قهوتنا على الانترنت
ابحث عن :  
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14
  1. #1

    افتراضي أحمد عبدالمعطي حجازي..حياته واعماله


    نبذة حول الشاعر:
    أحمد عبدالمعطي حجازي








    أحمد عبدالمعطي حجازي (مصر).


    ولد عام 1935 بمدينة تلا - محافظة المنوفية - مصر.


    حفظ القرآن الكريم, وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل على دبلوم دار المعلمين 1955 , ثم حصل على ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978, ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي 1979 .




    عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير (الأهرام). ويرأس تحرير مجلة (إبداع).



    عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.





    دعي لإلقاء شعره في المهرجانات الأدبية, كما أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية, ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر.




    دواوينه الشعرية: مدينة بلا قلب 1959 - أوراس 1959 - لم يبق إلا الاعتراف 1965 - مرثية العمر الجميل 1972 - كائنات مملكة الليل 1978 - أشجار الإسمنت 1989 .





    مؤلفاته: منها: محمد وهؤلاء - إبراهيم ناجي - خليل مطران - حديث الثلاثاء - الشعر رفيقي - مدن الآخرين - عروبة مصر - أحفاد شوقي.



    حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية 1989 .



    ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية وغيرها.


    عنوانه: 95 شارع الحجاز ـ مصر الجديدة ـ القاهرة.



    لاعمال الشاعر
    تابعونى


  2. #2

    افتراضي كائنات مملكة الليل


    كائنات مملكة الليل




    أنا إلهُ الجنسِ والخوفِ..
    وآخرُ الذكور
    (أظنها التقوى وليس الخوفَ
    أو أني أرد الخوف بالذكرى
    فأستحضر في الظلمة آبائي
    وأستعرض في المرآة أعضائي
    وألقي رأسيَ المخمور في
    شقشقة الماء الطهور).
    تركت مخبئي لألقي نظرة على بلادي
    ليس هذا عطشاً للجنس,
    إنني أؤدي واجباً مقدساً
    وأنتِ لستِ غيرَ رمزي فاتبعيني.
    لم يعد من مجد هذه البلاد غير حانةٍ
    ولم يبق من الدولة إلا رجل الشرطة
    يستعرض في الضوء الأخير
    ظله الطويل تارة
    وظله القصير!
    ****

    أنسج ظلي حفرة
    أنسج ظلي شبكه
    أقبع في بؤرتها المُحْلَوْلكه
    بعد قليل ينطفي الضوء,
    وتمتد خيوط الشبكه
    تمسك رِجلَ الملكه!
    في الليل كان الصيف نائماً.
    لماذا لم نعد نشهد في حديقة الأرملة الشابة زواراً?
    لماذا لم تعد تهبُّ في أجسادنا رائحة الفل,
    ويمشي عطرها الفاتر في مسامِّنا?!
    في الليل
    كان الصيف, في حديقةٍ ما, نائماً عريان
    كان رائعاً بمعزلٍ عنا
    بعيداً كصبي صار في غيبتنا شاباً جميلا
    يعبر الآن بنا ولا يرانا
    آه !
    كان الصيف يملأ الشهور
    من غير أن يلمسنا!
    تلك عناقيد الندى
    ترشح في أرنبة الأنف
    وفي تُويْجة النهد الصغير
    والجسدُ الورديُّ يستلقي على عشب السرير
    والفراشاتُ على الأغصان زهرٌ عالقٌ
    وعتمة البستان لون نائم
    فأمكنيني منكِ يا مليكتي
    إنّ أكُفَّ شجر الصبار برعمت
    وكاد الليل ينتهي
    وما زلنا نطير!
    أنسج ظلي برعما
    وكائنات شبقه
    أبحث عن مليكتي
    في غيمة أو صاعقهْ
    أطبع قبلتي على..
    خدودها المحترقهْ
    منتظراً نهايتي
    منتظراً قيامتي
    فراشة, أو يرقهْ!
    ****

    آهٍ من الفل الذي يعبق في واجهة الدار
    من الضوء الذي يشع كالماسات في مفارق النخل
    من الظل الذي يلعق في الماء تجاويف الصخور!
    من اليمامات التي تهدل في الذكرى
    وتستوحي جمالنا المحجّب الأسير!
    من قطرة الماء التي ترشح في آنية الماء
    كوجهٍ من نقاءٍ خالصٍ
    يطلع في الصمت, وفي الظل القرير
    يعشق في المرآة ذاته سويعات الهجير!
    آهٍ من الموت الذي يظهر في رابعة النهار لصاً فاتناً
    فتخرج النساء ينظرن إليه والهاتٍ..
    ****


    ويعرّين له في وهج الشمس الصدور والنحور!
    الليل أنثى في انتظاري.
    هذه مدينة عطشى إلى الحب
    أشم عطرها كأنه مُواء قطة
    أرى رقدتها في اللؤلؤ المنثور
    في حدائق الديجور
    آهٍ !
    كيف صار كل هذا الحسن مهجوراً
    وملقى في الطريق العام
    يستبيحه الشرطي والزاني!
    كأني صرت عِنِّيناً فلم أجب نداءها الحميم المستجير
    تلك هي الريح العقور
    أحسها تقوم سداً بين كل ذكر وأنثى
    إنها السم الذي يسقط بين الأرض والغيم
    وبين الدم والوردة
    بين الشِّعر والسيف
    وبين الله والأمة
    بين شهوة الموت
    وشهوة الحضور!





    يتبع


  3. افتراضي

    مقطع من ... الامير المتسول ... احمد عبد المعطى حجازى


    هذا ردائى الحرير
    مازال لامع السواد عاطر الستره

    أهداه لى فى سالف الزمان جدى الكبير
    وقال لى هذا شعار المجد

  4. #4

    افتراضي العام السادس عشر


    العام السادس عشر


    العام السادس عشر
    (يناير 1956)



    أصدقائي !
    نحن قد نغفو قليلا ،
    بينما الساعة في الميدان تمضي
    ثمّ نصحو .. فاذا الركب يمرّ
    و إذا نحن تغيّرنا كثيرا ،
    و تركنا عامنا السادس عشر


    عامي السادس عشر
    يوم فتحت على المرأة عيني
    يومها .. و اصفرّ لوني
    يومها .. درت بدوّامة سحر !
    كان حبّي شرفة دكناء أمشي تحتها
    لأراها
    لم أكن أسمع منها صوتها
    إنّما كانت تحيّيني يداها
    كان حسبي أن تحيّيني يداها
    ثمّ أمضي ، أسهر اللّيل إلى ديوان شعر
    " يا فؤادي رحم الله الهوى
    كان صرحا من خيال .. فهوى
    اسقني ، و أشرب على أطلاله
    وارو عيني ، طالما الدمع روى "
    كنت أهوى هؤلاء الشعراء
    أرتوي من دمعهم كل مساء
    اتغنّى معهم بالمستحيل
    و بألوان الذبول
    و بأوراق الخريف
    و هي تعدو في يد الريح إلى غور مخيف
    و بطير أسود في اللانهاية
    راح يستفتي نواقيس الهداية
    باحثا في الأرض عن دود ، و عن رب جديد !


    كنت أهوى هؤلاء الشعراء
    أتسامى فوق غيم نسجوه
    أتمطّى في بخور أطلقوه
    و أرى الحبّ ... شرودا ، و تهاويم ، و حزنا
    و المحبّ الحقّ .. من يهوى و يفنى !
    و عميق الحبّ ... حبّ لم يتم
    ليقولوا .. يا للحن لم يتم !


    و ليالي عامي السادس عشر
    كان حلمي أن أظلّ اللّيل ساهر
    جنب قنينة خمر
    تاركا شعري مهدول الخصل
    مطلقا فكري في كلّ السبل
    أتلقّى الوحي من شيطان شعري
    و على خدّي دمعة
    و على مكتبي الصامت شمعة
    ترسم الظلّ على وجهي الكئيب
    و هي تذوي في اللّهيب
    بينما التبغة تكوي اصبعي
    و حنين غامض في أضلعي
    لبحار ، يلعب القرصان فيها !


    و لكم عذّبني وقت الغروب
    لونه الجهم الخصيب
    صمته ، سرب الطيور العائده
    و الزروع الهاجده
    و الثغاء المترامي من بعيد
    لشياه راقده
    و غصون التوت تمشي في الشفق
    عاريات . لا ورق
    و نعوش النور تمشي
    و هنا كم قلت آه !
    كنت أهوى أن أموت
    أنتهي في عامي السادس عشر !


    أصدقائي !
    نحن قد نغفو قليلا ،
    بينما في الميدان تمضي
    ثمّ نصحو ، فاذا الركب يمرّ
    و إذا نحن تغيّرنا كثيرا ،
    و تركنا الاقبيه
    و خرجنا ، نقطع الميدان في كلّ اتّجاه
    حيث تسري نشوة الدفء بأكتاف العراه
    و عدونا ، نحضن الأطفال في كلّ طريق
    و نناغي كلّ حلوة
    كسكارى ، أخذتهم بعض نشوة
    و بأنشودة نصر
    و بلحن مشرق النبره عانقنا الحياه
    و بلغنا عامنا التاسع عشر


    أصدقائي !
    ها هي الساعة تمضي
    فإذا كنتم صغارا ، فاحلفوا ألاّ تموتوا
    واحذروا عامكم السادس عشر !


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    11 - 10 - 2008
    ساكن في
    عايش فى بحور الامل
    المشاركات
    3,099
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    دائما متميزه بمجهودك الرائع
    تمنياتى لكى بدوام ذلك
    لكى اطيب تحياتى وامنياتى
    دمتى بكل خير
    [IMG]http://www.***********/up/giffiles/EBY82642.gif[/IMG]
    [IMG]http://www.***********/up/giffiles/jhl82643.gif[/IMG]

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Princess maya مشاهدة المشاركة
    مقطع من ... الامير المتسول ... احمد عبد المعطى حجازى


    هذا ردائى الحرير
    مازال لامع السواد عاطر الستره
    أهداه لى فى سالف الزمان جدى الكبير
    وقال لى هذا شعار المجد

    تسلمى على الاضافه

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mahmoud_90 مشاهدة المشاركة
    دائما متميزه بمجهودك الرائع
    تمنياتى لكى بدوام ذلك
    لكى اطيب تحياتى وامنياتى
    دمتى بكل خير
    [IMG]http://www.***********/up/giffiles/EBY82642.gif[/IMG]
    [IMG]http://www.***********/up/giffiles/jhl82643.gif[/IMG]

    مرسى محمود
    ربنا يخليك يارب على مشاركتك الجميله دى
    تسلم

  8. #8

    افتراضي كان لي قلب !


    كان لي قلب !



    على المرآة بعض غبار
    و فوق المخدع البالي ، روائح نوم
    و مصباح .. صغير النار
    و كلّ ملامح الغرفة
    كما كانت ، مساء القبلة الأولى
    و حتّى الثوب ، حتّى الثوب
    و كنت بحافّة المخدع
    تردّين انبثاقة نهدك المترع
    وراء الثوب
    و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا
    و تبتسمين في طيبة
    و كان وداع ،
    جمعت اللّيل في سمتي ،
    و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ،
    و في صوتي ،
    و قلت .. وداع !
    و أقسم ، لم أكن صادق
    و كان خداع !
    و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق
    أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع !
    و لكن أنت صدقت !



    و جاء مساء
    و كنت عل الطريق الملتوي أمشي
    و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ،
    رؤى أفق
    مخادع التلوين و النقش
    تنام على مشارفها ظلال نخيل
    و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه
    رؤى مسحورة تمشي
    و كنت أرى عناق الزهر للزهر
    و أسمع غمغمات الطير للطير
    و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية
    و في روائح خصب ،
    عبير عناق ،
    و رغبة كائنين اثنين أن يلدا
    و نازعني إليك حنين
    و ناداني إلى عشّك ،
    إلى عشّي ،
    طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين
    و مصباح ينوّر بابك المغلق
    و صفصافه
    على شبّاكك الحرّان هفهافه
    و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ،
    سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ،
    يقول .. وداع !



    ملاكي ! طيري الغائب !
    حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة
    وفت سنيني العشرين في دربك
    و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب !
    فألقيت المتاع ، و نمت في المركب
    و سبعة أبحر بيني و بين الدار
    أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ،
    و أحسد من لهم أحباب ،
    و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور
    غريب في بلاد تأكل الغرباء
    و ذات مساء ،
    و عمر وداعنا عامان ،
    طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب !
    و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب !
    يدحرجني امتداد طريق
    طريق مقفر شاحب ،
    لآخر مقفر شاحب ،
    تقوم على يديه قصور
    و كان الحائط العملاق يسحقني ،
    و يخنقني
    و في عيني ... سؤال طاف يستجدي
    خيال صديق ،
    تراب صديق
    و يصرخ .. إنّني وحدي
    و يا مصباح ! مثلك ساهر وحدي
    و بعت صديقتي .. بوداع !





    ملاكي ! طيري الغائب !
    تعالي .. قد نجوع هنا ،
    و لكنّا هنا اثنان !
    و نعرى في الشتاء هنا ،
    و لكنّا هنا اثنان
    تعالي يا طعام العمر !
    ودفء العمر !
    تعالي لي !

    يتبع

  9. #9

    افتراضي الطريق إلى السيّدة


    الطريق إلى السيّدة



    يا عمّ ..
    من أين الطريق ؟
    أين طريق " السيّدة "؟
    - أيمن قليلا ، ثمّ أيسر يا بنيّ
    قال ,, و لم ينظر إليّ !

    ***

    و سرت يا ليل المدينة
    أرقرق الآه الحزينة
    أجرّ ساقي المجهده ،
    للسيّدة
    بلا نقود ، جائع حتّى العياء ،
    بلا رفيق
    كأنّني طفل رمته خاطئة
    فلم يعره العابرون في الطريق ،
    حتّى الرثاء !

    ***

    إلى رفاق السيّده
    أجرّ ساقي المجهده
    و النور حولي في فرح
    قوس قزح
    و أحرف مكتوبة نم الضياء
    " حاتي الجلاء "
    و بعض ريح هيّن ، بدء خريف
    تزيح عقصة مغيّمة ،
    مهمومة
    على كتف
    من العقيق و الصدف
    تهفهف الثوب الشفيف
    و فارس شدّ قواما فارغا ، كالمنتصر
    ذراعه ، يرتاح في ذراع أنثى ، كالقمر
    و في ذراعي سلّة ، فيها ثياب !

    ***


    و الناس يمضون سراعا ،
    لا يحلفون ،
    أشباحهم تمضي تباعا ،
    لا يتظرون
    حتّى إذا مرّ الترام ،
    بين الزحام ،
    لا يفزعون
    لكنّني أخشى الترام
    كلّ غريب ههنا يخشى الترام !
    و أقبلت سيّارة مجنّحة
    كأنّها صدر القدر
    تقلّ ناسا يضحكون في صفاء
    أسنانهم بيضاء في لون الضياء
    رؤوسهم مرنّحة
    وجوههم مجلوّة مثل الزهر
    كانت بعيدا ، ثمّ مرّت ، واختفت
    لعلّها الآن أمام السيّده
    و لم أزل أجرّ ساقي المجهده !

    ***


    و الناس حولي ساهمون
    لا يعرفون بعضهم .. هذا الكئيب
    لعلّه مثلي غريب
    أليس مثلي غريب
    أليس يعرف الكلام ؟
    يقول لي .. حتّى .. سلام !
    يا للصديق !
    يكاد يلعن الطريق !
    ما وجهته ؟
    ما قصّته ؟
    لو كان في جيبي نقود !
    لا . لن أعود
    لا لن أعود ثانيا بلا نقود
    يا قاهره !
    أيا قبابا متخمات قاعده
    يا مئذنات ملحده
    يا كافره
    أنا هنا لا شيء ، كالموتى ، كرؤيا عابره
    أجرّ ساقي المجهدة
    للسيّده !
    للسيّده !
    --------

    ( نوفمبر 1955)

    يتبع

  10. #10

    افتراضي لمن تغنّي ؟ !


    لمن تغنّي ؟ !

    من أجل أن تتتفجّر الأرض الحزينة بالغضب ،
    و تطلّ من جوف المآذن أغنيات كاللّهب ،
    و تضيء في ليل القرى ، ليل القرى كلماتنا ،
    ولدت هنا كلماتنا
    ولدت هنا في اللّيل يا عود الذرة
    يا نجمة مسجونة في خيط ماء
    يا ثدي أمّ ، لم يعد فيه لبن
    يا أيّها الذي ما زال عند العاشره
    لكنّ عينيه تجوّلتا كثيرا في الزمن
    يا أيّها الانسان في الريف البعيد
    يا من تعاشر أنفسنا بكماء لا تنطق
    و تقودها ، و كلاكما يتأمّل الاشياء
    و كلاكما تحت السماء ، و نخلة ، و غراب ،
    و صدى نداء
    يا أيّها الانسان في الريف البعيد
    يا من يصمّ السمع عن كلماتنا
    أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين ، لو صادفتنا
    كيلا تموت على الورق
    أسقط عليها قطرتين من العرق ،
    كيلا تموت
    فالصوت إن لم يلق أذنا ، ضاع في الصمت الأفق
    و مشى على آثاره صوت الغراب !


    كلماتنا مصلوبة فوق الورق
    لمّا تزل طينا ضريرا ، ليس في جنبيه روح
    و أنا أريد لها الحياة ،
    و أنا أريد لها الحياة على الشفاه
    تمضي بها إلى شفه ، فتولد من جديد !


    يا أيّها الانسان في الريف البعيد !
    أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين ، لو صادفتها ،
    أن تقرأ الشوق الملحّ إلى الفرح
    شوقا إلى فرح يدوم
    فرح يشيع بداخل الأعماق ، يضحك في الضلوع
    كي تنبت الأزهار في نفس الجميع
    كي لا يحبّ الموت إنسان على هذا الوجود


    ولدت هنا كلماتنا
    لك يا تقاطيع الرجال النائمين على التراب
    المائلين على دروب الشمس ، و البط المبرقش ،
    و السحاب
    فوراء سمرتك الحيّية يلتوي نهر الألم
    و بجانب العينين طير ، ناصع الزرقه
    مدّ الجناح على اصفرار كالعدم
    و هفا ليرتشف الدموع
    إنّي أحبّك أيّها الانسان في الريف البعيد !
    و إليك جئت ، و في فمي هذا النشيد
    يا من تمرّ و لا تقف
    عند الذي لم يلق بالا للسكرارى و الستائر و الغرف
    و أتى إليك ، إلى فضائك بالنغم
    نغم تلوّعفي فؤادي قبلما غنّيت لك
    فأنا الذي عالجت نفسي بالهوى ،
    كي تخرج الكلمات دافئة الحروف
    و أنا الذي هرولت أيامنا بلا مأوى ، بدون رغيف ،
    كي تخرج الكلمات راجفة ، مروّعة بكلّ مخيف ،
    و أنا ابن ريف
    ودّعت أهلي وانتجعت هنا ،
    لكنّ قبر أبي بقريتنا هناك ، يحفّه الصبّار
    و هناك ، ما زلت لنا في الأفق دار ؟


    أين الطريق إلى فؤادك أيّها المنفيّ في صمت الحقول
    لو أنّني ناي بكفّك تحت صفصافه !
    أوراقها في الأفق مروحة ،
    خضراء هفهافه
    لأخذت سمعك لحظة في هذه الخلوه ،
    و تلوت في هذا السكون الشاعري حكاية الدنيا ،
    و معارك الانسان ، و الأحزان في الدنيا
    ونفضت كلّ النار ، كلّ النار في نفسك
    و صنعت من نغمي كلاما واضحا كالشمس
    عن حقلنا المفروش للأقدام ،
    و متى نقيم العرس ؟
    و نودّع الآلام !




    ( أغسطس 1957)




    يتبع


 

 
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لعشاق القطط ( قطط شيرازي )
    بواسطة No TiMe في المنتدى صور
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 22 - 10 - 2013, 07:42 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14 - 6 - 2009, 05:45 PM
  3. الكبير كبير ، رمزي زي أمير !!!
    بواسطة عاشق رونالدو في المنتدى مصراوي سبورت
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 9 - 6 - 2009, 07:28 PM
  4. ناس زي الفل دمها خفيف جدا
    بواسطة شيري العسولة في المنتدى صور
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 26 - 4 - 2009, 11:49 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©