ما روى عن الثقة بالله (4) متجدد بإذن الله
قال ابن اسحاق : لماأراد قوم ابراهيم عليه السلام إلقاءه فى النار , كانوا يجمعوا الحطب شهرا
حتى إذا كثر الحطب جمعوا منه ما أرادوا و أشعلوا النار فى كل ناحية بالحطب , فاشتعلت النار
حتى إن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها , ثم عمدوا إلى ابراهيم عليه السلام فرفعوه على
رأس البنيان و قيدوه ثم اتخذوا منجنيقا بإشارة ابليس - لعنه الله تعالى - حيث لم يتمكنوا من إلقائه فى النار من شدة وهجها
فاتخذوا المنجنيق ووضعوا فيه قيدا مغلولا فضجت السوات و الأرض و الجبال و من فيها من الملائكة
و جميع الخلق إلا الثقلين ضجة واحدة و قالوا : أى ربنا ابراهيم ليس فى أرضك أحد يعبدك غيره يحرق فى النار فأذن لنا فى نصرته , فقال الله تعالى لهم : إن استعان بشيئ منكم أو داعه فلينصره فقد أذنت لكم فى ذلك و إن لم يدع غيرى فأنا أعلم به و أنا وليه فخلوا بينى و بينه ,فلما أرادوا إلقاءه فى النار أتاه ملك المياه فقال : إن أردت أخمدت النار فإن خزائن المياه و الأمطار بيدى ,
و اتاه خازن الرياح فقال : إن شئت طيرت النار فى الهواء , فقال ابراهيم عليه السلام : لا حاجة لى إليكم فاستقبله جبريل عليه السلام فقال : يا ابراهيم ألك حاجة ؟
فقال :أما إليك , فلا . قال جبريل فاسأل ربك , فقال ابراهيم عليه السلام: حسبى من سؤالى علمه بحالى .. حسبى الله و نعم الوكيل , عندئذ قال الله تعالى للنار:
(يا نار كونى بردا و سلاما على ايراهيم ) .
الانبياء :69