الأزواج : إياس بن البكير الليثي
الأولاد : محمد
محل الإقامة : المدينة المنورة
تاريخ الوفاه : السنة 45 هـ .
- الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية صحابية جليلة من بني النجار أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبوها من كبار الصحابة البدريين ؛حيث شهد غزوة بدر وقتل فيها " أباجهل " - لعنه الله - ونشأت الربيع في بيت أبيهاعلى مكارم الأخلاق وجميل الصفات ؛ وغرس فيها والدها حب الجهاد في سبيل الله ؛ والغزومع النبي- صلى الله عليه وسلم -
- ولما بلغت الربيع مبلغ النساء وتزوجت من ابن عم لها هو الصحابى " إياس بن البكير الليثي ؛وحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - زواجها وجلس على فراشها صلة لرحمها وتحكي الربيع هذا الامر فتقول : "جاء النبي- صلى الله عليه وسلم - يدخل حين بُنِىَّ عليَّ ؛ فجلس على فراشي " ( رواه البخارى ) .
- وشاركت "الربيع " في الغزو مع النبي- صلى الله عليه وسلم - ؛ فكانت تخرج تداوي الجرحى وترد القتلى إلى المدينة المنورة ؛ كما أنها كانت من المبايعات تحت الشجرة أثناء صلح الحديبية ؛ وهى البيعة التي عرفت باسم بيعة الرضوان وخلعت " الربيع "نفسها من زوجها أثناء خلافة عثمان بن عفان - رضى الله عنه - إذ قالت لزوجها أختلع منك بجميع ما املك ؟ فوافق زوجها ؛ ودفعت له كل ماتملك غير درع لها ؛ فاختصمها إلى عثمان بن عفان أثنا حصاره سنة 35 فقال لها عثمان الشرط أملك ؛ فخذ كل شيء حتى عقاص رأسها إذا شئت فدفعت له الربيع درعها وقد عمرت حتى توفيت سنه (45هـ ) وقيل بل توفيت في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين .
- الربيع بنت معوذ كانت من الصحابيات المجاهدات ؛ فلم يمنعها كونها امرأة أن تخرج للجهاد في سبيل الله ؛ وكانت تقدم في الجهاد ما تستطيع أن تقدمه المرأة من مداواة للجرحى ونقل للقتلى ؛ وسقاية للجند وهى بذلك تسد ثغراً ومكاناً في الجيش المجاهد حيث كان لابد أن يسند إلى الرجال ؛ وكانت أيضاً الربيع من المبايعات تحت شجرة الحديبة في بيعة الرضوان وهى البيعة التى عرفت ببيعة الموت حيث بايع الصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - على الموت في سبيل الله عندما أُشِيع أن المشركين قتلوا عثمان بن عفان
- وعرف عن الربيع جرأتها ومن مواقفها في ذلك أن امرأة كانت تدعى أسماء بنت مخرمة كانت تبيع العطر ؛ رأت الربيع ؛ فقالت لها : أنت ابنة قاتل سيده تقصد قتل أبيها لأبى جهل - لعنه الله - أثناء (غزوة بدر) فقالت لها الربيع ؛ بل أنا ابنة قاتل عبده ، وأبت أن تشتري من عطر هذه المرأة شيئاً .
- الربيع بنت معوذ من النساء المسلمات اللاتى حظين بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والخروج معه في الغزوة الجهاد وممن زكاهن القرآن الكريم ؛ لآنها شهدت بيعة الرضوان قال تعالى : " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " (الفتح آية 18 ) كذلك كانت الربيع ترتبط بصلة من القرابة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من ناحية أمه " آمنة بنت وهب " ؛ إذ أخواله من بني النجار .
- روت الربيع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (21) حديثاً وروى لها البخاري ومسلم وغيرهم وروى عنها خالد بن ذكوان ؛ وعائشة بنت أنس ؛وسليمان بن يسار ؛ورجال من المدينة المنورة
- قالت الربيع : "كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونسقى القوم ونخدمهم ؛ونرد القتلى والجرحى إلى المدينه " (رواه مسلم ) .
- وعن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت : " دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة بُنِىَّ عليَّ ؛ فجلس على فراشي كمجلسكَ مني ؛ وجويريات يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائهن يوم بدر ؛ حتى قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غدٍ ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " لاتقولي هكذا وقولى ما كنت تقولين " (رواه البخارى ) .
- سألها يوماً محمد بن ياسر أن تصف له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا بني لورأيته ؛ لرأيت الشمس طالعة .
- توفيت الربيع بنت معوذ سنه (45هـ ) وقيل بل عمرت دهراً طويلا حتى توفيت في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين

أمامة بنت أبى العاص بن الربيع القرشية العبشمية
الأم : زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
الأزواج : على بن أبى طالب ، ثم المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب .
الأولاد : قيل ولدت للمغيرة بن نوفل يحيى وبه كان يكنى .
محل الإقامة: مكة المكرمة - ثم المدينة المنورة .
تاريخ الوفاة
ماتت فى خلافة معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنها وأرضاها .
- أمامة بنت أبى العاص ابنة السيدة زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدتها السيدة خديجة بنت خويلد وهى من آل بيت النبوة من آل بيت الطهر والنقاء ولها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة عظيمة لكونها الحفيدة الأولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عاشت فى بيت عرف بالطهر والنقاء وعرف أبوها بصدق تجارته ومعاملته للناس فى الجاهلية حتى لقب بالأمين ، تأخر إسلام أبيها إلى السنة السابعة من الهجرة ، ولدت أمامة فى عهد جدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله يحبها وينشرح صدره لرؤيتها .
وماتت أمها السيدة زينب بعد هجرتها إلى المدينة متأثرة بما حدث لها من هبار بن الأسود لما روعها برمح فى طريق هجرتها وماتت بالمدينة المنورة ، ومازالت أمامة دون البلوغ وحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنته زينب ووجد فى ابنتها أمامة صورة حية من أمها الراحلة فخففت عنه حزنه - صلى الله عليه وسلم - وحظيت أمامة وهى صغيرة بحب وحنان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان - صلى الله عليه وسلم - يحملها على عنقه فى صلاته ، فلقد روى أبو داود عن قتادة أنه قال : بينما نحن ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبى العاص بنت ابنته على عنقه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مصلاه وقمنا خلفه وهى فى مكانها الذى هى فيه ، قال : فكبر فكبرنا ، قال : حتى إذا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يركع أخذها فوضعها ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجود ثم قام أخذها فردها فى مكانها فمازال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع بها ذلك فى كل ركعة حتى فرغ من صلاته . ومات أبوها أبو العاص فى عهد أبى بكر الصديق فى السنة الثانية عشرة للهجرة وأوصى بابنته أمامة إلى ابن خاله الزبير بن العوام وكان الإمام على بن أبى طالب متزوجا من فاطمة الزهراء وكانت فاطمة قد أوصت عليا أن يتزوجها بعد موتها فتزوجها الإمام على بن أبى طالب من الزبير بن العوام فى خلافة عمر بن الخطاب وبقيت عند على بن أبى طالب حتى قتل وحضرته عند وفاته فقال لها حين حضرته الوفاة : " إنى لا آمن أن يخطبك معاوية - بعد موتى فإن كان لك فى الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عشيرا " ومات عنها الإمام على ولم تنجب له ولدا ولما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان بن الحكم يأمره أن يخطبها عليه فلما جاءها ذهبت إلى المغيرة بن نوفل ، قال ابن سعد أخبرنا ابن فديك عن أبى ذئب أن أمامة بنت أبى العاص قالت للمغيرة بن نوفل إن معاوية خطبنى . فقال لها : أتتزوجين ابن آكلة الأكباد فلو جعلت ذلك إلى ؟ قالت : نعم قال : قد تزوجتك فتزوجها .
- وأقامت مع زوجها المغيرة حتى ماتت ولم تلد لعلى ولا للمغيرة ولدا إلا أن عز الدين بن الأثير فى أسد الغابة قال : ولدت للمغيرة . يحيى وبه كان يكنى رضي الله عنها .
- حزنت أمامة بنت العاص على موت الإمام على بن أبى طالب حزناً شديداً حتى إن أم الهيثم النخعية تصف حزن أمامة رضى الله عنها فتقول
أشاب ذؤابتى وأذل ركنى ذأمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها إليه فلما استيأست رفعت رنينا
- ولما أرسل معاوية فى خطبتها ، أرسلت إلى المغيرة : إن هذا قد أرسل يخطبنى فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه . (رواه عمر بن شبه عن علي بن محمد النوفلي) .
- السيدة أمامة بنت أبي العاص من آل بيت النبوة ولها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة عظيمة وكان يهديها ما يهدى إليه - صلى الله عليه وسلم -
- عن عائشة رضى الله عنها قالت : إن النجاشى ملك الحبشة أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلقة فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى فأخذه رسول الله وإنه لمعرض عنه ثم دعا إلى ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص فقال : " تحلى بهذا يا بنية " .(رواه بن ماجة في سننه : كتاب اللباس)
- وعن عائشة رضى الله عنها قالت : أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلادة من جذع " خرز " ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات فى بيته كلهن وأمامة بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى بنت أبى العاص بن الربيع جارية تلعب فى جانب البيت بالتراب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كيف ترين هذه ؟ " فنظرت إليها فقلن : يا رسـول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب . فقال - صلى الله عليه وسلم - : " ارددنها إلى " فلما أخذها قال : " والله لأضعنها فى رقبة أحب أهل البيت إلى " قالت عائشة : فأظلمت على الأرض بينى وبينه خشية أن يضعها فى رقبة غيرى منهن ولا أراهن إلا قد أصابهن مثل الذى أصابنى ووجمن جميعا فأقبل - صلى الله عليه وسلم - حتى وضعها فى رقبة أمامة بنت أبى العاص فسرى عنا .
- وهى زوجة خليفة رسول الله الإمام على بن أبى طالب وبنت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
- وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملها على عاتقه فى صلاته ويحبها حبا عظيما لا يشاركها فى هذا الفضل إلا الحسن والحسين رضى الله تعالى عنهم جميعًا .
لم يذكر أصحاب السنن أن لها رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
- أقامت أمامة بنت أبي العاص عند زوجها المغيرة حتى وافتها المنية فى خلافة معاوية بن أبى سفيان وبموتها انقطع عقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

نَسِيبة بنت كعب بن عمرو - أم عمارة
الاسم: نَسِيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية.
الكنية: أم عمارة.
اللقب: الأنصارية النجارية الخزرجية
اسم الأم: الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد
الأزواج: زيد بن عاصم ثم غزية بن عمرو
الأولاد: لها أربعة أولاد؛ حبيب وعبد الله ابنا زيد بن عاصم، تميم بن غزية بن عمرو، وخولة بنت غزية.
- أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول ، الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية، كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين، وهى إحدى المرأتين اللتين شرفهما الله بهذه البيعة، هي وأم منيع أسماء بنت عمرو، وهكذا أسلمت أم عمارة مع السابقين وبايعت مع المبايعين، لم يكن إسلامها تقليدا لأسرة، ولا تبعية لزوج، ولكنه كان إسلام العقل والقلب والإرادة، فوهبت نفسها لهذا الدين الذي آمنت به، تعمل به وله، وتجاهد في سبيله في البيت وفى المسجد وفى الميدان، وشهدت أحدا والحديبية ويوم حنين ويوم اليمامة وجاهدت وفعلت الأفاعيل، وقُطعت يدها في الجهاد.
- شهدت نسيبة بنت كعب أحدا مع زوجها غزية بن عمرو ومع ولديها، خرجت تسقي ومعها شن، وقاتلت وأبلت بلاء حسنا، وجرحت اثني عشر جرحا، وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا، قالت: سمعت رسول الله - صلى عليه وسلم - يقول: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" 0(رواه ابن سعد) ، وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها علي وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا، وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها، وكان أعظم جراحها فداوته سنة، ثم نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حمراء الأسد، فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم رضي الله عنها ورحمها.
- عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه (ندافع)، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى رجلا موليا ومعه ترس، فقال: "ألق ترسك إلى من يقاتل". فألقاه فأخذته فجعلت أترس به عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله، فيقبل رجل على فرس فيضربني، وترست له فلم يصنع شيئا، وولى فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصيح: "يا ابن أم عمارة أمك أمك"، قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت).
فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله - أهل بيت-" (رواه ابن سعد) .
- عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ (يقصد يوم أحد) جرحا، وجعل الدم لا يرقأ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اعصب جرحك، فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقوها، فربطت جرحي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف، فقال: "انهض بني فضارب القوم"، وجعل يقول: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة". فأقبل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله: "هذا ضارب ابنك" قالت: فاعترضت له فضربت ساقه فبرك. فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبتسم حتى رأيت نواجذه، وقال: "استقدت يا أم عمارة (أي أخذت ثأرك)"، ثم أقبلنا نُعِلُّه بالسلاح (أي نتابع ضربه) حتى أتينا على نفسه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحمد لله الذي ظفرك" (رواه ابن سعد).

- وخرجت مع المسلمين بعد وفاة رسول الله في خلافة أبي بكر في حروب الردة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة ورجعت وبها عشر جراحات من طعنة وضربة، وقطعت يدها، فقدمت المدينة وبها الجراحة، فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة يأتيها يسأل عنها، وكان ابنها حبيب قد قتل في معركة اليمامة.
- كانت أم عمارة طموحا، عالية الهمة، عابدة مجاهدة تقية، كثيرة الصوم والنسك ، أتت رسول الله تقول: يا رسول الله، ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يُذكرن في شيء، فاستجاب الله لها، ونزل أمين السماء إلى أمين الأرض بقرآن يتلى يسجل فيه موقف المرأة بجانب الرجل صراحة لا ضمنا، وقصدا لا تبعا، قال تعالى: " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِين وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " (الأحزاب: 53).
- دعا الرسول-صلى الله عليه وسلم- لها يوم أحد ولأبنائها، فعن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدا فلما تفرقوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دنوت منه أنا وأمي نذب عنه، فقال: "ابن أم عمارة" قلت: نعم. قال: "ارم"، فرميت بين يديه رجلا بحجر وهو على فرس، فأصبت عين الفرس، فاضطرب الفرس فوقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبتسم، ونظر إلى جرح أمي على عاتقها فقال: "أمك أمك اعصب جرحها، اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، قلت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا. (رواه ابن سعد).
- وروى أن عمر بن الخطاب أتى بمروط، فكان فيها مرط جيد واسع (المِرْطُ بكسر الميم واحد المُرُوطِ وهي أكسية من صوف أو خز كان يُؤتزر بها (المصدر: مختار الصحاح))، فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمنه كذا وكذا فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد، وكانت في بداية زواجها بابن عمر، فقال عمر: أبعث به إلى من هو أحق به منها أم عمارة نسيبة بنت كعب، سمعت رسول الله يقول يوم أحد: "ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني".
- عن أم عمارة قالت: كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله ليلة العقبة والعباس آخذ بيده، فلما بقيت أنا وأم منيع نادى زوجي غزية بن عمرو : يا رسول الله..هاتان امرأتان حضرتا معنا تبايعانك، فقال: قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء.
- سمعت أم عمارة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، وروت عن النبي أحاديث، وروى حديثها الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة لهم يقال لها ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب أن النبي دخل عليها فقدمت إليه طعاما، فقال: "كلي". فقالت: إني صائمة، فقال: إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة
- وأخرج أبو داود من طريق شعبة عن حبيب الأنصاري سمعت عباد بن تميم يحدث فيقول عن عمتي وهي أم عمارة أن النبي توضأ فأتى بإناء فيه قدر ثلثي المد.
- أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد قال سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن جدته أم عمارة بنت كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فدعت له بطعام فدعاها لتأكل، فقالت: إني صائمة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا".
- ظلت أم عمارة تواصل جهادها وتؤدى دورها فى خدمة الإسلام، وظلت آثار جراحها في ساحات الجهاد مفخرة ناطقة لها في الدنيا، وشاهدة لها عند الله في الآخرة، حتى توفاها الله على خير ما كانت عليه، فرضي الله عنها وأرضاها، وقيل : إنها توفيت في خلافة عمر رضي الله عنه.
نسيبة بنت الحارث (أم عطية)
الاسم : نسيبة بنت الحارث الأنصارية
الكنية : أم عطية الأنصارية
محل الإقامة : المدينة المنورة - البصرة
أم عطية الأنصارية من الصحابيات الجليلات المجاهدات فى سبيل الله ، وهى امرأة من الأنصار ، اشتهرت بكنيتها ، أما اسمها فهو نسيبة بنت الحارث ، وقيل نسيبة بنت كعب »
" وكانت أم عطية " من المجاهدات الصحابيات ، فخرجت للغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع مرات ، كانت تداوي فيهن الجرحى ، وتسعف المصابين ، وتسقي العطشى ، وتنقل القتلى إلى المدينة المنورة . ھ
- وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- انتقلت " أم عطية " إلى الإقامة فى البصرة وكانت من فقيهات الصحابيات وأخذ عنها كثير من أهل البصرة الفقة خاصة فقة الجنائز وغسل الميت .
- أم عطية الأنصارية من الصحابيات المجاهدات فى سبيل الله ، فتحكي عن نفسها فى الغزو والجهاد فتقول : " غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم فأصنع لهم الطعام ، وأداوي الجرحى ، وأقوم على المرضى " (رواه مسلم ) ،ومن الغزوات التى شهدتها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- عزوة خيبر .
- كذلك كانت من الصحابيات الفقهيات اللاتى أخذ عنهن اهل البصرة العلم خاصة فقة الجنائز والغسل .
- أم عطية الأنصارية من الصحابيات الجليلات اللاتى جمعن بين شرف صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم- ، والجهاد معه فى سبيل الله ، ونشر العلم والفقه بين المسلمين فهى قد جمعت بين الصحبة والجهاد والعلم ، وهذا شرف لم ينله إلا القليل من النساء. :
ذوكان عدد غزواتها مع النبي-صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات.
وهى التى غسلت زينب بنت النبي-صلى الله عليه وسلم - بعد موتها .
- روت أم عطية الأنصارية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وبلغ جملة ما روته (40) حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة منها ، وللبخاري حديث ولمسلم آخر.
- وروى عنها أنس بن مالك ، ومحمد بن سيرين ، وحفصة بنت سيرين ، وجماعة كبيرة من التابعين ، ومما روته
- عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم فأصنع لهم الطعام ، وأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى "
(رواه مسلم).
- عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " نهينا عن اتباع الجنائز ، ولم يعزم علينا "
(رواه البخارى).
- عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تخرج فى العيدين العواتق وذوات الخدور " ( الصحيحين ) .
