قهوتنا على الانترنت
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 42

الموضوع: نساء خالدات

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    نساء حول الأنبياء والرسل عليهم السلام


    مريم بنت عمران


    يقول الله تبارك و تعالى في القرءان الكريم:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً}، و يقول ربنا عز من قائل:

    { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين و هي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت على أذى قومها و كانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز و جل بكرامات ظاهرة و اصطفاها من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر و السيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم و الحديث النبوي الشريف فقد قال الله عز و جل في محكم تنزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ
    إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك و اجتباك و فضلك.


    قال النبي عليه الصلاة و السلام:" و خير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر.



    فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم عليها السلام على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و سلم ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه السلام ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه و سلم كما قال بذلك العلماء.



    وأما ولادة السيدة مريم عليها السلام و نشأتها فقد كانت أمها وهي امرأة عمران و طلبت من الله عز و جل أن يرزقها ولداً صالحاً و نزرت أن تجعله خادماً في بيت المقدس لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكراً و لأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيت المقدس موضع العبادة و لا يلحقه عيب بذلك و لكن الله تبارك و تعالى شاء لامرأة عمران أن تحمل بأنثى تكون سيدة نساء العالمين و أماً لنبي من أولي العزم من الرسل و هو عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام، و لما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتها مريم و تولاها الله سبحانه و تعالى برحمته و عنايته و شاء الله عز و جل لنبيه زكريا عليه السلام، أن يتكفلها دون غيره من الرجال.



    فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام و الأخلاق الحسنة و ينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم عليها السلام صالحة عفيفة طاهرة من الذنوب و المعاصي عارفة بالله عز و جل و تقية و ولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل و أطراف النهار فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه و تعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب و بعد أن يغلق عليها أبواب المسجد كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء و فاكهة الشتاء في الصيف كرامة لها من الله عز وجل يقول الله تعالى: { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.



    ثم ان الله عز و جل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى عليه السلام من غير أب و كان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى و كان و تحقق ما شاء الله و قدر في الأزل يقول الله تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، و يقول ربنا عز من قائل:{ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، و المعنى أن ما شاءه الله تعالى و قدره في الأزل فإنه يكون و يوجد بلا تأخر و لا ممانعة له من أحد و هذا ما حصل في أمر عيسى المسيح عليه السلام فذات يوم تنحت السيدة الجليلة مريم عليها السلام عن الناس و اعتزلت من أهلها لتقضي أمراً ما فخرجت إلى شرق المحراب الشريف الذي كانت تعبد الله عز و جل فيه حتى صارت بمكان يلي المشرق و كانت الشمس المشرقة قد أرسلت عليها أشعتها فأظلتها حتى لم يعد يراها أحد من الخلق و في تلك اللحظات التي كانت فيها مريم عليها السلام تقضي حاجتها متوكلة على الله عز و جل أرسل الله سبحانه و تعالى إليها أمين الوحي جبريل عليه السلام و كان متشكلاً فظنته مريم عليها السلام إنساناً و خافت أن يتعرض لها بسوء و أذى فقالت له " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "، أي إذا كنت تقياً فلا تتعرض لي بسوء فطمأنها جبريل عليه السلام و أخبرها أن الله تعالى أرسله إليها ليهبها ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب و هنا قالت له مريم عليها السلام على سبيل التعجب و الإستعلام " أنى يكون لي غلام و لم يقربني زوج و لم أكن فاجرة زانية"، فأجابها ملك الوحي جبريل عليه السلام:" هكذا قال ربك، إن خلق ولد من غير أب هين عليه و ليجعله علامة للناس و دلالة على عظيم قدرته سبحانه و تعالى و ليجعله رحمة و نعمة لمن اتبعه و صدقه و ءامن به و كان خلقه أمراً محكوماً شاءه الله تبارك و تعالى و قدره فلا يرد و لا يبدل"، و كان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم فنفخه في جيب درعها فحملت من وقتها بقدرة الله و مشيئته بعيسى عليه السلام و تنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام كما شاء ربنا تبارك و تعالى و قدر في الأزل يقول الله عز و جل:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.



    و استمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء بعدد من الأشهر ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس خوفاً من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج و لما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد جاءها المخاض و هو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة و قد اشتد همها و كربها و قالت:" يا ليتني مت قبل هذا الأمر و قبل هذا اليوم و لم أكن شيئاً "، و هنا جاءها الفرج و اليسر بعد العسر فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها و نادها من مكان منخفض من المكان الذي كانت فيه " ألا تحزني "، و كان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج و بسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة و السلام فطمأنها جبريل عليه السلام و بشرها بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهراً صغيراً عذباً فراتاً و أنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني و أن تأكل و تشرب مما رزقها الله عز و جل و أن تقر عينها و تفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام و أن تقول لمن رءاها و سألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحداً؟ و بعد أن ولدت السيدة الجليلة مريم عليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه و سلم انطلقت به إلى قومها و كان قومها قد انطلقوا يطلبونها و يبحثون عنها فلما رأتهم من بعيد حملت ولدها عيسى عليه السلام و ضمته بين ذراعيها برأفة و حنان ثم أتتهم به و هي تحمله فتلقتهم به و هي تحمله و قلبها كله ثقة و توكل على الله عز و جل و حين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم عليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك و قالوا لها مندهشين " من يكن في المهد صبياً كيف نكلمه " فأنطقه الله تبارك و تعالى الذي أنطق كل شىء أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح:" إني عبد الله ءاتاني الكتاب و جعلني نبياً و جعلني مباركاً أينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حياً و براً بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقياً و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً "، أنطقه الله عز و جل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة، فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه و سلم تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه و تعالى و التي انقطعت لعبادة ربها و خالقها عز و جل و كانت خير مثال للمرأة التقية التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية غير معترضة على ربها حتى نالت هذه المنزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين لذلك ذكرها الله تعالى بإسمها في القرءان الكريم من بين النساء و أثنى عليها الثناء الحسن يقول الله تعالى في القرءان الكريم:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، و يقول الله تعالى أيضاً في الثناء على السيدة مريم:{ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ} فكم هو حري بالنساء في كل زمان و مكان و على مر الدهور و الأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلة مريم عليها السلام و يتخذنها قدوة حسنة في حياتهن و سلوكهن ليكتسبن المعالي و الدرجات العالية و ليحُزن رضى خالقهن سبحانه و تعالى و نسأل الله تبارك و تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة و يرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه و سلم و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.






    السيدة هاجر المصرية




    الاسم
    هاجر المصرية
    الكنية
    أم إسماعيل - أم الذبيح - أم العرب
    اللقب
    المصرية
    الأزواج
    نبى الله الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
    الأولاد
    نبى الله إسماعيل عليه السلام
    محل الإقامة
    مصر - فلسطين - مكة أرض الله الحرام



    السيدة هاجر المصرية زوجة نبى الله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكان ملك مصر قد أهداها للسيدة سارة زوجة إبراهيم لما قدمت مصر، وأراد الملك بها سوءا، ولكنه لم يقدر عليها فقد حفظها الله سبحانه وتعالى من كيد هذا الملك، فأهداها الملك هاجر، ورجع إبراهيم وزوجته سارة إلى فلسطين ومعهما هاجر




    وقد ذكرت كتب التاريخ روايات متعددة فى تحديد اسم القرية المصرية التى كانت تقيم بها هاجر قبل رحيلها إلى فلسطين مع نبى الله إبراهيم وزوجه سارة ، فيقال: كانت من قرية قريبة من "أم دنين"، ويقال: كانت من "منف" القرية المصرية القديمة المشهورة، وقد روى فى ذلك أنها كانت زوجة لأحد أمراء "منف"، وقتل فى أثناء مواجهة المصريين للهكسوس عند دخولهم منف، وفى هذا الوقت أسرت هاجر، فاتخذها ملك الهكسوس ( الذى حدثت له تلك الوقعة مع سارة ) جارية له، ثم أهداها لسارة فيما بعد. ويقال: كانت من قرية من قرى سيناء تلقب "بأم العرب" ويرجح أن هذه القرية هى مدينة "بلوز" التى كانت تقع عند مصب فرع قديم لنهر النيل يعرف باسم الفرع البلوزى فى شرقى الدلتا. وقد عرف العرب مدينة "بلوز" باسم "الفرما" التى ما زالت أطلالها تقع اليوم إلى الشرق من مدينة بور سعيد الحالية، وهذا هو المشهور.



    - وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم، وقالت إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله يرزقك منها ولدا، فقد كانت السيدة سارة عقيما لا تلد، وكانت تعلم اشتياق زوجها إبراهيم عليه السلام إلى الولد، فدخل إبراهيم عليه السلام بهاجر، فحملت منه، وبعد فترة الحمل ولدت هاجر ولدا، وسماه إبراهيم إسماعيل، وفرح إبراهيم بولده فرحا شديدا، فقد رزقه الله به على كبر سنه، وبعد اشتياق كبير للولد.

    ولأمر أراده الله هاجر إبراهيم بهاجر وولدها الرضيع إسماعيل إلى جزيرة العرب، فرضيت هاجر بقضاء الله وقدره، ولم يكن معها إلا قليل من التمر والماء، وأكرمها الله بأن فجر لها ولوليدها عين زمزم، وعمر المكان بالناس، وكبر إسماعيل، وعندما أمر الله إبراهيم ببناء البيت ساعده إسماعيل حتى أتما البناء، وكان إبراهيم يأتى إليهما كل فترة ليزورهما، وعاشت هاجر إلى جوار بيت الله الحرام حتى توفاها الله سبحانه، فدفنها إسماعيل فى الحجر، ولما علم إبراهيم بوفاتها جاء إلى مكة وزار قبرها، ودعا لها.



    هاجر إبراهيم بزوجه هاجر وطفلهما الرضيع إسماعيل إلى حيث مكة اليوم، فلما تركهما هناك وولى ظهره عنهما، قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه، وقالت، يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا ههنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلم يجبها، فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: فإذا لا يضيعنا.



    ولم يكن مع هاجر إلا جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه: فقال " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " (إبراهيم : 73).



    وجعلت أم إسماعيل ترضع اسماعيل، وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه وهو يتألم فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات.



    قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلذلك سعى الناس بينهما". فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت: صه (تريد نفسها) ثم تسمعت فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف.



    قال ابن عباس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا " (رواه البخارى). فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله.

    - وشاء الله سبحانه أن يجعل سعى هاجر رضى الله عنها بين الصفا والمروة شعيرة من شعائر الحج ليتذكر الناس ما عانته هاجر هى ورضيعها، ثم يتذكرون رحمة الله التى أدركتهما عندما يشربون من زمزم التى جعلها الله سقيا إسماعيل.



    وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا بعضهم ليبحثوا الأمر، فإذا هم بالماء فرجعوا، فأخبروهم بالماء، فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا: تأذنين لنا أن ننزل عندك، قالت: نعم ولكن لا حق لكم في الماء. قالوا: نعم ، وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم، وعمر المكان، وشب إسماعيل بينهم وتعلم العربية منهم، وكان إبراهيم يذهب لزيارة هاجر وولده إسماعيل كل فترة من الزمن.



    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا، فإن لكم منهم ذمة ورحما" (رواه مسلم مع زيادة فى اللفظ) ، ويقصد بالرحم أن هاجر أم إسماعيل كانت من مصر ، وفى رواية أخرى: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط. فاستوصوا بأهلها خيرا. فإن لهم ذمة ورحما" (رواه مسلم)



    عن ابن عباس قال: أول ما اتخذ الناس المنطق من قِبَل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة. (رواه البخارى)، والمِنْطق: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها، فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، والأسفل ينجر على الأرض.



    وفى حديث أبى هريرة عن قصة سارة مع ملك مصر، ونجاة سارة من كيد الملك، قالت سارة لما خرجت من عنده لإبراهيم لما سألها عما حدث: "كفى الله كيد الفاجر الكافر وأخدم هاجر" قال محمد بن سيرين: فكان أبو هريرة إذا حدث هذا الحديث يقول"فتلك أمكم يا بني ماء السماء"
    يقصد هاجر - رضى الله عنها



    عاشت هاجر مع ولدها إسماعيل إلى جوار بيت الله الحرام، عابدة طائعة تقية لله، حتى جاءها الأجل المحتوم، ووافتها المنية وعندها من العمر 90 سنة، فدفنها إسماعيل فى الحجر بجانب بيت الله، ليستقر جسدها فى تلك البقعة المباركة






    سارة بنت هاران
    زوجة نبي الله ابراهيم عليه السلام





    الاسم
    سارة بنت هاران بن ناحور ويصل نسبها إلى نوح عليه السلام، وهى بنت عم إبراهيم عليه السلام.


    الكنية

    أم إسحاق

    الأزواج
    نبىّ الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام .

    الأولاد
    إسحاق عليه السلام .

    محل الإقامة
    بابل - فلسطين .


    سارّة بنت هاران ( عم إبراهيم الأكبر) بن ناحور، ويرجع نسبها إلى نبىّ الله نوح عليه السلام، وقد ولدت فى أرض بابل، وآمنت بإبراهيم عليه السلام، وهاجرت مع زوجها إبراهيم الخليل وابن أخيه لوط إلى أرض فلسطين، وعندما حدث جفافُُ فى أرض فلسطين هاجرت مع زوجها إبراهيم إلى مصر، وهناك تعرضت لمحنةٍ عظيمةٍ مع ملك مصر، ولكنّ الله حفظها ونجّاها ، فعادت مع زوجها إبراهيم عليه السلام مرةً ثانيةً إلى الأرض المقدسة فى فلسطين، واستقرّت بها، وكانت سارةُ عقيمًا لاتلد ، فلما رأت اشتياق زوجها للولد وهبته جاريتها هاجر التى أهداها لها ملك مصر، فتزوّج إبراهيم من هاجر وولدت له إسماعيل عليه السلام، وشاءت إرادة الله أن تحمل سارة وهى فى سنّ الشيخوخة وتلد نبى الله إسحاق عليه السلام.

    لمّا اشتد الجفاف بأرض فلسطين قرّر إبراهيم عليه السلام الهجرة بزوجته وابن أخيه لوط إلى مصر، وكان بها ملكُُ مولعُُ بالنساء الجميلات، وكان حرّاسه يبحثون له عن النساء الجميلات، وكانت سارّة من أجمل النساء، وذات حسنٍ باهر، حتى قيل: إنه لم تكن امرأة بعد حواء إلى زمانها أحسن منها رضي الله عنها ، فلما علم الحراس بوجود إبراهيم عليه السلام بمصر ومعه زوجه الجميلة أسرعوا إلى الملك ليخبروه بالأمر، فطلب فرعون من جنوده أن يحضروا سارة، فلما علم إبراهيم بذلك قال لها: "إنه لو علم أنك زوجتى يغلبنى عليك، فإن سألك فأخبريه بأنك أختى، وأنت أختى فى الإسلام، فإنى لا أعلم فى هذه الأرض مسلمًا غيرى وغيرك" .

    وعن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لم يكذب إبراهيم الا ثلاث كذبات ثنتان منهن في ذات الله قوله: إني سقيم، وقوله: بل فعله كبيرهم هذا ، وقال بينا هو ذات يومٍ وسارة اذ أتى على جبارٍ من الجبابرة فقيل له ههنا رجل معه امرأة من أحسن النساء ، فأرسل إليه وسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي. فأتى سارة، فقال: يا سارة، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني ، فأرسل إليها، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده، فأُخذ (أى شُلت يده)، فقال: ادعيِ الله لي ولا أضرك، فدعت الله ، فأطلق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعي الله لي ولا أضرك، فدعا بعض حجبته، فقال: إنك لم تأتني بإنسان وإنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر (أى أعطاها جارية تخدمها تسمى هاجر) فأتته وهو قائم يصلي فأوْمأ بيده مهيم؟ (أى : ماذا حدث) فقالت: ردّ اللهُ كيْد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدمني هاجر" قال أبو هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء. (رواه البخارى).


    - وكان إبراهيم من وقت أن ذُهب بها إلى الملك قام يصلّى لله عز وجل، ويسأله أن يدفع عن أهله، وأن يرد بأس هذا الذى أراد أهله بسوء ، وكذلك فعلت سارة رضى الله عنها، فقد ذكر أنّها لمّا دخلت على الملك قام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي وتقول: "اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علىّ الكافر" (رواه أحمد). فعصمها الله وصانها لعصمة عبده ورسوله وحبيبه إبراهيم الخليل عليه السلام.

    أقبل على إبراهيم ذات يوم جماعةُُ من الضيوف، فاحسن الخليل استقبالهم، وشوى لهم عجلا سمينًا من خيار بقره، فلمّا قرّبه إليهم وعرض عليهم الطعام لم ير لهم همّةً إلى الأكل، فتعجب إبراهيم من شأنهم، عندئذٍ أخبره ضيوفه أنهم ملائكةُُ مرسلون من عند الله إلى قوم لوط بسبب ما يرتكبونه من فسقٍ وفجور وفواحش، فاستبشرت عند ذلك سارة غضبا لله عليهم وكانت قائمة على رءوس الأضياف كما جرت به عادة الناس من العرب وغيرهم، فلما ضحكت استبشارًا، بشرّتها الملائكة بأن الله سيرزقها بولد وهو إسحاق وسيكبر إسحاق وينجب ولدا وهو يعقوب عليهما السلام، فتعجبت سارة من هذه البشرى، وقالت: كيف يلد مثلي وأنا عجوزُُ وعقيمُُ أيضا، وزوجى شيخُُ كبير؟ فقالت الملائكة الكرام: "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (سورة هود الآية 73).

    وكذلك تعجب إبراهيم عليه السلام استبشارًا بهذه البشارة وتثبيتًا لها وفرحًا بها ، فأكّدوا الخبر بهذه البشارة، فبشروهما بغلام عليم، وهو إسحاق،قال الله تعالى: " وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ " (الصافات:112-113).وقال: " وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب * قَالَتْ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (هود:69-73).

    وقال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ * قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ " (الحجر: 51-56).

    وقال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ * فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " (الذاريات:24-30).

    كانت السيدة سارة رضى الله عنها مؤمنةً طائعةً لله، فقد آمنت بالله لما رأت من صدق إبراهيم، وتأييد الله له، وكيف نجّاه من النار.

    وكانت امرأةً كريمةً تحب الضيوف مثل زوجها وتخدمهم وتقدم لهم أفضل ما عندها.
    وفي الحديث: أن خديجة -رضوان الله عليها- بكت، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟ " فقالت: درت لبنة القاسم -أى نزل بعض اللبن من ثديها- فذكرته، (وفي رواية لبينة القاسم) فقال لها: "أما ترضين أن تكفله سارة في الجنة؟ " قالت: لوددت أني علمت ذلك، فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومد إصبعه، فقال: "إن شئت دعوت الله أن يريك ذاك" فقالت: بلى، أصدق الله ورسوله.

    ماتت السيدة سارّة قبل الخليل إبراهيم بفترة، ولها من العمر مائةُُ وسبعُُ وعشرون سنة، فحزن عليها إبراهيم حزنًا شديدًا، ورثاها رحمها الله، وقد دفنت سارّة فى أرض حبرون (مدينة الخليل الآن)، وهى التى دفن فيها الخليل إبراهيم بعد وفاته أيضا، وقيل كان عمرها عندما ماتت 127سنة.







  2. #32
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    بيت الخلافة

    زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد

    نسبها
    هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور الهاشمية العباسية. أم جعفر، زوجة هارون الرشيد وابنة عمه وأم ولده الأمين. ولدت في عام 145هـ، ونشأت وترعرعت في بيت والدها أبو جعفر المنصور، عرفت بكرمها وانفتاحها. وكان والدها أبو جعفر المنصور شديد الحب لها و قد خصها بالرعاية. اسمها أمة العزيز، أو أم العزيز، وغلب عليها لقب (زبيدة)، قيل إن جدها المنصور كان يرقصها في طفولتها ويقول: يا زبيدة فغلب على اسمها. وقد اطلق عليها هذا الاسم لما رأى فيها من ذكاء و نعومة، بالإضافة إلى بنية قوية تشع نضارة،و قد قيل:" لم تلد عباسية قط إلا هي".



    زواجها من هارون الرشيد


    تزوجت هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد. و قد كان يوم زفافها أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ففي أثناء مرور موكبها نثرت عليها اللآلئ الثمينة مما أعاق سيرها

    وبعد أن تزوجت زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
    ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا" الأمين وقد أحبته كثيرًا، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه، وكان شديدًا عليه، تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
    ورأت "زبيدة" زوجة خليفة المسلمين أن تساهم فى الخير، وفى إعمار بلاد الإسلام، فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ ، وأدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق والصعوبات فى الحصول على ماء الشرب، دعت خازن أموالها، وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد، وقالت له : اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا. وحُفر البئر ليشرب منه أهل مكة والحجاج وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة.
    ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون،
    وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛ فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه،
    فقال لها الرشيد : (ويحك، إنما هي أمة محمد، ورعاية من استرعانى طوقًا بعنقى، وقد عرفت ما بين ابنى، وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة؛ فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين، فاتَّقى الله ؛ فوالله إن ابنك لأحب إلىّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان أهلا لها، ونحن مسئولون عن هذا الخلق ؛ فما أغنانا أنا نلقى الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم ؛ فدعينى حتى أنظر فى أمرى).
    وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه "محمد الأمين"، ثم للمأمون من بعده.
    وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين، وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ، وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ، قبل أن أراكَ، ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض . فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال.
    وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة بالخير والبر، فرحمة الله عليها.



  3. #33
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    نساء أخري

    أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها - ذات النطاقين

    نــسبها


    كانت أسمـاء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها - تحملنسباً شريفاً عالياً جمعت فيه بين المجد والكرامة والإيمان ، فوالدها هو صاحبرسول الله، وثاني اثنين في الغار، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه يقولالشاعر:
    ومن من الناس مثل أبـي بـكر…….إنت خلق الخلق بعدالأنبياء

    تزوج النبي صلى الله علية وسلم بعائشة رضي الله عنها، بنت الصديق أحد المبشرين بالجنة، وأفضل الصحابة ، أما عن جدها فهو عتيق والد أبي بكر ويقال: عتيقبن أبي قحافة عثمان بن عامر، القرشي ، التميمي ، ولد بمكة ، ونشأ سيداً من سادات قريش، وغنياً من كبار موسريهم ، وعالما بأنساب القبائل، وأخبارها وسياستها.أما زوج أسماء فحواري رسول الله الزبير بن العوام وأبنها عبد الله بن الزبير بن العوام رضيالله عنهم أجمعين. وأمها قتيلة بنت عبد الغزى، قرشية من بني عامر بن لؤي ، وقداختلفت الروايات في إسلامها ، فإذن هي قرشية تيمية بكرية.



    مولدهـا

    ولدت أسماء في مكة المكرمة في قبيلة قريش ،أخوها عبد الله بن أبي أبكر أكبر من ببضع سنوات وهي أكبر عن السيدة عائشة بعشرسنوات وأختها من أبيها، وهي من الذين ولدوا قبل الهجرة 27عاما.


    إسلامها

    عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية ، فهيمن السابقات إلى الإسلام ، ولقد أسلمت بمكة وبايعت النبي صلى الله علية وسلم علىالأيمان والتقوى، ولقد تربت على مبادئ الحق والتوحيد والصبر متجسدة في تصرفاتوالدها ، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة ، وكان إسلامها بعد سبعة عشرإنساناً


    شخصيتها

    كانت على قدر كبير من الذكاء، والفصاحة فياللسان، وذات شخصية متميزة تعكس جانباً كبيراً من تصرفاتها، وكانت حاضرة القلب،تخشى الله في جميع أعمالها. بلغت أسماء رضي الله عنها مكانة عالية في رواية الحديث، وقد روى عنها أبناؤها عبد الله وعروة وأحفادها ومنهم فاطمة بنت المنذر، وعباد بنعبد الله، وقد روت في الطب ، وكيفية صنع الثريد ، وفي تحريم الوصل وغيرها منأمور.وكان الصحابة والتابعون يرجعون إليها في أمور الدين ، وقد أتاح لها هذا عمرهاالطويل ومنزلتها الرفيعة. تزوجها رجل عفيف مؤمن من العشرة المبشرينبالجنة ، ألا وهو الزبـير بن العوام، فكانت له خيرة الزوجات، ولم يكن له من متاعالدنيا إلا منزل متواضع وفرس، كانت تعلف الفرس وتسقيه الماء وترق النوى لناضحه،وكانت تقوم بكل أمور البيت ، حيث تهيئ الطعام والشراب لزوجها ، وتصلح الثياب،وتلتقي بأقاربها وأترابها لتتحدث عن أمور الدين الجديد ، وتنقل هذا إلى زوجها ، وقدكانت من الداعيات إلى الله جل وعز.ظلت أسماء رضي الله عنها تعيش حياة هانئة طيبةمطمئنة في ظل زوجها مادام الإيمان كان صادقاً في قلوبهم ، وكان ولاؤهم لله واتباعهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. أنجبت أسماء رضي الله عنها أول غلامٍ في الإسلام بعد الهجرة ، وأسمته عبدالله، وكان الزبير قاسياً في معاملته ، ولكنها كانت تقابل ذلك بالصبر والطاعةالتامة وحسن العشرة، وبعد زمن طلقها الزبير بن العوام ، وقيل: إن سبب طلاقها أنهااختصمت هي والزبير ، فجاء ولدها عبد الله ليصلح بينهما ، فقال الزبير: إن دخلت فهيطالق.فدخل، فطلقها.،وكان ولدها يجلها ويبرها وعاش معها ولدهاعبد الله ، أما ولدها عروة فقد كان صغيراً آنذاك ، فأخذه زوجها الزبير. وقد ولدت للزبير غير عبد الله وعروة: المنذر ، وعاصم ، والمهاجر ، وخديجة الكبرى ، وأم الحسن، وعائشة رضي الله عنهم. وفي أثناء الهجرة هاجر من المسلمين من هاجر إلىالمدينة ، وبقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله عليةوسلم من مكة ، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة معه، وعندما كان أبو بكرالصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به الزاد الطعاموالسقا فأخذت أسماء رضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفينوربطت به الزاد، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله ، فسماها أسمـاء ذاتالنطــاقين رضي الله عنها ، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.وقال لهاالرسول صلى الله عليه وسلم : (أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة) ، وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليهوسلم ومع أبيها وذرفت الدموع ، إلا إنها كانت مع أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية وسلم ووالدها أبيبكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة ، لقد كانت تعلم أنها فيرعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم. وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب ، وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ يتطايران من عينيه ، سألها عن والدها ، فأجابت: إنها لاتعرف عنهشيئاً فلطمها لطمة على وجهها طرحت منه قرطها، وكانت أسماء ذات إرادة وكبرياء قويين ، ومن المواقف التي تدل على ذكائها أن جدها أباقحافة كان خائفاً على أحفاده ، ولم يهدأ له بال ، لأنهم دون مال ، فقامت أسماءووضعت قطعاً من الحجارة في كوة صغيرة ، وغطتها بثوب ، وجعلت الشيخ يتلمسه ، وقالت:إنه ترك لهم الخير الكثير فاطمأن ورضي عن ولده ، ونجحت أسماء في هذا التصرف ، ونجح محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الوصول إلى المدينة المنورة.

    روايتها عن الرسول

    روت أسماء رضي الله عنها خمسة وثمانين حديثاًوفي رواية أخرى ستة وخمسين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثاً،وانفرد البخاري بأربعة وانفرد مسلم بمثلها، وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث في الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر والبخاري خمسة ولمسلمأربعة.

    مـــواقف وأحـــــداث

    كانت أسماء تأمر أبناءها وبناتها وأهلهابالصدقة تقول: أنفقوا ، أو أنفقن ، وتصدقن ، ولا تنتظرن الفضل، فإنكن إن انتظرتنالفضل، لم تفضلن شيئاً ، وإن تصدقتن لم تجدن فقده. وكانت شاعرة ناثرة ذات منطق وبيان ، فقالت فيزوجها الزبير ، لما قتله عمرو بن جرموز المجاشعي بوادي السباع ، وهو منصرف من وقعةالجمل

    غدا ابن جرموز بفارس بهمة يوم الهياج وكان غيرمعرد
    يا عمرو لو نبهته لو حدته لا طائشاً رعشالجنان ولا اليد

    وعن عبد الله بن عروة عن جدته أسماء قال: قلتلها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم يفعلون إذا قرىء عليهم القرآن؟قالت: كانوا كما نعتهم الله ، تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم. قال: فأن ناساً إذاقرىء عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان. وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر،لرددت الكعبة على أساس إبراهيم ، فأزيد في الكعبة من الحجر). فذهب عبد الله بعدهاوأمر بحفر الأساس القديم ، وجعل لها بابين ، وضم حجر إسماعيل إليها، هكذا كانت تنصحأبنها ليعمل بأمر الله ورسوله. وقد كانت امرأة جليلة تقية ورعة ، جادة فيالحياة ، عندما قدم ولدها المنذر بن الزبير من العراق أرسل لها كسوة من ثياب رقاق شفافة تصف الجسد فرفضتها ، فقال المنذر: يا أماه ، إنه لا يشف ، قالت: إنها إن لمتشف فإنها تصف. ومن جرأتها وجهادها خروجها مع زوجها وأبنها في غزوةاليرموك.

    آخـر المهاجــرات وفاة

    توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بعد مقتل ابنها بقليل ، عن عمر يناهز مائة سنة، ولم يسقط لها سن ولم يغب من عقلها شيء ، وانتهت حياة أســماء ذات النطاقين رضي الله عنها وأرضاها ، وانتقلت إلى جوارربها ، تاركة دروساً وعبر ومواعظ خالدة في الإسلام فقد كانت بنتاً صالحة، وزوجةً مؤمنةً وفية، وأماً مجاهدة ربت أبناؤها على أساس إيماني قوي، وكانت صحابية وابنة صحابي وأم صحابي وأخت صحابية ، وحفيدة صحابي ، ويكفي أن خير الخلق نبينا مــحمد صلىالله عليه وسلم لقبها بالوسام الخالد أبد الدهر بــذات النــطاقــين، فهنيئاًلك أيتها الام الفاضلة .


  4. #34
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد بن رباح السلمية

    الاسم
    تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد بن رباح السلمية .
    اللقب

    الخنساء
    الأزواج

    رواحة بن عبد العزى السلميثم مرداس بن أبى عامر السلمي .
    الأولاد

    عبد الله بن رواحة بن عبد العزى ، و يزيد و معاوية و عمرو عميرة من زوجها الثانى مرداس بن أبى عامر .
    محل الإقامة

    مع قبيلة بنى سُليم .
    الوفاة

    سنة 42 هـ / 646 م .


    ولدت الخنساء فى قبيلة بنى سُليم ، وهى إحدى قبائل العرب الشهيرة ، وكان أبوها سيدًا من سادات قومها ، والخنساء هو لقب غلب على اسمها الحقيقى " تماضر " لما عُرِفت به من الجمال .

    وقد بدأ ظهور اسم الخنساء فى كتب التاريخ والأدب ، مع خطبة فارس هوازن وشاعرها : " دريد بن الصمة " لها ، فقد رآها ذات يوم وهى تهنأ بعير لها ، فأعجب بها وبجمالها ، فانصرف إلى والدها " عمرو " يطلبها للزواج ، وفى طريقه فاضت شاعريته بأبيات تشي بإعجابه ، وتُمكن حُب الخنساء من قلبه ، فقال :


    حيوا تماضر واربعوا صبحي *** وقفوا فإن وقوفكم حسبي
    أخناس قد هام الفؤاد بكم ***وأصابه تبل من الحب




    - وطلب " دريد " يد " الخنساء " من أبيها " عمرو " ، فوافق ، لكنه قال لدريد : ولكن لهذه المرأة فى نفسها ما ليس لغيرها ، وأنا ذاكرك لها . واستشار " عمرو " ابنته فى " دريد " سيد هوازن فارسها وشاعرها فأبت الخنساء أن توافق على هذا الزواج ، وقالت لأبيها : لا أدع بنى عمى الطوال مثل عوالي الرماح ، وأتزوج شيخا .

    فرجع أبوها إلى دريد ، وقال له : يا أبا قرة قد امتنعت ولعلها تجيب فيما بعد . وعلم دريد بما قالته الخنساء عن كبر سنه فقال :

    وقالت إنه شيخ كبير *** وهل خبرتها أني ابن أمس



    ثم انصرف دريد يهجوها فى شعره ، بعدما أحس أنه طعن فى كرامته لرفضها الزواج منه ، وهو السيد الفارس الشاعر ، فاستحث بعص " بنى سُليم " الخنساء أن ترد عليه الهجاء ، فقالت : إنى لا أحب أن أجمع عليه همين ، ردِّ خطبته ، وهجائى له .

    وعاشت الخنساء بين قومها تظللها رعاية أبيها وأخويها معاوية وصخر ، يُحترم رأيها ، ويُسمع لكلامها ، وتفتقت شاعريتها فكانت تقول البيتين والثلاثة من الشعر الجيد ، وكانت العرب تضع الشاعر فى مكانة عالية .


    وقد تزوجت الخنساء من أحد أبناء عمومتها ويُدعى رواحة بن عبد العزى السلمي ، ويقال إنه كثير اللعب للميسر ، فانفصلت عنه بعدما أنجبت له " عبد الله " ، ويقال إن زوجها الأول أسلم بعد ذلك ، وعُرف باسم رواحة بن عبد العزيز السلمي.

    ثم تزوجت من رجل آخر عُرف بكرمه وجوده وكثرة عطائه ، وهو " مرداس بن أبي عامر السلمي " الملقب بـ " الفيض " لكرمه ، فأنجبت منه أربعة أبناء ، ثم مات زوجها ، فعكفت على تربية أولادها ولم تتزوج مرة أخرى ، وتولى أخواها " معاوية وصخر " رعايتها هى وأبنائها .

    وقد عُرف عن العرب فى جاهليتهم ، أنها كانت تقتتل لأتفه الأسباب ، وأن قبائلها كانت كثيرة الإغارة على بعضها البعض ، وشاءت الأقدار أن يقتل أخوها معاوية ، ثم يقتل أخوها صخر فى غزوة غزاها بنو أسد ، طعنه خلالها " أبو ثور الأسدى " طعنة قوية ، ظل صخر يتداوى منها حولا كاملا ثم مات بعدها ، فبكته الخنساء بكاءً شديدا ، وكان شعرها معبرًا عن حزنها العميق على أخيها فقالت فيه شعر الرثاء وأجادت ، ومن أشعارها فى رثاء صخر


    يذكرنى طلوع الشمس صخرا *** وأذكره لكل غروب شمس
    ولولا كثرة الباكين حولى *** على إخوانهم لقتلت نفسى



    وشدت الخنساء رحالها إلى سوق عكاظ ، الذى كان قِبلة الأدباء والشعراء فى الجاهلية ، وقصدت شاعر العرب الشهير " النابغة الذبيانى " فى قبته الحمراء ، وأنشدته من شعرها ، وبخاصة قصيدتها التى تقول فيها


    وإن صخراً لتأتم الهداة به *** كأنه علم فى رأسه نار



    فقال لها النابغة : والله إنك أشعر الجن والإنس ، والله ما رأيت أننى أشعر منك .

    ولما ظهر الإسلام ، و فتح المسلمون مكة المكرمة سنة 8 هـ توالت الوفود العربية على النبى - صلى الله عليه وسلم - لتعلن دخولها فى الإسلام ، وكانت " الخنساء " ضمن وفد بنى سليم الذين قدموا على النبى - صلى الله عليه وسلم - ففرح بها وبهم فرحًا شديدًا ، ورحب بها وبقومها ، ثم استنشدها النبى - صلى الله عليه وسلم - أن تقول بعض شعرها ، وأعجب بما قالت ، ودعاها إلى أن تقول المزيد وهو يشير بيده استحسانًا لما تقول ، وهو يقول : " هيه يا خناس " .


    - ولما خرجت جيوش الإسلام لفتح بلاد فارس ، خرجت معهم الخنساء وأولادها الأربعة ، وفى ليلة معركة القادسية جمعت أولادها وأوصتهم بالجهاد فى سبيل الله وأن يبحثوا عن مواطن الخطر فى المعركة ليقاتلوا فيها عسى أن يظفروا بالشهادة ، وفى صبيحة المعركة خرج الأبناء للقتال ، تدوي فى أسماعهم وصية أمهم المجاهدة ، فاختارهم الله جميعا شهداء ، ولما بلغ الخنساء نبأ استشهاد أبنائها الأربعة لم تبكهم ولم تملأ الدنيا بأشعار فى رثائهم والحزن عليهم كما فعلت مع أخيها "صخر" ، وإنما قالت : الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم وأرجو من ربى أن يجمعني بهم فى مستقر رحمته .

    وكان " عمر بن الخطاب " - رضي الله عنه - يعطى الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض .

    وقد عاشت الخنساء حتى توفيت فى بداية خلافة " عثمان بن عفان " - رضى الله عنه - سنة 24 هـ / 646 م .

    كانت الخنساء تعتد بنفسها ، وتجد من أبيها وأخواتها احترامًا كبيرًا لها ولرأيها ، وصدق أبوها حين قال عنها عندما تقدم " دريد بن الصمة " لخطبتها : ولكن لهذه المرأة فى نفسها ما ليس لغيرها . ولم تقبل الزواج من " دريد " ذلك الشاعر الفارس كبير السن ، وفضلت أن تتزوج شابًا من شاب من قومها ، وهى تعلم أن " دريدًا " سوف يملأ الدنيا هجاء لها ولقومها ، انتقاما لكرامته المجروحة ، لكنها آثرت أن تفعل ما تقتنع به ، فوجدت من أبيها احترامًا لرأيها .

    ومما اشتهرت به الخنساء حبها الأخوى النادر لأخويها ، وبخاصة " صخر " والذى بكته بكاءًا مريرًا بعد مقتله وأكثرت من قول الرثاء فيه وأجادت ، حتى اشتهرت بصخر ، واشتهر صخر بها ، فى وفاء نادر قلما يحدث ، ومن قولها فيه تمتزج الرثاء بالمآثر :

    ألا يا صخر إن أبكيت عينى *** فقد أضحكتنى دهراً طويلا
    دفعت بك الجليل وأنت حىّ ***ومن ذا يدفع الخطب الجليلا
    إذا قبح البكاء على قتيل ***رأيت بكاءك الحسن الجميلا



    ولعل الحزن الدائم للخنساء على أخيها " صخر " هو ما دفع " عمر بن الخطاب " - رضي الله عنه - أن يسألها عن السبب فى احمرار عينيها وتقرحهما .


    فقالت : بكائى على السادات من مضر . فقال لها عمر : إنهم فى النار . فأدركت الشفقة قلب الخنساء وقالت : ذاك أطول لعويلي عليهم ، وكانت تقول : كنت أبكي لصخر على الحياة ، فأنا اليوم أبكي له من النار .

    وفى يوم القادسية خرجت الخنساء مع جيوش المسلمين للجهاد فى سبيل الله ، وهى العجوز الضعيفة التى أحنى جسدها السنون والأحزان ، ورغم ذلك خرجت مع المجاهدين هى وأبناؤها الأربعة ، وفى معركة القادسية جمعت أولادها وأوصتهم بوصية بليغة احتفظت بها كتب التراث فقالت : يا بنى أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذى لا إله إلا هو إنكم بنوا امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ، ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل فى حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " (آل عمران آية 200) فإذا أصبحتم غدًا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت على ساقها ، واضطرمت لظى على سياقها وحالت نارًا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة فى الخلد والمُقامة .


    فلما استشهدوا لم تبك جزعًا ولا حزنًا بالرغم من أنها فى سن كبيرة تحتاج إلى الابن ، ولكنها قالت : الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم وأرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته .

    تأتى شاعرية الخنساء ، وإشادة الشعراء بها ، علامة بارزة عليها ، فقال عنها " ابن حجر العسقلانى " : وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها .

    أما الشاعر الكبير " بشار " فقال عنها : لم تقل امرأة قط شعرًا إلا تبين الضعف فيه . فقيل له : أو كذلك الخنساء ، فقال : تلك فوق الرجال .

    وقد جاء شعر الخنساء آهات نفس ونفثات صدر مكلوم على أخيها صخر ودموع قلب جريح ، فغالت فى وصف الحزن ، لذلك كان شعرها محببا إلى النفوس قريبا من القلوب ، ينبض بالعاطفة الصادقة الملتهبة والوفاء الأخوى النادر .

    توفيت سنة 242 هـ / 646 م بالبادية .


  5. #35
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    أم حَرَام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام

    الاسم
    أم حَرَام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الخزرجية الأنصارية.


    الكنية

    الأنصارية

    اللقب
    الرميصاء، أو الغميصاء، وهو لقب لها ولأختها أم سليم.

    اسم الأم
    مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد .

    الأزواج
    عمرو بن قيس رضي الله عنه، ثقيس.دة بن الصامت رضي الله عنه.

    الأولاد
    قيس وعبد الله ابنا عمرو بن قيس .

    محل الإقامة
    المدينة المنورة، ثم فلسطين ( الشام )

    تاريخ الوفاة
    في عام 27 هـ


    أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام النجارية الخزرجية الأنصارية، حميدة البر وشهيدة البحر، التواقة إلى مشاهدة الجنان، أخت الرميصاء أم سليم بنت ملحان، وأخوها ہحرام بن ملحان، أحد القراء السبعة المشهورين، ولها برسول الله صلى الله عليه وسلم صلة القرابة، فهي من بني النجار أخوال أبيه، وهى خالة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    آمنت بالله ورسوله، هي وزوجها عمرو بن قيس، وفى غزوة أحد استشهد زوجها وولدها قيس، فصبرت واحتسبت، ثم تزوجها الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وذهبت معه إلى الشام عندما خرج إليها ليعلم الناس ويفقههم في دينهم، ثم ولى قضاء فلسطين بعض الوقت، وكان أهل الشام يعدون لها مكانة عظيمة لمكانتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها ويقيل عندها، وبشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها ستموت شهيدة في البحر، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت في الجيش الذي جهزه معاوية لفتح قبرص، فصرعت عن دابتها التي تركبها، فماتت شهيدة رضي الله عنها.

    عن أنس بن مالك أن رسول الله كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوما فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول اللهقال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة (أو مثل الملوك على الأسرة) فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: قلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله" كما قال في الأولى، قالت: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: "أنت من الأولين ولست من الآخرين"


    قال: فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. (متفق عليه) .

    كانت أم حرام بنت ملحان سيدة جليلة مهيبة عابدة طائعة، محبة لله ورسوله- صلى الله عليه وسلم - بشرها الرسول بالقبول عند الله، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " قالت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: "أنت فيهم" . (رواه البخاري).

    عن أنس قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو إلا أنا وأمي وخالتي أم حرام، فقال: " قوموا فلأصل بكم" فصلى بنا في غير وقت الصلاة، فصلى بنا، فجعلني عن يمينه، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير.

    وقال بعض العلماء: كانت هي وأختها خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أو لأبيه أوجده.

    وكان أهل الشام يستسقون بها إذا امتنع عنهم المطر.

    روت أم حرام رضي الله عنها بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما روته: ما رواه البخاري:" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " قالت: يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم "

    وروى لها أبو داود في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد ، والغريق له أجر شهيدين" ، (و المائد: الذي يلحقه دوران الرأس من ريح البحر ، واضطراب السفينة).

    جهز معاوية بن أبى سفيان والى الشام جيشا لفتح قبرص، وكان هذا الجيش من أوائل الجيوش الإسلامية التي تعبر البحر مجاهدة في سبيل الله، وكان في هذا الجيش عدد كبير من صحابة النبي صلى الله عيه وسلم، فقد كانت نفوسهم تواقة إلى الجهاد في سبيل الله، وكان منهم الصحابي الجليل عبادة بن الصامت، وزوجته أم حرام رضي الله عنهما، فقد خرجت مجاهدة في سبيل الله مع هذا الجيش لتكون من طلائع المجاهدين عبر البحر، وبينما هي في قبرص تركب دابة لها ، جالت بها الدابة فصرعتها، فماتت رضي الله عنها، فدفنت هناك، وتحققت فيها نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبرها هناك معروف بقبر المرأة الصالحة، وكان ذلك عام 27 هـ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنها وعن الجميع .


  6. #36
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    أم أيوب بنت قيس بن سعيد

    الاسم
    أم أيوب بنت قيس بن سعيد بن امرؤ القيس الأنصارية الخزرجية .

    الأزواج
    أبو أيوب خالد بن زيد من بنى مالك بن النجار .

    الأولاد
    عمرة بنت أبى أيوب .

    محل الإقامة
    المدينة المنورة .


    أم أيوب بنت قيس بن امرؤ القيس من قبيلة الخزرج ، نشأت أم أيوب فى بيت يعرف بعراقة النسب ، ومحاسن الأخلاق فى أسرة اشتهرت بالكرم والإيثار ، بالمدينة المنورة تزوجت من ابن عمها أبى أيوب خالد بن زيد من بنى مالك من بنى النجار وهو ممن شهد بيعة العقبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سبعين رجلا من رجالات المدينة ، وأسلم قبل أن يهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة . ‌

    ولما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجراً أمر - صلى الله عليه وسلم - ببناء المسجد يقول ابن حجر : انتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة واقترعت الأنصار على استضافة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرف بذلك أبو أيوب و نزل ببيت أبى أيوب فى الحجرة السفلى من البيت وأم أيوب وزوجها فى الحجرة العليا ، حتى كان يوم أريق ماء فى الغرفة العليا ، فأخذت هى وزوجها يتتبعان الماء خوفا أن يخلص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفى الصباح أخذا يرجوان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصعد هو إلى أعلى وينزلا هما إلى الطابق الأسفل لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يُرد أن يثقل عليهما لكثرة من يأتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم

    وعاش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيت أم أيوب سبعة أشهر حتى تم بناء المسجد والبيت ، وكانت أم أيوب فى هذه الأشهر تجهز لرسول الله - صلى الله عليه وسلم


    مطالبه وحاجياته وتعد له الطعام حتى أتى أهله - صلى الله عليه وسلم - وبنى بيته إلى جوار المسجد، فانتقل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بأهله إلى بيته ، فكان جارا لأبى أيوب الأنصارى وزوجه أم أيوب الأنصارية رضى الله تعالى عنهما، ولما انتقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهله إلى بيته كانت أم أيوب قريبة الصلة ببيوتات أمهات المسلمين ، وظلت كذلك إلى أن وافتها المنية رضي الله عنها وأرضاها .

    أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيت أبى أيوب حتى بنى مسجده وبيوته قال ابن إسحاق : حدث أبو أيوب قال : لما نزل علىّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بيتى نزل فى السفل وأنا وأم أيوب فى العلو، فقلت له : يا نبى الله بأبى أنت وأمى إنى لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتى، فاظهر أنت فكن فى العلو وننزل نحن فنكون فى السفل فقال : " يا أبا أيوب أرفق بنا وبمن يغشانا - يدخل علينا زائرا - أن نكون فى سفل البيت " . قال : فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى سفل البيت وكنا فوقه فى المسكن .

    ولقد انكسر جب " الجرة الكبيرة " فيه ماء ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف، غيرها ننشف بها الماء تخوفا أن يقطر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه شىء فيؤذيه.

    وقال أبو أيوب : وكنا نصنع له العشاء ثم نبعث به إليه فإذا ردّ علينا فضله " ما تبقى منه " تيمّمت " قصدت " أنا وأم أيوب موضع يده ، فأكلنا منه نبتغى بذلك البركة حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه ، وقد جعلنا له فيه بصلا أو ثوما ؛ فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم أر ليده فيه أثراً قال: فجئت فزعا. فقلت : يا رسول الله بأبى أنت وأمى رددت عشاءك ولم أر فيه موضع يدك وكنت إذا رددته علينا تيمّمت أنا وأم أيوب موضع يدك نبتغى بذلك البركة فقـال - صلى الله عليه وسلم - : " إنى وجـدت فيه ريح هذه الشجـرة وأنا رجـل أناجى الملائكة فأما أنتم فكلوه " . قال : فأكلناه ولم نصنع له تلك الشجرة بعد ( أى لم نقدم له طعاما فيه بصلا أو ثوما ) ( سيرة ابن هشام ).

    وفى السنة الخامسة من الهجرة وأثناء العودة من غزوة بنى المصطلق تخلفت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وأرضاها عن الجيش وحملها صفوان بن المعطل وتحدّث الناس من المنافقين بقصة الإفك ونال أم المؤمنين عائشة من الاتهام ما نالها ، وانتشر الخبر بين الناس ووصل إلى أم أيوب فوصفته هى و زوجها بالكذب والإفك .

    ذكر الإمام محمد بن إسحاق عن أبيه ، عن بعض رجال بنى النجار : أن أبا أيوب خالد بن زيد الأنصارى قالت له امرأته رضى الله عنها : يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس فى عائشة - رضى الله عنها - ؟ قال : نعم وذلك الكذب أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب ؟ قالت : لا والله ما كنت لأفعله . قال : فعائشة والله خير منك ، فنزل قوله تعالى : " لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ " (سورة النور الآية 12) .

    عرفت أم أيوب بأصالة المنشأ ، فهي من أسرة ذات حسب ونسب ، وعرفت بأخلاقها الفاضلة فهى وزوجها أبو أيوب آثرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمقام عندهما والقيام على أمره قبل أن ينتقل - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته .

    روت أم أيوب الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلغ عدد ما روته تسعة أحاديث ومما روته رضى الله عنها وأرضاها
    ما رواه الإمام أحمد فى مسنده والطبراني وابن جرير عن أم أيوب قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت وفى رواية : أيها قرأت أجزأك "
    وما رواه الإمام أحمد فى مسنده وابن حبان والترمذي ( عن أم أيوب قالت : إنها تكلفت طعاما فيه بعض البقول وفى رواية : فيه البصل والثوم ) فقربوه فكرهه - صلى الله عليه وسلم - وقال لأصحابه : " كلوا لست كأحد منكم إنى أخاف أن أؤذى صاحبى " .


  7. #37
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    أم الفضل لبابة بنت الحارث رضي الله عنه



    نسبها
    لُبَابَة بِنْت الحَارِث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم بن رُوَيْبَة بن عَبْد الله بن هلال بن عامر بن صَعصعة الهلالية أم الفضل‏.‏ وهي زوج العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب، وأم الفضل، وعَبْد الله، ومعَبْد، وعُبَيْد الله، وقُثَم وعَبْد الرَّحْمَن، وغيرهم من بني العَبَّاس‏.‏
    وهي لُبَابَة الكبرى وهي أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخالة خالد بن الوليد‏.‏


    أكرم الناس أصهارا
    ولُبَابَة أخت أَسْمَاء وسَلْمَى وسلامة بنات عميس الخثعميات لأمهنّ، أمهنّ كلّهن هِنْد بِنْت عَوْف الكنانية، وقيل‏:‏ الحميرية ‏.‏ وهي التي قيل فيها‏:‏ إنها أكرم الناس أصهاراً، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوج ميمونة ، والعَبَّاس زوج لُبَابَة الكبرى، وجعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب أزواج أَسْمَاء بِنْت عميس‏.‏ وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس‏.‏ وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس‏.‏ وخلف عليها بعده شداد بن الهاد‏.‏ والوليد بن المغيرة زوج لُبَابَة الصغرى، وهي أم خالد، وكان المغيرة من سادات قريش‏.‏ فأولاد العَبَّاس وأولاد جعفر، و مُحَمَّد بن أبي بكر، ويحيى بن علي، وخالد بن الوليد‏:‏ أولاد خالة‏.‏
    وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امْرَأَة مثلهم، ولها يقول عَبْد الله بن يزيد الهلالي‏

    ما وَلَدَتْ نَجـيبَةٌ مـن فـحْـلِ ...... كستَّةِ من بَطنِ أم الـفَـضْـلِ
    أكرِمْ بها من كهـلةٍ وكـهـلِ ...... عمِّ النَّبِيّ المصطفى ذي الفضْلِ



    مكانتها
    قيل إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة , كما ذكر الذهبي في السير و قال الحافظ في الفتح ( 2/ 301 ) : ( والصحيح أن أول امرأة أسلمت بعد خديجة هي أخت عمر , زوج سعيد بن زيد , واسمها فاطمة)
    قال النبي صلى الله عليه وسلم "الأخوات الأربع مؤمنات: أم الفضل وميمونة وأسماء وسلمى". صحيح الجامع
    عن سماك بن حرب أن أم الفضل قالت: يا رسول الله, رأيت أن عضوا من أعضائك في بيتي. قال: ’’تلد فاطمة غلاما و ترضعيه بلبن قثم’’ فولدت حسينا,فأخذته, فبينا هو يقبله إذ بال عليه فقرصته فبكى. فقال صلى الله عليه وسلم: آذيتني في ابني’’ ثم دعا بماء فحدره حدرا. قال الحافظ في الإصابة أخرجه ابن سعد بسند جيد.
    وفي رواية: فأرضعته حتى تحرك, فجاءت به النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال فضربته بين كتفه, فقال ’’ أوجعت ابني رحمك الله...‘‘
    بعد صلح الحديبية هاجر العباس وأهله إلى المدينة، فحازت أم الفضل رضي الله عنها شهادة الهجرة.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:’’حدثتني أم الفضل بنت الحارث قالت: بينا أنا مارة والنبي صلى الله عليه وسلم في الحجر فقال.’’يا أم الفضل‘‘قلت لبيك يا رسول الله, قال:’’انك حامل بغلام‘‘ قلت: كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء؟ قال:’’هو ما أقول لك, فإذا وضعتيه فآتيني به ‘‘ فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم, فسماه عبد الله وألباه بريقه‘‘. رواه الطبراني وإسناده جيد. ألباه أي حنكه.
    عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل قالت‏:‏ ’’خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عاصبٌ رأسه في مرضه، فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، فما صلاها بعد حتى لقي الله عَزَّ وجَلّ‏‘‘.‏ (أخرجه الثلاثة)‏.‏
    وعن عمير مولى ابن عباس ,عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صيام النبي صلى الله عليه وسلم, فقال بعضهم : هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم.فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على به بعرفة فشربه. ( متفق عليه)
    روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث، روى عنها ابناها عَبْد الله وتمام، وأنس بن مالك، وعَبْد الله بن الحَارِث بن نوفل، وعُمير مولاها‏.‏


    وفاتها
    توفيت رضي الله عنها في خلافة عثمان رضي الله عنه


    الاسم : الربيع بنت معوذ بن عفراء بن حرام جندب الأنصارية النجارية

    اسم الام : أم يزيد بنت قيس بن زعوراء


    الأزواج : إياس بن البكير الليثي

    الأولاد : محمد

    محل الإقامة : المدينة المنورة

    تاريخ الوفاه : السنة 45 هـ .


    - الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية صحابية جليلة من بني النجار أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبوها من كبار الصحابة البدريين ؛حيث شهد غزوة بدر وقتل فيها " أباجهل " - لعنه الله - ونشأت الربيع في بيت أبيهاعلى مكارم الأخلاق وجميل الصفات ؛ وغرس فيها والدها حب الجهاد في سبيل الله ؛ والغزومع النبي- صلى الله عليه وسلم -

    - ولما بلغت الربيع مبلغ النساء وتزوجت من ابن عم لها هو الصحابى " إياس بن البكير الليثي ؛وحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - زواجها وجلس على فراشها صلة لرحمها وتحكي الربيع هذا الامر فتقول : "جاء النبي- صلى الله عليه وسلم - يدخل حين بُنِىَّ عليَّ ؛ فجلس على فراشي " ( رواه البخارى ) .

    - وشاركت "الربيع " في الغزو مع النبي- صلى الله عليه وسلم - ؛ فكانت تخرج تداوي الجرحى وترد القتلى إلى المدينة المنورة ؛ كما أنها كانت من المبايعات تحت الشجرة أثناء صلح الحديبية ؛ وهى البيعة التي عرفت باسم بيعة الرضوان وخلعت " الربيع "نفسها من زوجها أثناء خلافة عثمان بن عفان - رضى الله عنه - إذ قالت لزوجها أختلع منك بجميع ما املك ؟ فوافق زوجها ؛ ودفعت له كل ماتملك غير درع لها ؛ فاختصمها إلى عثمان بن عفان أثنا حصاره سنة 35 فقال لها عثمان الشرط أملك ؛ فخذ كل شيء حتى عقاص رأسها إذا شئت فدفعت له الربيع درعها وقد عمرت حتى توفيت سنه (45هـ ) وقيل بل توفيت في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين .

    - الربيع بنت معوذ كانت من الصحابيات المجاهدات ؛ فلم يمنعها كونها امرأة أن تخرج للجهاد في سبيل الله ؛ وكانت تقدم في الجهاد ما تستطيع أن تقدمه المرأة من مداواة للجرحى ونقل للقتلى ؛ وسقاية للجند وهى بذلك تسد ثغراً ومكاناً في الجيش المجاهد حيث كان لابد أن يسند إلى الرجال ؛ وكانت أيضاً الربيع من المبايعات تحت شجرة الحديبة في بيعة الرضوان وهى البيعة التى عرفت ببيعة الموت حيث بايع الصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - على الموت في سبيل الله عندما أُشِيع أن المشركين قتلوا عثمان بن عفان

    - وعرف عن الربيع جرأتها ومن مواقفها في ذلك أن امرأة كانت تدعى أسماء بنت مخرمة كانت تبيع العطر ؛ رأت الربيع ؛ فقالت لها : أنت ابنة قاتل سيده تقصد قتل أبيها لأبى جهل - لعنه الله - أثناء (غزوة بدر) فقالت لها الربيع ؛ بل أنا ابنة قاتل عبده ، وأبت أن تشتري من عطر هذه المرأة شيئاً .

    - الربيع بنت معوذ من النساء المسلمات اللاتى حظين بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والخروج معه في الغزوة الجهاد وممن زكاهن القرآن الكريم ؛ لآنها شهدت بيعة الرضوان قال تعالى : " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " (الفتح آية 18 ) كذلك كانت الربيع ترتبط بصلة من القرابة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من ناحية أمه " آمنة بنت وهب " ؛ إذ أخواله من بني النجار .

    - روت الربيع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (21) حديثاً وروى لها البخاري ومسلم وغيرهم وروى عنها خالد بن ذكوان ؛ وعائشة بنت أنس ؛وسليمان بن يسار ؛ورجال من المدينة المنورة

    - قالت الربيع : "كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونسقى القوم ونخدمهم ؛ونرد القتلى والجرحى إلى المدينه " (رواه مسلم ) .

    - وعن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت : " دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة بُنِىَّ عليَّ ؛ فجلس على فراشي كمجلسكَ مني ؛ وجويريات يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائهن يوم بدر ؛ حتى قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غدٍ ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " لاتقولي هكذا وقولى ما كنت تقولين " (رواه البخارى ) .

    - سألها يوماً محمد بن ياسر أن تصف له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا بني لورأيته ؛ لرأيت الشمس طالعة .

    - توفيت الربيع بنت معوذ سنه (45هـ ) وقيل بل عمرت دهراً طويلا حتى توفيت في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضع وسبعين

    أمامة بنت أبى العاص بن الربيع القرشية العبشمية



    الأم : زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    الأزواج : على بن أبى طالب ، ثم المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب .
    الأولاد : قيل ولدت للمغيرة بن نوفل يحيى وبه كان يكنى .
    محل الإقامة: مكة المكرمة - ثم المدينة المنورة .

    تاريخ الوفاة
    ماتت فى خلافة معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنها وأرضاها .


    - أمامة بنت أبى العاص ابنة السيدة زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدتها السيدة خديجة بنت خويلد وهى من آل بيت النبوة من آل بيت الطهر والنقاء ولها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة عظيمة لكونها الحفيدة الأولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عاشت فى بيت عرف بالطهر والنقاء وعرف أبوها بصدق تجارته ومعاملته للناس فى الجاهلية حتى لقب بالأمين ، تأخر إسلام أبيها إلى السنة السابعة من الهجرة ، ولدت أمامة فى عهد جدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله يحبها وينشرح صدره لرؤيتها .

    وماتت أمها السيدة زينب بعد هجرتها إلى المدينة متأثرة بما حدث لها من هبار بن الأسود لما روعها برمح فى طريق هجرتها وماتت بالمدينة المنورة ، ومازالت أمامة دون البلوغ وحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابنته زينب ووجد فى ابنتها أمامة صورة حية من أمها الراحلة فخففت عنه حزنه - صلى الله عليه وسلم - وحظيت أمامة وهى صغيرة بحب وحنان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان - صلى الله عليه وسلم - يحملها على عنقه فى صلاته ، فلقد روى أبو داود عن قتادة أنه قال : بينما نحن ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الظهر أو العصر وقد دعاه بلال للصلاة إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبى العاص بنت ابنته على عنقه فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى مصلاه وقمنا خلفه وهى فى مكانها الذى هى فيه ، قال : فكبر فكبرنا ، قال : حتى إذا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يركع أخذها فوضعها ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجود ثم قام أخذها فردها فى مكانها فمازال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع بها ذلك فى كل ركعة حتى فرغ من صلاته . ومات أبوها أبو العاص فى عهد أبى بكر الصديق فى السنة الثانية عشرة للهجرة وأوصى بابنته أمامة إلى ابن خاله الزبير بن العوام وكان الإمام على بن أبى طالب متزوجا من فاطمة الزهراء وكانت فاطمة قد أوصت عليا أن يتزوجها بعد موتها فتزوجها الإمام على بن أبى طالب من الزبير بن العوام فى خلافة عمر بن الخطاب وبقيت عند على بن أبى طالب حتى قتل وحضرته عند وفاته فقال لها حين حضرته الوفاة : " إنى لا آمن أن يخطبك معاوية - بعد موتى فإن كان لك فى الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عشيرا " ومات عنها الإمام على ولم تنجب له ولدا ولما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان بن الحكم يأمره أن يخطبها عليه فلما جاءها ذهبت إلى المغيرة بن نوفل ، قال ابن سعد أخبرنا ابن فديك عن أبى ذئب أن أمامة بنت أبى العاص قالت للمغيرة بن نوفل إن معاوية خطبنى . فقال لها : أتتزوجين ابن آكلة الأكباد فلو جعلت ذلك إلى ؟ قالت : نعم قال : قد تزوجتك فتزوجها .


    - وأقامت مع زوجها المغيرة حتى ماتت ولم تلد لعلى ولا للمغيرة ولدا إلا أن عز الدين بن الأثير فى أسد الغابة قال : ولدت للمغيرة . يحيى وبه كان يكنى رضي الله عنها .

    - حزنت أمامة بنت العاص على موت الإمام على بن أبى طالب حزناً شديداً حتى إن أم الهيثم النخعية تصف حزن أمامة رضى الله عنها فتقول
    أشاب ذؤابتى وأذل ركنى ذأمامة حين فارقت القرينا
    تطيف به لحاجتها إليه فلما استيأست رفعت رنينا

    - ولما أرسل معاوية فى خطبتها ، أرسلت إلى المغيرة : إن هذا قد أرسل يخطبنى فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه . (رواه عمر بن شبه عن علي بن محمد النوفلي) .

    - السيدة أمامة بنت أبي العاص من آل بيت النبوة ولها عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة عظيمة وكان يهديها ما يهدى إليه - صلى الله عليه وسلم -

    - عن عائشة رضى الله عنها قالت : إن النجاشى ملك الحبشة أهدى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلقة فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشى فأخذه رسول الله وإنه لمعرض عنه ثم دعا إلى ابنة ابنته أمامة بنت أبى العاص فقال : " تحلى بهذا يا بنية " .(رواه بن ماجة في سننه : كتاب اللباس)

    - وعن عائشة رضى الله عنها قالت : أهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلادة من جذع " خرز " ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات فى بيته كلهن وأمامة بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهى بنت أبى العاص بن الربيع جارية تلعب فى جانب البيت بالتراب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كيف ترين هذه ؟ " فنظرت إليها فقلن : يا رسـول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب . فقال - صلى الله عليه وسلم - : " ارددنها إلى " فلما أخذها قال : " والله لأضعنها فى رقبة أحب أهل البيت إلى " قالت عائشة : فأظلمت على الأرض بينى وبينه خشية أن يضعها فى رقبة غيرى منهن ولا أراهن إلا قد أصابهن مثل الذى أصابنى ووجمن جميعا فأقبل - صلى الله عليه وسلم - حتى وضعها فى رقبة أمامة بنت أبى العاص فسرى عنا .

    - وهى زوجة خليفة رسول الله الإمام على بن أبى طالب وبنت بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

    - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحملها على عاتقه فى صلاته ويحبها حبا عظيما لا يشاركها فى هذا الفضل إلا الحسن والحسين رضى الله تعالى عنهم جميعًا .

    لم يذكر أصحاب السنن أن لها رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    - أقامت أمامة بنت أبي العاص عند زوجها المغيرة حتى وافتها المنية فى خلافة معاوية بن أبى سفيان وبموتها انقطع عقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .



    نَسِيبة بنت كعب بن عمرو - أم عمارة
    الاسم: نَسِيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية.

    الكنية: أم عمارة.

    اللقب: الأنصارية النجارية الخزرجية

    اسم الأم: الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد بن ثعلبة بن زيد

    الأزواج: زيد بن عاصم ثم غزية بن عمرو

    الأولاد: لها أربعة أولاد؛ حبيب وعبد الله ابنا زيد بن عاصم، تميم بن غزية بن عمرو، وخولة بنت غزية.


    - أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول ، الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية، كان أخوها عبد الله بن كعب المازني من البدريين وكان أخوها عبد الرحمن من البكائين، وهى إحدى المرأتين اللتين شرفهما الله بهذه البيعة، هي وأم منيع أسماء بنت عمرو، وهكذا أسلمت أم عمارة مع السابقين وبايعت مع المبايعين، لم يكن إسلامها تقليدا لأسرة، ولا تبعية لزوج، ولكنه كان إسلام العقل والقلب والإرادة، فوهبت نفسها لهذا الدين الذي آمنت به، تعمل به وله، وتجاهد في سبيله في البيت وفى المسجد وفى الميدان، وشهدت أحدا والحديبية ويوم حنين ويوم اليمامة وجاهدت وفعلت الأفاعيل، وقُطعت يدها في الجهاد.


    - شهدت نسيبة بنت كعب أحدا مع زوجها غزية بن عمرو ومع ولديها، خرجت تسقي ومعها شن، وقاتلت وأبلت بلاء حسنا، وجرحت اثني عشر جرحا، وكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا، قالت: سمعت رسول الله - صلى عليه وسلم - يقول: "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" 0(رواه ابن سعد) ، وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها علي وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا، وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها، وكان أعظم جراحها فداوته سنة، ثم نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حمراء الأسد، فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم رضي الله عنها ورحمها.

    - عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه (ندافع)، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى رجلا موليا ومعه ترس، فقال: "ألق ترسك إلى من يقاتل". فألقاه فأخذته فجعلت أترس به عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله، فيقبل رجل على فرس فيضربني، وترست له فلم يصنع شيئا، وولى فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصيح: "يا ابن أم عمارة أمك أمك"، قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت).
    فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بارك الله عليكم من أهل بيت، رحمكم الله - أهل بيت-" (رواه ابن سعد) .

    - عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ (يقصد يوم أحد) جرحا، وجعل الدم لا يرقأ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اعصب جرحك، فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقوها، فربطت جرحي، والنبي - صلى الله عليه وسلم - واقف، فقال: "انهض بني فضارب القوم"، وجعل يقول: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة". فأقبل الذي ضرب ابني، فقال رسول الله: "هذا ضارب ابنك" قالت: فاعترضت له فضربت ساقه فبرك. فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبتسم حتى رأيت نواجذه، وقال: "استقدت يا أم عمارة (أي أخذت ثأرك)"، ثم أقبلنا نُعِلُّه بالسلاح (أي نتابع ضربه) حتى أتينا على نفسه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحمد لله الذي ظفرك" (رواه ابن سعد).

    - وخرجت مع المسلمين بعد وفاة رسول الله في خلافة أبي بكر في حروب الردة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة ورجعت وبها عشر جراحات من طعنة وضربة، وقطعت يدها، فقدمت المدينة وبها الجراحة، فلقد رئي أبو بكر رضي الله عنه وهو خليفة يأتيها يسأل عنها، وكان ابنها حبيب قد قتل في معركة اليمامة.

    - كانت أم عمارة طموحا، عالية الهمة، عابدة مجاهدة تقية، كثيرة الصوم والنسك ، أتت رسول الله تقول: يا رسول الله، ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يُذكرن في شيء، فاستجاب الله لها، ونزل أمين السماء إلى أمين الأرض بقرآن يتلى يسجل فيه موقف المرأة بجانب الرجل صراحة لا ضمنا، وقصدا لا تبعا، قال تعالى: " إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِين وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " (الأحزاب: 53).

    - دعا الرسول-صلى الله عليه وسلم- لها يوم أحد ولأبنائها، فعن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدا فلما تفرقوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دنوت منه أنا وأمي نذب عنه، فقال: "ابن أم عمارة" قلت: نعم. قال: "ارم"، فرميت بين يديه رجلا بحجر وهو على فرس، فأصبت عين الفرس، فاضطرب الفرس فوقع هو وصاحبه، وجعلت أعلوه بالحجارة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يبتسم، ونظر إلى جرح أمي على عاتقها فقال: "أمك أمك اعصب جرحها، اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، قلت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا. (رواه ابن سعد).


    - وروى أن عمر بن الخطاب أتى بمروط، فكان فيها مرط جيد واسع (المِرْطُ بكسر الميم واحد المُرُوطِ وهي أكسية من صوف أو خز كان يُؤتزر بها (المصدر: مختار الصحاح))، فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمنه كذا وكذا فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد، وكانت في بداية زواجها بابن عمر، فقال عمر: أبعث به إلى من هو أحق به منها أم عمارة نسيبة بنت كعب، سمعت رسول الله يقول يوم أحد: "ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني".

    - عن أم عمارة قالت: كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله ليلة العقبة والعباس آخذ بيده، فلما بقيت أنا وأم منيع نادى زوجي غزية بن عمرو : يا رسول الله..هاتان امرأتان حضرتا معنا تبايعانك، فقال: قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء.

    - سمعت أم عمارة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، وروت عن النبي أحاديث، وروى حديثها الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة لهم يقال لها ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب أن النبي دخل عليها فقدمت إليه طعاما، فقال: "كلي". فقالت: إني صائمة، فقال: إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة
    - وأخرج أبو داود من طريق شعبة عن حبيب الأنصاري سمعت عباد بن تميم يحدث فيقول عن عمتي وهي أم عمارة أن النبي توضأ فأتى بإناء فيه قدر ثلثي المد.


    - أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد قال سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن جدته أم عمارة بنت كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فدعت له بطعام فدعاها لتأكل، فقالت: إني صائمة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا".

    - ظلت أم عمارة تواصل جهادها وتؤدى دورها فى خدمة الإسلام، وظلت آثار جراحها في ساحات الجهاد مفخرة ناطقة لها في الدنيا، وشاهدة لها عند الله في الآخرة، حتى توفاها الله على خير ما كانت عليه، فرضي الله عنها وأرضاها، وقيل : إنها توفيت في خلافة عمر رضي الله عنه.


    نسيبة بنت الحارث (أم عطية)




    الاسم : نسيبة بنت الحارث الأنصارية
    الكنية : أم عطية الأنصارية
    محل الإقامة : المدينة المنورة - البصرة


    أم عطية الأنصارية من الصحابيات الجليلات المجاهدات فى سبيل الله ، وهى امرأة من الأنصار ، اشتهرت بكنيتها ، أما اسمها فهو نسيبة بنت الحارث ، وقيل نسيبة بنت كعب »

    " وكانت أم عطية " من المجاهدات الصحابيات ، فخرجت للغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع مرات ، كانت تداوي فيهن الجرحى ، وتسعف المصابين ، وتسقي العطشى ، وتنقل القتلى إلى المدينة المنورة . ھ

    - وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- انتقلت " أم عطية " إلى الإقامة فى البصرة وكانت من فقيهات الصحابيات وأخذ عنها كثير من أهل البصرة الفقة خاصة فقة الجنائز وغسل الميت .


    - أم عطية الأنصارية من الصحابيات المجاهدات فى سبيل الله ، فتحكي عن نفسها فى الغزو والجهاد فتقول : " غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم فأصنع لهم الطعام ، وأداوي الجرحى ، وأقوم على المرضى " (رواه مسلم ) ،ومن الغزوات التى شهدتها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- عزوة خيبر .


    - كذلك كانت من الصحابيات الفقهيات اللاتى أخذ عنهن اهل البصرة العلم خاصة فقة الجنائز والغسل .
    - أم عطية الأنصارية من الصحابيات الجليلات اللاتى جمعن بين شرف صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم- ، والجهاد معه فى سبيل الله ، ونشر العلم والفقه بين المسلمين فهى قد جمعت بين الصحبة والجهاد والعلم ، وهذا شرف لم ينله إلا القليل من النساء. :
    ذوكان عدد غزواتها مع النبي-صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات.

    وهى التى غسلت زينب بنت النبي-صلى الله عليه وسلم - بعد موتها .

    - روت أم عطية الأنصارية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وبلغ جملة ما روته (40) حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة منها ، وللبخاري حديث ولمسلم آخر.
    - وروى عنها أنس بن مالك ، ومحمد بن سيرين ، وحفصة بنت سيرين ، وجماعة كبيرة من التابعين ، ومما روته
    - عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " غزوت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم فأصنع لهم الطعام ، وأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى "
    (رواه مسلم).
    - عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " نهينا عن اتباع الجنائز ، ولم يعزم علينا "
    (رواه البخارى).
    - عن أم عطية - رضى الله عنها - قالت " أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تخرج فى العيدين العواتق وذوات الخدور " ( الصحيحين ) .


  8. #38
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    فاطمة بنت محمد بن أحمد



    الاسم فاطمة بنت محمد بن أحمد .
    الأزواج أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاشانى .
    محل الإقامة حلب
    تاريخ الوفاة قبل عام 785 م .


    فاطمة بنت محمد بن أحمد السمرقندية من العالمات الفقيهات البارزات في علم الحديث ، وولدت في بيت علم وفقه فأبوها من كبار فقهاء عصره ، وصاحب مصنفات كثيرة منها كتاب التحفة ، ونشأت منذ نعومة أظافرها على حب العلم والفقه ، واهتم بها والدها اهتماماً كبيراً ، فأخذت العلم عنه وعن جملة من فقهاء عصرها واشتهرت - أيضاً - بالجمال وحسن الخط ، لذا كانت مطمع الخطاب من علية القوم ومشاهير الخلق ، غير أن والدها العالم الجليل أراد أن يزوجها من رجل محب للعلم يعلم قدرها ويوفيها حقها ، فوجد ضالته في تلميذه المجتهد " أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاشانى " الذى أظهر نبوغاً في طلب العلم ، وإقداماً في أخذ الفقه عن شيخه الجليل ، وبلغ من حبه لإستاذه السمرقندي أن شرح كتابه التحفة في كتاب رائع مشهور أسمه " البدائع " في الفقة الحنفي ، فأعجب به السمرقندي إعجاباً شديداً ، فجعله مهراً لابنته فاطمة ، فأصبح الناس يقولون " شرح تحفته وزوجه ابنته " .

    وعاشت فاطمة مع زوجها العالم الجليل الذى كان يجلها ويكرمها ويعرف قدرها وعلو كعبها في العلم ؛ وأنها بمنزلة في العلم ؛ فقد كانت ممن يتصدون للتدريس والإفتاء وكانت الفتوى تخرج من بيتها عليها توقيعها وتوقيع أبيها وزوجها ، فلما مات أبوهاكانت الفتوى تخرج من بيتها عليها توقيعها وتوقيع زوجها .

    - ويحكي المؤرخ المشهور " ابن النديم " عن والده: أن فاطمة كانت تنقل المذاهب نقلاً جيداً ، وأن زوجها ربما يهيم في الفتيا فترده إلى الصواب ، وتعرفه وجه الخطأ فيرجع إلى قولها ، وأنها كانت تفتي زوجها فيحترمها ويكرمها .


    وكان نور الدين محمد بن محمود زنكي - سلطان حلب وغيرها - يعرف قدر فاطمة ومكانتها فكان يستفتيها في بعض المسائل ، ويستشيرها في بعض أمور دولته الداخلية ؛ وينعم عليها ببعض العطايا وقد توفيت فاطمة قبل عام 785هجرية -1911ميلادية .

    فاطمة بنت محمد بن احمد السمرقندية كانت من شهيرات المسلمات الفقيهات المحدثات ؛ فكان ميدانها الأول ميدان العلم والفتيا ؛ ومن مواقفها في مجال العلم كما يحكي المؤرخ الكبير ابن النديم عن والده ؛ ان زوجها ربما كان يهيم في الفتيا فترده إلى الصواب وتعرفه وجه الخطأ ؛ فلم تمنعها العلاقةالزوجية أن تقول الحق مهما كان صغيراً متى علمت أنه الحق ؛ ولم تستح ان ترد زوجها العالم الجليل إلى الصواب متى عرفته وهذا دليل على علو قدرها ومنزلتها في العلم ؛ وهى منزلة لم تتحقق إلا بسهر الليالي الطويلة عكوفاً على طلب العلم متمثلة الحكمة القائلة " من لم يسهر في طلب العلم اياماً أسهره الجهل اعواماً " أما فاطمة فبذلت الوقت والجهد حتى استطاعت أن تحصل العلم الكثير الذى جعلها في مصاف كبار العلماء المجتهدين المتصدين للفتيا والتدريس .

    فاطمه بنت محمد ابن أحمد السمرقندية من عالمات عصرها وفقيهات وقتها المجتهدات ؛ والمفتيات التى تتمتع فتواهن بإحترام جمهور الفقهاء والناس ؛ فيحكي ابن النديم عن والده أن الفتوى كانت تخرج عليها توقيع الفقهاء ورجال الدولة فقد كان السلطان العادل نور الدين يستفتيها ويستشيرها في أمور دولته ؛ لمعرفته بعلمها ورجاحة عقلها وجودة رأيها .

    توفيت فاطمه قبل عام 785 هـ - 1911م ، أى قبل وفاة زوجها الكاشانى




    فاطمة بنت الخطاب



    اسمها ونسبها ( رضي الله عنها )

    هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشية العدوية ، ولقبها أميمة، و كنيتها أم جميل. وأمها حنتمة بنت هاشم بن المغيرة القرشية المخزومية. وهي أخت أمير المؤمنين، وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما)،وزوجة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وقيل إنها ولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن.

    أنعم الله عليها بفطرة سوية، ونفس زكية، كانت مع زوجها من السابقين إلى الإسلام، لم تنتظر إذنا من والد أو تصريحا من شقيق، لكنها سعت إلى الدين الحق، تؤمن بتعاليمه وتحترم حدوده، فتحت قلبها للقرآن الكريم تحرك لسانها بمرونة كلماته، وتحفظ سوره وآياته.

    مضت منذ البداية في طريق الهداية، مع زوجها التقي الورع سعيد بن زيد، احد المبشرين بالجنة.

    تعلما القرآن الكريم على يد الصحابي الجليل خباب بن الأرت، الذي سبقهما إلى الإسلام، كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ ما نزل به الوحي من آيات الذكر الحكيم ويتلوها عليهما، ويفسرها لهما.

    كل ذلك كان يجري في الخفاء خوفاً من بطش السفهاء، ولعل أعظم أدوارها في خدمة الإسلام أنها كانت سبباً في دخول أخيها إلى حياض الدين الحق، وأخوها هو الفاروق عمر بن الخطاب.

    غضب عمر لظهور هذا الدين الجديد، الذي سفه أحلامهم وحطم معتقدات آبائهم وأجدادهم، وأعلن انه سيواجه هذا الدين بكل ما أوتي من قوة، حتى لو وصل الأمر إلى قتل من جاء يدعو إليه ويرفع لواءه.

    تتبع عمر بن الخطاب اثر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يسمع ما يتلوه على أصحابه وتأمل أحوال الدين الجديد، وما أحدثه من تغيير كبير في حياة أتباعه وما أعطاه من عزة وكرامة لمن آمن به من الفقراء والبسطاء.

    أدرك عمر بفطنته وفراسته وحسن بلاغته أن هذا الكلام الذي يتلوه أتباع محمد ليس بكلام شاعر أو بحديث كاهن، لكنه كلام آخر يختلف عما سمع وعرف تمام الاختلاف.

    مضى الرجل القوي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يجد في البحث عنه ويقتفي أثره يريد البطش به وبأصحابه.
    فقالوا له هلا رجعت إلى أهل بيتك فتقوّم أمرهم، بعد أن أسلمت أختك فاطمة وزوجها سعيد.

    ارتد عمر إلى أهله غاضبا كالمارد، فسمع نفس الكلام الذي يتلوه أصحاب محمد يتردد في بيت أخته.
    دخل إلى البيت ومعه سيفه، وسأل عما سمعه وهل اتبعا دين محمد، وخرجا عن ملة آبائهم وأجدادهم؟ كان غضبه شديدا مضاعفا، لأن أخته آمنت بالدين الجديد دون أن تخبره، وغضب أيضا من زوجها وصديقه أن يفعل نفس الشيء، ضربه ضربة قوية وانقض عليه، فلما دافعت أخته عن زوجها صفعها صفعة قوية أسالت الدم من وجهها.

    كان خباب يقرأ لهما ما تيسر من سورة طه، ولما أدرك عمر الباب أخفوا الصحيفة وانطلق القارئ إلى الداخل.
    تحركت عاطفة القربى في قلب عمر وهو يرى الدماء تسيل على وجه أخته الطيبة الوديعة ويتأمل أبعاد الموقف.

    صاحت فيه بقوة وأدب “إن الحق في غير دينك يا عمر، لكن الحق في دين الله، نعم أسلمنا لله وآمنا بمحمد نبيا ورسولا، فاصنع ما بدا لك”، تعجب الرجل من أمر أخته، وتلك القوة التي تتحدث بها، وما حل بها من إرادة وعزم ويقين، أي سر في هذا الدين الجديد؟ طلب منها أن تعطيه الصحيفة فأبت، أقسم لها بأنه سيردها إليها بعد أن يقرأها فوافقت بشرط، قالت له: “يا أخي هذا كتاب الله، كتاب كريم، لا يمسه إلا المطهرون قم واغتسل”، ففعل، ثم أعطته الصحيفة فقرأها.

    وما إن وصل إلى قوله تعالى “لتجزى كل نفس بما تسعى” قال: ما هذا بقول بشر.


    سمع خباب قول عمر فخرج وهو يقول “والله، إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعاء نبيه، فإني سمعته بالأمس يقول: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام”، طلب عمر أن يدلوه على طريق محمد فصحبه خباب إلى دار الأرقم، وهناك أعلن إسلامه وشهد انه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
    سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألسنا على الحق، إن متنا أو حيينا، ففيم الاختفاء”؟
    خرج المسلمون من الدار في صفين إلى المسجد والرسول بينهما وعلى رأس أحدهما حمزة بن عبد المطلب وعلى رأس الآخر عمر بن الخطاب.
    أطلق عليه الرسول يومها لقلب “الفاروق” لأنه فرق بين الحق والباطل، كما كناه بأبي حفص، وحفص من أسماء الأسد.
    لقد كان ذلك الموقف أحد أروع المواقف الإسلامية في تاريخ الحياة الإسلامية، وفيه يعود الفضل لفاطمة بنت الخطاب (رضي الله عنها) وثباتها على دينها، ودعوتها الصادقة لأخيها، الذي كانت البلاد بأجمعها تخاف من بطشه في جاهليته، ولكنها لم تخشاه قط، بل أصرت على موقفها، وكانت سبباً في إسلامه (رضي الله عنه)، وبذلك تحققت فيه دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم).

    مضت فاطمة بنت الخطاب في طريقها تبذل قصارى جهدها من أجل الدعوة الإسلامية، تدعو النساء إلى اتباع الدين الحق، وتقرأ عليهن القرآن الكريم وتشرح لهن آياته وكلماته وأسلم على يديها عدد كبير من النساء.

    ومضى زوجها في الطريق نفسه يدعو إلى الإسلام، كان أبوه رجلاً كريماً عاقلاً طيباً يدين بدين الله قبل بعثة النبي، وهو زيد بن عمرو بن نفيل، اعترض على حياة الجاهلية وآمن بدين إبراهيم الخليل عليه السلام.

    قال الابن الصالح: يا رسول الله إن أبي كان كما رأيته وبلغك، ولو أدرك لآمن بك واتبعك، فاستغفر له، فاستغفر له الرسول صلى الله عليه وسلم.
    مرت الأيام والأعوام، وذهبت أقوام وجاءت أقوام، وبقيت الذكرى الطيبة درسا وعبرة لكل مسلم ومسلمة.

    وعندما أدركت فاطمة بنت الخطاب أن الإسلام هو الدين الحق آمنت به، ولما علمت أن محمدا هو رسول الله صدقته وآزرته، ولما أيقنت أن القرآن الكريم هو كتاب الله حفظت آياته وكلماته وتعلمتها وعلمتها وكانت سببا في هداية عدد كبير من المسلمين وأولهم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين.


    كان إسلام الفاروق عمر فتحا، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، وخلافته عدلاً، ومسيرته علماً وعملاً.
    دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين، واستجاب السميع العليم لدعائه وكانت فاطمة بنت الخطاب سبباً في إسلام أخيها، ودخوله في دين الله، رحمها الله رحمة واسعة مع زوجها وأخيها في الخالدين.

    مما كتب في فاطمة بنت الخطاب من شعر

    كتب عمر بن الخطاب في أخته فاطمة أبياتاً من الشعر، يصف فيها صبرها واحتسابها إلى ربها، حينما عارض عمر اعتناقها للإسلام، وذلك قبل دخوله (رضي الله عنه للإسلام)



    الحمـــد لله ذي المـــــن الــذي وجبــــت لــه علينـــــا أيـــــاد مــا لــهـــا غـيــــر

    وقــــد بدأنـــــا فكـــذبنــــا فقـــال لنـــا صـــدق الحـديــث نبـــي عنـــده الخـبـــر


    وقــد ظلمــت ابنــة الخطـــاب ثم هـــدى ربي عشيــة قالــــوا: قــد صبـــا عمـــــــر

    وقــد نـدمـــت على مــا كــــان مـن زلـل بظلمــهـا حـــين تتـــلى عندهــا الســـــور


    لـمـا دعــــت ربـها ذا العــرش جــــاهدة والـدمـــع مـن عينـــها عجــــلان يبتــــدر




    أيقنـــت أن الــذي تدعــــــوه خالقـــــها فكـــــاد تسبـــــــقني مــن عبـــــــــرة درر



    فقــلـت: أشهـــــــد أن الله خــالقــــنـــا وأن أحمــــــد فينــــــا اليــــــوم مشتـــهر


    نبـي صـــــدق أتـى بالحــق من ثقـــــــــة وافــــي الأمـانـــة مــــا في عـــوده خــــور

    أسمــاء بنت عميـس
    (رضي الله عنهـا)


    نسبهــــــــا


    هي أسمـــاء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية ابن زيد بن مالك بن بشر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن خلف بن أقبل الخثعمية.
    وأمهـا هند بنت عوف بن زهير بن الحارث الكنانية وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخوات ميمونة لأم هن عشر أخوات وست لاب

    حيـاتهـــا


    كانت حياتها رضي الله عنها مليئة بالأحداث والمواقف، وقد اختلفت الروايات وقيل أن أسماء بنت عميس كانت قبل الإسلام تحت حمزة بن عبد المطلب ابن عم رسول الله أنجبت له ابنة
    " أمة الله"
    ثم من بعده كانت تحت شداد بن الهادي الليثي وأنجبت له عبدالله وعبد الرحمن ولكن قيل بعد ذلك أن المرأة التي كانت تحت حمزة وشداد هي سلمى بنت عميس وليس أسماء أختها.


    تزوجت أسماء بنت عميس جعفر بن أبي طالب وأسلمت معه في وقت مبكر مع بداية الدعوة إلى دين الرشاد والهدى، حتى أنه كان إسلامها قبل دخول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بمــــكة.

    كان زوج أسماء بنت عميس ابن عم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام ، وأحد المدافعين عن الحق، الواقفين في وجه الظلم والكفر، ,أحد المؤازرين لرسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وكان رضي الله عنه مقرّبا من الرسول- صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يوده ويقربّه وكان شبيها به- صلى الله عليه وسلم- فقد كان عليه الصلاة والسلام يقول لجعفر:- " أشبهت خلق وخلقي. فكان ذلك يسر أسماء ويسعدها ذلك عندما ترى زوجها شبيها بأحسن الخلق وأفضلهم، فكان يحرّك فيها مشاعر الشوق عندها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم

    وكانت بالفعل نعم الزوجة الصالحة، المخلصة، الوفيّة، والمحبّة لزوجها، وحين أجمع رجال قريش على مقاطعة كل من دخل في دين الإسلام،
    أو آزر مسلما. فلما أذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة، كانت أسماء بصحبة زوجها من جملة المسلمين المهاجرين، متحملين أذى قريش وطغيانهم، كل ذلك في سبيل الله تعالى وتنفيذا لأوامر نبيهم عليه الصلاة والسلام، فخرجوا تاركين مكة فرارً بدينهم، شادين الرحال في سبيل الله، وكانت هذه الهجرة قد أقبلت بعد زواجهما بفترة حديثة، فانطلقا إليها، فقد كانت الهجرة قد وثقّت بينهما أكثر من السابق، وقد ملأ عليهما الإسلام كل ذاتيهما وكل ذرة في كيانهما، فقد كان نعم المؤمنين المجاهدين، الصابرين، الصادقين لا‘نهما كانا يعلمان أن ما عند الله تعالى خيرا وأبقى


    وصل المسلمون إلى الحبشة وكانت أسماء وزوجها في مقدمتهم وقد أقاموا في منزل متواضع صغير، تحيطه مرارة الغربة والقسوة ولكنه كان غنياً بالحب والمودة والاحترام الذي يملأ الزوجين. حقا لقد ملأ جعفر حياة أسماء بحلوها ومرها فساهمت مع زوجها أعباء نشر الحق والدعوة الإسلامية. أنجبت لجعفر وفي بلاد الحبشة أبناءه الثلاثة: عبدالله، و محمداً، وعوفاً، وكان ولدها عبالله أكثر شبهاً بأبيه حمزة الذي كان شبيها بالرسول عليه الصلاة والسلام فكان ذلك يدقدق مشاعرها ويبهجها لرؤية النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم


    ظلت أسماء بنت عميس- رضي الله عنها في ديار الغربة قرابة خمسة عشر عاماً. كانت مدة طويلة، أدت إلى حدوث كثير من الأحداث والمتغيرات في مختلف النواحي والصعد، وكان عليه الصلاة والسلام ، دائم السؤال عن المسلمين هناك، فكان يوفد موفدين ورسل ومن بينهم " عمرو بن أمية الضمري" رضي الله عنه ليزودهم عليه الصلاة والسلام بأحدث المستجدات، ويستطلع أخبارهم ويعلمهم بما جد من تنزيل و أحكام في دين الله، وفي خلال تلك الفترة وأثناء استقرار المسلمين في الحبشة، جاء وفد من قريش إلى ملك الحبشة ( النجاشي) يطالبونه بالمسلمين وإرجاعهم إلى مكة وكان من ضمن وفد قريش عمرو بن العاص، فقالوا:-" قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم". فما كان من النجاشي أن أرسل بطلب وفد المسلمين يسألهم بشأن هذا الأمر، فتقدم جعفر بن أبي طالب، زوج أسماء – رضي الله عنها- فقال:-" أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ..فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع الأوثان، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام..." فنشوّق النجاشي لسماع المزيد فسأله عن ما جاء به النبي- عليه الصلاة والسلام- من عند الله. فأسمعه من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى أخضلّت لحيته، وبكت معه أساقفته، فقال النجاشي:-" إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا ، فلا والله لا أسلمهم إليكما ولا يكيدهم أحد". فكان ذلك سببا في إسلام النجاشي، وكان النجاشي سببا في إسلام وفد قريش والذي كان من بينهم عمرو بن العاص.

    كانت هذه حصيلة هجرة المسلمين إلى الحبشة، والذين صابروا وجاهدوا والذي لمسه النجاشي من سلوك المهاجرين، وكانت أسماء من بينهم، إحدى الداعيات بالقول والعمل والسلوك، وكان ذلك أول إختبار تجتازه.

    عادت أسماء من الحبشة متوجهة إلى هجرة ثانية، كانت إلى المدينة المنورة، فتوجهت زائرة حفصة زوج النبي- صلى الله عليه وسلم، فدخل عليهما عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قائلاً:- " لقد سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم". فغضبت- رضي الله عنها وقالت:-" أي لعمري لقد صدقت؟ كنتم مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم، ويعلّم جاهلكم، وكنّا البعداء الطرداء. أما والله لأتين رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلأذكرن ذلك له، ولا أنقص ولا أزيد في ذلك". فذكرت ذلك له، فقال:-" لكم الهجرة مرتين،هاجرتم إلى النجاشي! وهاجرتم إلّي". فسرّت بذلك وأثلج صدرها، ولم يكن ذلك نوعا من تطييب الخاطر وإراحة النفس لأسماء فقط، بل كان توضيحاً للحقيقة وقطعاً لدابر الفتنة، فهم تركوا مكة فارين بدينهم إلى الحبشة، فكانت " هجرة" وهم أنفسهم انتقلوا من الحبشة إلى المدينة فهذه " هجرة".
    وبدأ الاختبار الجدّي الآخر لأسماء. بعد أن عادت من الحبشة وحلّت في المدينة، فرح الرسول – عليه الصلاة والسلام_ بعودتهما وقد صاحب ذلك فتح خيبرفقال:-" لا أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر؟ أو بقدوم جعفر؟". فمضت أسماء إلى بيت النبوة، تزور زوجاته وبناته، ومضى جعفر مع الرسول- عليه الصلاة والسلام- يشهد معه كل المشاهد حتى جاء يوم الاختبار الفعلي لأسماء، يوم استشهاد زوجها جعفر في موقعة مؤتة، فقد بلغ الرسول- عليه الصلاة والسلام- خبر استشهاده، فحزن حزناً شديداً عليه، فقد كانت له معزّة خاصة ومكانة عالية عند الرسول- عليه الصلاة والسلام- وكان مؤازرا، مدافعاً له، وكان خير الناس للمساكين، حنون، عطوف عليهم، وفوق هذا كله فهو شبيه الرسول- عليه الصلاة والسلام- لذلك كان حزنه عليه كبيراً، حين ذهب عليه الصلاة والسلام إلى أسماء لكي يخبرها باستشهاد زوجها وقد روت الجليلة العفيفة أسماء عن نبأ وفاته. " أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه، فأتاني رسول الله- صلى الله عليه وسلم_ ولقد هنأت( أي دبغت أربعين إهاباً من آدم) وعجنت عجيني، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم, فدخل عليّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال:- " يا أسماء: أين بنو جعفر؟". فجاءت بهم، فقبلهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبكى فأحست أسماء بحدوث شيء لزوجها، فسألت النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال لها:- " قتل جعفر اليوم" فقامت تصيح وتنحب، حتى اجتمع عليها الناس يهدئونها من روعها. فقال عليه الصلاة والسلام:-" يا أسماء لا تقولي هجراً ولا تضربي صدراً". وكان عليه الصلاة والسلام عندما يرى أسماء ويرى فيها الحزن البالغ وثورة البكاء العارمة، كان يطمئنها قائلاً: " يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبريل ومكائيل" فرد عليه السلام ثم قال صلوات الله عليه:" فعوضّه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث شاء.

    وتمر الأيام والشهور وأسماء- رضي الله عنها- صابرة، مخلصة لذكرى زوجها، فكيف لا وقد كان الزوج والحبيب والرفيق، فظلت منكبة على تربية أولادها، تعلمهم، مبادئ الحق والتقوى، داعية إلى الله ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. حتى تقدّم لها أبو بكر الصديق طالباً الزواج منها، فكان ذلك هدية من الله لأسماء الطاهرة العفيفة عن صبرها. فقبلت الزواج منه وانتقلت معه إلى بيت الزوجية، وكانت نعم الزوجة المخلصة، وكان هو مثال للزوج الصالح الذي تستمد منه نور الإيمان، وبقيت عنده إلى أيام خلافته، وأنجبت له ابنه " محمداً". وعندما أحس أبوبكرالصديق بدنو أجله، أوصى أسماء بتغسيله- رضي الله عنهما- وأوصاها إن كانت صائمة في ذلك اليوم أن تفطر، وهذا يدل على منتهى الحب والثقة التي كان يوليها لزوجته أسماء- رضي الله عنهما. وعندما حانت ساعة الموت، حزنت أسماء وهي تعجز عن النظر إليه، الذي كان يشع بالنور، فدمعت عيناها، وخشع قلبها فصبرت واحتسبت لله تعالى. فعندما قامت بتنفيذ الوصية الأولى بغسله، وقد أضناها الحزن العميق، نسيت الوصية الثانية، فقد كانت صائمة، فعندما غابت الشمس وحان موعد إفطارها، أخذت تسأل فهل تنفذ الوصية أم لا، فكان موقفا صعبا، أن وفاؤها لزوجها أبى عليها أن ترد عزيمة زوجها الراحل، رضي الله عنه، فدعت بماء وشربت..
    أخذت أسماء على عاتقها الدعوة إلى الله وتربية أبنائها من جعفر وابنها محمد من أبي بكر ، تدعو الله أن يوفقهم، ويصلح الله بينهم. وبعد فترة وجيزة كان علي-كرم الله وجهه- ينتظر انتهاء عدتها، ليتقدم إليها، فهو رفيق رسول الله – صلى الله عليه وسلم-وصهره لابنته الراحلة فاطمة الزهراء، وشقيق جعفر الطيار زوجها السابق، فكان وفاء لأخيه الحبيب جعفر، ولصديقه أبو بكر الصديق- رضي الله عنهما.
    تزوج علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- بأسماء بنت عميس، وعاشت معه، فكانت له صورة للمرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة، وقد أنجبت له يحيى و عوناً، فكانت مثالاً لكل فتاة، ولكل زوجة وأم في كل زمان ومكان. كان علي- كرم الله وجهه- معجباً بها و بذكائها ورجاحة عقلها، فقد اختلف ولديها" محمد بن جعفر و محمد بن أبي بكر" فيما بينهما، وكل منهما يتفاخر بأبيه فقال كل منهما:-" أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك". وجعل علي- كرم الله وجهه- هذه المسألة لأسماء، فكان ذلك دلالة على أنه كان يريد منها أن تستخرج من فؤادها من الحب والوفاء، واختباراً لذكائها. فلم وقفت أسماء بين ولديها، قالت بكل ثقة ومن غير تردد:-" ما رأيت شاباً خيراً من جعفر ولا كهلا خيراً من أبي بكر". فسكت الولدان، وتصالحا فقال علي مداعباً:-" فما أبقيت لنا؟".
    وهكذا كانت أسماء نموذجاً حياً لأخلاق القرآن والإسلام وأخذت تكبر في عين علي كرّم الله وجهه- حتى أصبح يردد في كل مكان " كذبتكم من النساء الخارقة، فما ثبتت منهن امرأة إلا أسماء بنت عميس".

    وفاتها
    ظلت رضي الله عنها على مستوى المسؤولية التي وضعت لأجلها، زوجة لخليفة المسلمين، وكانت على قدر هذه المسؤولية لما كانت تمر عليها من الأحداث الجسام، حتى جاء على مسمعها مقتل ولدها محمد بن أبي بكر، فتلوت من الحزن والألم عليه، فعكفت في مصلاها، وحبست دمعها وحزنها، حتى شخب ثديها ( سال منها) دماً ونزفت، وتمر الأيام، والأحداث
    حتى فجعت بمقتل زوجها الخليفة علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- فلم تعد قادرة على احتمال المصائب والأوجاع، حتى وقعت صريعة المرض
    تتلوى من شدة الألم على فراق أزواجها الصحابة الطاهرين، وولدها محمد بن أبي بكر
    وفاضت روحها إلى السماوات العلى
    فرضي الله عنها.



  9. #39
    تاريخ التسجيل
    30 - 4 - 2009
    ساكن في
    هناهــو
    المشاركات
    14,292
    مقالات المدونة
    20
    النوع : انثيEgypt الفريق المفضل  : الاهلي

    افتراضي


    بارك الله فيك
    وجعله فى موازين حسناتك
    اللهم امين

    بون بون

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    13 - 4 - 2010
    ساكن في
    القاهره
    العمر
    50
    المشاركات
    32,835
    النوع : ذكر Egypt

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بونبونايه سكره مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك
    وجعله فى موازين حسناتك
    اللهم امين

    بون بون
    ..{.بنبونايه سكره ..

    مَسِآحِآت مِن آَلَشُكْر لِحُضُوْرِكـِ هُنَآ ..


    بَآرَكـِ الْلَّه فِيْكـِ ..


    رَفَع الْلَّه شَآِنِكـِ فِي الْآِرْض وَآلسمَآء


    وآبُعد عَنْكـِ آلْبَلَآء وَآسكُنّكـِ فَسِيْح آَلْجِنَآن ،،


    بَارِكـ الْلَّه لَكـ فِى قَوْلِكـ وَعَمَلِكـ


    وَاثابَكـ وَاعِزكــ



    جُوَزَيْت الْفِرْدَوْس الْاعْلَى..؛


    وَنِلْت وَوَالِدَيْك


    رَحِمَهـ تَعُم أَهْل الْسَّمَاء وَالْارْض..؛

 

 
صفحة 4 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • مش هتقدر تضيف مواضيع جديده
  • مش هتقدر ترد على المواضيع
  • مش هتقدر ترفع ملفات
  • مش هتقدر تعدل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات مصراوي كافيه 2010 ©