بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
فانى رايت ان من الترف الفكرى ان يميط المرء لعقله العنان فيدعه يتجول فى ما خلق الله فى الانفس و الافاق و ما اودع فيهما من السر فيكتسب به متعه للروح و حلاوة للقلب و لما طلقت سراح الفكر فى عقلى تفكر وتدبر و تفاعل مع ذرات الكون فاصطاد لى صيدا ثمينا انارت بقبس منه بصيرتى فقلت للعقل و الروح هنيأ لعلكم بجزوت منه تصطلون واياكم تغفلون فتصطرخون فيلقى الحسام و يرتقى اللسان على منابر الافهام فيشير على اجومت الخلق للزوم الصواب و هو حقيق على درء الاكتئاب فقال الخير فى كلمتين اولاها ان يتبع الانسان الكتاب المقدس الذى هو كلام الله و سنة رسوله لان الخلق منقسم الى قسمين من حيث الطبع اما ان يبحث عن المتعه التى هى قمة السعاده و اما ان يتجنب الالم الذى هو قمة التعاسه و على ذالك جمهور قول الفلاسفه الذين ذهبوا الى تكتل الامتاع فى الحريه التى اصطلحوا على تسميتها بالديمقراطيه و انا انظر اليها ناقصه مفككه لانها تنتهى بالفرد و الاسرة ان لم يكن بالجتمع باسره الى الفوضى الخانقه القاتله كذالك تجد اغلب المتعصبين الى التدين التقليدى الاعمى يبحثون عن المتعه فى الجلباب و اللحيه و الدعوه الى الفكر الذى ينتمون اليه متفرغين لذالك قلبا و قالبا و انا انظر اليهم معيبون لانهم ينته بهم المطاف الى التكفير و التعذيب و القتل و التشتيت و التشرذم و الحزبيه ثم تشاهد عامة الناس يبحثون عن المتعه فى الملبوس و المأكول و المشروب و التزين و الرقص و انا انسبهم الى الحماقه لانهم جاهلون بما خلقوا من اجله متبخترون مقصرون فى الطاعات و اعمال الاخره لكنى اجد ان الاحرى و الاتم و الاكمل ان يرجع المخلوقات الى جناب خالقها بتطبيق اوامره و اجتناب نواهيه و تطبيق شريعته المتمثله فى المصدرين الاصلين الاساسيين القران الكريم و السنه النبويه المشرفه لان غاية منتهى المخلوق المصنوع ان يرجع الى خالقه لاعادة بنيته و اتمام صيانته كما ان المهندس و المخترع يكتب كاتلوجا يسطر فيه تنبيهات و اوامر و نواهى تضمن سلامة اختراعه من الاخطار التى قد تدمره بل تحافظ عليه و تطوره اوتوماتيكيا كذالك الانسان المخترع للصانع القادر الاعلى يجب ان يرجع الى كتالوج صانعه يتبع اوامره و يبتعد عن نواهيه ليفوز بضمان كمال بنيته و الاستمرار فى صيانته عند الصلوات الخمس الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير فيكون بذالك نال متعه و سعاده لا تنتهى طول الحياتين الدنيا و الاخره قال رسول الله تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله و سنتى هذا هو الفوز الدائم الابدى الذى ضمنه الله تعالى لجميع مخلوقاته حتى فى اخطر القضايا التى يضيعون فيها اوقات طويله فى التفكير المضنى و هو الرزق لقد اراحهم الله تعالى ليسعدهم فقال فى ملخص منظوم كالدر المصون و من يتقى الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب كذالك فى قضايا المجتمع اراحهم فجعلهم متكافلين تامين يحتاج احدهم الى الاخر و جعل الفضل فيما بينهم و الفخر و التفاضل بالتقوى التى لا تشترى بالمال و لا تكتسب الا بالاعمال التى هى فى متناول الجميع فقال ان اكرمكم عند الله اتقاكم ثم قومهم و جمع كلفتهم و ضم جماعتهم ووحد صفهم فشرع الزواج و حرر الرقيق و قرب البعيد فقال انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ثم قرر لهم النعيم ايضا و المتعه فى الدار الاخره فقال لهم فيها ما يشتهون فى وصفه تعالى للجنه و متعتها و جمال حوارى عينها و رفعت مكانتها و حلاوة غلمانها فاى متعه و اى نعيم يبحث عنه المرء بعيدا عن الدين و بعيدا عن تطبيق الكتابين المقدسين القران و السنه فهيهات هيهات لاى متعه دنيويه قليله فانيه يتقاتل عليها الخلق و يتقاطعون و هيا بنا جميعا نعيش فى رحاب القران و ثماره نتقلب بين حله و حلاله نرضى بذالك الخالق و نرجم به الشيطان المارق و لا يجوز فى حق الانسان المسلم ان يبحث عن المتعه فى غير ذات الله لان التفكر و التدبر فى الله هو اسما ما يركن اليه العقل و يجد ثمراته فى الاخرة قبل الدنيا و الحب فى الله هو رياض الروح و ظل من ظلال العرش يوم القيامه كذالك القيام على قضاء مصالح المخلوقين بما يرضى الله هو قمة المراتب العاليه و الدرجات الغير متناهيه و كل شىء فيه مراقبة الله يجد الانسان حلاوته فى عيشه و وقت حياته كا يرى ثمراته فى الدار الاخره و فى القبر حال وفاته و كم من العشاق و المحبين لله افنوا حياتهم فى طاعته ووفق راقته فالسيده العدويه التقيه رابعه كانت تقول
تعصى الاله و انت تظهر حبه * هذا لعمرى فى القياس بديع
ان كنت تحبه حقا لاطعته * ان المحب لمن احب مطيع
و كذالك قول احد عشاق الصوفيه و لله دره قال
اخاطر فى محبتكم بروحى * و اغوص بحركم و لو كان سما
اخاطر بالخواطر فى هواكم * و اترك فى رضاكم ابا و اما
و لا اصغى الى من قد نهانى * فلى اذن عن العزال صما
فهذا قول ائمة اهل الحب فى الله و هذا هو حال عشقهم و احساسات قلوبهم فاين نحن منهم فمن احبه الله اورثه حلاوة فى طاعته و اجتهادا فى مرضاته و اتباعا لهدى نبيه محمد و تطبيقا لسنته قل ان كنت تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله فلزاما علينا باننا امانا و كنا مسلمين ان نحيا فى محبة الله و ان نعيش فى طاعته على متعه نحسها و نجدها دائما ابدا فمن احبه الله اورثه تعالى متعه و لذه فى طاعتها و بما ان التوفيق منه تعالى فاننا ندعوه ان يلهمنا محبته و نسئله التقى و الهدى و العفاف و الغنا و ان يديم علينا محبته و يحفظ ايمانا و اسلامنا و عقلنا و علمنا و اولادنا و سمعنا و ابصارنا و قلوبنا اللهم امين دائما ما احييتنا و اجعله يا ربنا الوارث منا و ان يغمسنا فى الايمان و الحب و العشق و يجعلنا فى ذالك الضرب كل واحد منا فيه بمفرده امام هذا ما نرجوه و السلام