اليمن حلبة للصراع السعودي- الإيراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
محللون: اليمن حلبة للصراع السعودي- الإيراني
"حديث الإعلام الإيراني عن مشاركة الطيران السعودي نظيره اليمني
في الهجوم على المتمردين الحوثيين"
"اتهام الإعلام السعودي لإيران بالتدخل المباشر في شئون اليمن الداخلية"
"إعلان السلطات اليمنية اكتشاف مخازن لأسلحة إيرانية الصنع في مواقع الحوثيين"
"بوادر اشتباكات طائفية بين السلفية والحوثيين الشيعة في صعدة"
كلها شواهد رأى محللون يمنيون أنها دليل على تحول اليمن إلى حلبة جديدة للمواجهة
بين السعودية وإيران في المنطقة، من خلال دعم إيران للمتمردين الحوثيين (شيعة)
في محافظة صعدة شمال اليمن؛ لتعزيز نفوذها في العالم العربي، عبر الحصول على
موطئ قدم على حدود السعودية وساحل البحر الأحمر.
وأكد المحللون أن السعودية في المقابل "تدافع بقوة عن نفوذها في منطقة الخليج، ولا
تريد أن تقع بين كماشة النفوذ الإيراني على حدودها مع العراق، وعلى حدودها الجنوبية
الغربية من ناحية اليمن، فضلا عن أنها تدرك مساعي إيران في البحث عن أوراق
تخدمها عندما تجيء ساعة الحوار مع الولايات المتحدة حول ملفها النووي".
هجوم إعلامي إيراني
المبادر بالإعلان عن هذا الصراع كانت إيران التي سخرت آلتها لشن هجوم قاسٍ على
السعودية، فزعمت الإذاعة الإيرانية الرسمية "وجود تدخل مباشر من الطيران السعودي
في العمليات التي تقوم بها وحدات الجيش اليمني ضد التمرد الحوثي في صعدة".
وهو ما نفاه الجيش اليمني، واعتبر مسئول بوزارة الدفاع هذه الأنباء
"مفبركة وعارية تماماً عن الصحة وتفتقر في مجملها إلى الدقة والمصداقية".
وتحدث موقع قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية عما قال إنه :-
"تصاعد التورط السعودي في الهجوم الشامل الذي يشنه الجيش اليمني على مواقع
الحوثيين من خلال طلب السعودية تشكيل غرفة عمليات مشتركة يحضرها ضباط سعوديون
ويمنيون في منطقة الحدود اليمنية السعودية المحاذية للمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون
الحوثيون لمتابعة العمليات العسكرية والتشاور في العمليات التي تشن على الحوثيين".
كما زعمت وسائل إعلام إيرانية أن الجيش اليمني يستعين بضباط عراقيين من أتباع
الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كمستشارين له في تنفيذ العمليات العسكرية ضد
مواقع الحوثيين، مضيفة أن هؤلاء الضباط أفادوا اليمنيين بخبراتهم في الصراع مع الأكراد
في شمال العراق، بالنظر لتشابه مسرح العمليات في شمال العراق وشمال اليمن حيث
وعورة التضاريس.
رد يمني- سعودي
وفيما يبدو ردا على الحملة الإعلامية الإيرانية أعلن مسئول أمني يمني العثور على خمسة
مخازن لأسلحة إيرانية الصنع بعد مداهمة بعض مواقع الحوثيين في صعدة.
كما اتهم وزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي في مؤتمر صحفي إيرانَ من دون أن
يسميها بدعم المتمردين الحوثيين، بقوله:-
"ما تتناوله وسائل الإعلام والمتمثلة في قناة العالم وقناة الكوثر وإذاعة طهران تكشف
الجهة التي تدعم وتمول الحوثيين".
وإعلاميا هاجم موقع حزب المؤتمر الحاكم باليمن على شبكة الإنترنت (المؤتمر.نت) بشدة
ما أسماها ب"أبواق النظام الفارسي الإعلامية"، وقال إنها "سعرت حملتها على اليمن
منذ بدء عمليات الجيش ضد عناصر التخريب والإرهاب في محافظة صعده متجاوزة بذلك
الأخلاق المهنية والسياسية والتي تقضي بعدم التدخل في شئون الدول الداخلية".
وأضاف موقع "المؤتمر.نت" أن "قناة العالم الإيرانية والمنابر الموالية لطهران كشفت
مجدداً عن الوجه القبيح لأبواق التخريب خارج حدود اليمن لتفرض على الإعلام اليمني
بمختلف توجهاته واجبًا وطنيًّا يقضي بمواجهة آلة التضليل الإيرانية ومساندتها لعناصر
التخريب في محافظة صعدة".
الرياض بدورها اكتفت بالصمت أمام المزاعم الإيرانية، لكن إعلامها دخل على خط المواجهة،
فقالت صحيفة "الوطن" .. "كانت الحركة الحوثية في اليمن بحاجة إلى ذراع إعلامية فتبرعت
قناة (العالم) الإيرانية بأن تلعب الدور".
وأضافت الصحيفة: "تكشف القناة الإيرانية بكل وضوح أن السياسة الإيرانية انتقلت نحو
بؤرة إيرانية جديدة في خاصرة العالم العربي بعد (حركة) حماس و(جماعة) حزب الله،
انتقلت إيران من مربع الشكوك إلى دائرة اليقين لمن لم يزل في ظنون وأوهام من لعبة
إيران الكبرى في خريطة العالم العربي".
"لبنان جديد"
المحلل السياسي اليمني عبد الرقيب منصور اعتبر أن "مسألة الدعم الإيراني للحوثيين الشيعة
المرابطين قرب الحدود الجنوبية الغربية للسعودية لم تعد خافية على أحد، والرياض بدورها
تتخوف من كماشة إيرانية تحيط بها من جهة حدودها مع العراق ومع اليمن".
وأردف منصور قائلا:-
"من هنا يمكن القول إن الصراع في شمال اليمن الآن أصبح سعوديا- إيرانيا كما في لبنان،
حيث تدعم إيران حزب الله الشيعي الذي يتزعم المعارضة،
وتدعم السعودية تيار المستقبل السني زعيم الأغلبية النيابية".
وأضاف أن:- "أي حل في صعدة في ظل اللعبة الإقليمية بات مرهونا بتوافق سعودي إيراني
تماما مثل الحالة اللبنانية، مع الفارق المتمثل في القوة النسبية للدولة اليمنية عن نظريتها اللبنانية
وكذلك ضعف الحوثيين مقارنة بحزب الله في الجنوب اللبناني المدعوم من إيران".
واعتبر منصور أن "توسيع الحوثيين لمسرح العمليات في الأيام الأخيرة بغية الوصول لساحل
البحر الأحمر القريب من صعدة يؤكد التدخل الإيراني في هذا الصراع".
وأوضح بقوله:-
"التوسع الحوثي ناحية البحر الأحمر له هدفان إستراتيجيان، الأول هو الحصول على الإمدادات
اللوجستية من إيران لقتال الجيش اليمني، والأخير هو إيجاد موطئ قدم إيراني على ساحل
البحر الأحمر ذي الأهمية الإستراتيجية في حركة الملاحة الدولية، ليصبح ورقة جديدة في حوزة
طهران تستفيد بها في مفاوضاتها مع الأمريكيين على ملفها النووي".
أساس مذهبي
بجانب الدوافع السياسية للصراع اعتبر المحلل السياسي اليمني محمد الغباري أن
"المسألة الطائفية حاضرة بقوة في خلفية الصراع السعودي- الإيراني شمال اليمن".
وأضاف الغباري:- "أتوقع أن يكون اليمن ساحة مفتوحة للفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، كما
الحال في العراق؛ لأن المشكل القائم بين الحوثيين والدولة اليمنية قائم على أساس مذهبي، وهو
ما جعل السلفيين يدخلون على خط الاشتباك معهم، لا حبا في نظام (الرئيس علي) عبد الله صالح
لكن انتصارا للمذهب السني".
واعتبر أن "هذا الصراع السعودي- الإيراني سيرفع من وتيرة الاشتباكات المذهبية التي بدأت
فعلا حتى مع تيارات سنية توصف بالمعتدلة، مثل حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)".
ويرفض الحوثيون -وهم من الطائفة الزيدية الشيعية- النظام اليمني الحالي الذي يعتبرونه
غير شرعي، ويدعون إلى إعادة حكم الأئمة الزيديين الذين أطيح بهم في انقلاب عسكري عام 1962،
كما يدعون إلى استخدام العنف ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب السلطات اليمنية
التي أكدت عدم وجود صلة بينهم وبين تنظيم القاعدة.
ويقود الحوثيين حاليا شخص يُدعى عبد الملك الحوثي، ويتمركز تمردهم في المناطق المحيطة
بمدينة صعدة عاصمة محافظة صعدة المتاخمة للحدود السعودية، وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة
ينتمي معظم سكانها إلى الطائفة الزيدية، يشار إلى أن السنة يشكلون معظم سكان اليمن البالغ عددهم
19 مليون نسمة ، فى حين يمثل الشيعة نحو 15%
غفر الله لسما وعفا عنها ورحمها