ما روى عن الثقة بالله (6) متجدد بإذن الله
لما ركب فرعون فى جنوده طالبا بنى اسرائيل يقفوا أثرهم كان فى جيش كثيف عرمرم
, حتى قيل كان فى جيوشه مائة الف فحل أدهم , و كانت عدة جنوده تزيد عن ألف ألف
و ستمائه ألف , و كان بين خروجهم من مصر بصحبة موسى عليه السلام و دخولهم إليها بصحبة ابيهم اسرائيل أربعمائة سنة و ستا و عشرين سنة
,و لحقهم فرعون بجنوده فأدركهم عند شروق الشمس و تراءى الجمعان و لم يبق
ثم ريب و لا لبس و عاين كل من الفريقين صاحبه و لم يبق إلا المقاتلة و المجادلة ,فعندها قال أصحاب موسى و هم خائفون :
( إنا لمدركون )
الشعراء 61
و ذلك لأنهم اضطروا فى طريقهم إلى البحر فليس لهم طريق و لا محيد إلا سلوكه و خوضه , والجبال عن يسرتهم و عن أيمانهم و هى
شاهقة , فشكو إلى نبى الله موسى ما هم فيه مما قد شاهدوه و عاينوه , فقال لهم موسى عليه السلام:
( كلا إن معى ربى سيهدين )
الشعراء 62
عندئذ أوحى العليم القدير إلى موسى الكليم
( إن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم )
الشعراء 63
فأنجى الله موسى و أغرق فرعون و فى ذلك يقول تعالى :
(و لقد أوحينا إلى موسى ان أسر بعبادى فاضرب لهم طريقا فى البحر يبسا لا تخاف دركا و لا تخشى. فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. و اضل فرعون قومه و ما هدى )
طه 77-79