عادل إمام يثير أزمة في مساجد مصر ! 
إسلام تايم- سارة كمال20/5 /2008
جدل واسع أثاره فيلم "حسن ومرقص" الذي يقوم ببطولته الفنانان المصريان "عادل إمام" و"عمر الشريف" بعد حصول الفيلم على موافقة وزير الأوقاف المصري الدكتور "حمدي زقزوق" لتصوير مشاهد منه داخل ثلاثة من أكبر مساجد القاهرة، وهي : الأزهر الشريف ومسجدي الحسين و" المرسي أبو العباس".
ومن جانبهم انقسم علماء الأزهر الشريف ما بين مؤيد لفكرة تصوير الفيلم بالمساجد ومعارض لها، وانتقلت القضية إلى أروقة البرلمان المصري في شكل عدة طلبات للإحاطة، تَقدم بها نواب المجلس للتعبير عن استنكارهم واستيائهم من قرار الوزير.
وأكد النائب "محمد العمدة" أنّ قرار وزير الأوقاف يجانبه الصواب تماما، وقد غلبت عليه "المجاملة" دون الالتفات إلى الحرمة الشرعية، ومراعاة مشاعر المصلين واحترام قدسية بيوت الله، التي تحولت إلى استوديوهات لتصوير الأفلام، وهو نفس الرأي الذي تبناه النائب "عمران مجاهد" الذي تقدم هو الآخر بطلب إحاطة للمجلس، متهما فيه وزير الأوقاف بمجاملة الفنانين على حساب حرمة بيوت الله والاستهانة بمشاعر الإسلام والمسلمين!
نعم للتصوير لا للمظاهرات!!
الدكتورة سعاد صالح – العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر – أكدت على أنّ "مجاملة" الفنان عادل إمام غلبت على قرار وزير الأوقاف، بدليل أنّ الوزير نفسه هو الذي أيد بشدة من قبل قانون منع المظاهرات في المساجد للحفاظ على قدسيتها.
وقالت: أليس من الأولى أن يتم منع التصوير السينمائي في المساجد، خصوصا وأنّ المخالفات ستكون مؤكدة من حيث الكلام الذي لا يتوافق مع الشرع، ذلك أنه من المفروض أن من يدخل المسجد يلتزم بذكر الله تعالى، وأي حديث آخر يعد لغوا لا يليق بجلال بيوت الله، وذلك مصداقا لقوله تعالى :" في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ...رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ..." سورة النور.
وتضيف أنّ المتمعن في هذه الآيات الكريمات، سيجد أنّ الأغراض التي سمح فيها للناس بالدخول والبقاء بالمساجد لا تتوافر في هذه الحالة (وهي التصوير السينمائي) والذي بلا شك ينطق العاملون فيه والقائمون عليه بألفاظ مخالفة للشرع، ومنافية لحرمة المسجد وآدابه.
وبحسب الدكتور نصر فريد واصل – مفتي الديار المصرية الأسبق - فإن التصوير السينمائي ليس ضرورة ملحة تبيح التعدي على حرمة المساجد، فعلى حد قوله :"إن الإسلام لا يعادي الفن النبيل الهادف، ولكنه في الوقت ذاته يمنع السماح بانتهاك حرمات المساجد، وإذا كنا في الشرع نقيس الحكم على أية قضية حسب أهميتها وأولويتها ومدى اتفاقها مع قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" ...فهل هناك ضرورة قصوى تبيح الاعتداء على حرمة المساجد والتصوير السينمائي فيها، مع ما يقال أثناء التصوير من ألفاظ قد تكون خارجة ؟! وما المشكلة في الاستعاضة عن ذلك ببناء استوديوهات أو استئجارها أو عمل ديكورات تؤدي الغرض المطلوب، حتى نبتعد تماما عن أية شبهة اعتداء على حرمات المساجد، ولاسيما أن ما يتم تصويره ليس قضية دينية بالدرجة الأولى ؟! .
أما الدكتورة آمنه نصير – أستاذ الفلسفة الإسلامية والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية – فهي ترى أنّ التصوير بحد ذاته ليس حراما مطلقا وإنما يجب أن يتم وضع شروط معينة قبل الشروع في التصوير بالمساجد، كأن لا يكون من بين فريق العمل من هو غير مسلم أو سيدة متبرجة أو اختلاط بين الجنسين أو إنسان غير متوضئ، وأن يكون التصوير لدقائق معدودة فحسب، وليس لأيام أو شهور وألا يتحدث القائمون على التصوير فيما هو خارج ذكر الله، فمن أين لنا أن نتأكد من استيفاء هذه الشروط تماما؟! أما إذا ضمنت أسرة الفيلم والعاملون فيه أنها ستفي بهذه الشروط جميعا فلا ضير من التصوير، ولا سيما إذا كان الهدف منه هو دعوى نبيلة وليس مجرد التصوير فحسب .
يذكر أن الفيلم من بطولة الفنان المصري عادل إمام و الفنان العالمي عمر الشريف وهو يحكى قصة صديقين أحدهما مسلم و الأخر مسيحي يتعايشان معا و تحدث بينهما العديد من المواقف الكوميدية ...ومن المعروف عن الفنان عادل إمام أن أفلامه عادة ما تثير بلبلة وخلاف قبل عرضها بسبب خوضه في أمور سياسة أو دينية شائكة لكنه سرعان ما يتخطى هذه الأزمات لما عرف عنه بعلاقات واسعة مع معظم القائمين على صناعة السينما و أجهزة الإعلام في مصر