قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    30 - 7 - 2008
    ساكن في
    وانت مالك انت
    العمر
    41
    المشاركات
    121
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي كيف يعرف العبد أن الله يحبه@

    بسم الله النور
    والصلاة على حبيبه وآله


    كيف يعرف العبد أن الله يحبه ؟

    هذا من الاُمور المهمّة والصعبة ، فعندنا في الروايات : إذا أردت أن تعرف من أخيك المؤمن أنّه يحبّك ، فارجع إلى قلبك ، فإنّه يحكي عمّـا في قلب صاحبك ، فإذا كنت تحبّه فإنّه يحبّك أيضاً ، فإنّ القلب يهدي إلى القلب ، وأنّ القلوب سواقي ، وإذا شعرت النفرة فإنّ أحدكما أحدث ما لا يرضي الآخر ، وفي مثل هذا المورد عليك أن تسأله عن السبب ، حتّى لا يصل الأمر إلى سوء الظنّ وسوء التفاهم ، ومن ثمّ التفاقم والقطعيّة ، وغير ذلك من السلبيات التي بنيت على شيء لا أصل له ، هذا مع الناس.


    يا تُرى هل هناك علامة يمكن للإنسان أن يعرف مقداره عند ربّه ؟؟ ، وأنّ الله سبحانه وتعالى يحبّه ، أو يبغضه ، فإنّه عزّ وجلّ مريد وكاره ، محبّ ومبغض ، وربما يحبّ ذات الشيء ، وربما يحبّ صفته ، كما ورد في الخبر الشريف : « إنّ الله يحبّ الكافر السخيّ ، ويبغض المؤمن البخيل » ، ومعلوم إنّما يحبّ صفة السخاء لأ نّه هو السخيّ ، فيحبّ ذلك حتّى من الكافر ، كما إنّه يبغض صفة البخل حتّى من المؤمن الذي يحبّ إيمانه وذاته ، فيكون وليّه ليخرجه من ظلمات الصفات الذميمة إلى نور حسن الأخلاق والسجايا الحميدة ، كما إنّ الطاغوت أولياء الذين كفروا يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، من نور السخاء مثلا على أ نّه لا ينفع وأنّ الناس لا يستحقّون أن يسخى عليهم ، ولماذا هذا الكرم والجود فإنّه الإسراف والتبذير وما شابه ، فيخرجونهم من نور السخاء إلى ظلمة البخل ، وهكذا باقي الصفات.
    فيا ترى هل العبد يمكنه أن يعرف مقامه عند ربّه
    .




    عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الأربعمئة ، قال لأمير المؤمنين علي : « من أراد منكم أن يعلم كيف منزلته عند الله ، فلينظر كيف منزلة الله منه عند الذنوب ، كذلك منزلته عند الله تبارك وتعالى »

    فإنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع ، فمن أطاع الله فإنّه يدلّ ذلك على حبّه ومعرفته ، وإنّ الله يحبّه أيضاً ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) ، فيكون الحبّ بين العبد وربّه متبادلا ، وما أجمل مثل هذا الحبّ والعشق ؟ ! اللهمّ ارزقنا ذلك بحقّ محمّد وآله.


    وعن الإمام الصادق : من أحبّ أن يعلم ما له عند الله ، فليعلم ما لله عنده.
    قال أمير المؤمنين علي : من أحبّ أن يعلم كيف مزلته عند الله ؟ فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإنّ كلّ من خيّر له أمران : أمر الدنيا وأمر الآخرة ، فاختار أمر الآخرة على الدنيا ، فذلك الذي يحبّ الله ، ومن اختار أمر الدنيا ، فذلك الذي لا منزلة لله عنده.
    روي أنّ موسى ( عليه السلام ) قال : يا ربّ ، أخبرني عن آية رضاك عن عبدك ، فأوحى الله تعالى إليه : إذا رأيتني اُهيّئ عبدي لطاعتي ، وأصرفه عن معصيتي ، فذلك آية رضاي.
    وفي رواية اُخرى : إذا رأيت نفسك تحبّ المساكين ، وتبغض الجبّارين ، فذلك آية رضاي


    اللهمّ اجعلنا من الذين ترسّخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم
    واخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم
    التعديل الأخير تم بواسطة طيف عابر ; 13 - 9 - 2008 الساعة 07:34 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    16 - 11 - 2007
    ساكن في
    دنيا فانية
    المشاركات
    24,705
    النوع : انثيJordan

    افتراضي

    مقال رائع جدا ومهم جدا ومفيد ايضاً
    بارك الله فيك وزادك من فضله عليك
    ندعو الله ان نكون ممن يحبهم يا رب آمين
    يا ربّ ، أخبرني عن آية رضاك عن عبدك ، فأوحى الله تعالى إليه : إذا رأيتني اُهيّئ عبدي لطاعتي ، وأصرفه عن معصيتي ، فذلك آية رضاي.
    وفي رواية اُخرى : إذا رأيت نفسك تحبّ المساكين ، وتبغض الجبّارين ، فذلك آية رضاي


    اللهمّ اجعلنا من الذين ترسّخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم
    واخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    12 - 11 - 2007
    ساكن في
    Ismailia, Egypt
    المشاركات
    4,772
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي بوب

    جزاك الله على قدر نيتك

    ولكن هذا الموضوع به بعض العلل

    أولا

    صيغة التشيع واضحه فيه

    كـ أمير المؤمنين علي عليه السلام
    والصادق عليه السلام

    ثانيا

    لم اجد فيما بين يدي من المصادر الأحاديث الذي ذكرت

    ولم أجد ما يصح منه إلا
    روى وهب بن منبه أن موسى عليه السلام قال: يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك. فأوحى الله تعالى إليه: إذا رأيتني أهيئ عبدي لطاعتي وأصرفه عن معصيتي فذلك آية رضاي. وفي رواية أخرى: إذا رأيت نفسك تحب المساكين، وتبغض الجبارين، فذلك آية رضاي.


    واقرأ معي كيف نعرف أن الله يكون راضٍ عنا




    قال تعالى:{ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}(البينة:8). هذه "الخشية" يا أخي هي مما يُرضي الله عنك، ويرضيك أيضا عن الله. فما هي الخشية حتى تؤدي إلى كل هذا الفضل ؟!.

    يقول صاحب "لسان العرب": خَشِيَهُ يخشاهُ خَشْيًا وخِشْيًا وخَشْيَة وخَشَاةً ومَخشاةً ومَخشِيَةً وخَشْيَانًا (يائيٌ) خافهُ واتقَّاهُ (لسان العرب، ابن منظور، مادة خشي). والخوف من الله على مراتب، فأدنى مراتبه الخوف الذي هو من شروط الإيمان ومقتضاه، كما في قول الله تعالى: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(آل عمران:175).

    وأعلى من ذلك مرتبة (الخشية ذات الطابع العلمي) كما في قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}(فاطر:28). وأعلى من ذلك مرتبة (الهيبة المطبوعة بالمعرفة)، كما في قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ}(آل عمران:30). (بتصرف، عن مقال الخوف والخشية، من "التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح"، لمحمد فتح الله كولن).


    ويقول الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}(التوبة:100). فهل تجد نفسك من التابعين بإحسان؟ هذا مما يرضي الله عنك، ويرضيك عن الله.

    ويقول الحق سبحانه: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المجادلة:22). فهلا عرضت نفسك على صفات هؤلاء "القوم"؟. إن الولاء القلبي والعملي هو لشرع الله، لا لأيٍّ كان، حتى وإن كان ذا رحم..! هذا سبيل المؤمنين، وطريق الرضا.

    ويوم القيامة يكون صدق المؤمن سبيلا لرضا الله سبحانه عنه، يقول القرآن: {قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(المائدة:119).


    وهذه يا أخي الكريم بعض آيات ودلائل وأسباب الرضا المتبادل بين الله تعالى وعباده، نسأل الله أن يحققها فينا وأن يرزقنا إياها:

    • روى وهب بن منبه أن موسى عليه السلام قال: يا رب أخبرني عن آية رضاك عن عبدك. فأوحى الله تعالى إليه: إذا رأيتني أهيئ عبدي لطاعتي وأصرفه عن معصيتي فذلك آية رضاي. وفي رواية أخرى: إذا رأيت نفسك تحب المساكين، وتبغض الجبارين، فذلك آية رضاي.

    • وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة، فيحمده عليها‏"‏ ‏‏(‏رواه مسلم)‏‏.‏
      وروى مسلم وأحمد ومالك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا: يرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، وأن تُنَاصِحُوا من وَلاَّهُ الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
    • وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة" (رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي: حسن صحيح).



    يقول الشيخ عبد الحميد البلالي:

    "يسأل الأخ الفاضل شادي عن علامات حب الله للعبد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرصه على محبة الله تعالى، وعلى العلامات الصحيحة الدالة على ذلك ليميز بين الوهم والحقيقة. وعلامات حب الله للعبد كثيرة ذكر الله بعضها في القرآن الكريم وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم البعض الآخر في سنته الشريفة ومن أبرز هذه العلامات ما يلي:
    1 - اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قال تعالى في كتابه الكريم "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" فحب الله لعبده مرتبط ارتباطًا وثيقًا باتباع هذا العبد لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بكل ما قال وما عمل.
    2 - محبة المؤمنين والتواضع لهم: حيث قال تعالى في كتابه الكريم "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين" في هذه الآية ذكر لصفات القوم الذين يحبهم الله، وكانت أولى هذه الصفات التواضع وعدم التكبر عليهم، وتقديم المسامحة والعفو على الانتقام، ويبتعد عن الخلاف الذي يوغر الصدور.
    3 - أعزة على الكافرين: فلا يذل لهم ولا يخضع، ولا يتبعهم ويأخذ منهم القوانين والأخلاق، ولا يواليهم ويعينهم على المسلمين، وأن يشعر أن ما لديه أرفع مما لديهم من الباطل.
    4 - يجاهدون في سبيل الله: وهي الصفة الثالثة التي ذكرت في الآيات، ومعنى الجهاد: جهاد الأعداء وجهاد النفس وإخضاعها لما يحب الله، جهاد الشيطان وما يلقي في النفس من الباطل، جهاد الهوى فهو في تزكية دائمة لنفسه، حتى يصل إلى الجنة.
    5 - ولا يخافون لومة لائم: وهي الصفة الرابعة في الآيات، فعندما يقوم بواجبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يهمه من يلومه، وكذلك إذا ما قام بالتزامه بأوامر دينه لا يهمه من يستهزئ به ويلومه، كما لا يكون هذا اللوم عائقًا يمنعه من القيام بواجبه.
    6 - القيام بالفرائض:وذلك لما جاء في صحيح البخاري "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه…".
    7 - القيام بالنوافل: وتكملة الحديث السابق "وما زال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه" والنوافل كل عبادة ليست فرضًا، كقراءة القرآن والصدقات والأذكار وزيارة المقابر ومساعدة الضعفاء.
    8 - الحبّ في الله: حيث ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ما رواه أحمد وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه: "حقت محبتي للمتحابين فيّ..." فكلما أحببت أخاك في الله أحبك الله.
    9 - التواصل في الله: وتكملة الحديث السابق "وحقت محبتي للمتواصلين فيّ..." أي أن تكون العلاقات والصلة مبنية على محبة الله لا لمصلحة من مصالح الدنيا.
    10- التناصح في الله: تكملة الحديث "وحقت محبتي للمتناصحين فيّ...".
    11- التزاور في الله: "وحقت محبتي للمتزاورين فيّ...".
    12- التباذل في الله: "وحقت محبتي للمتباذلين فيّ…" أي يبذل كل منهم ما لديه لأخيه لله وليس لأي غرض من أغراض الدنيا.
    هذه بعض صفات محبة الله للعباد نسأل الله تعالى أن نكون من عبيده الذين يحبهم".

    وهناك أيضاً حبّ الناس له والقبول في الأرض ، كما في حديث البخاري: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض".
    وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أسباب حبِّ الناس له في الحديث: "أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً، في مسجد المدينة، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام" المعجم الصغير".

    ويضيف الدكتور كمال المصري:

    انتهت إجابة الشيخ البلالي حول علامات وأسباب حبِّ الله للعبد، وللإمام أبي حامد الغزالي كلامٌ طيبٌ في علامات محبة الله للعبد، يجدر بنا ذكره هنا رغم طوله: "اعلم أن المحبة يدعيها كل أحد، وما أسهل الدعوى وما أعز المعنى. فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخدع النفس مهما ادعت محبة الله تعالى، ما لم يمتحنها بالعلامات، ولم يطالبها بالبراهين والأدلة، والمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وثمارها تظهر في القلب واللسان والجوارح، وتدل تلك الآثار الفائضة منها على القلب والجوارح على المحبة دلالة الدخان على النار، ودلالة الثمار على الأشجار.
    وهي كثيرة، فمنها حب لقاء الحبيب بطريق الكشف والمشاهدة في دار السلام، فلا يُتَصَوَّر أن يحب القلب محبوبًا إلا ويحب مشاهدته ولقاءه، وإذا علم أنه لا وصول إلا بالارتحال من الدنيا ومفارقتها بالموت فينبغي أن يكون محبًا للموت غير فارٍّ منه، فإن المحب لا يقل عليه السفر عن وطنه إلى مستقر محبوبه ليتنعم بمشاهدته، والموت مفتاح اللقاء، وباب الدخول إلى المشاهدة، قال صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".
    ومنها: أن يكون مؤْثِرًا ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهرة وباطنه، فيلزم مشاقّ العمل ويجتنب اتباع الهوى، ويعرض عن دَعة الكسل، ولا يزال مواظبًا على طاعة الله ومتقربًا إليه بالنوافل، وطالبًا عنده مزايا الدرجات كما يطلب المحب مزيد القرب في قلب محبوبه، وقد وصف الله المحبين بالإيثار فقال: "يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
    ولذلك قال ابن المبارك فيه:
    تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه... هذا لعمري في الفعال بديعُ
    لو كان حبُّك صادقًا لأطعـته... إن المحـب لمـن يـحـب مطـيعُ

    ومنها: أن يكون مستهترًا (المستهتر بالشيء: المولع به) بذكر الله تعالى، لا يفتر عنه لسانه ولا يخلو عنه قلبه، فمن أحب شيئًا أكثر بالضرورة من ذكر ما يتعلق به، فعلامة حب الله حب ذكره، وحب القرآن الذي هو كلامه، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحب كل من ينسب إليه.
    ومنها: أن يكون أنسه بالخلوة، ومناجاته لله تعالى، وتلاوة كتابه، فيواظب على التهجد، ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق، وأقل درجات الحب التلذذ بالخلوة بالحبيب والتنعم بمناجاته، فمن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذ عنده وأطيب من مناجاة الله كيف تصح محبته؟
    ومنها: أن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى الله عز وجل، ويعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت عن ذكر الله تعالى وطاعته، فيكثر رجوعه عن الغفلات بالاستعطاف والاستعتاب والتوبة، قال بعض العارفين: إن لله عباداً أحبوه واطمأنوا إليه، فذهب عنهم التأسف على الفائت، فلم يتشاغلوا بحظ أنفسهم إذ كان مُلك مليكهم تامًا، وما شاء كان، فما كان لهم فهو واصل إليهم، وما فاتهم فبحسن تدبيره لهم.
    ومنها: أن يتنعم بالطاعة ولا يستثقلها، ويسقط عنه تعبها، كما قال بعضهم: كابدتُ الليل عشرين سنة، ثم تنعمتُ به عشرين سنة.
    وقال الجنيد: علامة المحب دوام النشاط والدءوب، بشهوة تفتر بدنه ولا تفتر قلبه.
    ومنها: أن يكون مشفقًا على جميع عباد الله، رحيمًا بهم، شديدًا على جميع أعداء الله وعلى كل من يقارف شيئًا مما يكرهه، كما قال الله تعالى: "أشداء على الكفار رحماء بينهم"، ولا تأخذه لمة لائم، ولا يصرفه عن الغضب لله صارف.
    ومنها: أن يكون في حبه خائفًا متضائلاً، تحت الهيبة والتعظيم، وقد يظن أن الخوف يضاد الحب، وليس كذلك، بل إدراك العظمة يوجب الهيبة، كما أن إدراك الجمال يوجب الحب، ولخصوص المحبين مخاوف في مقام المحبة ليست لغيرهم، وبعض مخاوفهم أشد من بعض.
    فأولها: خوف الإعراض، وأشد منه خوف الحجاب، وأشد منه خوف الإبعاد، وهذا المعنى في سورة هود هو الذي شيب سيد المحبين (إشارة إلى حديث قوله صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود") إذ سمع قوله تعالى: "ألا بُعْدًا لثمود"، "ألا بعدًا لمدين كما بعدت ثمود"".

    وأبرز ملاحظةٍ في هذه العلامات والأسباب أنها في معظمها أفعالٌ إنسانيةٌ تعاملية، ترتبط بالمجتمع والناس وحياتهم وسلوكهم.

    أخي الداعية: تريد حبَّ الله تعالى؟ التزم الفرائض وتزود بالنوافل، واتبع نبيك صلى الله عليه وسلم، وكن نافعاً للناس، شاركهم حياتهم، زرهم، ابذل لهم، اخدمهم، اسع في حاجتهم، أدخل السرور إلى قلوبهم.

    افعل ذلك وسينادي الله تعالى جبريل عليه السلام ليخبره أنه يحبك...

    التعديل الأخير تم بواسطة Ahmad Misk ; 13 - 9 - 2008 الساعة 06:52 AM
    تنبيــــه هـــــــــام
    على الأعضاء ذوي التواقيع ذات الصور النسائية العارية وكلام الحب عدم التواجد في القسم الإسلامي لأنه يسئ لهذا القسم

    وحان الرحيل
    وأرحل في موكب الراحلين
    وحول الركاب الطيور تحوم
    استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

    البحث على جميع مواضيع العضو Ahmad Misk

 

 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ثيم يعبر عن الشجاعة وقوة الشكيمة
    بواسطة فارس بلا عنوان في المنتدى التطبيقات والالعاب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19 - 10 - 2011, 10:33 PM
  2. كيف تجعلين أبنك مطيعاً في ثمان خطوات....؟
    بواسطة jewel_lowis في المنتدى ركن الطفل
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 1 - 7 - 2010, 03:11 PM
  3. حكمة من طالب فاشل يعشق المسلسلات التركيه
    بواسطة ::: MhYeS BS KwYeS ::: في المنتدى خمسة فرفشة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27 - 4 - 2009, 12:31 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©