السلام عليكم ورحمة الله
لعلها المرة الأولى في التاريخ المصري القديم قبل الحديث أن يستمتع الشعب المصري في الوقوف في طابور الحرية بل وتسابق الجميع صغيرهم قبل كبيرهم مريضهم قبل صحيحهم ودارت المناقشات الدستورية بين الكفتين على أعلى مستوى والجميع يؤكد أن سيرالعملية الدستورية تنطبق على أبعاد الصراعات الأيديولوجية للتكنوقراط الاستراتيجي خاصة بعد الدعم اللوجيستي للرأسمالية بعد التشعب الواضح للوبي الثورة المضادة بصيغته الفيدرالية وإن كانت المادة 189 لسنة 47 الساعة سبعة ونص إلا خمسة قد أدت إلى طمأنة جموع الناخبين على الدعم الفني لبطاقات الاستفتاء في مواجهة أطماع الإمبريالية الغربية للصهيونية الدولية والأنثروبولوجيا المعتمدة على البراغماتية البورجوازية الناشئة عن تداخل قوى الراديكالية مع أطماع أمين السياسات اللي خد قلبي وراح في داهية مما نتج عنه دكتاتورية غير محدودة المعالم مما أدى في النهاية إلى صياح جموع الناخبين أمام اللجان الشعب والأيديولوجية إيد واحدة.

ولعل انفتاح الشعب المصري على الإعلام بصفة عامة بعد ثورة يناير لم يكن وليد الصدفة فالدش بوصلاته وصل لكل زنجا زنجا ووصلات النت أم عشرين جوند في الشهر وصلت لكل دار دار مما جعل الشعب الغلبان على دراية بكل مجريات الأحداث ومن الصالح من الطالح ومين اللي صاحب أجندة ومين اللي بيلعب على عمل دستور على هواه واللي مش عاجبه المادة الثانية من الدستور يروح يشتكي في شرم الشيخ فمن مايكل منير لنجيب ساويرس يا قلبي طنّش وارمي ورا ضهرك وطبعا لا داعي للتذكير بأن المادة الثانية أثناء وضعها في الدستور المصري كانت في وجود دستوريين من النصارى ولاداعي لتقليب المواجع عشان الحلة على النار والبنزين في الشارع ومبارك في شرم الشيخ.

وأصبح من العادي أن ترى الجدال دائرا في كل مكان في مصر ولم يكن غريبا عليّ عندما تابعت نقاشا على أعلى مستوى بين أم عبده بتاعة الخضار وأبوسعيد فراش محل التكييف اللي على الناصية حيث تباينت آراؤهما حول التعديلات الدستورية:
أبو سعيد: صباح الحرية أيتها المواطنة أم عبده
أم عبده:صباح الديموقراطية أيها المواطن أبو سعيد
أبو سعيد: يا ترى رأيك نعم أم لا في التعديلات الدستورية
أم عبده:طبعا نعم ونعمين وستين نعم فرأي أن الاستقرار هو "الخيار" الوحيد لضمان عدم عودة "الكوسة" للبلاد وضمان أن تكون الثورة "طازجة" دائمة فهي أفضل ثورة مصرية منذ "فجل" التاريخ لأن الشعب سيصبح فيها مصدر جميع "السلطات".
أبو سعيد: أنا عن نفسي هأقول لأ وألف مليون لأ
أم عبده: ليه يا عم "البارد"
أبو سعيد: لأن الدستور القديم كان كاتم على أنفاس العباد وسط حر لقمة العيش اللي مش لاقيينها فالثورة تريد "تكييف" البلاد فالثورة هي "الباور" للمستقبل وليس مجرد "كارير" لأجندات خارجية.
أم عبده: يعني ده آخر درجة عندك.
أبوسعيد: طبعا لأن الإنسان المصري المتحضر لازم يكون "شارب" في تفكيره
لم أستطع استكمال الحوار الممتع المذاع حصري على الشارع المصري فالشوق يدفعني لضرب كوباية نسكافيه ومتابعة آخر التطورات على الفيس بوك مفجر ثورة مصر الحديثة "مع عدم الاعتذار لعز وجمال" وسرعان ما دخلت لبيتي وفتحت الكمبيوتر وسرعان ما وجدت الأعداد الكبيرة على صناديق الاقتراع فزادت سعادتي وأخذت أستعد لأخذ نفس عميق لأتنفس الحرية ولكن فوجئت برائحة غريبة للحرية المنبعثة من بامبرز الواد ابني فصرخت بصوت عالي "التغيير التغيير" فجاءت زوجتي الكريمة مسرعة من المطبخ حاملة سكينا جميلا يذكرني بابتسامة فتحي سرور والشرر يتطاير من عينيها ولاداعي طبعا لذكر بقية التفاصيل وذلك لانشغالي بتغيير بامبرز المحروس الصغير الذي ابتسم ابتسامة ساخرة "الثعب يريد إثقاط النزام".
