بجانب مثواك الاخير اجلس شارده
ما بين غفوة المساء، واشراقه الصباح ، ذهب حبيبى صعدت روحه الى بارئها فى السماء ،وهبط قلبى الى ارض الهذيان....
كيف تتجرء على الرحيل ، وانا احمل لك ما يطيل العمر؟
كيف تذهد العيش ، بعد ان ايقظت قلبى من سباته العنيد؟
هكذا فى لحظه تذهب ؟ لا اصدق اننى ازور حفنه من التراب كانت بالامس حبيبى، لا اعقل ان من منحنى مذاق الاشياء اصبح كميه من العدم
ترى اتشعر بوجودى ؟ هل نحس بالدموع المتجمده فى عيونى (الاموات اكثر شفافيه من الاحياء) هكذا كنت تردد لى دائما
نعم احببتك
احببتك..ايها الرجل المسافر فى ليل طويل..
احببتك.. ايها الرجل الذى لا يمن به القدر الا مرة واحده
احببت تفردك الذى كان يفزعنى..
احببت جنونك الذى لم افهمه..
كم عزبنى حبكلم اغفر لك ابدا انك جعلتنى احب ، واعشق واحس بالغيرة، وانا المراة المحصنه ضد هذه المشاعر...
الحب مرض هكذا كانت قناعتى دائما احتفظت بكامل صحتى سنوات طويله...
عرفت الكثير من الرجال ، لا واحد منهم غير قناعتى لا واحد منهم حرض المراة العاشقه داخلى على الخروج من عزلتها
الا انت ..بعد ان احببتك ما زلت ارى ان الحب مرض لكنه المرض اللذيذ يثبت اننى سليمه العقل ، والجسد والروح.ابدا لن اغفر لك .
انا والذكريات ومثواك الاخير..كيف تتركنى وحدى ، بعد ان تعلمت الحياة من جديد على يديك؟ هذا شىء اخر لن اغفره لك ، ايكون رحيلك نوعا من الانقام ؟ فى مراره ابتلع سخرية القدر،انا وانت ، كنا دائمى الشجار ، وسوء الفهم ، طالت بيننا ايام الخصام ، كاننا نملك العمر كله
هل كانت متعة اللقاء اكثر مما نحتمل ، فارتضينا الفراق والخصام ؟ هل استهوتنا لعبه المراوغه ؟ كنت تقول لى ( ذلك الطفل المشاغب داخلك يروقنى اللعب معه ) لعبنا حتى قتلتنا اللعبه
انثر زهورا صفراء فوق مثواك الاخير ، واشتهى عبيرك الغائب هل تذكر اخر مرة جئتنى بالزهور ؟ كان اطول خصام بيننا شهور مرت وكل منا يصر على كبرياء احمق.
قطعنا كل الاشياء بيننا ، الهاتف الاصدقاء ، زعمت لن يسالنى عنك ان كل شىء على ما يرام ، وادعيت لمن يسالك عنى انك تحب امراة اخرى كل منا اتقن دوره ببراعه ، يبدو ان مرات الخصام المتكرره . منحتنا قدرة على الكذب ، وكنت كلما تماديت فى الكذب ادركت اننى اكثر صدقا مع امراة فى مثل مكابرتى ، ورجل فى مثل عنادك كان لا بد وان يتدخل القدر ويرتب صدفه اللقاء تكلم الصمت وانتصفت المسافات بيننا ، اشجان وعتاب ، فرحه مترددة الايقاع فى المساء جئتنى بالورود
قائلا : فى حديث الورد والزهور تسكن الكلمات
قلت : عمر الورود قصير كايام الوصال بيننا
وكان ردك: اجمل الحب اقصره عمرا واحلى المشاعر ما يمسنا ومضات خاطفه..
متعب كنت ايها الرجل الراقد تحت التراب كان بامكانى ان ابحث عن رجل اخر يريحنى .لم اكن اريد الراحه كنت اريدك انت ، التعب معك كان يصلنى باسرار عصيه الكشف
اسمع فى صوتك انشودة الكون ، مجرد وجودك معى تحت سماء واحده كاف جدا لاطلاق عنفوانى المحبوس مجرد رؤياك كاف جدا لتعويض مسراتى المفقوده.
شىء ما كان يتردد فى اعماقى ، اياكى ان تتركى هذا الرجل وحين اتسائل عن السبب
تسكن الاعماق.ماذا انا فاعلة الان
ايها الرجل الخائن نعم.. رحيلك خيانه ، الم تعدنى ذات ليله بالوفاء
ياتينى صوتك من تحت التراب لست بخائن الا يكفيكى ما عشناه انها ايام قليله لكنها نادرة الحدوث بين رجل وامراة لا تكونى جشعت العواطف خذى من الدنيا ما تمنحك اياه فى سعاده وامتنان لا تتحسرى على شىء لم تاخذيه
جشعت العواطف انا لم اكن يوما اتلهف معك للاكتمال على العكس ، كنت اهرب منك ، فانا ادرك ان الثمره حين تنضج تسقط ، وان البدر حين يكتمل يبدء فى النقصان
ياتينى صوتك خافتا انا ايضا كنت اقاوم فك كل الشفرات ادرك انه عندما يصبح كل شىء مباحا لليقين ، يفتر خفقان القلب ، تحملت الحرمان منك عن لحظه فتور...
اردت ان يكزن كل لقاء معك هو الاول فى نضارته ودهشته ، تصورى الان فقط اكتشف ان هذا احلى ما جمعنا
الان فقط تكتشف احلى ما كان بيننا بعد ان رقدت وحيد على التراب اتريد ان افقد البقيه الباقيه من صوابى ؟
لم تصدقنى حين كنت اقول لك انك فرحتى الوحيده بعد ان ادمنت الاحزان ، بعد رحيلك اكتشفت انك مذاق كل شىء ، وليس فقط الفرحه
حتى مذاق الحزن فقدته بعدك فالحزن له سح معك
اشعر الان باللاجدوى ، واللامعنى يعلو صوتك ساخرا حقا مشاعرك هذه ؟ الم تقولى لى ان حبى قيد عليكى ؟ سيحررك رحيلى من هذا القيد
نعم كان حبك قيدا ، احيانا القيد الذى يخرس صوتى ..واحيانا القيد الذى يطلقنى عصفورة تشدوا فى كل الاجواء
لكنى فى كل الاحوال كنت مبهورة بقدرتك على اسرى وابقائى داخل حدودك ، ثم قل لى ؟ ما فائدة تحررى الان ؟
ما معنى حريتى اذا لم امارسها معك انت ، ماذا افعل بانطلاقى وانت يا حبيب عمرى نزيل التراب
حبيبى .. حبيب عمرى انت حريتى .
استعيد سهرتنا الاخيرة اشعر بالدوار .. اهلكتنى الذكريات لكننى لا املك سواها عزاء سهرنا الاخيرة ؟
احقا لن نسهر معا مرة اخرى ؟ تطلب ان نذهب الى المكان الذى جمعنا اول مرة ، واندهشت كنت فى غايه الاناقه ، مكتمل العاطفه تنثر فى المكان الرقه والحنان ، لم ارك ابدا بهذا الشكل من قبل ..
يقاطعنى صوتك من تحت التراب : شيئا ما انبائنى اننى لن اراكى مرة اخرى ،
فى سهرتنا الاخيرة ، اكتشفت الرجل الذى احفيته عنى سنوات رغم طول انتظارى لم يخالجنى الشك ان ذلك الرجل الرائع داخلك ،لم اكن اعلم ان خروجه الى الدنيا معناه دخولك انت الى الصمت الابدى
لماذا لم تاخذنى معك ؟ الحياة بعدك اكثر مما احتمل ، بعد سهرتنا الاخيرة لم يعد هناك شيئا ارغب فيه
ياتينى صوتك رقيقا كعادته : لا تجعلى موتى يعطلك او يحزنك ، او يفقدكى مذاق الاشياء ، افرحى واعشقى من جديد سوف تجدينى فى كل رجل تحبييه ، ساكون معك وانت تحتفلين بمواسم الازهار والمطر ، ومعك وانت تقاومى ليالى الوحده والشجن ، طلما انى فى قلبك
فنحن دوما على لقاء صدقينى سوف يمنحكو موتى حريه اكبر ويزيدكى بفهم اكبر للحب والحياة .
زرينى يوم ميلادك ويوم ميلادى ويوم ان التقينا اول مرة ، وزورينى وانتى تستقبلى عاما جديد ...
ساكون فى انتظارك
اجر خطواتى بعيدا عن مثواه الاخير ... ياويلى من الحياة بعده.. عاش دون جدوى يبحث عن لحظات من الحب والحنان عاش يعطى ، ويستحى الاخذ
ايها الموت الذى لا اعرفه .....
كن حنونا عليه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)