مشكور اوى يا مان على موضوعك الجميل تسلم ايديك
*رجب الباسل-إسلام تايم
ستون عاما مرت منذ إعلان دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين، قد يراها البعض فترة طويلة جعلت منها كيانا طبيعيا في قلب المنطقة العربية والإسلامية، ولكنها قياسا إلى النماذج السالفة للاستعمار الاستيطاني ولعمر الأمم فترة ليست بالطويلة، ولا تدفعنا إلى التسليم بكل ما أراد لنا هذا الكيان أو من يدعمه أن نسلم به .
لازالت "إسرائيل" بنظري ونظر الكثيرين كيانا غريبا تم زرعه في محيط حضاري وجغرافي واسع، سيأتي اليوم الذي يستطيع فيه أن يلفظها كما يلفظ الجسد الأجسام الغريبة والدخيلة عليه.
ستون عاما أو حتى ستمائة عام لن تغير هذه النظرة، فالحقوق لا تضيع بالتقادم ولكنها قد تضيع بالتنازل أو التواطؤ.
ثقافتنا العربية والإسلامية بل والوطنية تؤكد، أن كيانا مثل "إسرائيل" وفى إطار فهمنا للظروف التاريخية التي تم زرعه فيها، والجرائم التي ارتكبها كي يستمر بيننا كل ذلك.
يؤكد أن هذا الكيان يمثل خطرا داهما علينا لم نبدأه يوما بالحرب ولكنه كان المبادر بالاعتداء استهدف في ذلك أفرادا أو جماعات أو حتى دول .
إرهاب الدولة الذي تمارسه "إسرائيل" منذ نشأتها تؤكد أن بقائها يرتبط باستمرار العدوان والتوسع الخارجي والاستيطان والاستيلاء الدائم على أراضي الغير .
إستراتيجيات كثيرة طبقت في المنطقة من أجل بقاء هذا الكيان، سواء بتشتيت القوة العربية في حروب بينية أو حتى الفلسطينية في صراعات جانبية أو العمل المتواصل على تفتيت القضية من صراع إسلامي -صهيوني إلى عربي صهيوني ثم إلى قُطري صهيوني ثم فصائل مقاومة – صهيوني.
وعلى الصعيد العربي تبرز قضايا أخرى لها أهميتها إلا أنها كلها تأتى في إطار إستراتيجية أشمل لإضعاف المنطقة وضمان بقاء "إسرائيل" والتي بسببها- أو من أجلها في أحيان كثيرة- تقوم حروب وتخمد وتسقط حكومات وتنشأ أخرى جديدة، فما يحدث في العراق والسودان ولبنان ومحاولات إعادة تشكيل المنطقة وخارطتها تصب كلها في هدف كبير، وهو الحفاظ على أمن "إسرائيل" وضمان بقائها وبعدها تأتي الأهداف الأخرى.
كل أطروحات الحل المطروحة حاليا طالما استندت على أساس ضمان أمن "إسرائيل" ويهوديتها فلن تحقق سلاما أو حلا لهذا الصراع التاريخي الممتد، فالحل العادل يقوم على عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاحتلال وعودة الحق إلى أهله حتى لو كان صعبا ولكنه لن يبقى مستحيلا.
ثلاثون عاما أو يزيد منذ أن دخل العرب فرادى ثم جماعات في عملية التسوية مع الكيان الصهيوني كلها قامت على رؤية أحادية أمريكية للحل تنحاز لصالح "إسرائيل" .
ومن ثم فإن مآلها سيكون مثل اتفاقيات ومعاهدات كثيرة تم إجبار أطراف دولية على توقيعها وعندما تغيرت موازين القوى سعى إلى تغييرها حتى لو كلفه ذلك حربا عالمية .
الحل العادل يقوم على عودة اليهود من حيث أتوا أو تنظيم بقائهم في ظل دولة فلسطينية وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، التي سلبت منهم وتعويضهم عن فترة التشريد التي عانوها خلال 60 عاما .
الضعف العربي الحالي والانحياز الأمريكي والغربي لن يغير حقيقة ولن يضيع حقا إن فرطنا فيه فلن تقبله الأجيال القادمة، قد نضعف وقد نختلف وقد نهزم عسكريا ولكن الأهم من ذلك كله ألا ننهزم نفسيا أو نقبل بما يريده لنا العدو أن نقبله ...
لن نكون هنودا حمرا كما فعل المستعمر الغربي في الأمريكتين، نعم لن تحرر المقاومة الفلسطينية بمفردها فلسطين ولا يطلب منها ذلك ولكنها ستظل رأس حربة في وجه "إسرائيل" تستنزفها وتشكل خبرة لأجيال قادمة أكثر عمقا في النظام العربي فمقاومة دون ظهير قوى لن تنجح وعمق دون ذراع لن ينجح أيضا .
المقاومة تدافع عن محيطها وعمقها قبل أن تدافع عن نفسها وأمن الدول لا يبدأ عند حدودها ولكنه يبدأ أبعد من ذلك بكثير.
..........
*مقال نشر في مجلة السياسية الدولية الفصلية بمناسبة مرور 60 عاما على النكبة .
*http://www.islamtime.net/details.php?id=565&cat_id=9&sub_cat_id=13&image=ar aa
التعديل الأخير تم بواسطة إسلام تايم ; 14 - 5 - 2008 الساعة 03:44 PM
مشكور اوى يا مان على موضوعك الجميل تسلم ايديك
E L K H W A G A
{ V . I . P }ليه كل حاجه حلوه عمرها قصير ليه كل شى فى عيونا دايما بيتغيرالبحث على جميع مواضيع العضو ELKHWAGA
يبارك بقلبك
مقال جيد ويستحق وقفه
ليس مهم ان تكون 60 عاما ولكن المهم ماذا انجزت وحققت في هذه الاعوام وهل حقا كان لها كيان مستقل هانيء يعيش بهدوء وسلام
فالحقوق لا تضيع بالتقادم ولكنها قد تضيع بالتنازل أو التواطؤ.عبارة روعه ومهمة جدا وصحيحة ايضاً
وعلى الصعيد العربي تبرز قضايا أخرى لها أهميتها إلا أنها كلها تأتى في إطار إستراتيجية أشمل لإضعاف المنطقة وضمان بقاء "إسرائيل" والتي بسببها- أو من أجلها في أحيان كثيرة- تقوم حروب وتخمد وتسقط حكومات وتنشأ أخرى جديدة، فما يحدث في العراق والسودان ولبنان ومحاولات إعادة تشكيل المنطقة وخارطتها تصب كلها في هدف كبير، وهو الحفاظ على أمن "إسرائيل"
لن تحرر المقاومة الفلسطينية بمفردها فلسطين ولا يطلب منها ذلك ولكنها ستظل رأس حربة في وجه "إسرائيل" تستنزفها وتشكل خبرة لأجيال قادمة أكثر عمقا في النظام العربي فمقاومة دون ظهير قوى لن تنجح
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)