبت اليه وعندما وصلت رأت ابنها بعد تلك السنين
الطويلة المكللة بالتعب والمشقة وكحلت رؤياها به
وسارعت اليه ركضا ً تريد ان تعانقه ولكن.............
منعها من هذا الحامية لعدم انتشار الفوضى
عندها سقطت متهاونة على الارض ولفتت انتباه
الموجودين ومن ضمنهم ابنها فتقدم اليها بخطوات
صغيرة بطيئة وساعد الرجال في حملها ونقلها للمشفى
وبعد عدة ايام كان فيها الطبيب حاضرا ً من اجل الاعتناء
بالمسؤول الذي اجرى له الجراحة
صحت امه وصممت على ان تراه ولو لمرة
فأتاها وقبلته وضمته وشمت عبق رائحة ابنها
فلذة كبدها ثم بعد قليل ابتعد عنها ابنها قليلا ً وأخذ يتكلم:
من جاء بك الى هنا
ولماذا جئتي انا لا اريد ولست مستعد ان اتقبل
مصائب اخرى منك
وبعد ان دخلت هذه الاحرف الى آذان امه
شعرت بان شيء من قلبها قد قـُطع وتمزق
كما تـُمزق الورقة
وعندها خرج ابنها من المشفى بعد ان دفع لها تكاليف جلوسها
وحاولت هذه الام ان تأخذ عنوان مسكنه ولكن دون جدوى
من ذلك , وعند باب الخروج سمعت احدى الممرضات
تقول : "هذا هو عنوان الطبيب ورقم هاتفه "
فأسرعت اليها تطلب منحها اياه
وبعد اصرار من الام وعناد من الممرضة
اعطتها اياه لكن من دون رقم الهاتف
فأخذته وانطلقت الى ما كان مدونٌ في الورقة
وعندما وصلت الى هناك و
وامام عتبة بابه تملكها شعور فرح
اوسعت به صدرهها
طرقت الباب عدة طرقات
وفتح الباب لها نظرت وعينها تدمع
لرؤيا حفيدها لاول مرة فحاولت ان تحضنه وتقبله
لكن الطفل هرب الى والده ووالده يسأل من هناك
فقال له ابنه :"انها امرأة ذات عين ٍ واحدة "
كم من آهات تضرم النيارن داخل
قلب الام عندما سمعت هذه الكلامات وفي ثواني
خرج لها ابنها و تفاجىء مع ملامح غضب تسود وجهه
قال: "والى هنا ايضا ً كفاكي ارحلي من هنا
ولا تعودي ثانية" وطرق الباب
عندها حست الام انها غير مرغوبة فيها وانها ذليلة
وقدرها ان تعيش ذليلة
بعد سنتين تذكر ذاك الولد العاق امه لاول مرة في حياته
تذكرها وعيناه تدمعان حسرة وندما على ما فعله بها
وقرر ان يعود الى ذاك البيت الذي كان يسكنه هو وامه عندما
كان صغيرا ً لا يقوى على العيش بدون امه
عاد وفي جعبته استسماح يقدمه لامه لتغفر له
ولكنه لم يسمع صوت في البيت ولام يرد احد على
الطرقات التي قد طرقها على الباب
فنزل الى متجر قريب من البيت وسأل صاحبه عن امر ساكني البيت
فاعلمه ان المرأة الوحيدة التي كانت تسكن في هذا البيت
قد رحلت الى بيت آخر ثم طلب منه عنوان ذاك البيت فأعطاه اياه
وسأله لماذا تريده لان صاحبة ذاك البيت قد ماتت
فانحنى برأسه الى الأرض وبدأت دمعات الحسرة والندامة تنزل
قطرة بعد اخرى
ثم استرسل صاحب المتجر وسأل :
"أأنت ابنها "
فهز برأسه الى السفل
فقال صاحب المتجر : "خذ هذه الورقة التي اعتطني اياها
المرحومة قبل موتها بايام قليلة واوصتني باعطائك اياها "
فأخذها بسرعة وخرج من المتجروهو يقرأها حيث كان مكتوب فيها :
" ابني العزيز , كيف هي احوالك واحوال عائلتك
أنا الآن يا بني اكتب لك هذه الورقة علها تصل اليك محملة بقبلة مني
لك و لحفيدي الصغير
يا بني كنت طوال هذه السنين أكتم سرا ً كنت احاول ان
اعلنك اياه لكن لا اعلم ماذا اصابني طوال هذه السنين
السر يا بني هو انك وعندما كنت في الخامسة من عمرك
قد اصبت بحادث أليم فقدت به إحدى عينيك
فاضررت وبنائا ً على استشارة الاطباء أن اجري عملية
استئصال عين من عيني و إعطائك إياها لتغنيك عن العين التي
فقدتها ولكن
بعد هذا قوبلت بهذه المعاملة منك ومن الناس الذين
كنت أتفاداهم وكلامهم من أجلك من أجل ان تعيش من أجل انت تنمو
من أجل ان أراك رجلا ً أفتخر به ويحميني
وأتسند على عضده إن صابتني داهية من الزمن
وختاما ً اوصيك يا بني بالإحسان إلى حفيدي قرة عيني
وان تهتم بزوجتك التي لم أراها قط
ووداعا ً ابني الغالي
امك
جميله جدا القصة ديه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)